أنشودة المطر الكئيب

أخي الشاعر الرقيق خالد
أبيات بديعة تشي بشاعر نافذ
لعلك تلافيت في النسخة الثانية للنص أشياء ومرت أشياء أخرى
على سبيل المثال

قَد مَاتَ دَاخِلَ أضْلُعِي كيْنُوْنةً = تتدَاْفَعُ الْأفْكَاْرُ كَالطّعَناْتِ

لعل الفاعل للفعل "مات" ( وهو مذكر)
غير موجود بالبيت أو ربما لم يصلني المعنى المقصود
وأستشعر أن الرابط بين صدر البيت وعجزه ضعيف، أو لا رابط هناك

كمْ بتّ ألْتحف الدّجىْ بهزيْمتيْ = قلْبيْ عليْلٌ ضاْئع الْخفقاْت

ربما يجوز واهن مثلا بدلا من ضائع (علاقة بالعلة)

نهِمُ الحيَاةِ أدُوْرُ فِيْ أفْلَاْكِهَاْ = وَكَأنّما فِي رَوْضِهَاْ شَهَقَاْتيْ

هذا البيت جميل في تصويره!

أنْشُودَة المطَر الكَئِيبْ كأنّها = أكْفانُ جَمرٍ تَعتَلِي ثَوَرَاتي

....

عَينَاكِ حِينَ أرَاهُمَا بَينَ النّدَى = أقْمَار في قمعٍ تُطيحُ بِذاتي

أقمار لا وجه لمنعها من الصرف
فقد تداركت "أكفانَ من جمرٍ" وجعلتها "أكفانُ جمرٍ" في النسخة الثانية للنص
كذلك الحال يسري على "أقمار" فتنوّن، أو تعاد الصياغة بالإضافة.... "أقمارُ قمعٍ تستبدّ بذاتي" مثلا

وَتَلفّنِيْ أجْرَاسُهَا بِكَآبَةٍ = تُسْقِي العُيونَ مَرَارَةَ الحَسَراتِ

هنا تضمين لما قبله من بيت
=وتلفني أجراس طيف كآبةٍ .. تسقي العيون...

فإذاْ يهمّ شروْق شمْس لقاءناْ = يطْفوْ دثاْر اللّيْل فيْ شرفاْتيْ

(وإذا همّ أوقع لكن تكسر الوزن)
إن ما يهمّ أقرب لتعابير العرب
"يطفُ" جواب الشرط مجزوم بحذف الواو
كذا يطفو "على" شرفاتي أوقع صورةً مع إعادة الصياغة، للوزن
=وإذا أطلّ شروق شمس لقائنا .. طفت الدجى ليلا على شرفاتي

وبراْحتيْ أنّ الدّماْء مجمّدًا = أرْضٌ تروّىْ قلْبها آهَاتِي

الدم مذكر ، الدماء مؤنثة
مجمدا حال للدماء على ما فهمت، إذن: مجمدةً ( ولكن الوزن\تفعيلة العروض)

يَاْ أيّهَا السّاْهِيْ عَلَيْ طَلٍّ سُدَاْ = تَبْكِيْ طَلاْسِمَ ضَاْئعُ الْخفقاْت

سدًى وذُكرت
ضائع ِ مضافة لطلاسم

وتثاءُب الليْل البَهِيم أذلّني = هَمسَات شؤمٍ قلبها ويْلاتِ

ويلاتُ أو ويلاتي
والفعل أذلني لا يأتي متعديا على نحو أذلني همسات
أو ربما تقصد أذلتني همسات ( ولكن الوزن)

وَصُرَاخُ مِنْ أعْماقِ بَحْرِ مَحَبّتي = يَرْجُوك تُقْبل .. كُلّهَا كَلِمَاتِي

صراخ ممنوعة من الصرف دون وجه
وصراخ أعماقٍ ببحر محبتي .. يرجوكِ أن تحيي صدَى كلماتي

وبذكْرياْت الْأمْس أنْشق عطْرهاْ = فيْ مأْتم الشّوْق الذّبيْح مماْتيْ

مماتي=تواتي ( لترابط الصدر بالعجز)

أخي الفاضل ، أتوقف هنا، فالوقت تأخر
أظنك يمكنك التحقق من بقية الأبيات على نفس المنوال

وما أوردته سوى أمثلة لبدائل\حلول لا غرض للتدخل منها بقدر الإيضاح
ويمكنك أن تأتي بأفضل منها بإحساسك المرهف الذي لمسته هنا وصورك الثرية
التي لا يكاد يخلو منها بيت
أهنئك
على الأبيات الجميلة التي لفتت نظري واستحسنتها كثيرا
خالص ودي واحترامي
[/gasida][/QUOTE]

ما هذا يا خالد الجريوي
قصيدة في غاية الرقة والعذوبة ، لا أراها إلا صادقة من القلب ونتاجا لمعاناة أسأل الله أن أكون مخطئا وأن يتم عليك السرور والعافية .

لن أدخل مع هذه الرائعة في لعبة النقد والتصحيح ، فقد أسرتني العاطفة والصور الجميلة .

تقديري وتحيتي العطرة ، ولك الله فكن معه .

أستاذي الكبير
ومعلمي الجليل

مازن

مرور شرح صدري
وكلماتك وسام فخر لي
لا حرمني الله بهاء هذا الحضور النقي
تحياتي أستاذي وتقديري

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

وقفت هنا بين فخر ودهشة فإني لم اقرأ لك منذ بعض وقت لأجدني فجأة أمام هذه القصيدة البارعة المميزة حسا وجرسا وشعورا.

هو تطور مذهل وقفزة كبيرة جدا في أدائك الشعري يجعلك على أبواب التألق في الصفوف الأولى ، والنص رغم ما شابه من هنات إلا أنه مذهل حقا حقا!

سعيد أنا بك وجد فخور!

دمت بكل خير وبركة!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي