|
فــي كــل حـيـن للقـلـوب عـنـاء |
ولـكـل عـهــد صـرخــة ونـــداءٌ |
ولكل صمـت فـي الزمـان ذريعـة |
وتـلـومـهــا لــوّامـــة الإفــتـــاءٌ |
ولـكـل أمــر قــد يـكـون مـبـررا |
عـذرا وصمـت العارفـيـن وبــاءٌ |
فــإذا الحـيـاة لصـالـح ولـفـاسـد |
ولـحـاكـم وشـروعــه اسـتـيـلاءٌ |
ومـكـاسـب ومـحــارم ومـنـافــع |
ومـخــازن وعـصـابــة ولــــواءٌ |
ومعـارك مـال لحـروب سلاحهـا |
ومــجــرة وحـظـيــة وفــضـــاءٌ |
ومعالـي مـال لمعـالـي أمجـادهـا |
ومـواكـب فــي رحلـهـا أعـــداءٌ |
ومحاكـم ليـس القضـاة بعرشهـا |
الحـكـم حـكـم والقـضـاء قـضـاءٌ |
ومواطـن لا تستضيـف مـواطـن |
ومـعـاجـم مـحــدودة الأســمــاءٌ |
ومـحـافـل لا تحـتـفـل بنشـيـدهـا |
الـحـفـل حـفــل والــــولاء ولاءٌ |
وجحافـل كـل الجيـوش جحـافـل |
تـهـوى الـغــزاة كـأنـهـم أبـنــاءٌ |
ومساكـن والمـوت فيهـا سـاكـن |
ومــنـــازل بنـعـيـمـهـا نـعــمــاءٌ |
ومـصـادر لا تنـبـغـي كـمـصـادر |
وسـواتـر فــي ستـرهـا إغـــراءٌ |
ومــزارع مــال للـمـزارع منـهـا |
قـــوت يـقـيـه مـغـبـة الإغــمــاءٌ |
ومـصـانـع للمـوبـقـات مـصـانـع |
فيـهـا وعـنــد الفـاسـديـن بـنــاءٌ |
ومـغـانـم كـــل الـعـهـود مـغـانـم |
فــي ظلـهـا وغنـيـمـة وعـطــاءٌ |
ومـــوارد لا تنـقـطـع خيـراتـهـا |
وكـأنــهــا بـنـعـيـمـهـا غـــنـــاءٌ |
ومـكـارم لـيـت الـكـرام رجالـهـا |
لكـنـهـا عـنــد الــكــرام شــقــاءٌ |
ومجالـس لا يستـعـان بوعظـهـا |
يصغـي الكـلام ويـبـدءا الإمــلاءٌ |
ومـنــابــر للـعـابـثـيـن رفـيــعــة |
حـوت الربـوع وسائـر الأرجـاءٌ |
وموالـي يسـعـى لأجــل مـوالـي |
ومـنــافــق أمــرائـــه عــمـــلاءٌ |
ومـرافـق تمـتـص كــل مـوافــق |
طوعـا وكـرهـا سـائـد و ســواءٌ |
والسحت ركن والخداع فريضـة |
والسرقة أفضـل مذهـب ورجـاءٌ |
والسطـو نهـج والتسلـط منـهـج |
والبـسـط حــج والمـقـام ريـــاءٌ |
والجهـل عـلـم والجهـالـة معـلـم |
والـحـق يـخـدم ســادة الأهــواءٌ |
ومعايش فـي عيشهـا ومعاشهـا |
مــوت الحـيـاة بـأيـدي الأحـيــاءٌ |
ودوائــر دارت عـلـى أصحابـهـا |
فـــــي كـــــل دار درة ودمـــــاءٌ |
ومـواســم للغـائـبـيـن مــراســم |
والحـاضـريـن ضـحـيـة وفـــداءٌ |
ومفاخـر مثـل الخيـال وجـودهـا |
ومـعـالــم للـمـحـدثـات غــطـــاءٌ |
ومـظـلــة لا يـتــقــى بـظـلالـهــا |
تكـوي الجبـاه ظلالهـا الرمضـاءٌ |
والكـذب يخطـب داعـيـا لنعيـمـه |
وحــروفــه واحــاتــه الـغــنــاءٌ |
وكأنمـا مـلـى الجمـيـع بطونـهـم |
وسقـوا ظمأهـم هالكيـن إظـمـاءٌ |
والفقـر ينبـض بالحيـاة وروحـه |
فــي كــل بـطـن فــارغ جـوفــاءٌ |
ومــلامــح للصـامـتـيـن كـئـيـبـة |
لا تهـتـدي وأصـابـهـا الإعـيــاءٌ |
ومراتـب لا يرتـجـى فــي ظلـهـا |
خبـز الفقيـر وفجاجـة الضعفـاءٌ |
ومـراكــز لـلأقـربـيـن مـكـانـهـم |
وشريعـة فـي شرعهـا الإقصـاءٌ |
ومـصـارف للعالمـيـن بصرفـهـا |
والآخــريــن كـأنـهــم غــربـــاءٌ |
ومـطـالـب لا تسـتـجـب ولأنـهــا |
كـفـر بـأهـل الشـرعـة العـمـيـاءٌ |
ومنـاصـب للـوارثـيـن نصـابـهـا |
لهـم الوصايـة ومنـهـم الخلـفـاءٌ |
وكأنـمـا فتـحـوا الـبـلاد وأنـهــم |
يتكـلـمـون ويـصـمـت الـطـلـقـاءٌ |
وولاة أمــر يعـزلـون شعـوبـهـم |
ضاربيـن بـسـور بينـهـم بٌـعـداء |
وكـأنـهـم لا يـلـزمـون بـأمـرهـم |
لـهـم الــولاء ولشعبـهـم بـــراءٌ |
غايـاتـهـم أن يسـتـقـر مقـامـهـم |
بسـيـاسـة تبـقـيـهـم الـوجـهــاءٌ |
لمـطـامـع يـتـلــذذون بطـعـمـهـا |
يستأثـرون بـمـا جـنـا البسـطـاءٌ |
والحال مـا خـدم الـولاة فأمرهـم |
قــوم الشـقـاوة نعـمـة السـعـداءٌ |
فإذا الحياة كمـا رأيـت ومـا أرى |
إلا فــســاد فــاحـــش وغـــــلاءٌ |
وخـيـانـة ومـجـاعــة ومـخـافــة |
وجهـالـة يشـقـى بـهـا العـلـمـاءٌ |
ومـكـايــد ووشــايـــة ونـكــايــة |
وتــجـــارة مـغـلـولــة وريـــــاءٌ |
وظهـور فـقـر وانتـشـار رذائــل |
والشـر حـاضـر بـكـرة وعـشـاءٌ |
والظلـم يكثـر والمحاكـم تحتـقـر |
والـذل مــأوى قـومـه البـؤسـاءٌ |
وإذا تـولـى المفـسـدون ديـارنــا |
فـالـويـل قـــادم والـثـبـور وراءٌ |
والصمـت عـار والسكـوت مذلـة |
والخوف جبـن والخضـوع فنـاءٌ |
وإذا الحيـاة كمـا العـدو يريـدهـا |
فالحاكـمـيـن بـأرضـنــا جـبـنــاءٌ |
وإذا الشعوب تراجعت عن حقها |
عــم الفـسـاد وحـلـت البـغـضـاءٌ |
لكـن مـن وجـد الفسـاد بـأرضـه |
يدعـو الــولاة ويتـبـع الحكـمـاءٌ |
إن الفسـاد مــن النـفـاق وأهـلـه |
صـدق الدعـاة ويزعـم الزعمـاءٌ |
والعـدل حـق والشريعـة واجـبـة |
والأمر شـورى والجميـع سـواءٌ |
لا ينثنـي عـن عـزمـه وسـلاحـه |
غضـب الـعـوام يثـيـره الفـقـراءٌ |
وإذا أراد الشـعـب يـأخــذ حـقــه |
فلـه الحيـاة ولخصـمـه الغـبـراءٌ |
وسيبتـدئ عهـد جديـد وينتـهـي |
زمـن الركـود ويحمـد الإصـغـاءٌ |
ويـكـون عـهـد للـعـبـاد مـبـاركـا |
ولكـل عضـو فـي الفـسـاد بــلاءٌ |