بين الخاطرة وقصيدة النثر

لا بد قبل كل شيء من العودة إلى تعريف الخاطرة : هي ومضة فكرية مركزة ودقيقة ترد في ذهن الكاتب ويعبر عنها بتركيز في العبارات والجمل التي تكون على الأغلب تراكيب خبرية بعيدة عن الأسلوب الإنشائي / الأمرــ النهي ــ الاستفهام ....... / ولا أقول بعيدة تماما وإنما أن استخدمت فبقلة قليلة ، ولا أقول يعبر لحظة وروردها / الخاطره / وقد يكون التعبير بعد ورود الفكرة حيث يترك الكاتب لنفسه فسحة للتفكير في العبارات والجمل المستخدمة ، ولا يجوز أن تطول أو تلجأ إلى التعليل والتحليل وإعطاء الحلول بل هي دفقات من مشاعر هاجتها مؤثرات خارجية أو داخلية
وهي بتعبير أدق بؤرة فكرية مغلفة بمشاعر متفجرة يعبر عنها بعبارات مركزة تنطلق من العاطفة قبل كل شيء ومن هنا وقع كثير من الشباب في تفسيرها أنها خاطرة الحب والعشق وما ينتج عنه من آهات ولواعج وحرقات ، وبذلك فقد اختصروا الأحاسيس إلى شعور واحد فقط
يبتعد فيها الكاتب عن :
ـــ الموسيقا الداخلية إلا ما تسمح به تراكيب الحروف
ـــ المحسنات البديعية إلا ما ورد عرضا
ـــ لا تعتمد التصوير إلا ما ورد عرضا
ويجب أن تنساب الألفاظ انسيابا سهلا ناعما

قصيدة النثر : تقف موقف الوسط بين شعر التفعيلة والنثر الفني بحيت لا تلتزم بتفعيلة واحدة ولا تهتم بالتقفية
إنما تركز على الموسيقا الداخلية المتمثلة في :
ـــ القوافي الداخلية : وهو نهاية الجمل / يسمى في النثر : السجع /
ـــ انتقاء الكلمات التي تحمل الإيحاء / وهو أن يحمل اللفظ بالإضافة إلى دلالته المعنوية دلالات شعورية /
ـــ الاعتماد الكبير على التصوير الكلي على شكل مشاهد متتابعة
ـــ تعتمد التراكيب المجازية مع التشخيص / إعطاء صفات الإنسان لغيره / والتجسيم / نقل المعنويات إلى المحسوس
ـــ تستخدم المجاز المرسل والتصوير الجزئي / التشبيه والاستعارة والكناية / وتركز على نوعي الاستعارة تركيزا شديدا
ـــ وبشكل عام تعتمد الخيال في الصورة والتراكيب وإسناد الالفاظ لبعضها


رمزت عليا