الليلة الخامسة للغياب ..
بعد أن حملتها الأيدي الى مكانها الأخير
هناك حيث لا أحد
سوى الريح والشتاء ،ونسماته الباردة تلفح وجه المكان والزمان ..
هناك تركوها وعادوا
وأنا .. ما زلت أعيش كلماتها الأخيرة
من الذي أتى ..
آه تطلقها وتمدها بفرح وفي عينيها تلمع نظرة وبسمة حنونة ..
ولا تستطيع الحراك
أنت يا عمتي .. م ق ب و ل ة
اقتربي هاتي يدك سأُقبلها وتأخذها رغما عني
تقبلها وتبكي ...
يمر شريط الذكرى الآن أمامي وتعيدني اللحظات ، الى ما قبل الموت
الى قلب الحياة ، الى يوم أشرقت فيه الشمس كنتُ في ريعان الطفولة
الهو واركض إلى أن وقعتْ .. فجئتِ الي بلهفتك الخائفة تركضين نحوي
والدماء تسيل على جبيني ، اذكر يا عمتي جيدا كنت يومها على موعد مع القدر
بأن أشفى أنا وتصابي أنت سبحان الله ..
أخذتني لطبيب المدينة وخوفك يدثرني بنبض من طمأنية ، و عيناك تعطيانني الأمل بالشفاء
وكان القدر وحادث السيارة تلك
ضممتني لحضنك بسرعة أذكر جيدا فأصيبت يدكِ
كيف بي أنسى أو أتناسى صرخة الوجع تلك وهل أستطيع ؟!!!
الليلة الخامسة للرحيل وأنا أخط حروفي بدمعة ورجاء ودعاء لك بجنة الرضوان مثوى ...
ذهبت أنت وبقيت أنا للذكرى
يا من كنت لي أمي الأخرى
لن أنساكِ أقسم