ضُمِّي الجِرَاحَ عَلَى الجِرَاحْ
وَتَحَدَّثِي عَنْ ذِكْرَيَاتِ الفَجْرِ يَا شَفَةَ الصَّبَاحْ
عَنْ رِحْلَةِ الطَّيرِ المُغَرِّدِ غُرْبَةً
فِي النَّاسِ
فِي الإِحْسَاسِ
عَنْ زَمَنٍ وَسَاحْ
عَنْ رِحْلَةٍ هَاضَتْ وَهَاضَ بِهَا الجَنَاحْ
فِيهَا انْكِسَارَاتُ المَرَايَا لا تُزِيلُ الأَقْنِعَةْ
وَالغَدْرُ يَعْصفُ بِالجِهَاتِ المُوجَعَةْ
وَسِلاحُ تِمْسَاحِ المَشَاعِرِ كَانَ دَومَاً أَدْمُعَهْ
وَالرُّوحَ بَعْثَرِتِ الرِّيَاحْ
*****


اليَومَ يَوْمُكِ يَا سِجَاحْ
اليَومَ يَومُ الذَّاتِ وَالعَورَاتِ وَالأَيْدِي الشِّحَاحْ
فَالعُهْرُ عَابَ الطُّهْرَ بِالكَذِبِ الصُّرَاحْ
وَالشَّهْقَةُ البِكْرُ اسْتَبَاحُوا عِرْضَهَا
يَوْمَ اسْتَبَاحُوا أَرْضَهَا
وَاليَومَ مَاتَ بِهَا الحَيَاءْ
دَارَتْ عَلَى كُلِّ الصُّدُورِ ...
عَلَى الشِّفَاهْ
حُبْلَى وَفِي أَحْشَائِهَا مِلْيُونُ آَهْ
دَارَتْ وَقَدْ كَشَفَتْ عَنِ الصَّدْرِ الوِشَاحْ
*****

مِنْ أَيْنَ نُنْجِبُ عِزَّنَا وَابْنُ البُطُولَةِ مِنْ سِفَاحْ
مِنْ أَيْنَ نَجْلبُ مَجْدَنَا بِالرَّاقِصَاتِ عَلَى الجِرَاحْ
مِنْ أَيْنَ لَيلُ الذُّلِّ يَمْضِى ... وَالنَّدِيمُ رَحَىً وَرَاحْ
كُلُّ الأَصَابِعِ لا تُشِيرُ إِلَى الصَّبَاحْ
وَالإِصْبَعُ الوُسْطَى تُشِيرُ إِلَى العَدَالَةِ تَزْدَرِيهَا
وَأَذَى المَهَانَةِ يَعْتَرِيهَا
وَالظُّلْمُ قَهْقَهَ سَاخِرَاً مِنْ قَوْلِ فِيهَا
وَالجِدُّ بَاتَ كَمَا المُزَاحْ
*****

قُومِي بَأْمِرِكِ أَطْلِقِي مِنْكِ السَّرَاحْ
قُومِي إِلَى غَيْمَاتِ عِزِّكِ وَامْتَطِي صَهَوَاتِهَا
فَالنَّصْرُ لاحْ
وَاسْتَمْهِرِي سَرْجَ الإِبَاءِ إِذَا أَرَدْتِ سَلامَةً
دُونَ انْبِطَاحْ
فَالعِزُّ مِئْذَنَةُ الهُدَى نَادَتْ بِحَيَّ عَلَى الفَلاحْ
يَا أُمَّةٌ كَفَرَتْ طَوِيلاً بِالجِهَادِ وَبِالكِفَاحْ
يَا أُمَّةٌ أَبِقَتْ بِهَا مِنْ طُهْرِ مَاضِيهَا وَعَاشَتْ لِلنِّكَايَةِ وَالنِّكَاحْ
العُمْرُ آذَنَ لِلرَّوَاحْ
وَالسَّيْفُ يَبْكِي خَالِدَاً
وَالخَيْلُ تَسْتَجْدِي صَلاحْ
لا تَحْسَبِي أَنَّ السِّلاحَ هُوَ النُّوَاحْ
لا تَحْسَبِي أَنَّ الرَّشَادَ يَكُونُ فِي كَبْحِ الجِمَاحْ
بَلْ فِي اسْتِبَاقِ النَّصْرِ بِالقَدَرِ المُتَاحْ