أحدث المشاركات
صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1234
النتائج 31 إلى 35 من 35

الموضوع: نقوش على جدار التاريخ

  1. #31
    الصورة الرمزية نافع مرعي بوظو شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 691
    المواضيع : 62
    الردود : 691
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    الأستاذ محمد البياسي شكراً لك على الموضوع الرائع وأود هنا أن أشارك في إضافة قصيدة رائعة من روائع أبو فراس الحمداني لموضوعك الشيّق .

    أبو فراس الحمداني

    هو الحارث بن سعيد بن حمدان، كنيته "أبو فراس". ولد في الموصل واغتيل والده وهو في الثالثة من عمره على يد ابن أخيه جرّاء طموحه السياسي، لكنّ سيف الدولة قام برعاية أبي فراس.

    استقرّ أبو فراس في بلاد الحمدانيين في حلب. درس الأدب والفروسية، ثم تولّى منبج وأخذ يرصد تحرّكات الروم. وقع مرتين في أسر الروم. وطال به الأسر وهو أمير ، فكاتب ابن عمه سيف الدولة ليفتديه، لكنّ سيف الدولة تباطأ وظلّ يهمله.

    كانت مدة الأسر الأولى سبع سنين وأشهراً على الأرجح. وقد استطاع النجاة بأن فرّ من سجنه في خرشنة، وهي حصن على الفرات. أما الأسر الثاني فكان سنة 962 م. وقد حمله الروم إلى القسطنطينية، فكاتب سيف الدولة وحاول استعطافه وحثّه على افتدائه، وراسل الخصوم . وفي سنة (966) م تم تحريره.

    وفي سجنه نظم الروميات، وهي من أروع الشعر الإنساني وأصدقه.

    لماذا تأخّر سيف الدولة في تحريره؟

    علم سيف الدولة أن أبا فراس فارس طموح، فخاف على ملكه منه، ولهذا أراد أن يحطّ من قدره وان يكسر شوكته ويخذله ويذلّه بإبقائه أطول فترة ممكنة في الأسر.

    ولهذا قام بمساواته مع باقي الأسرى، رغم انه ابن عمه، وله صولات وجولات في الكرم والدفاع عن حدود الدولة وخدمة سيف الدولة الحمداني.

    أبو فراس الحمداني بين فكّي التاريخ

    سقوط الفارس في ساحة الميدان

    بعد سنة من افتداء الشاعر، توفي سيف الدولة (967) م وخلفه ابنه أبو المعالي سعد الدولة، وهو ابن أخت الشاعر. وكان أبو المعالي صغير السن فجعل غلامه التركي فرعويه وصياً عليه.

    وعندها عزم أبو فراس الحمداني على الاستيلاء على حمص، فوجّه إليه أبو المعالي مولاه فرعويه، فسقط الشاعر في أوّل اشتباك في الرابع من نيسان سنة 968 م وهو في السادسة والثلاثين من عمره.

    وهكذا نجد أنّ رأي سيف الدولة الحمداني فيه كان صادقاً وفي محله. فقد كان أبو فراس الحمداني طموحاً الأمر الذي جرّ عليه الويلات


    أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُـكَ الصّبـرُ

    أمَا لِلْهَوَى نَهْيٌ عَلَيْـكَ وَلا أمْـرُ


    بَلى ، أنَا مُشتَـاقٌ وَعِنْديَ لَوْعَـةٌ

    وَلَكِنّ مِثْلـي لا يُـذَاعُ لَـهُ سِـرُّ


    إذا اللّيلُ أضْوَاني بَسَطتُ يدَ الـهَوَى

    وَأذْلَلْتُ دَمْعـاً من خَلائقـهِ الكِبْـرُ


    تَكادُ تُضِيءُ النّـارُ بيـنَ جَوَانِحِـي

    إذا هيَ أذْكَتْـهَا الصّبَابَـةُ والفِكْـرُ


    مُعَلّلَتي بالوَصْـلِ ، وَالمَـوْتُ دُونَـهُ

    إذا مِتُّ ظَمْآنـاً فَلا نَـزَل القَطْـرُ


    حَفِظْـتُ وَضَيَّعْـتِ المَـوَدّةَ بَيْنَنَـا

    وأحسنُ ، مِن بَعضِ الوَفاءِ لكِ العُذْرُ


    وَمَـا هَـذِهِ الأيّـامُ إلاّ صَحَائِـفٌ

    لأَحرُفِها ، مِنْ كَفّ كاتِبها ، بَشْـرُ


    بنَفسي مِنَ الغَادِيـنَ فِي الحَيّ غَـادَةً

    هَوَايَ لهَا ذَنْبٌ ، وَبَهْجَتُـها عُـذْرُ


    تَرُوغُ إلى الوَاشِيـنَ فِيَّ ، وإنَّ لِـي

    لأُذْناً بِهَا ، عَنْ كُلّ وَاشِيَـةٍ ، وَقـرُ


    بَدَوْتُ ، وَأهْلي حَاضِرُونَ ، لأنّنـي

    أرَى أنّ دَاراً ، لَسْتِ مِنْ أهلِها ، قَفْرُ


    وَحَارَبْتُ قَوْمي فِي هَوَاكِ ، وإنّهُـمْ

    وَإيّايَ ، لَوْلا حُبّـكِ ، المَاءُ وَالخَمـرُ


    فإنْ يَكُ مَا قَالَ الوُشَـاةُ وَلْمُ يَكُـنْ

    فقَدْ يَهدِمُ الإيِمَانُ مَا شَيّـدَ الكُفـرُ


    وَفَيـتُ ، وفِي بَعضِ الوَفَـاءِ مَذَلّـةٌ

    لآنِسَةٍ فِي الحَـيّ شِيمَتُـهَا الغَـدْرُ


    وَقُورٌ ، وَرَيْعَـانُ الصِّـبَا يَسْتَفِزّهـا

    فَتَأْرَنُ ، أحْيَاناً ، كمَـا أرِنَ المُهْـرُ


    تُسَائِلُنـي : مَنْ أنتَ ؟ وَهيَ عَلِيمَـةٌ

    وَهَلْ بِفَتىً مِثْلي عَلى حَالِـهِ نُكـرُ ؟


    فَقُلتُ كمَا شاءَتْ وَشَاءَ لَهَا الهَـوَى

    قَتِيلُكِ ! قالَتْ : أيّهُـمْ ؟ فهُمُ كُثـرُ


    فَقُلْتُ لَهَا : لَوْ شِئْـتِ لَمْ تَتَعَنّتـي

    وَلَمْ تَسألي عَني وَعِنْـدَكِ بـي خُبـرُ


    فَقَالَتْ : لَقد أزْرَى بكَ الدّهرُ بَعدنـا

    فَقُلتُ : مَعاذَ الله بَل أنتِ لا الدّهـرُ


    وَما كانَ للأحزَانِ ، لَوْلاكِ ، مَسلَكٌ

    إلى القَلْبِ ، لكِنّ الهَوَى للبِلى جسـرُ


    وَتَهْلِكُ بَينَ الهَـزْلِ والجِـدّ مُهجَـةٌ

    إذا مَا عَداها البَيـنُ عَذّبَهـا الهَجْـرُ


    فَأيْقَنْتُ أنْ لا عِـزّ بَعـدي لعاشِـقٍ

    وَأنّ يَدِي مِمّا عَلِقْـتُ بِـهِ صِفْـرُ


    وَقَلّبْـتُ أمْـرِي لا أرَى لي رَاحَـةً

    إذا البَينُ أنْسَانـي ألَحّ بـيَ الهَجْـرُ


    فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمـانِ وَحكمِهـا

    لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى بِـهِ وَليَ العُـذْرُ


    كَأنـي أُنَـادي دُونَ مَيْثَـاءَ ظَبْيَـةً

    على شَرَفٍ ظَمْيَـاءَ جَلّلَهـا الذّعـرُ


    تَجَفّـلُ حِينـاً ، ثُمّ تَرْنُـو كَأنّهـا

    تُنادي طَلاً بالوَادِ أعجَـزَهُ الحُضْـرُ


    فَلا تُنْكِرِينـي ، يَابْنَةَ العَـمِّ ، إنّـهُ

    ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَـدْوُ وَالحَضْـرُ


    وَلا تُنْكِرِينـي ، إنّنـي غَيرُ مُنْكَـرٍ

    إذا زَلّتِ الأقْدامُ ، وَاستُنـزِلَ النَّصْـرُ


    وَإنـي لجَـرّارٌ لِكُـلِّ كَتـيـبَـةٍ

    مُعَـوَّدَةٍ أنْ لا يَخِـلَّ بِهَـا النّصـر


    وَإنـي لَنَـزّالٌ بِكُـلِّ مَـخُـوفَـةٍ

    كَثِيـرٌ إلى نُزّالِهَـا النّظَـرُ الشَّـزْرُ


    فَأَظمأُ حتَّى تَرْتَوي البِيـضُ وَالقَنَـا

    وَأسْغَبُ حتَّى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنِّسـرُ


    وَلا أُصْبِـحُ الحَيَّ الخَلُـوفَ بِغَـارَةٍ

    وَلا الجَيشَ مَا لَمْ تأتِه قَبلـيَ النُّـذْرُ


    وَيا رُبَّ دَارٍ ، لَمْ تَخَفْنـي ، مَنِيعَـةٍ

    طَلَعتُ عَلَيْهَا بالـرّدى ، أنا وَالفَجـرُ


    وَحَيٍّ رَدَدْتُ الخَيـلَ حَتَّـى مَلكتُـهُ

    هَزِيمـاً وَرَدّتْنـي البَرَاقِـعُ وَالخُمْـرُ


    وَسَاحِبَةِ الأذْيالِ نَحـوي ، لَقِيتُهَـا

    فَلَمْ يَلقَهـا جَافِي اللّقَـاءِ وَلا وَعْـرُ


    وَهَبْتُ لَهَا مَا حَـازَهُ الجَيـشُ كُلَّـهُ

    وَرُحْتُ وَلَمْ يُكشَفْ لأبْياتِهـا سِتـرُ


    وَلا رَاحَ يُطْغِينـي بأثْوَابِـهِ الغِنـى

    وَلا بَاتَ يَثْنينـي عَنِ الكَرَمِ الفَقْـرُ


    وَما حَاجَتي بالـمَالِ أبْغـي وُفُـورَهُ

    إذا لَمْ أفِرْ عِرْضِـي فَلا وَفَرَ الوَفْـرُ


    أُسِرْتُ وَما صَحبي بعُزْلٍ لدى الوَغى

    وَلا فَرَسي مُهـرٌ ، وَلا رَبُّـهُ غُمْـرُ


    وَلكِنْ إذا حُمّ القَضَاءُ على امـرِىءٍ

    فَلَيْـسَ لَهُ بَـرٌّ يَقِيـهِ ، وَلا بَحْـرُ


    وَقالَ أُصَيْحَابي : الفِرَارُ أوِ الـرَّدى ؟

    فقُلتُ : هُمَا أمرَانِ ، أحلاهُما مُـرّ


    وَلَكِنّنـي أمْضِـي لِمَـا لا يَعِيبُنـي

    وَحَسبُكَ من أمرَيـنِ خَيرُهما الأسْـرُ


    يَقُولونَ ، لي : بِعتَ السّلامَةَ بالرّدى

    فَقُلْتُ : أمَا وَالله ، مَا نَالَنـي خُسْـرُ


    وَهَلْ يَتَجَافَى عَنـيَ المَـوْتُ سَاعَـةً

    إذَا مَا تَجَافَى عَنـيَ الأسْرُ وَالضّـرُّ ؟


    هُوَ المَوْتُ ، فاختَرْ ما عَلا لك ذِكْرُه

    فلَمْ يَمُتِ الإنسانُ ما حَيِيَ الذكـرُ


    يَمُنّـونَ أنْ خَلّوا ثِيَابـي ، وَإنّمَـا

    عَليّ ثِيَابٌ ، من دِمَائِهِـمُ ، حُمْـرُ


    وَقَائِمُ سَيْـفٍ فيهِمُ انْـدَقّ نَصْلُـهُ

    وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّـمَ الصّـدرُ


    سَيَذْكُرُنـي قَوْمي إذا جَدّ جدّهُـمْ

    وفِي اللَّيْلَةِ الظَلْمَـاءِ يُفْتَقَـدُ البَـدْرُ


    فإنْ عِشْتُ فَالطّعْـنُ الذي يَعْرِفُونَـه

    وَتِلْكَ القَنَا والبِيضُ والضُّمّرُ الشُّقـرُ


    وَإنْ مِتّ فالإنْسَـانُ لا بُـدّ مَيّـتٌ

    وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ ، وَانْفَسَحَ العمـرُ


    وَلَوْ سَدّ غَيرِي ما سددتُ اكتفَوْا بـهِ

    وَما كانَ يَغلو التّبـرُ لَوْ نَفَقَ الصُّفْـرُ


    وَنَحْنُ أُنَـاسٌ ، لا تَوَسُّـطَ عِنْدَنَـا

    لَنَا الصّدرُ ، دُونَ العالَمينَ ، أو القَبرُ


    تَهُـونُ عَلَيْنَا فِي المَعَالـي نُفُوسُنَـا

    وَمَنْ يخَطَب الحَسناءَ لَمْ يُغلِهِ المَهـرُ


    أعَزُّ بَني الدّنْيَا وَأعْلَـى ذَوِي العُـلا

    وَأكرَمُ مَن فَوقَ التـرَابِ وَلا فَخـْرُ



    الأستاذ البياسي الموقر
    عندي استفسار بسيط هل الصحيح يُغْلهِ أم يُغلِهَا جاءت بالمصدر ( يغلها )وقمت بتعديلها ما هي الكلمة الصحيحة ؟


    منقول .
    أنا طلاَّعُ مجْدٍ للنُّجومِ ولا أخشى لمن تحتَ الغيومِ
    التعديل الأخير تم بواسطة د. مختار محرم ; 16-04-2012 الساعة 10:22 PM سبب آخر: حذف بيت

  2. #32
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي

    أهلاً بك ..
    لم يغلها , هذا أولاً
    وثانياً : هل تؤيد قصيدة يُسبُّ فيها صحابي جليل وعظيم من عظماء الإسلام ؟

    وَلا خَيـرَ فِي دَفْعِ الـرّدَى بِمذَلّـةٍ
    كمَا رَدّهَا ، يَوْماً بِسَوْءَتِـهِ عَمـرُو


    هل تعرف من هو عمرو الذي يقصده الرافضيُّ أبو فراس ؟
    هو عمرو بن العاص عن رواية الرافضة في أنه عندما تمكن منه سيدنا عليّ رضي الله عنهما , وهمّ بقتله كشف سوءته فأشاح سيدنا علي بوجهه عنه ففر هارباً ..

    أخي الفاضل..
    إن لم تحذف هذا البيت سأقوم بحذف القصيدة كلها من بعد إذنك ..
    من هو هذا الصعلوك أبو فراس حتى يسبّ صحابياً مثل عمرو بن العاص ؟
    أبو فراس أُسر سبع مرات على ما تقول الروايات
    وهذا يعني أنه كان رعديداً جباناً فما أن يحمى وطيس المعركة ويشتد بأسها حتى يلقي سلاحه ويسلم نفسه للروم اتقاء القتل .


    محبتي.

  3. #33
    الصورة الرمزية نافع مرعي بوظو شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 691
    المواضيع : 62
    الردود : 691
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    أهلاً بك أستاذ محمد
    أرى أن نحذف المشاركة لأنك غير راضي عنها وأنا آسف جداً لتطفلي على صفحاتك الناصعة .

    وقد أعجبني مع النص من الناحية الشعرية بغض النظر عن المشاكل المثارة حولة .
    والمتنبي قد ادعى النبوة وتاب بعدها لكن لا أحد ينكر شاعريته .
    و الحجاج أيضاً كان سفاحاً.ولكن بلاغته الخطابية موضوع آخر .
    ومن هل تدري ربما تاب هذا الشاعر أيضاً بالمعركة التي قتل بها.
    و كذلك الأندلس سقطت لما ابتعد أهلها عن الدين و اتبعوا الشهوات وهذه حقيقة .

    وربما صدق الشاعر رواية خاطئة آنذاك وهي فعلاً خاطئة بتحليل جميع المتخصصين .

    على جميع الأحوال أنا أوافقك الرأي بإلغاء مشاركتي هنا .مع الإعتذار الشديد لما أكون قد تسببت فيه من إزعاج .

    والدنيا مازالت بخير ما يزعجك لا يرضيني أبداً وبالفعل لم انتبه لهذا البيت المشكوك بأمره

  4. #34
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي

    بشر بن عوانة العبدي




    أَفَاطِمُ لَوْ شَهِدْتِ بِبَطْنِ خَـبْـتٍ
    وَقَدْ لاَقى الهِزَبْرُ أَخَاكِ بِشْـرَا
    إِذاً لَـرَأَيْــــتِ لَـيْثـاً زَارَ لَـيْثـاً
    هِــــــزَبْرَاً أَغْلَباً لاقـى هِـزَبْـرَا
    تَبَهْنَسَ ثم أحجم عَنْهُ مُهْـرِي
    مُحَاذَرَةً، فَقُلْتُ: عُقِرْتَ مُهْـرَا
    أَنِلْ قَدَمَيَّ ظَهْرَ الأَرْضِ إِنِّـي
    رَأَيْتُ الأَرْضَ أَثْبَتَ مِنْكَ ظَهْرَا
    وَقُلْتُ لَهُ وَقَدْ أَبْـدَى نِـصـــــالاَ
    مُحَدَّدَةً وَوَجْهـــــاً مُـكْـفَـهِــــراًّ
    يُكَفْـكِـفُ غِـيلَةً إِحْـــــدَى يَدَيْهِ
    وَيَبْسُطُ للْوُثُوبِ عَلـىَّ أُخْـــرَى
    يُدِلُّ بِمِخْـلَـبٍ وَبِـحَـدِّ نَــــــابٍ
    وَبِاللَّحَظاتِ تَحْسَبُهُنَّ جَـمْــــرَا
    وَفي يُمْنَايَ مَاضِي الحَدِّ أَبْقَـى
    بِمَضْرِبهِ قِــراعُ المْـوتِ أُثْـرَا
    أَلَمْ يَبْلُغْكَ مَا فَعَـلَـتْ ظُـبـــــــاهُ
    بِكَاظِمَةٍ غَدَاةَ لَقِـيتَ عَـمْــــــرَا
    وَقَلْبِي مِثْلُ قَلْبِكَ لَيْسَ يَخْـشَـى
    مُصَاوَلةً فَكَيفَ يَخَافُ ذَعْرَا ؟!
    وَأَنْتَ تَرُومُ للأَشْـبَـالِ قُـوتــــــاً
    وَأَطْلُبُ لابْنَةِ الأَعْمامِ مَـهْــــرَا
    فَفِيمَ تَسُومُ مِـثْـلــــي أَنْ يُوَلِّـي
    وَيَجْعَلَ في يَدَيْكَ النَّفْسَ قَسْرَا؟
    نَصَحْتُكَ فَالْتَمِسْ يا لَيْثُ غَـيْرِي
    طَعَامـــاً؛ إِنَّ لَحْمِي كَـانَ مُـرَّا
    فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّ الغِشَّ نُـصْـحِـــــى
    وَخالَفَنِي كَأَنِي قُلْتُ هُـجْــــــرَا
    مَشَى وَمَشَيْتُ مِنْ أَسَدَيْنَ رَامـا
    مَرَاماً كانَ إِذْ طَلَبـاهُ وَعْــــرَا
    هَزَزْتُ لَهُ الحُسَامَ فَخِلْتُ أَنِّـــــي
    سَلَلْتُ بِهِ لَدَى الظَّلْماءِ فَجْـرَا
    وَجُدْتُ لَـهُ بِـجَـائِشَةٍ أَرَتْــــهُ
    بِأَنْ كَذَبَتْهُ مَا مَـنَّـتْـهُ غَــــــدْرَا
    وَأَطْلَقْتُ المَهَّنَد مِـنْ يَمِـيِنــــــي
    فَقَدَّ لَهُ مِنَ الأَضْلاَعِ عَـشْــــرَا
    فَخَرَّ مُـجَـدَّلاً بِـدَمٍ كَــــــأنـيَّ
    هَدَمْتُ بِهِ بِناءً مُـشْـمَـخِـــرا
    وَقُلْتُ لَهُ: يَعِـزُّ عَـلَّـــــــي أَنِّـــي
    قَتَلْتُ مُنَاسِبي جَلَداً وَفَـخْـــرَا؟
    وَلَكِـنْ رُمْتَ شَـيْئاً لـمْ يَرُمْـــــهُ
    سِوَاكَ، فَلمْ أُطِقْ يالَيْثُ صَبْـرَا
    تُحاوِلُ أَنْ تُعَلِّمـنِـي فِــــــرَاراً!
    لَعَمْرُ أَبِيكَ قَدْ حَاوَلْتَ نُـكْــــرَا!
    فَلاَ تَجْزَعْ؛ فَقَدْ لاقَـيْتَ حُـــــرًّا
    يُحَاذِرُ أَنْ يُعَابَ؛ فَمُـتَّ حُــــــــرَّا
    فَإِنْ تَكُ قَدْ قُتِلْتَ فَلـيْسَ عَــــــاراً
    فَقَدْ لاَقَيْتَ ذا طَرَفَـيْنِ حُــــــرَّا








    وللقصيدة قصة خلاصتها :

    أن الشاعر أرسل إلى عمه يخطب ابنته، ومنعه العم أمنيته فآلى ألا يُرعي على أحدٍ منهم ، إن لم يزوجه ابنته.
    ثم كثرت مضراته فيهم، واتصلت معرّاته إليهم. فاجتمع رجال الحي إلى عمه وقالوا: كُفَّ عنا مجنونَك.
    فقال: لا تلبسوني عاراً، وأمهلوني حتى أهلكه ببعض الحيل. فقالوا أنت وذاك.
    ثم قال له عمه : إني آليت ألا أزوج ابنتي هذه إلا من يسوق إليها ألف ناقةٍ مهراً، ولا أرضاها إلا من نوق خزاعة .
    وكان غرض العم أن يسلك بشرٌ الطريق بينه وبين خزاعة، فيفترسه الأسد،
    لأن العرب قد تحامت من ذلك الطريق، وكان فيه أسدٌ يسمى داذاً وحيةٌ تُدعى شجاعاً.يَقُولُ فِيِهِمَا قَائِلهُمْ:
    أَفْتَكُ مِنْ دَاذٍ وَمِنْ شُجَاعِ
    إِنْ يِكُ دَاذٌ سَيِّدَ السِّبَـاعِ


    ثم إن بشراً سلك ذلك الطريق، فما نَصَفَهُ حتى لقي الأسد، ففزع مُهْرُه، فألقاه عن ظهره , فتناول بشرٌ قناتَه ليضرب بها الأسد وبعد محاولة انتزع منه الأسدُ قناتَه ,
    فاخترط بشرٌ سيفَه إلى الأسد , واعترضه وقطَّه، ثم كتب بدم الأسد على قميصه إلى ابنة عمه هذه القصيدة .

  5. #35
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي

    بشارة الخوري
    ( الأخطل الصغير )


    أمير الشعراء بعد شوقي

    عملاق من عمالقة الشعر في القرن العشرين
    بويع على إمارة الشعر في عام 1961

    والحقُّ , إن شعر هذا الشاعر في الغزل خاصة , هو أقرب إلى السحر منه إلى الشعر



    الهوى والشباب

    الهـوى والشبـابُ والأمـلُ المنشـودُ
    .. تُــوحــي فـتـبـعــثُ الـشِّــعــرَ حــيّـــا
    والهوى والشباب والأمل المنشـود
    .. ضــاعــت جـمـيـعُـهـا مـــــن يــديّـــا
    يشربُ الكـأسَ ذو الحِجـى ويبقّـي
    لــغـــدٍ فـــــي قـــــرارةِ الــكـــأسِ شـــيّـــا
    لـم يكـن لـي غـدٌ فأفرغـتُ كأسـي
    ثــــــــمّ حـطَّـمْــتُــهــا عــــلــــى شــفــتــيّـــا
    أيُّـهــا الـخـافـقُ الـمـعـذبُ يـــا قـلـبـي
    ..نَـزَحْــتَ الـدمــوعَ مـــن مقلـتـيّـا
    أَفَــحَــتْــمٌ عـــلـــيَّ إرســـــــالُ دمـــعــــي
    كــلــمــا لاح بـــــــارقٌ مـــــــن مُــحــيّـــا
    يـا حبيبـي لأجـل عينيـكَ مــا ألـقـى
    .. ومـــــــــــا أوَّلَ الـــــوشــــــاةُ عـــلــــيّــــا
    أأنـــــــا الــعــاشـــقُ الــوحــيـــدُ لِـتُــلــقــى
    تــبــعـــاتُ الـــهــــوى عـــلــــى كـتــفــيّــا
    إسقني من لماكَ أشهى من الخمر
    .. ونَـمْ ســـاعـةً عـلى راحــتــيّـــا
    أنا ماضٍ غداً مـع الفجـرِ فاسكـبْ
    نـغـماتِ الـحنانِ فـي أذُنيّا

صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1234

المواضيع المتشابهه

  1. نقوش على الجدار العربيّ
    بواسطة إكرامي قورة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 06-06-2010, 02:49 AM
  2. نقوش على جذع نخلة (1)
    بواسطة يحيى السماوى في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 19-11-2006, 08:17 PM
  3. نقوش على جدار قلب الوطن
    بواسطة د. فوزى أبو دنيا في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-11-2006, 02:43 AM
  4. نقوش على جدار الزمن
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 09-08-2005, 12:24 PM