صَفِّقِي يا روحُ
ثُوري
وازأرِي كالليثِ فِي الغاباتِ أو فوقَ السُّفوحْ
حلِّقِي فِي الأفقِ كالأطيافِ
كالأفلاكِ
كالأطيارِ
تشدُو الحبَّ في دوحٍ صدوحْ

حلِّقي يا روحُ عزَّاً
لا تخافِي من أعاصيرٍ وريحْ
أنا بالحقِّ قويٌّ
أنا بالدينِ أبيٌّ
لستُ أخشى أنْ أصيحْ
ها هو الطوفانُ يسعى بالردى
كيد الأعادي
ساخراً من فُلكِ نُوْحْ

دَمْدمِي يا روحُ مَوجاً هادرًا
لا ترضخِي
قدْ ملَّتِ النفسَ الْجروحْ
داخلي بركانُ سخطٌ حارقٍ يكوي الْحشَا
في مُهجتِي خيلٌ جَمُوحْ
سرجُهَا عزمٌ وحزمٌ
والزمامُ البعضُ منْ بعضِ الطُّمُوحْ

إنَّنِي يا روحُ قلبٌ شاعرٌ
قد ضَجَّ منْ ليلٍ
ومنْ قولٍ
ومنْ وجهٍ قبيحْ
ليتَهمْ يدرونَ أنَّ القبرَ ما عادَ الضَّرِيحْ
يا تُرى أنَّى لنا أنْ نستريحْ
ومتَى تُشرقُ شمسُ الحقِّ عزَّاً
ومتَى يُعلنُ حدَّ السيفِ
أنَّ الظلمَ دونَ القهرِ لا يَهْوَى النزوحْ