حارس الأمن
النظام والاعتماد على النفس، أول ما تعلمه سابقا كطالب في كلية الشرطة، حيث يرتب فراشه بعد نوبة الاستيقاظ من النوم الساعة الخامسة صباحا، موعد "تمام الصباح"، ويصطف مع الطلبة في طابور داخل عنبر النوم وقد وقف كل واحد منهم أمام فراشه، بينما يبدأ العد ثم ينتهي بالتمام من طرف قائد الفصيل.. ويصدر الأمر بغسل الوجه وحلق اللحية وإعادة ملابس النوم إلى الخزانة، ليعود الجميع مرة أخرى إلى طابور آخر.. بملابس التدريب هذه المرة.. التدريب على كيفية استعمال الجهد الفكري والجسمي في خدمة الوطن والشعب.. إذ سيكون كزملائه في الصف حارسا من حراس الأمن وحاميا للقانون ضد الجريمة بمعناها الشامل، وبكل ما فيها من معان، وما ترمز له من خروج عن القانون والقيم والأخلاق..
راجت هذه الذكريات في ذهنه كعادتها وهو منحني الجسد برتبة أمين شرطة يؤدي دوره اليومي بمسح الحذاء اللامع للعقيد في مديرية الأمن والناظر إليه من فوق ظهره بنظرات استعجاليه..