ابتهال من الغربة
هذه القصيدة بدأتها لتكون على البحر الكامل لكنّ رغبة غريبة جعلتني أضيف تفعيلة في آخر البحر:
يا رب ُّ رأسي دائماً متوجسٌ قلقُ
و فلول عقلي صابها في ليلها الأرق
أخبار أهلي في الشآم أعوزها سَهِداً
وتثير حزني في اغتراب ٍ صبحه غسِقُ
يا أيها الصبح المهلل عادةً فرحاً
هامت بي الأحزان و الأفكار و الطرق
يغتال تأريق الجوارح خافقي كفناً
كالعتمة الحمقاء يمشي ضمنها النزَقُ
أمضي المساءَ ورفقتي في غرفتي ألم
و هواجسٌ بخواطري والأقلام والورقُ
فمدامعي ملت دموع الوجد في وهنٍ
والضعف مل سواعدي بل مله الرمقُ
ياوردةً تجتال في بالي وتؤرقني
هل أنت في خير وعافيةٍ وهل أثقُ
يا طيفها المحزون تهجرني وتتعبني
القلب والأضلاع بالأحزان قد غرقوا
عذبتني أيها الزمن الجليل ضنىً
خفِّف عليَّ الصعق إن الجِلد يحترقُ
و جلدتني و جلدتني وجلدتني مدداً
فالسوط والمجلود من نُظارهم زهقوا
و اسودَّ بي حتى الصباح كحالكٍ أفلٍ
و الظهر والعصر البهيِّ وعتّم الأفقُ
هذا اكتئابٌ ما عرفت كمثله أبداً
الحزن يكسو عالمي والأفكار تنصعقُ
يا ربُّ تفريجاً على أهلي وتوسعةً
ضاق الخناق و أنت ربي والورى شفقوا
أبو زياد