السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
أختي الفاضلة / حرة .
جلبتِ السعادة من حيث أدري وأدري .. نثرٌ كهذا أهلاً بهِ من أي بابٍ يلج .
أختي حرة .. تعلم الشعر هنا ليس إلزاماً إنّما أردنا إنشاءَ خيمةٍ يستظل بها من آنس في نفسه موهبةً تحتاج لصقل فيأوي إليها ليجدنا مرحبين ومعينين له بعون الله , وقد حرصت على البعد عن العروض ومداخله خشية أن يرهق المتعلم لأنّه علمٌ يدرس أمّا الشعر فهو ملكة وموهبة تحتاج لأدواتٍ وحرصنا هنا أنْ نقدم الموسيقى كونها ركن أساسي في الشعر دون اللجوء إلى المصطلحات وكان بودي إدراج ملفات صوتيه تحمل أناشيد فلكل بحرٍ إيقاع خاص به وللأسف لا علم لدي بالتقنية لذا أردتُ من المتعلم إنشاد الأبيات أكثر من عشر مرات وبذلك يجد الموسيقى تجري على لسانه وتقع في أذنه , من ثمَّ ينظم عليها فينشرها لنقوم بتقييمها فتقويمها .. وبذلك نحقق جزء من هدفنا ..
إليك إجابة ما سألتِ عنه :
1- عرض الأوزان لكلِّ بحره هو للعلم وتقدّم نشره في موضوع " العروض والقافية " مفصّلا مبسّطاً , أمَّا سرد قصائد مشهورة هنا فهو في صلب غايتنا حيث هي معروفة بلْ وسلسة يمكن من خلالها إيصال المراد من الذي نبتغيه وهو الموسيقى والسبب في الاكتفاء تقدّم ذكره في الشرح السابق " أنْ نقدم الموسيقى كونها ركن أساسي في الشعر دون اللجوء إلى المصطلحات " , وفي العروض الرقمي أيضاً حرصت على أن يكون الشرح سهلاً بوسيلة دقيقة وبسيطة وهذا ميزة الرقمي ..
2- في القافية تمَّ تقديم شرحاً رقمياً في المدرسة وسأقوم بتقديمها تقليدياً ضمن " العروض والقافية " قريباً بعون الله .. والأهمُّ من ذلك كلِّهِ هو التعلم بالملاحظة بمعنى أنْ نلاحظ ما نراه فيما نقرأ , مثلاً في قصيدة الشابي نجد البيت ينتهي بحرف الراء ساكنا فنستنتج أنّها التزمت به وهذا هو الروي وبما أنّه ساكن نسميه مقيداً , وبالملاحظ أيضاً نجد جلَّ القصائد تنتهي بحرف صحيح " كلَّ الحروف عدا الواو والياء والألف والهاء فهذه الحروف الأربعة لها شوط لتكون روياً سيُقدم ذكرها في " العروض والقافية " .
3- ما سألتِ عنه يندرج ضمن علمٍ لها مصطلحاته المعروفة وهو علم العروض والقافية علم واسعٌ يحتاج لدراسةٍ متأنية منتظمة أي على مراحل والولوج إليه بهذا الصورة يصعِّبُ التَّعلمَ , قدمتُ شرحاً لها في صفحة العروض والقافية تعفيني قراءتُكِ لمادة الصفحة إعادةَ الشرح ..
كلمة أخيرة :
شعراء الأمّة منذ نشأة الشعر إلى عصرنا هذا أنشدو الشعر دون تعلم أسسه لأنَّ أسسه وضعت بعد وجود الشعر الجاهلي فكانوا يلتزمون بما يسمعون فكانوا بالمحاكاة ينظمون الشعر وأذن العربي أذنٌ سليمة حسّاسة تعي ما يقع عليها لذا نجد في قصة النابغة مع أهل المدينة دليل على ذلك رغم عدم معرفتهم بالعروص الذي وجد بعدهم بزمن , لذا كان الهدف في صفحتنا هذه هو التعلم بالملاحظ فالمتلعم هنا يقرأ النموذج لوزن البحر المراد النظم عليه فيلتزم بما يجد فيه من موسيقى وقافية , فلو قرأنا أبيات أختنا نبض الإيمان وقارنّاها بقصيدة الشابي لوجدن المبنيين واحد , ومع الاستمرار في المحاكاة يمتلك المتعلم الأدوات ليكون شاعراً مقتدراً دون اللجوء إلى العروض الذي يذهبُ بالشاعرة في الاعتماد عليه لتملّك الشاعرية , وبعد ذلك إذا أراد تعلم العروض والاستفادة منه فلا بأس بأن يجمع بين الشعر كموهبة والعروض كعلم ..
أرجو أن أكون موفقاً في تقديم نبذة بسيطة حول الشعر والعروض ومرادنا من صفحتنا هذه .
أخي الحبيب / عبدالوهاب
أجدك دائما قنّاصاً للنثر الجميل تتصيده أينما كان , فكم أتمنا أن تكون ناثراً حتماً سنجدك مبدعاً لأنك مطبوع علي الإبداع .. شكراً لمرورك فما هذا تطفل بل قمّة الحرص في البحث عن الإبداع ودعمه ..
لكما مني المحبة والتقدير
دمتما بخير
في أمان الله