أحدث المشاركات
صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1234
النتائج 31 إلى 35 من 35

الموضوع: عزف تحت نافذة المعشوقة ..أقصوصة .

  1. #31
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 392
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    تابعت الأحداث بشغف أستاذي المكرم
    حيث الهطول الماتع والسردية الرائعة
    قلم يستحق انحناءة تبجيل
    دمت بهكذا الجمال
    تحيتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #32
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    الإبنة الرائعة رنيم ..بداية نحمد الله كثيراً أن هيأ لمصر الهدوء والاستقرار لأننى أكون قلقاً جداً على بناتى وأبنائى فى مثل تلك الأوقات العصيبة ..ومن هنا أدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ الأردن الشقيق وسوريا الشقيقة من كل سوء وأن نجد من يطمئننا على من هناك وهم كثر ..آميين .

  3. #33
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    الحلقة الثالثة عشرة
    ورجعت متعباً وضائعاً إلى عزلتي بعد ان كنت قد قطعت نصف المسافة نحو السعادة الأبدية ..عدت إلى رسوماتي ..أرش الألوان وارسم من وحى عذابي وضياعى ..
    كنت أجلس ممسكاً بفرشاتى محدقاً في اللاشئ .. وتمضى الدقائق والساعات وأنا على تلك الحال .. إلا أن حصيلة تلك الايام جاءت بمثابة التعويض الحقيقى للفقد الذي منيت به ..فقد أنجزت (الدوامة) و( إيقاعات زنجية) و(نقوش بقلم الاردواز) .. أحياناً ألوم نفسي ..وأسأل ..لماذا دخلت مثل هذه التجربة معتمداً على شئ من الحب منحتني إياه تلك الصبية ..لماذا أخفقت ..لماذا؟
    واكتشفت أنني عولت الكثير على مجرد فتاة صغيرة لا تملك قدرها..إذ لازال الوقت مبكراً لوضع مثل تلك الثقة في فتاة أية فتاة مهما كانت باستثناء القلة التي أردات وحققت إرادتها ..
    ويبقى الحب مجرد ضوء أخضر..يتيح للفتاة الواثقة أن تنال ما تصبو إليه ولكنه بأية حالٍ لا يشكل ضمانة حقيقية نحو تحقيق الهدف..
    يجب أن أتمنى لها السعادة ..هكذا فكرت في بادئ الأمر ..وتمنيت لها ومن كل قلبي أن تسعد في نهاية الأمر.. وانطويت على نفسي لا أكلم أحداً ..لو كان الأمر اقتناصاً..أو مبارزة أو معركة ..لما ضاعت منى أميمة بهذه السهولة .. وبذلت جهداً كبيراً لأحافظ على تماسكي قبل أن أصل لمنزل هدى وتصورت أن كل إنسان التقيته في طريقي يعلم وجهتي ولماذا أنا في هذا الحي وزاد من تأزمي صاحب المتجر القريب من منزل أسرة هدى والذي حملق في وجهي متسائلاً ولكنني رغماً عنه تجاسرت وأوصلت طريقي ..
    تلقفتني عند باب منزلهم وأسرعت بى نحو إحدى الغرف وتركتني لبعض الوقت ثم عادت تدفع بها أمامها وعند باب الغرفة أبطأت الاثنتان خطواتهما ..( أدخلي - اقسم لك أنه لوحده)
    وانحنت قليلاً قبل أن تلج الباب واندفعت نحوى مفردة يدها وكانت قبل ذلك بثوان قد وقفت وقطعت نصف المسافة نحو باب الغرفة .. أطرقت بوجهها نحو الأرض وجاوبت تحيتي بهمسة مرتعشة..وفي تلك اللحظة اختلطت امامى مظاهر الحركة والسكون وطاشت ألوان الستائر والأشياء ..
    كانت بجانب المرآة الكبيرة لوحة لطفل يبكى تدحرجت أدمع ذلك الصبي فيما بدا لي وتعدت إطار تلك اللوحة وانثال الدخان من الإناء الفخاري الذي كان يرقد قريباً من خزانة للملابس بالرغم من انطفاء جمراته ربما منذ أسابيع واهتز كل شئ بالغرفة في آن واحد وعاد إلى سكونه القديم ..وسحبت يدها من يدى بأسرع مما تصورت وجلست بعيداً عنى في إحدى زوايا الغرفة وقذفت برأسها إلى الوراء ثم أراحت كتفيها ويديها وأرسلت تنهيدة متوترة وهي تشيح بوجهها نحو النافذة..
    وساعتها شعرت كما لو أن الأمر شهقة عطرٍ أو ضحكة عصفورٍ ..أم ماذا؟ تفتح وردة أم تهويمة فراش وعناق أغصان وظلال ..شعرت وكأنني بصحبة من اشتهى والكون ينهض في صباح جمعة ونحن نجوس بين تلال زيتية الاخضرار.. كانت مضطربة وشرحت لي مقدار ما قاسته من أهوال في سبيل الوصل إلى هنا متخطية الطوق الرهيب الذى تفرضه أسرتها عليها ..
    الغرفة تأخذ لوناً جديداً بتأثيرها وحضورها الدافئ وقد أبرزت منضدة مستديرة نفسها باعتبار أنها أجمل قطعة أثاث .. السرير الخشبي ودولاب الملابس يتضاءلان خلف عادية شديدة ولكن ثمة مرآة كبيرة في إطار من خشب المهوقنى تلفت الأنظار وبصفة خاصة إذا كان المتأمل شخص مثل أنوار يراها لأول مرة ويهرب إليها عندما لا يجد عبارات مناسبة لإضفاء جواً طبيعياً على الموقف برمته..وهنالك لوحات وكتب واسطوانات تقبع بالقرب من جهاز ( البيك آب) ونور (الفانوس) ينبعث وبقدر ما يستطيع في دوائر تتناقص باتجاه بقية زوايا الغرفة وأنا في خضم هذه الفوضى المسائية ألوذ بوسامة أنوار وبجمالها الساحر..
    تأملتها جيداً وأنا أصغى إليها متجاهلاً أخبار اميمة وانتقلنا من موضوع إلى آخر.. إلا أنها ظلت مثل شارة حمراء لم يكن باستطاعتنا تخطيها ..لذلك همهت ( ياحليلك يا اميمة وين أنت ..وعاملة كيف..).

  4. #34
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    الحلقة الرابعة عشرة
    وهكذا ولجت ( أنوار) إلى دنياي تضيء فضاءات حياتى بأنوارها الباهرة ..لعل ( هدى ) أرادت أن تكفر عن خطئها بتحريض شقيقها ليتزوج ( أميمة ) .. وكان تصرفها ذاك لا يخلو من أنانية سافرة .. صحيح أن من حقها أن تحتفظ بأروع صديقاتها فى نطاق مجتمعها هنا وأن تخص شقيقها بها .. لكن الرجل لم يكن مهتماً باميمة فيما علمت وكان يتهرب فى كل إجازة يعود فيها للبلد من فكرة الزواج .. بيد أنه لم يجد بداً من الاستسلام هذه المرة لا سيما وأميمة خير من يشرفه فى مجتمعات الغربة بدلها وجمالها الآسر ..وشيئاً فشيئاً تراجعت صورتها نحو أقصى نقطة فى ضميرى .. لا .. لم تغادرنى تماماً .. كيف سانساها بهذه البساطة حتى مع وجود الرائعة ( أنوار) فى فضاءات عمرى .. أذكر أنها قالت لى فى إحدى المرات .. أمنحتى فقط بضعة سنتيمترات من قلبك لأرتاح عليها وتصرف فى الباقى كما تشاء .. فأنا أفهمكم جيدا معشر التشكيليين .. لن تكفيكم حبيبة واحدة .. قلت لها أنت ولا أحد غيرك سيدخل إلى هنا وكنت اشير إلى قلبى .. وها هى أنوار تدلف هى الأخرى إلى سويداء فؤادى .. آه من حواء هذه .. لن تعدم وسيلة لتهزمك بها إن هى قررت السطو على إحساسك .. وليلة البارحة لم أتذوق طعم النوم ..فقد كنت مستغرقاً أرسم واشطب على أمل أن اشكل انوار فى لوحة أفاجئها بها .. لكن تفاصيلها المبهمة وجمالها الغامض ظل عصياً على فرشاتى طوال الليل .. اصابنى صداع رهيب وقد فكرت فى ابتلاع بعض أقراص ( الفاليوم خمسه) لكن أحد زملائى بالمدرسة حذرنى منها ومن خطورة إدمانها .. توجهت نحو الصيدلية القابعة فى قلب السوق الجديدة علنى ابتاع شيئاً ما يخفف أوجاعى .. توقفت عند صيدلانية مترفة انكبت على روشتة أحد المرضى تراجع معه كيفية تناول الدواء ولم أتقدم نحو الصيدلانى الموجود إالى جوارها ..هو الإنحياز التام إذن لحواء فى كل مرفق من مرافق الحياة .. هل هذا مرض اشعر به وحدى أم أن كل ابناء آدم مثلى ؟ .. حقيقة لا أعلم .. لكن هذا الكائن الساحر يأخذنى على حين غرة اينما توجهت فاستسلم له دون أدنى مقاومة ..قالت لى بدون أن ترفع راسها.. نعم .. اى خدمه ؟ قلت لها والله يا دكتوره لم أنم ليلة البارحة واشعر بصداع رهيب .. قالت لى ولماذا لم تخلد للنوم ؟ قلت لها هى فى الواقع مشاكل شخصية .. تعلمين مدى ما يسببه القلق من أرق .. قالت لى لماذا لم تكثر من الصلاة على النبى فيتسلل النعاس إلى أجفانك .. قلت لها ونعم دواء ..دواء الصلاة على النبى الخاتم صلوات الله وسلامه عليه .. لكننى تصورت أنه ربما تكون لديكم عقاقير تساعد على النوم .. هنا رفعت راسها لأكتشف ان محدثتى ليست سوى أنوار بلحمها ودمها .. أنواااار .. أنت صيدلانية وأنا لا أعلم ؟ .. قالت لى وهى تضحك .. نحن فى بداية الطريق يا استاذ .. اجلس هناك وسأعد لك لك كوباً من الشاى يريحك من أوجاعك .. لقد زال الصداع والله يا أنوار أقسم بالله العلى العظيم لقد مضى ألمى إلى غير رجعة .. ياااه .. ما كل هذه المفاجآت ؟ ..ومن يومها وأنا أدمن المجىء للصيدلية بمجرد إنتهائي من الدوام اليومى بالمدرسة ..وأعود فى المساء لأخذها وتوصيلها مشياً على الأقدام حتى منزلهم .. وفى ذات مساء إرتديت أجمل ما لدي من ملابس ونضحت شيئاً من العطر على نفسي فقد كنت بصدد التحدث مع أنوار بخصوص خطبتها من أهلها زوجة لى على سنة الله ورسوله لأفاجأ بمكانها وقد إحتلته صبية أخرى .. عرفنى زميلها فتقدم نحوى محيياً وناولنى مظروفاً وهو يقول لى .. هذه الرسالة تركتها لك زميلتنا الدكتوره أنوار .. أخذت الرسالة وضربات قلبى تتصاعد والعرق يتسسل من كل نبض فى خلايا جسمى وقرأت ( عزيزي الأستاذ بشير .. مساء الخير .. عندما تصلك هذه الرسالة أكون فى طريقي إلى ( مسقط ) بعد أن ُ حظيت بعقد للعمل بدولة ( عُمان ) ..كنت اتمنى لو كان وداعنا بصورة أفضل .. تقبل إعتذارى وأمنياتى لك بالتوفيق فى حياتك المهنية والشخصية والتوقيع .. دال .. أنوار .) .

  5. #35
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    الحلقة الأخيرة
    مخطئ من يعتقد أنه الجم مهر الزمان العنيد ..مخطئ ومجنون من يعتقد بأنه ظفر بهذه أو بتلك ..لأنه نادم في النهاية ..نادم وضائع مهما عزم ومهما ثابر ..لا ياهذه ..لا ياتلك ..من أنا ؟ ومن أكون؟ ومن أنتما؟ ومن تكونان؟ أنا لا أريد سوي واحدة منكما لا أكثر..واحدة فقط بل ومساحة صغيرة في قلب أي منكما ..لا يا أنتما العزيزتان الرائعتان..كفاني ضياعاً وألماً ..كفى.. أميمة كفى يا أنوار ..
    - ولكن كيف ومتى ..؟
    - لقد عادت بعد انفصالها من زوجها وطلاقها نهائياً منه ألا تفهم ..
    - (........................)
    - كانت خطابات شقيقي تلمح إلى عدم استقراره العائلي وكان يعتب عليها ويصفها بالعناد وبالجفاء..وقد عادت الآن.. ربما من أجلك..هدى وهى تزف إلىّ نبأ عودة أميمة .
    تطأين على قلبي ..تطأين على مشاعري ..وأتمنى لو يتمدد قلبي ..ولو تنتشر مشاعري ..لتركضي على قلبي تركضي على مشاعري وأبقى مغتبطا تعذبني الآلام ..والآن وقد تباعد ذلك البهاء ..تباعد ذلك الحنان وبقيت مشاعري منتشرة بحجم الكون وفي القلب متسع لأحزان العالم ..تباعد قبل أن يكمل المشوار وضاعت البداية وهى لم تزل طفلة في المهد ..وتباعدت النهاية في ضباب الآتي من الأيام ..وأبقى لا أنت ..ولا البداية ولا النهاية ..
    وكانت ساعة الرحيل قاسية وغريبة ..والمؤجر الجديد يتلهف للانتقال إلى غرفتي ..وعّز على إغلاق النوافذ لآخر مرة ..خانتني أصابعي وما عادت تقوى على إدخال المفتاح ..فقدت طريقها إليه وهي التي تعودت على تلمس الباب في الظلام الكثيف ..حدقت ملياً في التواريخ وأرقام الهاتف المنقوشة بأحد الأركان ..وعانقت نظراتي المكان الذي تعودت الجلوس عليه..تأملت التبقعات والآثار التي كانت مختبئة خلف اللوحات .. ونظرت فإذا كل شئ يغادر موقعه ليندس بين الحقائب..
    كنت أؤخر تلك اللحظة وأتمنى أن لا تجئ أبداً أما وقد أتت فلا فائدة من التأخير..لا فائدة من التأخير ..لا فائدة من الأيام والأسابيع والتوقعات المريرة التي عشتها وأنا لا أستقر على رأى..
    وقلت لنفسى ..غداً سأكون في بلد جديد ..وأمكنة جديدة ..وربما أعانق عيونا جديدة وأحظى برفقة جديدة ولكنني لوحت بكلتا يدي في الهواء وغضبت إذ أفكر في البحث عن بديل لأناس صاروا جزءً من حياتي ..

صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1234

المواضيع المتشابهه

  1. قاص تحت الضوء.. نافذة منكم واليكم
    بواسطة أحمد عيسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 05-03-2014, 10:38 AM
  2. المدينة المعشوقة
    بواسطة إبراهيم القهوايجي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 07-11-2005, 02:05 PM
  3. نافذة على اللغة / أخطاء شائعة
    بواسطة محمود مرعي في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 24-12-2003, 10:20 PM
  4. هل لي الى عينيك نافذة ؟
    بواسطة منذر ابو حلتم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-08-2003, 12:27 PM
  5. نافذة على الأنتفاضة في الأدب الفلسطيني
    بواسطة زياد مشهورمبسلط في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20-05-2003, 08:24 PM