سَقَطَ القِنَاعُ فَأَينَ وَجْهُكَ أَيْنَ خَلْفُكَ مِنْ حِيَالِكْ
بَلْ أَيْنَ رُشْدُكَ مِنْ ضَلالِكَ أَيْنَ خَيْلُكَ مِنْ خَيَالِكْ
يَا مَنْ أَجَادَ مُخَاتِلا فَنَّ التَّلَوُّنِ فِي المَمَالِكْ
وَبِمَلْمَسِ الرَّقْطَاء فَنَّ الزَّحْفِ فِي كُلِّ المَسَالِكْ
يَا مَنْ بِحِرْبَاءِ الضَّمِيرِ تَرَى المَكَارِمَ بَعْضَ آلِكْ
فَكَأَنَّمَا الفَضْلُ ابْنُ عَمِّكَ وَالفَضِيلَةُ بِنْتُ خَالِكْ
أَظَنَنْتَ أَنَّ الكَيْدَ صَحَّ وَأَنَّ دَرْبَ المَجْدِ سَالِكْ؟
فَجَعَلْتَ غَايَتَكَ الوُصُولَ عَلَى النِّفَاقِ لِخَيرِ حَالِكْ
الوَجْهُ يُشْرِقُ بِالتُّقَى وَالقَلْبُ بِالآثَامِ حَالِكْ
وَالوَعْدُ عِنْدَكَ خُدْعَةٌ وَالعَهْدُ عِنْدَكَ مِنْ نِصَالِكْ
أَتَظُنُّ طَعْنَكَ فِي الجَلِيلِ عَلَيكَ يَرْفَعُ مِنْ جَلالِكْ؟
أَوْ أَنَّ لَحْنَكَ فِي الرَّشِيدِ يَزِيدُ مِنْ نَشْوَى اخْتِبَالِكْ؟
تَسْعَى بِزَعْمِ النُّصْحِ فِي تَقْوَى القُلُوبِ فَكَيفَ ذَلِكْ؟
إِذْ لَسْتَ تَرْضَى الشَّافِعِيَّ وَلَسْتَ تَتْبَعُ فِقْهَ مَالِكْ
وَتَظَلُّ تَتْبَعُ كُلَّ مَنْ بَسَطَ الوُعُودَ إِلَى نَوَالِكْ
تَرْمِي بِدَائِكِ ثُمَّ تَنْسَلُّ الدَّنَاءَةُ مِنْ خِلالِكْ
وَتَسِيرُ فِي رَكْبِ الخِيَانَةِ فِي انْقِلابِكَ وَاقْتِبَالِكْ
شَيطَانُ إِنْسِكَ عَنْ يَمِينكَ وَالخَطِيئَةُ عَنْ شِمَالِكْ
حَتَّى وَفِي سَقْطِ المَتَاعِ يَظَلُّ غَدْرُكَ رَأْسَ مَالِكْ
تَطْوِي جَنَاحَكَ لِلذِي تَمْتَاحُ مِنْهُ جَدَا احْتِيَالِكْ
أَوْ تَارَةً تَخْتَالُ فِي صَلَفٍ وَقَدْرُكَ دُونَ ذَلِكْ
لِلرَّأْيِ تَهْتفُ هَا هُنَا وَتَذُمُّ فِيهِ غَدًا هُنَالِكْ
أَوْ تَارَةً تَنْحَازُ لِلأَهْلِي وَأُخْرَى لِلزَّمَالِكْ
سِرْ أَيْنَ شِئْتَ تَبَخْتُرًا لا يَحْتَوِيكَ سِوَى ظِلالِكْ
أَوْ طِرْ لَهَا ، مَهْمَا عَلَوتَ فَمَا بَلَغْتَ مَدَى نِعَالِكْ
الفَخْرُ لا يَبْنِي الرِّجَالَ وَأَنْتَ تَحْسَبُهُ كَذَلِكْ
وَالعُهْرُ لا يُنْجِي الحَرَائِرَ وَالسَّرَائِرَ فِي المَهَالِكْ
وَالدَّهْرُ أَوْثَقُ مَنْ يَمِيزُ الأَكْرَمِينَ مِنَ الصَّعَالِكْ
فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ كَرَّتَينِ وَزَعْ نِيَاقَكَ عَنْ جِمَالِكْ
وَاعْلَمْ بِأَنَّ الشَّمْسَ أَسْطَعُ بِالحَقِيقَةِ مِنْ هِلالِكْ
فَالصِّدْقُ دَرْبٌ لِلنَّجَاةِ وَغَيرُ دَرْبِ الصِّدْقِ هَالِكْ