|
توفيت عمتي وهي عندي في منزلة أمي فلقد عاشت معنا |
وتربينا في حضنها وروينا من قلبها وعطفها الكثير من |
الحنان واستقينا الكثير من أخلاقها وسجاياها ومعاملتها |
للناس وهي أمرأة زاهدة عابدة تقوم الليل وتصوم النهار |
وتتصدق كثيرا وتؤثر على نفسها وتعطي بسخاء أسأل |
الله أن يتغمدها برحمته ويسكنها فيسح جنانه والحمدلله |
كيف ياأُمّاهُ أُخفي الصُّورا |
أنسخُ الذِّكرى وأطوي الأثرا |
كيف أشْتَمُّ الصَّبا من فجرِهِ |
والرّدى سلّكِ عنّي وجرى |
واختلى الحزنُ بقلبي وحدَهُ |
أوقد الصّدرَ وأجرى العبرا |
بعدما غيّبتِ عنّي رِقّةً |
دثّرَتْني في الحنايا سحرا |
بعدما واريتِ عنّي قُبْلَةً |
في جبينٍ بثَّ مِسكاً أذْفَرا |
كلّ صبحٍ دفىءُ كفيكِ بهِ مايواسيني ويزوي القترا |
كيف أنسى بسمةً قد علِقتْ |
إنها رحلةُ عُمري كيفَ لي |
بعدهذا أمنحُ العينَ كرى |
كلّما حرّكتُ عينيَّ رأتْ |
رحلةَ الطُّهرِ وزُهدا عبَرا |
في مُصلاّ كِ أرى سُجادةً |
ولِباساً أبيضاً مُنتَظِرا |
وبخوراً عابِقاً في حُجرَةٍ |
فاضَ بالطّيبِ الضُّحى وانتشرا |
في زوايا الدّارِ يروي سيرةً |
من قيامٍ وصيامٍ وقِرى |
من كمثْلي عاش يروي قلبَهُ |
من حنانٍ ثمّ أضحى خبرا |
أن يَعُدَّ الحُزنَ شيئا عابرا |
ثمّ يهوى بعد أمِّ حورا |
إنّما الإيمانُ قد ألْهَمني |
شدّ قلبي بالهُدى فاصْطبرا |
وعزائي أنّكِ قضّيْتِها |
في جنابِ اللهِ دوماً سهرا |
إنّما النّفْسُ التي ما فارقت |
للسّجايا ذِكْرُها مااندثرا |
سوف تبقى رحلةُ الأمسِ التي |
في سبيلِ اللهِ تروي السّيرا |
بالتُّقى أيقظتِها في سرّةٍ |
نحو ربٍّ لم تُعيري الكدرا |
نحو عِلّيينَ قد أرسلتِها |
قبل هذا اليومِ تبني القُصُرا |
جاء أمرُ اللهِ يسعى فانقضى |
عُمرُكِ الماضي فأرخى الوترا |
نحو جناتٍ تسامت روحكِ |
والتقت في الفجرِ ربّاً غفرا |