أحدث المشاركات

نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»»

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: زنزانة الضمير. بقلم/ أسماء عايد

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    العمر : 37
    المشاركات : 31
    المواضيع : 9
    الردود : 31
    المعدل اليومي : 0.01

    زنزانة الضمير. بقلم/ أسماء عايد

    زنزانة الضمير

    (تم نشره في العديد من الصحف)
    بقلم/أسماء عايد
    أرى في الأفق عيون مصحوبة بضحكاتٍ ، لا أدري إن كانت للملائكة أم للشيطان ،أكاد أتبين فيها "عيون النيل" ، لكنني لا أعرف إن كانت ستنقذ مصر بضحكاتها أم سَتُغرق الوادي وسط فيضان دموعها؟!

    وفي الأفق ألمح أيضا طوابير من لهبٍ! ينحشر فيها أحطاب على هيئة بشر! ولا أدري إن كانت طوابير للخبز المدعم أم طوابير لصرف المعاشات، وأكاد أتبين أنها "شعب مصر" لكنني لا أعرف إن كانت المسامير والأحجار الكريمة في رغيف الخبز قد تم دعمها أيضا! أم عليّ صرفها بنفسي - وسط ألوف المسنين المكدسين - من البنك المركزي الأهلي!

    وفي الأفق أرى ملامح طفلين وسيمين لا أدري إن كانت لـ إسلام الذي قتله مدرس مادة الرياضيات في نهاية عام 2008 أم أنها ملامح إسلام التي شوهها مدرس آخر في شهر مارس 2009، وأكاد أتبين فيها ملامح فئة عريضة من "أطفال مصر" لكنني لا أعرف إن كانت مصر يُغضبها أن يعتدي ابنها الكبير على الصغير أم أنها تبرأت من أمومتها بعد أن سحقوا الجنة من تحت أقدامها!

    ومن الأفق تأتيني صرخات غريق يستغيث ولا أدري إن كان من منكوبي العبّارة سلام 98 أم من المهاجرين - غير الشرعيين - بحثا عن أحلام ممزقة، وأكاد أتبين أنها "صرخات جيل بأكمله" لكنني لا أعرف إن كانت مدوية لدرجة أن تنفذ إلي أذن أصحاب القرار أم أنهم أفرجوا عن أقوالهم وأفعالهم من سرايا زنزانة الضمير التي تحبس حرية قراراتهم - تماما كما أفرجوا بل منحوا حكم البراءة لمالك العبارة!

    وها هو الأفق ينتشي بملايين وبلايين من جزئيات الدخان ولا أدري إن كانت ناجمة عن حرائق الشرابية أم عن حرائق الحشيش، وأكاد أتبين أنها حرائق "جهل وعدم وعي"، لكنني لا أعرف إن كانت العشوائية سببا في نيران الغضب أم أن الحشيش أصبح مجانيا-حتي العاطلين عن العمل والمتوجعين من الفقر يتعاطونه شبه يوميا!

    وها هو الداء يعانق الأفق، إنه يلوح في عيناه المتعبتين ولا أدري إن كان داء الملوك أم داء الجوعى، وأكاد أتبين انه "داء عدم المساواة الاجتماعية" لكنني لا أعرف إن كان النقرس يهوى العيش بين الأواني الفاخرة فقط أم أن الجوعى مع الوقت قد تقلصت معدتهم فما عاد الجوع ينهشهم!

    ومن الأفق تنهمر زخات الندى من عيون باكية تدعوا الرحمن الرحيم ولا أدري إن كانت دعوات من الإناث أم من الرجال، وأكاد أتبين أنها دعوات مشتركة! لكنني لا أعرف إن كانت ستوقظ ضمائر الرجال فيكفوا عن التحرش بالقول أو العمل وستوقظ ضمائر الإناث في أن يتقين الله في مظهرهن وتصرفاتهن أم أنها دعوات للآباء بألا يعسروا الزواج كي لا يساهموا بشكل غير مباشر فيما يحدث من مهازل أخلاقية .

    ومن الأفق تقع الكراسي فوق رأسي فـ تدغدغ سنوات عمري العشرين، ولا أدري هل هي كراسي الكسالى الذين منحوا أوقاتهم للجلوس على القهاوي ومصمصة الشفاه وهي ترمي بالمسئولية كاملة على الحكومة في كل صغيرة وكبيرة! أم أنها كراسي فارهة أشبه بالشيزلونج الذي يتمدد عليه رجال الأعمال الأثرياء في فنادق سويسرا وقرى شرم الشيخ! وأثناء سقوط الكراسي تبينت أنها كراسي ذوي الاحتياجات الخاصة ممن لا يطيقون الوقوف في وجه الأزمات بل يحلمون بمعاملة من نوع خاص! ربما لأننا في عصر الخصخصة وكل ما هو خاص؟! ربما! لكن المؤكد: أن الحياة لا تعطي الأيادي المتكئة على طاولة "الاستسلام للظروف" والتي لا تقوى سوى إلا على التصفيق لاستدعاء "جرسون القدر" للمطالبة بــ واحد شاي وصلحه

    بل عليك-وعلينا-أن تعتقد في أنك "واحد" ووحدك يمكنك أن تفعل الكثير إن عقدت العزم وتوكلت على الله-دون تواكل عليه وعلى أسرتك وحكومتك وهذا العالم المجنون أحيانا والمصاب بداء الصرع في كثير من الأحايين

    علينا أن نتعامل مع الظروف بمزاجية وروقان- تماما كما يتعامل المواطن المصري مع كوب الشاي ..خاصة إن كان في الخمسينة

    وعلينا التحرر من بعض الموروث اللغوي وغير من الموروثات الخاطئة-الذي أكسبنا عادات سلبية دون أن نشعر! مثلا: لا تفعل كما يفعل زبون القهوة: وعندك واحد شاي وصلحه. لا تنادي على الاصلاح بل اذهب أنت إليه وابحث عنه وعندما تجده فحضره من عمل يديك ليتناسب مع طقوسك المعيشية وأهدافك الحياتية.

    وعلينا أن نضع في حسبانا أننا لا نمتلك عصا موسى. لذا، لا تتعجل النتائج السحرية.. فقط علينا التشبث بالمحاولات المستمرة لاصلاح أنفسنا واصلاح العالم من حولنا.. وسنجني الثمار بعد فترة أو بعد سنوات أو سيجنيها الجيل القادم.. أو سنجنيها معا في الجنة بفضل رضا الله علينا لتعميرنا الكون بالخير وحث غيرنا على فعل نفس الشيء

    وتأكد أن الحكومات رغم أن في يدها القرارات السريعة إلي حد ما لكنها بشر مثلنا لا يملكون التغيير في برهة لأنها لا تملك تلك العصا السحرية.. ولا حتى يمتلكها الإخوان المسلمين والشيوعيين واليساريين والقوميين والدينيين واللادينيين والأقباط والناصريين والمستقلين والقضاة والمحامين وأساتذة الجامعات والطلاب ورجال الدين الاسلامي والمسيحي والاعلاميين والمقيمين والمهاجرين ورجال الجيش وشرفاء الوطن وأجهزة الأمن ورجال السياسة والمعارضة وأصحاب الأقلام الشريفة والغير شريفة بالمرة.. والجوعى والعطشى والعاطلين عن العمل .. بل يأتي الاصلاح اذا تصالحنا مع أنفسنا وأمنّا بوجود عيوبها كما نؤمن بوجود عيوب في نفوس الاخرين.. فـللحياة علم، وعلم الحياة كعلم الطب، أي مؤسس علي التجارب، وكل التجارب تؤكد أن أسباب الشقاء الانساني ترجع إلي رفض الرأي الاخر دون التفكير بروية لمحاولة تبصر أوجه الحق فيه .

    تماما هذا ما يحدث بين الاباء و الأبناء، الزوج و الزوجة، المسؤول و المواطن، بين الغرب و الشرق، بين العرب و العرب.. صحيح أن الاختلاف سنة الكون وأنه من فجر البشرية لم يخل أي مجتمع من اختلافات، تناقضات، وقائع لا أخلاقية، وثورات إنسانية ضارية من أناس لا تعرف إلا الظلم سبيلا للعيش. لذا علينا السعى لاحترام الآخر أو على الأقل الاستماع اليه هكذا تسود روح الاحترام بين معظم الفئات ما يدفعنا للتعاون من أجل نهضتنا كأفراد وبالتالي نهضة المجتمع بأسره .. الأمر الذي سيمنحه المزيد من الكرامة أمام المجتمعات الأخرى وأمام خالق المجتمعات " الله عز وجل"

    بقلم/أسماء عايد
    بَنُوْ عَايِدً هُم أُصوْلِي وَ فَصْلِي *** فَأكْرِمْ بِهِمْ مِنْ أُصُوْلٍ وَ فَصْلِ
    www.dr-asmaa.com

  2. #2
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    زنزانة الضمير
    أسماء الخلاصة إذن :
    يأتي الاصلاح اذا تصالحنا مع أنفسنا وأمنّا بوجود عيوبها كما نؤمن بوجود عيوب في نفوس الاخرين.. فـللحياة علم، وعلم الحياة كعلم الطب، أي مؤسس علي التجارب، وكل التجارب تؤكد أن أسباب الشقاء الانساني ترجع إلي رفض الرأي الاخر دون التفكير بروية لمحاولة تبصر أوجه الحق فيه .

    لهذا قال المولى تبارك و تعالى في كتابه العزيز :
    (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)


    تحياتي
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

  3. #3
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي


    نعم توجد بغرف سجن المجتمع زنازن ضمير تحجب عن العقل التطلع إلى أن الإصلاح يبدأ من الصلاح أولا.. وإلى حين نصلح أنفسنا فردا فردا، جماعات جماعات وفق رؤى الشرع فيما تنظمه أحكامه ونصوص تشريعاته، لنا الحق في التعامل باحترام فقط.. احترام نابع من حب الخير للناس كما نحبه لأنفسنا.. عدا هذا لن يكبر أي تغيير غير نابع من الأصل أو محكوم عليه بالتطور في رمشة عين دون المرور بالنفس، فالأسرة، فالمحيط، فالمدينة، فالمجتمع بكل فئاته وقراراته وهيئاته ومنشئاته الفكرية والمادية..

    الأخت أسماء عايد
    أعاد الله عليك علمك الخيّر بالنفع دوما..
    وشكرا لكلمات نص نابعة من تغيير حقيقي..

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    يقوم نهجنا الاسلامي على قواعد في التعامل كلها يضمن للآخر حقه
    وكلها يأمرنا بإصلاح الذات أولا لننطلق بعدها نحو إصلاح المجتمع بأفراده
    ولو تحقق هذا الشرط فعلا، فأصلح كل فرد في المجتمع ذاته، قبل الخوض في كيف نصلح مجتمعنا
    لوجدنا مجتما صالحا لا يحتاج لمن يصلحه

    د. أسماء عايد
    فاضت حروفك حكمة وسداد راي

    أحسنت غاليتي
    وليتك تتفضلين بالعروج على موضوعك

    دمت بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

المواضيع المتشابهه

  1. المساءات المبكرة . بقلم / أسماء عايد
    بواسطة أسماء عايد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 02-07-2009, 02:49 PM
  2. أزاهيرُ الإبداع . بقلم / أسماء عايد
    بواسطة أسماء عايد في المنتدى أَكَادِيمِيةُ الوَاحَةِ للتَنْمِيَةِ البَشَرِيَّةِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 27-01-2009, 08:04 PM
  3. كيف نصبح جيوكندا ؟! بقلم / أسماء عايد
    بواسطة أسماء عايد في المنتدى أَكَادِيمِيةُ الوَاحَةِ للتَنْمِيَةِ البَشَرِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 27-01-2009, 07:57 PM
  4. طقوس الشطارة . بقلم / أسماء عايد
    بواسطة أسماء عايد في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 02-12-2008, 10:17 PM
  5. صَدَقَتْ أسماء .. وكَذَبَتْ إسرائِيل . بقلم / أسماء عايد
    بواسطة أسماء عايد في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05-11-2008, 02:57 PM