أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: إسْتِشْعارُ الحُبِّ والعِشْقْ

  1. #1
    الصورة الرمزية حسين أحمد سليم قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    العمر : 71
    المشاركات : 163
    المواضيع : 130
    الردود : 163
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي إسْتِشْعارُ الحُبِّ والعِشْقْ

    إسْتِشْعارُ الحُبِّ والعِشْقْ

    بِقلمِ: حسين أحمد سليم

    تتثاقلُ الأعباءُ الكُبرى على كاهلي, المحْمولِ على راحِلةِ الزّمنِ القدريِّ, فيغدو واهناً مُنْهكاً منْ تثاقُلِ الأعباءِ, في أرْحِبةِ الدّنيا الفانيةِ... جسدي الذي أرهقتهُ أنواءُ الحياةِ بعذاباتها المُتعاقِبةِ, راحَ ينوءُ رازِحاً تحتَ نيرِ تعاظُمِ الهُمومِ, التي ارتضاها وعيي قناعةً لهُ في استمراريّةِ العيشِ, فهرِمَ هيكلي قبلَ أنْ تهْرمَ آمالي, وشاخَْ جسدي قبْلَ أنْ تشيخَ رُؤايْ... وتحوّلتْ القِوى الخفيّةُ في جسدي النّحيلِ الضّعيفِ, الذي جفّتْ الدّماءُ في شرايينهِ, ويبِستِ اللّحومُ التي تُغطّي العِظامَ, وازرقّتِ الطّبقةُ الجِلْديّةِ, ترقّقتْ في هيكلي العِظامْ, ذلِكَ جسدي الذي كانَ يضُجُّ بالحياةِ تحوّلَ إلى بقايا رميمْ... تِلكَ نِهايةُ حُزمِ السّيّالاتِ المادّيّةِ الأرضيّةِ, التي وُلِدتْ منَ الحمأ المسْنونِ, والتي شاءَ فنفخَ فيها اللهُ الرّوحَ للحياةْ...
    تتعاظمُ التّكاليفُ والمسْؤوليّاتُ في وِجْداني وضميري, رِسالةَ جدارةٍ إيمانِيّةٍ وقناعةٍ باطِنيّةٍ, تقلْبنَ بها عقلي تسامياً في عالمِ الطّهارةِ, وتعقْلنَ بها قلبي ترقِّياً في معارِجِ تشاغُفِ الّنُبلِ... فحملتُ في شِغافي الحنينَ الإيمانيِّ شوقاً عارِماً, وتأبّطْتُ تكاليفي قناعةً في عُنْفوانِ النّفسِ, ووعْياً باطِنيّاً وعرفاناً ذاتيّاً, موروثاً على ذَمّةِ التّاريخِ منْ سُلالةِ الطّهْرِ... وحزمتْ أمري مُتوكِّلاً على بركةِ اللهِ, ورَكِبْتُ شراعي مُنادياً في كّوّةِ الأملِ المُرْتجى, فتهاببتْ الأنسامُ لطيفةً في مرفأ السّلامِ, تعاظمتْ شيئاً فشيئاً عِندَ التِقاءِ الأمواجِ بالرّمالْ, فانْسابَ شِراعي بين ثنايا الأمواجِ الحانيةِ, مُودِّعاً البيوتَ والنّأسَ والمرْفأَ والشّاطيء والرّمالَ, ويمّمْتُ وجهي ناحيةَ قِبلتي التي اخترتُ, منْ بينِ الخوافِقِ, أسترْشِدُ رؤى الآمالِ, بِومضاتِ نجْمةَ الصّبحِ, التي تتماهى مُشْرِقةً في الأفقِ الشّرقيِّ لأرضي...
    تركْتُ معقلي رُغماً عن قناعتي, وقسوتُ في قلبي على "حجرِ الحُبلى", الذي ما زالَ يتفجّرُ دمْعاً حارّاً, باكياً مُنْتحِباً على الفِراقِ... وما زالَ جاثماً مِنْ هولِ الصّدمةِ الكُبرى, عِنْدَ المدْخلِ الجنوبيِّ لمدينةِ الشّمسِ, مُتّجِهاً إلى الشّمالِ مُشيراً للنّجمِ القُطبيِّ... وحججتُ تيمُّماً إلى القبْرِ القديمِ, الذي يرقُدُ في روضتهِ الجُثمانُ الخوليُّ الطّاهِرْ, جنوبِ الحجرِ العظيمِ, الذي كانَ يجثُمُ على طرفهِ الشّماليِّ, النّسرُ العربيُّ المُحلّقِ, قبلَ أنْ ينْطلِقَ هائماً في امتداداتِ الفضاءاتْ, زائراً صومعةَ الوليِّ الصّالِحِ الطّائعْ, مُصلّياً في رِحابِ مسْجِدِ نبيِّ الرّشادْ, حيثُ لي في روضتهِ الجنوبيّةِ, أجدادَ وأعمامَ وأخوالْ, أشْجارَ أرزٍ باسِقةْ, ولي بينها فلْذةَ كبِدي الكُلثوميّةَ غرسةَ ريحانْ... أبكيهمْ وأنتحِبُ لِفراقِهِمْ والهِجرانْ...
    ارتحلتُ في أرْحِبةِ وبِقاعِ الأرضِ, طِفلاً صغيراً يلعبُ وبراءةَ الأطفالْ, حملتني أمّي القرويّةَ الرّيفيّةَ, هدِيّةَ إيمانٍ وهناءٍ وحُبٍّ وعِشْقٍ لِلحياةْ... وقدّمتني قُرْبانَ رؤايَ على مذْبحِ الفنونِ والخلقِ والإبداعْ, فولجتُ المتاهاتَ جامِحاً جُموحَ عُنْفوانِ الشّبابِ, وامتطيتُ صهواتَ البّذْلِ والعطاءْ, وأقِمتُ لِلحُبِّ صروحاً, ولِلعِشْقِ بيوتاً, تحِجَّ إليها قوافِلُ العُشّاقِ والأحبابْ... وكتبتُ الحُبَّ والعِشقَ, بِشاراتَ الماضي والحاضِرِ والمُستقبلِ, تتماهى في دندناتِ على أوتارِ الكلِماتْ, تُهْدى لِكُلِّ عاشِقٍ آمنَ بالله والحُبّْ, وحملَ في كينونتهِ المودّةَ والرّحمةَ من لدُنِ اللهْ, ونادى في أذُنِ الأبديّةِ, اللهُ أكبرْ, حيَّ على المودّةِ, حيَّ على الرّحمةِ, حيَّ على الحُبِّ, حيَّ على العِشقِ, حيَّ على الحياةْ...
    اليومَ, يا أبناءَ الحُبِّ والعِشقِ والحياةْ... أحْمِلُ بقايايْ التي تفْتقِرُ لِكُلِّ شيءٍ, أسافِرُ بِها على راحلةِ العذاباتِ, تُرافِقني الذِّكْرياتُ الأليمةُ المرارةِ, ويعضُدني يراعي الذي أبى أنْ يتركني وحيداً, وبعْضُ الوريقاتِ البيضاءَ, التي تغارُ من بقايا الشَّعْرِ في رأسي الأشيبِ... أرودُ فراديسَ التّجلّياتِ النّفسيّةَ والرّوحيّةَ, في صومعةَ الحُبِّ المُقدّسِ, المحفورةُ في قلبِ الصّخْرِ الأصمِّ, عِنْدَ تِلكَ القِمَّةِ التي تتماهى عُنفواناً, تتحدّى الغُيومَ والرّياحَ والليّلَ والآفاقْ, وتتعملقُ مُتشامخةً بالإيمانِ والحُبّْ... أرى من تِلكَ التّلّةِ الشّمّاءَ جُموعَ العُشّاقِ في زُرافاتٍ ووحْدانْ, وأُبْصِرُ قوافِلَ الأحبابْ في طلائعٍ وأفواجْ, ترودُ دروبَ الحياةَ, تحُجُّ صومعةَ الحُبِّ والعِشقِ, وتطوفُ وتشوطُ حولَ بيتَ الحُبِّ والعِشْقِ, وتُقدِّمُ القرابينَ والذّبائحَ على نِيَّةَ الحُبِّ والعِشْقِ لمرضاةِ اللهْ...
    تموّجاتِ الأنسامِ الأثيريّةِ وثناياها اللطيفةْ, تحْمِلُ لي ما تحْمِلُ, على صهواتِ التّخاطرِ في البُعْدِ, والإسْتِشْعارِ عنْ بُعْدْ, والتّواصُلِ عنْ بُعْدْ, والتّجلّياتِ النّفسيّة والرّوحيّة والفكريّةِ والسّمعيّةِ والبصريّةِ والمشاعريّة... بِما تتشاففُ بِهِ الأحاسيسُ طهارةً ونقاءً وصفاءً, فتترقّى شفيفةً خالِصةً في مِعْراجِ العُلا, وتتسامى وامضةً كالضّوءِ المتلألئ في البُعْدِ, المُكوكبِ الإشْعاعاتِ والسّيّالاتِ, النّورِ المُرْتحلِ في امتداداتِ مساراتِ الخيطِ الفِضِّيّْ, المُنْتَصِبِ مُستقيماً صاعِداً بينَ أديمِ الأرَِضِ وأبوابِ السّماءْ... لِتتماهى عرائِسُ الحُبِّ في أوشِحتها الحورِ البيضاءْ, وتتراءى ملِكاتُ العِشقِ يرْفُلنَ في ثِيابِهِنَّ الشّفيفةِ بياضاً ونقاءً وطهارةْ...
    شفافيّتي التي ترقَّتْ بها نفْسي إلى درجاتِ النّعيمِ, بعدَ الإنْعِتاقِ قدراً منْ ريقاتِ الجسدِ في دركاتِ الجّحيمِ... تحْمِلُني على صهواتِ التّجلّياتِ الرّوحيّةِ, وترْتحِلُ بي في الإمتداداتِ إلى حيثُ تأخذها العنايةُ العُظْمى... فأُبْصِرُ وأنا أهيمُ انسياباً روحيّاً أثيريّاً في الأجواءْ, وأرى عرائِسَ الحُبِّ والعِشقِ, يتكوكبنَ أنواراً وأطيافاً وهالاتْ, تتوامضُ بالحُبِّ الأطْهرِ والعِشقِ الأقدسِ, فتطمئِنَّ نفسي وترتاحَ روحي, فأتموسقُ بِالحُبِّ وأترنَّمُ بِالعِشقِ, وأسْتلُّ يراعي الحاني, أُمسِّدهُ بِدِفء أناملي النّحيلةِ, وأصِلهُ بِشراييني الدّقيقةِ, وأمُدُّهُ بِمُدادٍ من دمائي القانيةِ, فينتعِشُ ويهتزُّ ويرتعِشْ ويهيمْ... ويزْرُفُ دُموعهُ الحارَّةِ حمراءَ على الأوّراقِ البيضاءْ, ويكتُبُ نثائِرَ لِلحُبِّ والعِشقِ والحياةْ, بِحُروفَ وخواطِرَ وكلِماتَ وهمساتَ وأغْنياتْ, في ترانيمَ وموسقاتَ وتراتيلَ وتجاويدَ وتهجُّداتَ وتهاليلْ... يُترْجِمها قلبي ووجْداني في حُروفٍ وكلِماتٍ وتأوّهاتٍ, كأنّها دندناتٌ على أوتارِ الكلماتْ... أرْفعها هدِيّة عاشِقٍ مُتيّمٍ وَلِهٍ مجْنونْ, في باقةٍ من الورودِ والأزهارِ واللينوفارِ المُقدّسِ, لِلحُبِّ والعِشْقِ والأحبابِ والعُشّاقْ...
    حسين أحمد سليم
    hasaleem

  2. #2
    الصورة الرمزية حسين أحمد سليم قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    العمر : 71
    المشاركات : 163
    المواضيع : 130
    الردود : 163
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي أمال

    أمال

    بقلم: حسين أحمد سليم

    أمالٌ مُرتجاةٌ تتراءى مُتوامضةً في امتداداتِ البُعدِ, تتكوكبُ أطيافها ألواناً شفيفةً من النّورِ, الأبيضِ النّقيِّ النّاصعِ اللامعِ... أتخاطرُ بها, جلاءً روحيّاً ونفسيّاً وفِكريّاً وسمعيّاً وبصريّأً, ويتموسقُ لِومضاتها قلبيَ الصّغيرُ ويخفْقُ... تتسارعُ نبضاتهُ ارتِعاشاً وانتعاشاً, على قدرِ تسارُعِ اهتزازاتِ الأطيافِ, فيثملُ ثورةَ جنونٍ في تشاغفهِ, ويهيمُ ولهاً آخرَ في عزفِ ترانيمهِ... يُدندِنُ بها على قيثارةَ الشّرايينِ, يُنشِدُ على إيقاعاتها قصائدَ الحُبِّ والغزلِ, يُهديها عُربونَ غرامٍ خالصٍ لِحبيبتهِ, التي تيّمتهُ خلفَ آفاقِ البُعدِ... يبُثّها الحنينَ والشّوقَ عِبرَ تموّجاتِ الأنسامِ, المُرتحِلةُ انسيباً لطيفاً على صهواتِ الأثيرِ...
    تتوالدُ كلماتُ الحُبِّ والعِشقِ في خاطري, على قدر ارتعاشِ رؤى التّفكّرِ في عقلي, ووِفقَ تفاعلِ المشاعرِ الشّفيفةِ الطُّهرِ, المُنسجمةِ مع الأحاسيسِ المُستشْعرةِ بِالتّخاطرِ... فإذا ما ثمُلَ العقلُ منْ دَنِّ الخمرةِ الرّوحيّةِ, المُعتّقةُ في الخوابي السّماويّةِ القديمةِ... راحَ الوِجدانُ يرتعِشُ مِنْ تِلقاءِ ذاتهِ, يحبلُ إسْتشْعاراً بأجِنّةِ الأفكارِ, ويتمخَّضُ كالوّمّضِ في سكرةِ الوضعِ والإنجابِ... فتتوالدُ كلماتُ الخواطِرِ في دندناتٍ سيموفونيّةٍ, تأنسُ لها النّفوسُ العاشِقةُ وتطمئنُّ لها... فتتهايمُ الأرواحُ العاشِقةُ لِموسقاتِ الحُروفِ المُتحاببةِ, لِتنسابَ بِعِشقها في جوقةِ الكلماتِ والخواطرِ, مُرتحِلةً في امتداداتِ السّماواتِ...
    آمالٌ تتوالدُ من الآمالِ العِذابِ, التي تُحاكي النّفوسَ التّواقةَ للحياةِ, مُتناهيةً لِلتّفكّرِ على صهواتِ الخياراتِ... آمالٌ تحْمِلُ من مشهديّاتِ السّحرِ والجمالِ ما تحمِلُ, كأنّها العرائسُ الملائكيّةِ السّماويةِ, بِأجنحتها المُنبسِطةَ اتِّساعاً, والموشّاةُ بحورِ النّقاءِ والصّفاءِ والطُّهرِ... ترفلُ تماهياً عُنفونيّاً بِأوشِحةٍ شفيفةٍ, تعكسُ الجمالَ الذي مِنَّ الله بهِ عليها, فِعلَ مودّةٍ ورحمةٍ منْ لَدُنِ عدالةِ الحقِّ... لِتطمئِنَّ النّفوسُ إلى كينونتها, فتهدأُ ثورةُ الجُموحِ بِالأجسادِ, وتنعتِقُ الأرواحُ من قيودها التّرابيّةَ, وتتحرّرُ مُرتحِلةً إلى الإندماجِ بِروحِ الحقِّ...
    أمالُ, ألِفها مُستقيمٌ صاعدٌ, يمتدُّ لامتناهياً بينَ أديمِ الأرضِ وأبوابِ السّماءِ, يرسُمُ استِقامةَ المساراتِ لِلهدفِ المنشودِ... ألِفٌ كأنّها الخيطُ الفِضّيُّ المُتوّهِّجُ بالنّورِ, تعرُجُ في أطيافهِ الوامضةِ موسقاتُ الحُبِّ ودندناتُ العِشقِ... يتردّدُ صداهاً أبديّاً في أذُنِ الوجودِ, فتغدو كُلَّ العناصِرِ عاشِقةً, تثملُ بنفحاتِ الحُبِّ, فتتحاببُ وتتعاشقُ هياماً وولهاً في حُبِّ اللهِ...
    أمالُ, ميمُها دائرةٌ صغيرةٌ, صورةٌ توصيفيّةٌ لِلعنيصرِ الأصغرِ, وأخرى لِلعُنيصرِ الأكبرِ, ذيلُ قُطرها استطالَ في حُليةٍ, يهدي لِمسالِكِ الآمالِ المُرتجاةِ... حدقةُ الميمِ رُغمَ ضيقها, لها توصيفٌ كما حدقةُ آلةُ التّصويرِ, جامِعةٌ لِلمشهديّاتِ على قدرِ اتّساعِها, تتجلّى الأشياءُ على قدرِ سُرعةِ التّوامضِ... فإذا توالدتِ من رحمها اللوحاتُ, أتتْ ساحرةً, ترفلُ لجمالها الأعينُ الباصِرةُ... الميمُ مودّةُ اللهِ في الخلقِ, تُختزنُ في أسرار الحُبِّ والعّشقِ, فكانت بأمرهِ, مودّةً ورحمةً منْ لّدُنِ الحقِّ...
    أمالُ, لامها لهفةُ النّفسِ في قيودِ الجسدِ, تتشاوقُ للرّوحِ في البرزخِ الأعلى... الجّسدُ بِحكمِ كينونتهِ, يتمسّكُ حُبّاً بالنّفسِ, والنّفسُ بِحكمِ وسطيّتها تُنْشِدُ الإندماجَ بالرّوحِ... تتعاظمُ حركةُ فِعلِ الحُبِّ في الجسدِ, فتثْملُ النّفسَ بالحُبِّ في قميصها, تشُدُّ الإرتحالَ عِشقاً في مساراتِ مِعارجِ الرّوحِ...
    تقْترِنُ الألِفُ بالميمِ حُبّاً وعِشقاً, فتولدُ من تحابُبِ الحرفينِ وتعاشُقهِما, أعظمُ كلمةٍ ينطُقُ بها اللسانُ, وأقدسُ كلمةٍ يلهُجُ بها الفؤادُ, واطهرُ كلمةٍ ترتعِشُ لها الحنايا, "أم"... أمُّ الحياةِ, أمُّ الإستمرارِ, أمُّ البذلِ والعطاءِ, أمُّ التّضحيةِ والكرمِ, تتكوّنُ الأجِنّةُ في ظُلماتِ رحمها الثّلاثْ, لِتخرُجَ مواليدَ تتشهّدُ للهْ, وتُقِرُّ بِوِحدانيّةِ الله...
    تتحابَبُ الميمُ والألِفُ واللامُ وتتعاشقُ, فتولدُ كلمةُ "مال", التي هي معبودُ النّاسِ, عِبرَ حِقبِ الزّمانِ واختلافِ المكانْ... المالُ الذي يرفعُ منْ يشاءْ بِغيرِ حقّْ, ويُخفِضُ منْ يشاءَ بغيرِ حقّْ... المالُ الذي بهِ تُشرى النّفوسُ وتُباعُ, والذي يقْلِبُ الحقائقَ إلى غيرِ ماهيّتها, ويُكْرِمَ من يشاءْ, ويُذِلَّ منْ يشاءْ, ويجعلَ الموازينَ مُطفّفةً على ذِمّةِ الأمزِجةِ والأهواءْ...
    أمل, وُلِدتْ منْ رحمِ أمال, فأتتْ طِبقَ الأصْلِ لأُمّها, تحْمِلُ كُلَّ جيناتها, وتتّسِمُ بِكُلِّ سِماتها, فكانتِ الأملَ المرموقَ, الذي تتناجى بهِ النّفوسُ لِتحقيقِ رؤاها... أملٌ بالنّجاحِ بعدَ الكَدِّ والعملِ, وأملٌ بالعملِ لِمرضاةِ الله, وأملٌ بِنصرٍ منَ الله, وأملٌ بتوكيدِ الحُبِّ والعِشقِ بينَ النّاسِ, وأملُ باللهِ رحمةً ومودّةً...
    أملُ الأملِ سيّالُ نورٍ في الإمتدادات, إذا تنامى شفيفاً وشعَّ طيفهُ, تسامى لِلعلا وترقّى في معارجِ السّماءْ, وتمازجَ معِ سيّالاتِ أملِ الأملِ الآخرْ... فإذا ما تعاضدتْ السّيّالاتُ واتّحدتِ بِبعضها في سيّالٍ واحدٍ, تُشرِقُ الآمالُ بالحُبِّ والعِشقِ... ويُشرِقُ نورُ الله في الصّدورِ والقلوبِ والعقولِ, وتستضيءُ النُّفوسُ بهديِ الله, وتتوعّى العقولُ بِحُبِّ الله وعِشقِ اللهْ... فيتماهى العرفانُ الذّاتيُّ وعياً شفيفاً بِالحُبِّ والعِشقِ, انبثاقاً من أملِ الأملِ في رحمِ أمال...

  3. #3
    الصورة الرمزية حسين أحمد سليم قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    العمر : 71
    المشاركات : 163
    المواضيع : 130
    الردود : 163
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي حزن وألم وذكرى

    حزن وألم وذكرى

    بقلم: سوزان ديّوب

    حزني الدّفين في صدري
    صحا اليوم من غفوته التّاريخيّة
    وراح يعذبني مذ كانْ
    وألمي الذي أضنى قلبي الصغير
    إستيقظ من نومته الطويلة
    يحرّضني عوانٌ تلو عوانْ
    وحملتني الذّكرى الأليمة إلى ماض بعيد
    بعيد في الزّمان والمكانْ
    أرخى كلكله المتعاظم على عاتقي
    بكلّ التفاصيل الحزينة...
    في ماضي النّسيانْ
    رؤى, ومشهديات تخاطرني
    ما زالت تتراءى في مخيلتي
    منذ زمان وزمانْ
    لم أستطع أبدا
    رغم قوتي
    محي آثارها من ذاكرتي
    رغم كلّ الرّهانْ
    لست أدري يا أبتي
    ما الخطب الذي يتملّكني
    وما معنى هذه الأشجانْ
    دموعي تهمي من عيني كالأمطار
    تسيل سيلانْ
    وغدوتُ
    كما شجرة يابسة
    مجرّدة من الأغصان
    وأصبحتُ
    كما طفلة يتيمة
    تائهة في الفلاة
    ضائعة
    بين الرّمال والكثبانْ
    تبحث عن الحياة
    عن صدق نفس
    ودفْ أحضان
    أنا كتلة من الأحزان
    أنا ذكرى إنسان
    وعواطف قديمة
    غدت متجمدّة عبر الزمان
    قلبي,
    فكري,
    وعقلي حيران
    وعيوني كما الجمر تتّقد
    وتشتعل عيوني كما النّيران...
    قد مللتُ المكانْ
    قد يئستُ الزّمانْ...

المواضيع المتشابهه

  1. وقال القلم في الحب والعشق
    بواسطة ياسر ميمو في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 17-02-2021, 06:15 PM
  2. كُنُوْزِيَاتْ فِيْ الحُبِّ وَالعِشْقِ
    بواسطة حسين أحمد سليم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-04-2017, 11:59 AM
  3. الحب والعشق من المنظور الاسلامى
    بواسطة رافت ابوطالب في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-04-2015, 06:48 PM
  4. وقال القلم في الحب والعشق
    بواسطة ياسر ميمو في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 15-07-2011, 01:33 PM
  5. الحب والعشق..! محادثة !
    بواسطة ماجد الغامدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 38
    آخر مشاركة: 22-11-2008, 02:42 PM