نفحات
كم هي الأيام رخيصة أمام مقدرة الإنسان على تخطي الصعاب ؟.
ماذا ؟…إذا كنا نحتفل بأروع إنجاز حققته إرادة الإنسان .
ماذا ؟… لو اكتملت صحيفة الحياة بأحرف الإخلاص .
* * *
كانت الطريق طويلة ، والبداية صعبة ، والأيام شاقة ، والآلام تتربع فوق عرشها مضنية ، والأحلام بعيدة المنال .
بدأت تشق طريقها وسط حشود من العادات والبدع ، وامتزجت دموع اليأس بدموع الأمل ، معبرة عما يختلج في صدرها ، وتصاعدت الأفكار إلى رأسها … خائفة … باكية … حزينة .وتراقصت الأشباح أمامها لتضعفها ، وتمزق أحلامها .
عادت الأيام كَرّتها ، واقتلعت المخاوف من جذورها ، وودعت الأحزان في ليل دافئ ، عطرته بأنفاسها ، وروته بدموع الفرحة .
عدنا أدراجنا إلى الوراء ، لنبدأ قصتنا مع الأيام وما تحويه من حبٍ وإيمان ، وعطفٍ وحنان ، وتضحية وإخلاص ، ومقاومة لمخاوفنا في سبيل انتصارنا على آلامنا .
لسنا سوى طيفاً تهديه الحياة للأيام ، وتبكيه للذكرى .
لسنا سوى أنشودة يتغناها الأطفال ، وتعزفها الأيام .
لسنا سوى مرآة ترتسم فيها صورة الأجيال .
من الكبرياء ولدت القناعة ، وبالتواضع يحطم الغرور .
لماذا ؟… نحتجز أنفسنا أمام هبة الله لنا .
إذا كنا طيفاً فذلك امتحان لنفوسنا ، وإذا كنا حقيقة فذلك امتحان لعقولنا .
* * *
في دعاء الليل الصامت ترقص روحينا ، ومن أغنية الشروق تتفتح أزهار حبنا ، ومع ترانيم الغروب نودع أحزاننا ، ونأوي إلى عشنا مكبرين مهللين .
* * *