ماذا ترى فى إمرأة وحيدة ؟؟
***
عقد من الماس يفترش وسادة قطيفية ناعمة ..
زرقاء بلون العينين الذابلتين..
يرقد حالماً أن يلامس جيداً.. ما..
ويراها آتية ..
فى غلالة سوداء بشفافية القلب الحزين ..
ينطفىء فى حباته وهجه السرمدى ..
يتبعثر فى مكانه
روح ممزقة تعتريه
وهى مازالت تخطو فى تثاقل
يرقب جيدها من بعيد
كم يشتهيه
يرقب شفتيها الصامتتين
ويسمعها دون حديث
تتساءل عن جدرانها الخاوية..
عن أروقتها التى يرتد فيها صدى الأنفاس
يراها تنسحب ..
تتغطى بفراءها الأسود
... يعرف أن البرد يسكنها
***
ردهة طويلة باردة
تحلق فى سمائها الواطئة طيور الليل التائهة
ومقاعد شاغرة كفضاء فسيح
تسير هى سيراً أبدياً
كرقاقة من نسيم حالم
عبث الحياة يتجسد هنا .. فى الخواء
فى ظل تائه أنجبه ضياء خافت
ظلها ..هو من يتبعها هناك
على الجدار..
تكمل هى مسيراً بلا نهاية
بينما .. يعقد ظلها ساعديه على صدره
... مل من وحدته معها ..!!
***
كأس واحد يقف شامخاً على المنضدة
بكبرياء من بللور.. ينظر إليها
قابعة كقطة تبغى من يعابث فراءها
تشغل حيزاً صغيراً من مقعد وثير
وترسل نظرتها فى أفق بعيد..
...يتمنى أن تجاوره كأس أخرى..
فالمنضدة واسعة .. واسعة
كعينيها الجميلتين ..
تلامس حافته بأناملها ..
ليتها تحمله .. تضمه ..
أو تلقيه عبر النافذة ..
الصمت والسكون يعذبه .. يعذبها
هل ستظن به سوءاً
لو أقدم على الإنتحار .. بين يديها !!؟