|
يَا سائلاً عنها وعنْ أشواقي |
سلْ لوعةً بالقلبِ سَلْ أحْداقي |
هي فِلذتي روحي وكلُّ حِكايتي |
عُمْري وأمِّي قصَّةُ المُشتاقِ |
هي فرْحتي لمَّا تلوحُ بناظري |
وَجَعي إذا أنَّتْ وحينَ فِراقِ |
أناْ قَدْ أقولُ الشَّوْقَ ألْفَ قَصيدةٍ |
ويظلُّ بَعْدَ الألْفِ في أعْماقي |
هيَ هكذا أمِّي يُعَجِّزُ حُبُّها |
قلمي الفصيحَ فَتَكتفي أوراقي |
أمّي الحياةُ وهل حياتي دونَها |
إلا كأيّامٍ بلا إشراقِ |
أنا لستُ أكْذِبُ حينَ أكْتُبُ شِعْرَهَا |
شِعْرُ الأمومَةِ طيِّبُ الأعراقِ |
إنَّ القصيدَ أحَلَّ كلَّ طريقةٍ |
والأمُّ حرَّمَ ذِكْرَها بِنِفاقِ |
فَهْيَ التي أنَّتْ لِداءٍ مَسَّني |
وهْيَ التي حَنَّتْ لِكلِّ تَلاقِ |
وَهِيَ التي كَمْ مَهَّدَتْ لِتَفَوُّقي |
وَتَفوقُني حُزْنًا لَدَى الإخْفاق |
وهي التي أبْصَرْتُ فيها آية الإيثارِ عند العسرِ والإملاقِ |
تهبُ اللذيذَ تَكَرُّمًا فكأنَّها |
يا أمُّ قدْ سألوا : تَحِنُّ إلى الذي |
طَبَخَتْ أناملُها مِنَ الأرزاقِ؟ |
يا أمُّ في طَبَقٍ طَبَخْتِ عبيركُنْ |
أفلا أحنُّ للذةِ الأطباقِ |
لكأنَّ في قدر وَضَعْتِ نُبَيْتَةً |
تنمو إذنْ في جنَّة الرزّاق |
يا أمُّ كمْ تَعِبَتْ يداكِ لأجلنا |
ولَكَمْ حُرِمْتِ النّوْمَ مِنْ إشْفاقِ |
يا أمُّ عذرًا إنْ أسأتُ ولمْ أكنْ |
اِبْنًا مُطيعًا طيِّبَ الأخْلاقِ |
يا أمُّ مهما قدْ بَذَلْتُ فجُهدُنَا |
ذَرّاتُ رِيحٍ في البِنا العِملاقِ |
دَعَوَاتُكِ العُليا مَفارجُ كُرْبتي |
وهُدى الجِنانِ مُخَلِّصي وعَتاقي |
يا أمُّ جودي بالدُّعاءِ تَكَرُّمًا |
وارْضَيْ عليَّ ففي الرِّضا تِرْياقي |