|
إرْحلْ عنِ الأذهان يا بـْنَ الأدْهمِ |
هذا الزّمانُ زمانُ بنتِ العجرمِ |
بلغتْ منَ الأمجــــادِ حتـّــى أنـّها |
لمعتْ كــبرقٍ في سحابٍ مـُظْـلِمِ |
ألفٌ منَ الأحداقِ صرعى لحظـِها |
والإسمُ محفورٌ كوشمٍ في الفمِ |
يا سيّدي ليستْ تميمُ كســــــابقِ ال |
عهدِ القريبِ وإنـّها في مأزمِ |
يا سيّدي ولـّى زمـان العلمِ وال |
أقلامِ وانتحرتْ حروفُ المعجمِ |
عجـّتْ رياحُ الفاســـــــدين بقوّةٍ |
وتكاثفتْ سحبُ الضـّلال المجرمِ |
هاؤمْ زبانية الهـــــلاكِ تعاظمــوا |
واستنفروا فيها سـلاحَ الغيْـهَمِ |
سلبوا بهاءَكَ فانتهى بظلامـــــهم |
زجـّوا لــــواءَك في وعاءٍ مُحكمِ |
ورموا علومكَ بالنّبال وأتبعوا |
بالرّجمِ صرحكَ في زمانٍ مظلمِ |
لملمْ جراحكَ وانطلقْ لا تنتظرْ |
فاليوم أنتَ كما الغريبِ الأعجمي |
وارحلْ الى حيث الممالكِ تنتهي |
والى الذبولِ .. الى اندثار الأنجمِ |
هــــذا مصير العالِمينَ وعلمهـِمْ |
في أمـّةٍ ألفتْ حيـــــــاةَ المأثمِ |
ماذا أقولُ وقـــدْ تردّى ذوقنــــــا |
مثــــل الذّباب على رديئ الأطعمِ |
كلّ المقابح بالمحامدِ بـُدّلتْ |
واستأشفتْ قيــــحاً فهلْ منْ مرهَـمِ |
كمْ عالـــمٍ بالفقهِ لمْ يُذكرْ وكمْ |
بلغَ المنى عيُّ الكلامِ وأعجميِ |
أوْ كـــمْ بأنثى إغتنتْ بجمــــــالها |
ومحدِّثٍ في الفـقرِ عاشَ بقـُمقمِ |
أطلقتُ آهــــاً للعــــنانِ فأخرستْ |
كيفَ التأوّهُ والمقـــامعُ في فمي |
وبكيْتُ دهــــــراً كانَ فيه أكابـــرٌ |
وذرفتُ دمعــــاً مثلَ فيحِ جهنمِ |