علمني هواكم .. خاطرة

خاطرة لم أعرف لها مكاناً فآثرتها هنا .. فاختاروا لها أنتم مكاناً وقيمة ورأياً .... ودمتم ... لي

علمني هواكم

أن ابكي بلا دموع ..
وأن أسهرَ بِلا شُمُوع ..

عَلمنِي هَوَاكم أنْ أُبحِرَ بِلا أَشرِعَة
وأن أَرمي عَن كَيَانِي كُلَّ الَأقنِعَة

أن أُحبَّ بِصمتٍ مع تِلكَ الجَعْجَعَة

علمني هَوَاكم أَلا أَسيرَ بِدونِ هَوَى
فبدُونِهِ لا سَفينتي تَجرِي وَلا أَجِدُ الهَوَا

عَلمني هَواكم أن أَتذكَر دَوماً أَنِّي مَا زِلتُ طفلة
وأن ألعب بالقلم كما كنت ، حين كنتُ طفلة
علمني هواكم أن أطيرَ بِلا أجنحة
كما تفعل الجنيِّات
وأن أَقتلَ بلا أَسلحة
كما تقتلُ السَّاحِرَات

علمني هواكم أن أَسيرَ بلا دروع
وأن أتألمَ بِكلِّ خُنوع
أن أصبر حتى الجوع
أن أستيقظ حتى أول الأسبوع
أن أُقهر بكل ذلّة وخنوع
أن أَسبح بدماء ودموع

علمني هواكم أن أكتبَ بكلِّ براءة
وأن أعبر عن عليائِي بكل جراءة
أن أتجاوزَ أقسَى إساءة

علمني هواكم أن أنطِقَ كما الأطفال
دون أن ارتِّب حروفاً أو أقوال
أن أضربَ بهواكمُ الامثال
أن أخشى لثغرِ الصُّبح إقبال
أن أنعم بقيد عشقٍ وأغلال
أن أشرب القهر ألواناً وأشكال
أن أنزع عن مملكتي أيّ إجلال
أن أعلِّم دروسي أجيالاً وأجيال
أن أقطع بهواكم.. عمري والأوصال
أن أطعن من حولي لُوّاماً وعذّال
ألا أرى الضحى إلا أفياءً وأظلال
أن أمكث على عهدي لكم حالاً وأحوال
قد تمهدتّ الدنيا بي أطواداً وزلزال
فبات هواكم من قسوه عليّ يختال
وآذاني وحمّلني أوزاراً بعدُ وأثقال
وكان على جمري مِقوالاً ومِفعَال
وعلى نُسُكِي ، أضحى ولربَمّا شوّال
فبحق هواكم يا حبي وبحق الآل
ادفنوا هواكم من لبّي و من البال
أفنوا ما بقي من عمري و الأطلال
هكذا أراد هواكم
وهكذا أيضاً أرادت الأقدار
علمني هواكم و علمني
ولكن كمعلم قاسي
دروساً و دروساً حفظتها في قلبي
وتجرعتها كاساً تلو الكاس ِ
لم أعرف معلماً أقسى من هواكم
لم أعرف جلاداً أظلم من هواكم
لم أعرف سيافاً أطغى من هواكم
قد علمني ألا أضجر من قلب نازف
وألا أخاف من هوىً جارف
وألا أعاتب محباً زائف
وألا أهال من هاتيكَ المواقف
مهما شقيتُ أو أرقتني المخاوف
علمني هواكم
ألا أكون محباً مجازف
ألا أردِّد اسمكم كما تردده المعازف
ألا يطيب عيشي بحبكم والزخارف
ألا أرقَّ لظلٍّ من الدَّان وارف
أن أفارِق من قلبه لهفانَ كَاسِف
أن ألملم حبي من أوراقي والصحائف
علمني هواكم
أن أهتف لكرهكم غير خائف
أن أمجّد حقدكم كما تتلى المصاحف
أن أعلن اعدام قلب ٍ غير آسف
ثم أسلمه لتذروه العواصف
ألا أطرح ودَّ قلبي كلما كان يصادف
أن أتلو تراتيلي بعيدةً كما الأساقف
رويداً يا"ذا" في هواكم فقد
بات قلبي تتلوه أخبارٌ وطرائف
وقد شجت فيه العروق ُ والعواطف
مذ تعوّد ألا يألف بعد هواكم آلف
أهاب أيوب فقد بات على بلواه عاكف
لكني من أيوب تعلمت المآزف
ألا أستكين لهوىً جارٍ جارف
ومن أيوب تعلمت عفَّ النفس
دون بذل ضر أو هاتيك السفاسف
فخذ يا"ذا " عني كلماتي
و اروها على فخر الملوك سوالف
وقل لهم أني تعلمت :
ألا أهزَّ قلبي لحبٍّ تهتزُّ منه الرواجف
وألا أدمع عيني مهما دموع القلب سائلة ذوارف
صدقوني مدرستكم عظيمة
والأعظم منها ..هواكم ..
صدقوني قد سطرت لي مدرستكم حروفاً
وعداً .. أن أنحتها كما الصخر في قلبي
وأن أحفظها كما الرمش في جفني
وأن أتلوها كما الذكر في ضلعي
وعداً .. أن أتذكر أن هواي
من صنيع هواكم .. 

هل من .... رأي ...

دمتم ....