أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: قراءة في قصيدة رسالة إلى نخل العراق للشاعر د. سمير العمري

  1. #1
    الصورة الرمزية د. عبدالله حسين كراز شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : غزة - فلسطين
    العمر : 62
    المشاركات : 219
    المواضيع : 24
    الردود : 219
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي قراءة في قصيدة رسالة إلى نخل العراق للشاعر د. سمير العمري

    نص القصيدة
    اسْقِ ثَغْرَ الغَدِ مِنْ دَمْعِ المَآقِي
    وَابْتَسِمْ لِلشَّمْسِ يَا نَخْلَ العِرَاقِ
    وَاسْتَمِدَّ العَزْمَ عَنْقَاءَ العُلا
    مِنْ رَمَادِ الحُزْنِ قَامَتْ بِانْطِلاقِ
    لا تَلُمْ لَيلًا عَلَى ظُلْمَتِهِ
    كُلُّ لَيلٍ زَائِلٌ وَالنُّورُ بَاقِ
    فَانْبِلاجُ الفَجْرِ مِنْ عَينِ الدُّجَى
    وَمَخَاضُ البَدْرِ مِنْ رَحْمِ المحَاقِ
    وَانْعِتَاقُ التِّبْرِ مِنْ إِحْرَاقِهِ
    وَابْتِسَامُ الزَّهْرِ مِنْ نَزْفِ السَّوَاقِي
    يَا عِرَاقَ القَلْبِ يَا لَحْنَ الأَسَى
    حُزْنُكَ المَبْثُوثُ كَأْسَ المُرِّ سَاقِ
    أَيْنَ مِنَّا دَارُ مَجْدٍ حَلَّقَتْ
    بِجَنَاحِ العِزِّ تَعْلُو كُلَّ رَاقِ
    غَرَّدَتْ فِيهَا عَصَافِيرُ المُنَى
    مِنْ تَرَانِيمِ ائْتِلافٍ وَائْتِلاقِ
    وَفُرَاتُ الحُبِّ يَلْقَى دِجْلَةً
    عِنْدَ ذَاكِ الشَّطِّ فِي ذَاكِ العِنَاقِ
    أَيْنَ مِنَّا مَوْطِنٌ فِي دَمِهِ
    نَكْهَةُ التَّارِيخِ تَسْرِي بِاعْتِبَاقِ
    وَرَشِيدُ المَجْدِ فِي مَجْلِسِهِ
    يَجْتَبِي العِلْمَ وَيَقْضِي بِخَلاقِ
    وَازْدَهَتْ بِالحَزْمِ فِيهِ دَوْلَةٌ
    زَانَهَا الفَخْرُ وَأَعْلاهَا التَلاقِي
    ذُلَّ لَيثُ الشَّرْقِ فِي صَوْلَتِهِ
    يَومَ رَامَ العِزَّ مِنْ ذِئْبِ الشِّقَاقِ
    مَنْ سَقَى الأَيَّامَ مِنْ أَتْرَاحَهَا
    غَيرُ مُرِّ الغَدْرِ مِنْ كَأْسِ النِّفَاقِ
    وَانْتِهَازِيٍّ وَغِرٍّ تَمْتَمَا
    إِنْ يَفُتْنَا السَّبْقُ أَدْرَكْنَا البَوَاقِي
    وَيح قَومٍ كَيفَ يَومًا صَدَّقُوا
    أَنَّ عِزَّ الحُرِّ فِي ذُلِّ الوَثَاقِ
    وَعَلامَ المَوتُ أَضْحَى زَائِرًا
    لِلمَنَايَا كُلَّ يَومٍ فِي اشْتِيَاقِ
    كُلُّ طِفْلٍ سَابِحٍ فِي دَمِهِ
    كُلُّ شَيخٍ عَظْمُهُ وَقْدُ احْتِرَاقِ
    وَإِذَا الأَحْقَادُ رَانَتْ أَخْبَثَتْ
    وَسَقَتْنَا مِنْ كَرِيهَاتِ المَذَاقِ
    يَا عِرَاقَ الجُرْحِ فِي خَاصِرَتِي
    وَدَمٌ يَنْثَالُ مِنْ جُرْحِ البُرَاقِ
    طَالَ شَوْقُ القَلْبِ هَلْ مِنْ عَودَةٍ؟
    إِنَّ حَرْقَ الشَّوْقِ مِنْ حَرِّ الفِرَاقِ
    مِنْ إِبَاءِ الصَّخْرِ تَنْمُو زَهْرَةٌ
    بِلِحَاءِ الصَّبْرِ فِي جَذْرٍ وَسَاقِ
    وَمِنِ الضِّيقِ المُسَجَّى نَزْعَةٌ
    لانْعِتَاقِ الرُّوحِ فِي رَحْبِ الوِفَاقِ
    فَانْتَصِبْ فَوْقَ احْتِدَامَاتِ الأَذَى
    أَنْتَ أَعْلَى هِمَّةً مِمَّا تُلاقِي
    سَوفَ يَخْبُو كُلُّ بَرْقٍ طَارِئٍ
    وَبَرِيقُ المَجْدِ فِي عَيْنَيكَ بَاقِ
    وَالمَعَالِي تَجْتَلِي أَسْبَابَهَا
    وَاللَيَالِي تَبْتَلِي وَاللهُ وَاقِ



    القراءة

    قرأت القصيدة على عجالةٍ و خرج القلم بشظايا الملاحظات التالية:
    يبوح النص بالظاهري و الباطني من المعنى و المكنون، السطحي و العميق بلغة شعرية و حس شعوري سامق يستدعي دقة الملاحظة النقدية و التذوقية.
    اسْقِ ثَغْرَ الغَدِ مِنْ دَمْعِ المَآقِـي ... وَابْتَسِمْ لِلشَّمْسِ يَا نَخْلَ العِـرَاقِ
    هنا تشمخ صورة الشمس التي تستقبل ذاك الثغر المبتسم حين تهب رياح الحرية لا محالة و تسقي من شآبيب الدمع نخل العراق المتعطش لقطرة ماء – أو دمع حرّى - تعيد للعراق أنفاسه و حيويته و خلود أرضه وخصوبة تربها الحاضن لحضارات عربية و إسلامية أصيلة.
    أما عندما نقرأ:
    وَاسْتَمِـدَّ العَـزْمَ عَنْقَـاءَ العُـلا ... مِنْ رَمَادِ الحُزْنِ قَامَتْ بِانْطِلاقِ
    ففيها بعد أسطوري يحمل دلالة على الشموخ و التحدي رغم الجراح الغائرة في الجسد المنهك أصلاً، عزز الفكرة صورة رماد الحزن والتي تنطوي على تكثيف التصوير لحالة الأمة في انكسار إرادتها و لحظة الإحساس بالهزيمة الداخلية، وليس فقط تلك الناجمة عن الاشتباك مع الآخر.
    ثم يـأتي البيت الذي يقول:
    لا تَلُـمْ لَيـلًا عَلَـى ظُلْمَـتِـهِ ... كُلُّ لَيـلٍ زَائِـلٌ وَالنُّـورُ بَـاقِ
    وهنا يتعزز الأمل مرةً أخرى، فلا مكان للاستسلام أو الانكفاء على البكاء والتباكي على الأطلال، فلا بد مع العزم أن نرى النور يأتي ولا بد لليل أن ينجلي، وهنا يتضح التناص مع سابقات القصيدة من نصوص شعرية أخرى، ما يعني وعي الشاعر بضرورة التذكير و التنبيه و التأكيد على بزوغ نور الحرية و لو بعد حين.
    أما في :
    يَا عِرَاقَ القَلْبِ يَا لَحْنَ الأَسَـى ... حُزْنُكَ المَبْثُوثُ كَأْسَ المُرِّ سَاقِ
    فهنا ينبري النص على عرض المشاعر الإنسانية وتفاعلها مع الواقعي الأليم والمحزن والذي أصبح قيثارة أحزان تذكر الناس بما اعتراها من هم و غم فظيعين.
    وعندما يسقط ناظرنا على:
    وَفُـرَاتُ الحُـبِّ يَلْقَـى دِجْلَـةً ... عِنْدَ ذَاكِ الشَّطِّ فِي ذَاكِ العِنَـاقِ
    نحس أن النص يأتي على عذب ماء "الفرات" ببُعد الصورة التعبيرية التاريخي والحضاري، واللغة هنا أيضاً لا تستكين في العادي من الوصف و التصوير بل تعمل على التركيز على بؤر فاعلة و مؤثرة تستنهض خيال المتلقي دون تردد وبلا غموض.
    ثم تتابع مدللولات النص الأكثر شموليةً في:
    ذُلَّ لَيثُ الشَّـرْقِ فِـي صَوْلَتِـهِ ... يَومَ رَامَ العِزَّ مِنْ ذِئْبِ الشِّقَـاقِ
    حيث لا ينسى النص أن يذكرنا بأنّا خير أمة أُخرجت للناس يوم كنا أتقياء وأقوياء، و لكن عندما ركنا لغيرنا ما نرنو إليه و سلمنا عهدة الأوطان و عزتها للغريب و المغتصب ضاعت أمانينا و أمجادنا وأصابنا من الذل ما لا نحسد عليه، كل هذا يأتي بلغة سامقةٍ جماليةٍ و قوية الأداء والتشخيص.
    يَا عِرَاقَ الجُرْحِ فِي خَاصِرَتِـي ... وَدَمٌ يَنْثَالُ مِـنْ جُـرْحِ البُـرَاق
    ِوهنا يصر الشاعر على التماهي مع العراق وأهل العراق ممن أصابهم من الكدر و الخدر و الكرب و الأحزان والأتراب، مستحضراً ما يصيب الأهل و الربع في فلسطين الأكثر حزناً و الأعمق جرحا.
    على أن النص يذكر القراء – أينما كانوا – بالصبر و التحدي والوفاق و الجلد و القوة و المنعة:
    مِنْ إِبَاءِ الصَّخْرِ تَنْمُـو زَهْـرَةٌ ... بِلِحَاءِ الصَّبْرِ فِي جَـذْرٍ وَسَـاقِ
    وَمِنِ الضِّيقِ المُسَجَّـى نَزْعَـةٌ ... لانْعِتَاقِ الرُّوحِ فِي رَحْبِ الوِفَاقِ.
    ثم يعزز الشاعر نصه بالروحي من قوة يستلهمها من رب الأكوان و السموات و الأرضين، في مناجاة صادقة تخرج من القلب و بكل خشوع:
    وَالمَعَالِـي تَجْتَلِـي أَسْبَابَـهَـا ... وَاللَيَـالِـي تَبْتَـلِـي وَاللهُ وَاقِ
    بارك الله فيك حبيبي سمير و جعلك سيفاً من سيوف الكلم الطيب لا تخاف في الله لومة لائم...وكن مع الله ولا تبالي........

    د. عبدالله حسين كراز
    أستاذ الأدب الإنجليزي و النقد المقارن المساعد
    التعديل الأخير تم بواسطة نداء غريب صبري ; 11-05-2011 الساعة 08:43 AM سبب آخر: نسخ نص القصيدة ضمن الموضع

  2. #2
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.82

    افتراضي

    قراءة جميلة تستحق نسخة منها في قسم النقد الأدبي

    تحيتي للشاعر الكبير سمير العمري لقصيدته الباهر
    وللشاعر المبدع عبد الله حسين كراز لقراءةت المرتجلة البديعة

    بوركتما

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    قراءة جميلة في نص يستحق وقفات متكررة

    شكرا لشاعرنا عبد الله حسين كراز للقراءة القيمة
    ولشاعرتنا الرقيقة نداء لنسخها في قسم النقد

    دمتما بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  4. #4
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.28

    افتراضي

    بارك الله بك أخي الحبيب د. عبدالله على هذه القراءة النقدية للنص فلا حرمنا الله من ألقك!

    دام ألقك ودمت بكل الخير والرضا!

    وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5

  6. #6
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.11

    افتراضي

    أستغربُ من قلَّة الردود أو تكاد معدومة هنا ( ربما لأن القسم جديدا ) !!
    حقيقة قراءة جميلة جدا ياأستاذ عبدالله رفع الله قدرك وزادك وإيانا علما وجعلنا ممن ينفعون الأمة يارب العالمين

    ليتك أكملت جميلك بشرح هذه الأبيات رغم وضوحها لكن مع الشرح تكون اثبت للذهن خصوصا حينما يقرأها المبتدأين مثلي
    فَانْبِـلاجُ الفَجْـرِ مِــنْ عَـيـنِ الـدُّجَـى
    وَمَـخَــاضُ الـبَــدْرِ مِـــنْ رَحْـــمِ الـمـحَــاقِ
    وَانْـــعِـــتَـــاقُ الـــتِّـــبْــــرِ مِــــــــــنْ إِحْـــــرَاقِـــــهِ
    وَابْتِسَـامُ الزَّهْـرِ مِـنْ نَـزْفِ السَّوَاقِـي
    يَــا عِــرَاقَ القَـلْـبِ يَــا لَـحْــنَ الأَسَـــى
    أسعدك الله وشكرا لك

المواضيع المتشابهه

  1. رسَالةٌ إلى نخلِ العرَاقِ
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 62
    آخر مشاركة: 23-06-2016, 04:40 AM
  2. قراءة في قصيدة "كف وإزميل" للشاعر د. سمير العمري
    بواسطة ربيحة الرفاعي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 30-07-2015, 04:10 AM
  3. قراءةٌ في بيتين من قصيدة " ابن قلبك " للشاعر المتألق د.سمير العمري
    بواسطة عمار الخطيب في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 05-03-2013, 04:06 PM
  4. قراءة في قصيدة "كف وإزميل" للشاعر د. سمير العمري
    بواسطة ربيحة الرفاعي في المنتدى قِسْمُ النَّقْدِ والتَّرجَمةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-01-2011, 08:16 PM
  5. رسَالةٌ إلى نخلِ العرَاقِ
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى دِيوَانُ الشِّعْرِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-07-2007, 02:03 AM