|
صَلَتْني صُرُوفُ الدَّهْرِ ما لا أُطِيقُ |
|
|
ومَحَّصَني مِنْ كُلِّ صَرْفٍ حَرِيقُ |
فَما هَدَّنِي فَقْرٌ ولَمْ يُعْيِني عَنًا |
|
|
ولا شِدَّةٌ دامَتْ عَلَيَّ وَضِيقُ |
خَبَرْتُ صُنُوفَ النَّاسِ مَعْدِنَ أَصْلِهِمْ |
|
|
وَإِنِّي بِهِمْ فِي كُلِّ حَالٍ رَفِيقُ |
بَسَطتُّ يَدِي بِالحُبِّ نَحْوَ بَسِيطِهِمْ |
|
|
وَرُقْتُ لِمَنْ لِلْخَلْقِ لَيْسَ يَرُوقُ |
لِصَحْبِي أَنا بَيْتُ السَّرِيرَةِ والرِّضَا |
|
|
أَمِينٌ عَلَى مَا اسْتَوْدَعُونِي عَمِيقُ |
أَصُونُ لَهُمْ وُدِّي وأَحْفَظُ قَدْرَهُمْ |
|
|
وعَهْدِي لَهُمْ فِيمَا وَعَدْتُ وَثِيقُ |
إِذا اهْتَمَّ أَقْصَاهُمْ وُقِدْتُ لِهَمِّهِ |
|
|
كَأَنَّ سِراجِي في اللَّيالِي الشُّروقُ |
وَأُزْجِي لَهُمْ نَصْحِي وَأَبْذُلُ مُهْجَتِي |
|
|
لِيَرْقَوْا وَإِنِّي لِلعَطاءِ خَلِيقُ |
وَيُبْهِجُنِي سَعْدٌ وَخَيْرٌ أَظَلَّهُمْ |
|
|
وَلَسْتُ لِرِزْقِ الآخَرِينَ أَتُوقُ |
فَإِنْ نَازَعُونِي في لُعَاعٍ وَمَنْزِلٍ |
|
|
نَزَلْتُ لَهُمْ عَنْهَا وَإِنِّي حَقِيقُ |
فَهَلْ يُحْمَدُ الإِحْسَانُ إِلاَّ بِمِثْلِهِ |
|
|
وَهَلْ يَجْحَدُ المَعْرُوفَ إِلاَّ صَفِيقُ |
وَهَلْ يُنْقِصُ المَرْءَ افْتِعَالُ لَطِيفَةٍ |
|
|
وَكِذْبُ تَوَدُّدٍ وَوَجْهٌ طَلِيقُ |
وَمَا زَادَ في حَظِّ المُسِيءِ إِسَاءَةٌ |
|
|
وَقُدِّرَتِ الأَرْزَاقُ حَتَّى اللَّعُوقُ |
وَلَكِنَّ شُحَّ النَّفْسِ فِي الطَّبْعِ آَفَةٌ |
|
|
تَحُوكُ بِقَلْبِ المُبْتَلَى وَتَحِيقُ |
فَكَيْفَ أُرَجَّى فِي الشَّدائِدِ بِالوَفَا |
|
|
إِذَا جَاءَنِي وَقَتَ الرَّخَاءِ العُقُوقُ |
وَمِنْ أَيْنَ يَأْتِي الْغَيْثُ عِنْدَ ظَمَاءَةٍ |
|
|
وَلاَ غَيْمَةٌ هَلَّتْ ولاَحَتْ بُرُوقُ |
فَيَا صَاحَبِي رُوحِي فَدَتْكَ مَحَبَّةً |
|
|
فَدَعْنِي وَدَعْ نَفْسِي إِلَيْكَ تَشُوقُ |
تَرَكْتُ لَكَ التَّرْحَالَ فِي طُرُقِ الهَوَى |
|
|
وَلِي نَحْوَ قَبْرِي بِالْكَفَافِ طَرِيقُ |
وَمَا لِي بِعَيْشٍ دُونَ خِلٍّ يُعِزُّنِي |
|
|
إِذَا كَانَ لِي تَحْتَ التُّرَابِ صَدِيقُ |