أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: نماذج من كتاب "لغة الجرائد" للشيخ إبراهيم اليازجي

  1. #1
    الصورة الرمزية فريد البيدق أديب ولغوي
    تاريخ التسجيل : Nov 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 2,698
    المواضيع : 1052
    الردود : 2698
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي نماذج من كتاب "لغة الجرائد" للشيخ إبراهيم اليازجي

    نماذج من كتاب "لغة الجرائد " للشيخ إبراهيم اليازجي لمحمد إحسان النص عضو المجمع من سورية .. مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة
    وأنا أقتطف هنا بعضًا مما ذكره اليازجي وممّا نقع عليه اليوم في وسائل الإعلام.
    من ذلك قول بعض كتاب الجرائد: هذا الأمر قاصر على كذا، والصواب: مقصور عليه، ففي معجم لسان العرب نجد: قصرت نفسي على الشيء إذا حبستها عليه، وألزمتها إياه. ومن كلام العرب: ناقة مقصورة على العيال، أي وقف عليهم يشربون لبنها.
    ومن ذلك قولهم: غصن يافع، أي نضير، وزهرة يانعة، وروض يانع، واليانع في اللغة هو الناضج، فيقال: ثمر يانع وينيع. وهذا الخطأ وقع في كلام بعض القدماء، ومنه قول أحد الشعراء في الرثاء:
    يا من حواه اللحدُ غُصنًا يانعًا
    فصفة اليانع ينبغي ألا تستعمل إلا بمعنى الناضج.
    ويقولون: أرفقته بكذا، وجاء فلان مرفوقًا بصديقه، وأرسلت الكتاب برفق فلان. وكل ذلك من الخطأ الشائع؛ لأن فعل الرفقة لا يستعمل إلا في المفاعلة وما في معناها، فيقال: رافقته وترافقنا.
    ويقولون: اقتصد كذا من المال، بمعنى: وفّر. ومعنى اقتصد: اعتدل وتوسّط في الأمر، وهو فعل لازم، والصواب أن يقال: وفّر مبلغًا من المال.
    وأنا ألاحظ أن هذا اللفظ قد شاع اليوم بمعنى التوفير، وجاءت منه لفظة الاقتصاد وعلم الاقتصاد ووزارة الاقتصاد.
    ويقولون: ذهب الرجلان سويّة، أي معًا، ومعنى السويّة السَّواء والتساوي، فيقال: قسموا المال بينهم بالسويّة، أي بالعدل والسَّواء.
    ويقولون: احتار في الأمر، من الحيرة، ولم يسمع افتعل من هذا الفعل، وإنما يقال: حار في أمره وتحيَّر.
    ويقولون: فوّضت فلانًا بالأمر، أي رددته إليه، والصواب: أن يقال فوضت الأمر إلى فلان. ولم يذكر اليازجي المثال القرآني وهو قوله تعالى في سورة غافر: وأفوض أمري إلى الله.
    ***
    وكثير من الأفعال الثلاثية يستعملونها خطأ رباعية، نحو: أراع القوم وهو أمر مُريع، والصواب: راع فهو رائع، وأرعبه الخطب فهو مرعب، والصواب: رعبه فهو راعب، ويقولون: فلان مهاب والصواب: مَهيب.
    ويقولون: هو يسعى لنوال بغيته، والصواب: لنيل بغيته، والنوال هو العطاء.
    ويقولون: حرمه من العطاء، وفعل حرم يتعدى إلى مفعولين، والصواب أن يقال: حرمه العطاء.
    ويقولون: لا يخفاك أن الأمر كذا، وفعل يخفى يتعدى بحرف الجر (على)، فيقال: لا يخفى عليك. وعليه قوله تعالى في سورة آل عمران: "إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء".
    ويقولون: هذا أمر يأنفه الكريم، والصواب: يأنف منه. وهذا الأمر يمسّ بكرامتي، والصواب يمسّ كرامتي.
    ويقولون: انطلت عليه الحيلة، والصواب: جازت عليه الحيلة. (وقع شوقي في هذا الخطأ: وانطلى الجور عليه).
    ومن الخطأ الشائع قولهم: أوشك على الموت، فهذا الفعل ينبغي أن يستعمل بعده الفعل مسبوقًا بأن فيقال: أوشك أن يموت وأوشك أن يفعل.
    ويقولون: عدد القوم ينوف على كذا، والصواب: يُنيف والفعل رباعي وهو أناف أي زاد. ويتصل بهذا قولهم: نيف وعشرون، والأفصح: عشرون ونيِّف.
    ومما شاع في الاستعمال قولهم: بينهما شراكة في الأمر، والصواب: شِركة.
    وقولهم: أفرغ الإناء من الماء، والصواب: فرّغ وأخلى، أما أفرغ فمعناه: صَبّ.
    وقولهم: هو مدمن على الشراب، والفعل أدمن يتعدى بنفسه.
    وقولهم: هو في طور النقاهة من المرض، والنقاهة مصدر نَقِهَ الكلام ينقَه أي فهمه، والمصدر: النَّقَه والنُقُوه والنقاهة، أما مصدر نَقِه من المرض ونَقَه فهو: النَّقَه والنُّقُوه.
    ويجمع بعضهم لفظ: غريب، على أغراب، والصحيح: غُرَباء.
    ومما شاع في كلامهم قولهم: عَوّدته على الأمر، وتعوّد عليه، واعتاد عليه. وكل ذلك خطأ، والصواب حذف الجار؛ لأن الفعل متعدّ بنفسه فيقال: عودته الأمر، وتعودَه واعتاده.
    ومن الأخطاء الشائعة استعمال لفظ (المنتزه) والصواب: (المتنزه).
    واستعمال لفظ ( سميك) بمعنى صفيق غير صحيح؛ فالسمك والسماكة هما الارتفاع.
    وكذلك استعمال عبارة: تعرّف على فلان، خطأ صوابه تعرّف به.
    ***
    ومن الأخطاء الشائعة على أقلام بعض الكُتّاب تأنيث ما ينبغي تذكيره مثل ألفاظ: الرأس، والبطن، والحَشا.
    ويقولون: تناول طعام الغذاء والصواب: الغَداء.
    وقد شاع على أقلام الكاتبين استعمال تعبير (على الرغم من)، وهو تعبير مترجم عن اللغة الأجنبية ترجمة حرفية، فيقولون مثلاً: أزوره على رغم هجره لي، والصواب: على هجره لي أو مع هجره لي، [والرغم معناه التراب، ويقول العرب: فعلته على رغم أنفه، أي قسرًا]. ومن أخطاء التركيب الشائعة قولهم: لا يجب أن لا تفعل هذا الأمر [لأن التركيب الأول يمنع وجوب الفعل، ولكنه لا يمنع جوازه].
    ومثل ذلك قولهم: قلت له بأنني مسافر، ولا ضرورة لدخول الباء على (إن) فالصواب أن يقال: قلت له إنني مسافر.
    ويقولون: رأيته أكثر من مرة، وجاء أكثر من واحد، والأفصح أن يقال: رأيته غير مرة، وجاءني غيرُ واحد.
    ويقولون: أقسم بأن يفعل كذا - والباء تدخل على المقسم به فيجب أن يقال: أقسم بالله على أن يفعل كذا.
    ومن الأخطاء الشائعة قولهم: هو كُفؤ لهذا الأمر أي أهل للقيام به، وهو ذو كفاءة أي مقدرة، والكفؤ في اللغة هو النظير، ومنه قوله تعالى: ولم يكن له كفوًا أحد، أي لا نظير له وجمعه أكفاء، وإنما يقال: هو كافٍ لهذا الأمر وكَفِيٌّ به أي ينهض به والمصدر: الكفاية، وجمع كاف: كُفاة.
    ويستعمل بعضهم لفظ (آونة) على أنه مفرد، والصواب أنه جمع (أوان). ومثلها كلمة (رفات) يظنون أنها تدل على الجمع وهي تدل على المفرد ومعناها: الحطام من كل شيء. ويجمعون كلمة (سائح) على (سُوّاح) وهو خطأ والصواب: سُيّاح.
    ومن أخطائهم استعمالهم لفظ (الحماس) بدلاً من (الحماسة)، ونفذ الطعام، والصواب: نَفِد [ أما نفذ فمعناها: اخترق ].
    ويقولون: طعام مفتخر، والصواب: طعام فاخر، وإنما الافتخار التمدُّح.
    ومن أغلاطهم في تأليف الجمل تكرار لفظ (كلّما) في الجملة، فيقولون مثلاً: كلّما بحث في هذا الأمر كلّما وجد أمورًا جديدة، والصواب حذف (كلما) الثانية. [ وأسوق هنا شاهدًا شعرًا مشهورًا هو: أو كلّما وردت عُكاظَ قبيلة... بعثوا إليَّ عريفَهم يتوسَّم
    ومن الأخطاء في استعمال المصادر والأسماء قولهم: حضرنا خطوبة فلان، والصواب: خطبة، وخصوبة الأرض، والصواب خصب الأرض.
    ويجمعون لفظ (وفاة) على (وفيّات) بالتشديد، والصواب بالتخفيف: وَفَيَات.
    ويقولون: أخذ الشيء بأكمله والفصيح أن يقال: أخذ الشيء بكماله. وفي تحديد الزمن يقولون: لبث بموضع كذا إلى غاية شهر كذا، يريدون إلى بدء شهر كذا، والغاية معناها الانتهاء لا البدء.
    وقولهم: اعتنق المذهب، مأخوذ عن اللغة الأجنبية، والفصيح أن يقال انتحل المذهب، أو انتسب إليه.
    ومن الأخطاء الشائعة قولهم: كلّفته بالأمر، والصواب: كلّفته الأمر. [ وأنا أضيف في تأييد ذلك قول الشاعر]:
    يكلفني عمي ثمانين ناقة... ومالي والرحمن غير ثمانِ
    ومنه الآية الكريمة: "لا يُكلِّف اللهُ نفسًا إلا وُسعها" ( البقرة).
    ويقولون: هذا الأمر يهمّ عمومَ السُكّان، والأصح: يهمّ السكان عامة.
    ***
    ويفرق اليازجي بين لفظي (العام) و(السنة) في الاستعمال، فليسا مترادفين، فالعام عنده من أحد فصول السنة إلى مثله من القابل، والسنة من يوم معلوم من العام إلى مثله من العام القابل، فهي تبدأ من أي يوم اتفق والعام لا يكون إلا فصولاً كاملة، ونقل عن المصباح قول ابن الجواليقي: "ولا تفرِّق عوامّ الناس بين العام والسنة، ويجعلونهما بمعنى، … والصواب: أن السنة من أي يوم عددته إلى مثله، والعام لا يكون إلا شتاء وصيفًا. وفي التهذيب: العام حول يأتي على شتوة وصيفة، فالعام أخص من السنة.
    ومن استعمالات العامة قولهم: تعصَّب ضدّ فلان، وحميت فلانًا ضد فلان، وهو تعريب حرفي، والصواب: تعصّب على فلان، وحميته من غريمه.
    وثمة تركيب شائع في استعمال الكاتبين، وهو قولهم: ضربوا بعضهم وهو استعمال خاطئ، ومعناه أن جميع الناس ضربوا بعضًا منهم، والصواب أن يقال: ضرب بعضهم بعضًا، بتكرار لفظ (البعض).
    ويقولون: استقلّ فلان سيارة، واستقلّ معناها حمل، والصواب أن يقال: ركب فلان سيّارة أقلّته إلى مكان كذا.
    ومن الاستعمالات الشائعة قولهم: صدف أن حدث كذا، ورأيته صدفة، ومعنى صدف: أعرض، والصواب: صادف أن حدث كذا، ورأيته مصادفة.
    قولهم: استعرض الجيش صوابه: عرض الجيش.
    ***
    هذا بعض ما أورده الشيخ إبراهيم اليازجي في كتاب"لغة الجرائد".
    احرص على أن تنادي أشياء حياتك الإيمان وشريعة الله تعالى!

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    يا الله
    ما أكثر ما شاب اللغة من شائع الخطأ
    وما أسهل الوقوع فيه

    ويقولون: احتار في الأمر، من الحيرة، ولم يسمع افتعل من هذا الفعل، وإنما يقال: حار في أمره وتحيَّر.
    ولعل هذه استوقفتني أكثؤ من غيرها لأني استعملتها في إحدى قصائدي
    وقد أشار إليها الشاعر الأستاذ مصطفى الشليح ن ولم أجد لها حلا لا يتغير معه معنى السطر أو جرسه

    شكرا استاذنا لجهودك الخيرة


    دمت بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 64
    المواضيع : 2
    الردود : 64
    المعدل اليومي : 0.01
    من مواضيعي

    افتراضي

    لست أعلم كيف أشكرك علي مواضيعك القيمة استاذي
    وخاصة هذا الموضوع وندعو بالهداية لاخواننا الصحفيين

  4. #4
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 64
    المواضيع : 2
    الردود : 64
    المعدل اليومي : 0.01
    من مواضيعي

    افتراضي

    بالنسبة لكلمة احتار سيدي فهي صحيحة من ناحية القياس وليست صحيحة من ناحية السماع
    وقد استخدمها أحد الشعراء ودافع عن نفسه قائلا ليس لأنها لم ترد في لغة العرب تكون غير صحيحة
    مادام القياس معترفا بها أرجو أن تثرينا برأيك

المواضيع المتشابهه

  1. الشيخ إبراهيم اليازجي (1847- 1906)
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-06-2011, 07:51 PM
  2. كتاب "لغة الجرائد" للشيخ إبراهيم اليازجي
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-06-2011, 07:49 PM
  3. صدور كتاب "ملحمة النيل" للأديب والشاعر إبراهيم حلمي
    بواسطة د. توفيق حلمي في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 27-04-2011, 03:36 AM
  4. قراءة فى نصوص إبراهيم خليل إبراهيم .. بقلم / هشام أيوب موسى
    بواسطة ابراهيم خليل في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 20-11-2008, 11:27 PM
  5. أدب الحوار في لغة سيدنا إبراهيم عليه السلام
    بواسطة عطية العمري في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 08-11-2006, 08:13 AM