|
تَرَحَّلْ ، فإنَّ الزمانَ اختلفْ |
و ما عاد يُجْدِيك هذا الصَّلَفْ |
أتَنْوي اجترارَ أمانِيِّنا |
إلى ظلمةٍ ما لها من طرفْ |
و أمركَ للهِ مِن ظالمٍ |
على نَهبِ هذي الربوعِ اعتكفْ |
و لم يَكترثْ عبر هذا التمادي |
لنوحِ الصفيحِ و بوحِ الخزفْ |
بُيُوْتٌ من البؤسِ لا تُرْتَجَى |
فكم حَلَّ في عيشها مِن شظفْ |
و كم عاثَ في الأفْق أهلُ الخَنَا |
رموزُ النظامِ ، رموزُ التلفْ |
و كنتَ الرئيسَ الذي طالما |
متاهاتِ هذا الفسادِ احترفْ |
تُتَوِّجُ بالعابثينَ المُنَى |
و تزهو بإجحافهم ، للأسفْ |
و تخبو الكفاءاتُ خلفَ المدى |
بلا مَطْمَحٍ واعدٍ أو هدفْ |
تَرَحَّلْ ، فإن الزمانَ اختلفْ |
و ما عاد يُجْدِيك هذا الصلفْ |
تَرَحَّلْ ، إذا كان لمَّا يزلْ |
لذاتكَ من عِزّةٍ أو شرفْ |
و هيا انكفئ فوق وجهِ الدجى |
أيا كائناًً بالفساد اتصفْ |
لقد كنتَ من باع أحلامَنا |
و غَيَّبَ آمالنا و اختطفْ |
و كنت الذي أمرُهُ للورى |
بكل الخزايا العظامِ انكشفْ |
و أَمْكَنتَ من موطنٍ طيِّبٍ |
بثرواتهِ تَستطيبُ الترفْ |
تصادرُ أقواتِ شعبٍ كريمٍ |
و كم حَفَّكَ الشعبُ جهلاً و زَفْ |
و دونك ما زال حِفْنةُ شعبٍ |
تُحِبّك حباً عقيمَ الشغفْ |
هنيئاً لشخصِكَ هذا الرَّدى |
و إنْ كنتَ تحيا حياةَ الخَرَفْ |
تَرَحَّلْ ، قُبيل اندلاعِ اللظى |
سينهيك حتماً إذا ما زَحَفْ |
و ها قد تداعتْ قياماتُه |
لتنْقِمَ من عابثٍ ما انصرفْ |
تَحَدَّى إراداتِ جيلِ الهدى |
و نصراً بحلمِ الشبابِ ائتلفْ |
بماذا يفاخرُ و هو الذي |
كثيراً من المُخْزِياتِ اقترَفْ |
و ما كان أغناهُ من مفسدٍ |
و قد ماد طغيانُه و ارتجفْ |
تَرَحَّلْ ، فما من فَمٍ في الورى |
يريد ارتحالكَ إلا هتفْ |
تَرَحَّلْ ، إذا ثَمَّ من وَزَرٍٍ |
فقد مَلَّكَ الشعبُ حَدَّ القَرَفْ |