سلسلة من الأشعار التي قلتها في الصديق والصداقة.
(1) من القديم (1989)...
بِالأَصْدِقَاءِ تُزَيَّــنُ الأيَّـامُ
وَتَطُولُ فِي إِخْلاصِهِمْ أَعْوَامُ
وَيَكُونُ فِي مَا تَسْتَزِيْدُ زِيَادَةً
وَيَكُونُ فِي مَنْ تَشْتَكِيْهُ خِصَامُ
وَهُمُ البَسَاتِينُ التِي تَصْفُو بِهَا
بِهُمُ الجَمَالُ وَمِنْهُمُ الإِلْهَامُ
وَهُمُ الثُّغُورُ المُحْصَنَاتُ سَلامَةً
وَهُمُ الحُسَامُ الصَّارِمُ الصِمْصَامُ
وَهُمُ الذِينَ إِذَا بُلِيتَ بِعَارِضٍ
كَانُوا كَمِثْلِكَ فِيهُمُ الإِيلامُ
يَهْدُونَ لِلرَّأْيِ السَّدِيدِ وَإِنْ يَكُنْ
فِي نُصْحِهِمْ عَتَبٌ لَهُ وَمَلامُ
فَالنَّفْسُ فَيِمَا تَسْتَرِيحُ شَقِيَّةٌ
إِنْ لَمْ يَصُنْهَا مَنْطِقٌ وَذِمَامُ
وَالنَّفْسُ فِي كُلِّ الأُمُوْرِ عَزِيْزَةً
تَعْتَادُ مَا تَرْضَى لَهَا الأَحْلامُ
إِنَّ الصَّدِيقَ الحَقَّ مِرْآةُ الفَتَى
يَخْشَى عَلَيْهِ وَلا يَزَالُ يُلامُ
يُبْكِيهِ فِي النُّصْحِ الحَرِيصِ وَإِنَّهُ
يَبْكِي عَلَيهِ إِذَا أَتَاهُ شِتَامُ
أَسَفَى عَلَى زَمَنٍ تَبَدَّدَ دُوْنَمَا
أَلْقَى صَدِيْقَاً يَجْتَبِيْهِ مَرَامُ
أُعْطِيهِ مِنْ صَافِي الوِدَادِ مَحَبَّةً
تَهْفُو إِلَيْهِ وَفِي الفُؤَادِ سَلامُ
وَأَصُونُ سِـرَّهُ فِي المَوَاقِفِ كُلِّهَا
وَأَذُودُ إنْ جَارَتْ عَلَيْهِ أَنَامُ
وَأَرُدُّ كَيْـدَ الكَائِدِينَ عَلَيْهُمُ
كَي لا يُسَرُّ الكَاشِحُ النَّمَّـامُ
وَأَغُضُّ بَعْضَ الطَرْفِ عَنْ آثَامِهِ
مَنْ ذَا الذِي لَيْسَتْ لَهُ آثَامُ
وَأُقِيلُ مِنْ عَثَرَاتِهِ فِيَ مَا جَرَى
وَأُعِينُ فِي مَا تَكْتُبُ الأَيَّـامُ
وَأُرِي الصَّدِيقَ مَكَارِمِي وَمَحَاسِنِي
فَيَكُوْنَ مِنْهُ الصِّدْقُ وَالإِكْرَامُ