|
الله يا يَمَنَاً أضاء سَنَاما |
فَتَضَوَّعَتْ تجري الْمُنَى أنْسَاما |
الهُدْهُدُ الميمون حَطَّ بِبَابِهِ |
بلقيس لَبَّتْ تَسْتَفيء سَلاما |
تمضي على سُنن الحنيفة قِبْلَةً |
وَتُكَسِّرُ الأوثان والأصناما |
دار الزمان بِأهْلِهَا غَدَرَتْ بهم |
ريح الهوى ضَربوا له الأزْلاما |
وتنفَّسَ الصُّبْحُ الأغَرُّ بِلَوْعَةٍ |
يبكي ربيعاً كان فيه إماما |
وَلَّى الرَّبيع وَشَطَّ بالأهلِ النَّوَى |
بَكَتِ الْمَنَابِرُ حرْقَةً وهياما |
وتناثرت حُلَلُ الْمُنَى بين الورى |
فَبَدَتْ حُطَاماً واكْتَسَتْ أوْهاما |
حَلَّ الشَّقَاء بأرضنا يا ويلنا |
وَتَقَزَّمَ الْمَجْدُ الرَّفِيعُ هُلامَا |
سادَ الرُّوَيْبِضُ أمةً منكوبةً |
بِحِذَائه ساسَ الأنام تعامى |
وغدا الْفَسَادُ بِكُلِّ وادٍ راية |
نُسَخٌ مُكَرَّرةٌ تشِيدُ حُطَاما |
في تونس الْخَضْرَاء هَبَّت شُعْلَةٌ |
وبمصر شَبَّتْ فارْتَقَتْ أحْلاما |
ليبيا أيا أُماه حامية الْلَظَى |
بِبُغَاثِهِم نصبوا لها الأعْلاما |
من قبلها بغداد يا ولهي لها |
قد أجَّجُوا بِرِبُوعها الآلاما |
قالوا نُحَرِّرها فَغَالُوا شَمْسها |
قَصَفُوا البكارة صادروا الأحْكَامَا |
زرعوا بها روح التفرق فتنة |
نشروا الخراب وقَطَّعُوا الأرْحاما |
أوَّاهُ يا بغداد جُرْحِكِ عاصفٌ |
يأْبى الهوان وأن يُطَأطِئَ هَاما |
ما زِلْتِ رغم الدَّمْعِ تَهْوِين الرَّدَى |
ما زِلْتِ لِلْمَجْدِ الْعَرِيقِ وِسَامَا |
ما زال صبحك للغزاة ملاحما |
ما زال صَبْرُكِ لِلأباة حُسَاما |
وَنُجُومك الشَّهْبَاء تَصْدَحُ عِزَّةً |
وتُقارعُ الْعُمَلا .. لَظَى تَتَرَامَى |
إيه عروس الشرق شَبَّتْ نارها |
لله أنتها أسى تتنامى |
يا غوطة الرَّيْحان مُهْجَة أنْفُسٍ |
يا روضةً تجري تَذُوبُ هياما |
الأيْكُ فيك على أرومتك اشتكى |
أعْلَى النفير وفيك أنت تسامى |
المغربُ الأقصى هنالك سَوْرَةٌ |
تَسْتَمْطِرُ الإقْدَامَ والأقْدَاما |
قامت تُجَلْجِلُ في الأنام رياحها |
بسطت جناحيها رُُؤى تتهامى |
ترنو إلى فجرٍ يُكَلله الندى |
الشَّمْسُ فيه تُعَانق الأنساما |
فتوضأي يا قدس شمسك أشرقت |
لا بُدَّ مِنْ صُبْحٍ يَجِيءُ ختاما |
فيكِ الرِّبَاطُ لأمَّةٍ منكوبةٍ |
قد أوْغَلُوا بِرِقَابها الأخْتَاما |
وبِكِ الأذَانُ وقد عَلَتْ خَفقاتُهُ |
صَدَعَ الزَّمَان فصدَّعَ الأياما |
يغذُو الإباءَ وبين ضِلْعَيْكِ إسْتَوى |
خاضَ الحياةَ إلى الجِّنَانِ زِحَامَا |
فتنفستْ فيكِ الأزاهر غِبْطَةً |
هَلَّ الربيع فَفَتَّحَ الأكْمَاما |
في كُلِّ شِبْرٍ من بلادي ثورة |
ونداؤها التغيير صار لِزاما |
هي صرخة التغيير مولد أمةٍ |
شَقَّتْ إلى درب الخلود حُزاما |
شقت إلى التحرير عزماً مؤمنا |
أعْلى الشهادة يرفض الأقزاما |
قسماً سنحيا أو نموت أعزةً |
هذا نشيدي حَطِّمُوا الأزْلاما |