اليوم كما هو ظاهر اسفل شاشة الحاسوب هو الخميس الموافق 6.1.2011 الساعة التاسعة مساء ، لقد
نفذ صبر الملل مني ولم يجد له طريق في الهروب من مخيلتي "المتعجرفة " فقررت أن اكتب ، لا ادري ما سأصل في كتاباتي
ولاكن الملل وجد له طريقة بالخروج ... المكان بيتي المتواضع بجدرانه وسقفه وابوابه ونوافذه ، تجلس أمامي زوجتي الجميلة بروحها
الطيبة بعقلها الرزين وقلبها الحنون ولبسها الرومانسي ، لقد شاب شعرها من واقعيتي التي وجدتني عليه وهي أنني "بيتي" أفضل أن اجلس
أمام عينيها ذات الرموش الناعمة على أن نخرج في نزهة ، وان مؤشر "بورصة" خجلي يصل إلى مستوى نادر جدا ، ودائما تقول ان صمتي
يدل على أمور مخيفة فأجيبها :"يا حياتي قلبي محبوس بين ايديك واذا حاول يطلع بتعصريه " فتنظر الي نظرة عقلانية ...
اما الشك فحدث ولا حرج فرغم وجودي الدائم أمامها في البيت إلا إنها "تفنجل" عينيها مع كل رنة هاتف او رسالة ، ولكن غيرتها تشعرني بأنها ما زالت تحبني ..
الحال ؟؟؟ كما هو...وكأن الإنسانية تنجرف إلى حافة الهاوية كيف لا وكل يوم نرى العجب العجاب ليس من بعيد إنما من اقرب القريب فعندما
كنت اظن بان الانجراف خلف الانحطاط بأنواعه (التربوي ، والاجتماعي ، التعليمي...) بعيدا عن مجتمعي او قريتي او حارتي فما البث إلا أيام
حتى اكتشف بأنني ادخل في دوامة الكذب والانخداع!!
كيف لا والليل اصبح لا يستطيع أن يخفي اثار اصحابه، والنهار الذي وقف عن اظهار غير الحقيقة .. ولكن لا احد يبالي لا للنهار ولا لليل...لان
العلنية اصبحت امر عادي كشرب كوب من الماء ،لا احد يهتم لاحد ،لا يشعر احد باحد ، لا احد يسمع لاحد ، لا احد يحترم احد، لا احد يعتبر من احد ، لا احد يصدق احد ، لا احد .... لا احد يحترم احد !!!
اليوم تلك المجمعة ، مجموعة "لا احد" موجودة في كل قرية أو مدينة أو حارة أو بيت أو زنقا (على قول القذافي ) ... في الماضي البعيد البعيد جدا ،
كان الاهل يحدثوننا على امورا انها اغرب من الخيال !!! اسطورة بالنسبة لنا ،لا اتكلم عن قصص ابطال خرجوا في معركة وانتصروا على الاعداء ..ولكن كانوا يتحدثون
عن جوهر الانسان وعن قلبه الذي ما جمع إلا خير الأمور وافضلها ، كان نبعا للاخلاق ونهرا للمكارم وبحرا للاخوة ..كان محيطا للحب والعطاء ...كان قلبه مرناً ، يحمل الجميع ، كان رونق الحياة...
اين قلبك اليوم ايها الانسان ؟... انه قاسي صلب كقلب ال......
وفجأة تسألني زوجتي ماذا تكتب ؟
وهي تعرف بأنني اعرف بأنها تعتقد باني أراسل احد الفتيات على الشبكة العنكبوتية ..وعندما اقوم لن تبقي ملفا في الحاسوب إلا وفحصته ..
فأجيبها : ما أكتب إلا وصفا لحنان قلبك ، ورزانة عقلك ، وأمومتك الرائعة ...
فتجيبني " ايوه اللعب بعقلي "...
فأقول لها : كيف ذلك ؟...وانا احبك ...
فتقول :
" سلاح الشجاع السيف... وسلاح الخائن القبلة " ....