|
هرقتَ دمي قهراً وقطّعتَ أوداجي |
|
|
ووطَّأْتَني ظَهراً لعُجمٍ وأعلاجِ |
وجئتَ بشُذّاذِ البلادِ لواحتي |
|
|
تُوزّع لحمي في عصائبَ أمشاجِ |
سرقتَ رغيفي من صوامعِ غلّتي |
|
|
وأحوجْتَني سُؤلاً ولستُ بمحتاجِ |
وأعطشتَني حَصراً وتحتي بحيرةٌ |
|
|
تفيض على راحِ الضفافِ بأمواجِ |
ومزّقتَ في بهوِ المساجدِ مصحفي |
|
|
وأنكرتَ إسرائي الحبيبَ ومعراجي |
وأنت الذي استبدلتَ فينا سفاهةً |
|
|
كُتيّبَ شطْحاتٍ بأقومِ منهاجِ |
ورضّخْتَني بالمنجنيقِ محاصراً |
|
|
وما قصّرتْ عن كعبةٍ يدُ حجّاجِ |
وتلك قبوري تملؤُ الرَّحبَ غُصّةً |
|
|
يخيّمُ فيها الموتُ كالغيهبِ الداجي |
أبحتَ حياضي للجنودِ وعَوثِهم |
|
|
وحقُّ حياضي أن تُلاذَ بأسياجِ |
وتلك جِناني أقفرتْ من أواهلٍ |
|
|
وغاضتْ سوى دمعٍ من الثُّكْلِ ثجّاجِ |
مرابعُ كالأفْقِ الفسيحِ رحابةً |
|
|
وعند حدودي يرتمي شعبُها اللاجي |
غلوتَ بإجرامٍ وجاوزتَ موبقاً |
|
|
فما لك في كلِّ البلادِ سوى هاجِ |
وجرحيَ لا ينفكُّ يزدادُ خَمجُه |
|
|
فأنت جراثيمي ودُمّلُ أخماجي |
كسفتَ شموسي يا مَحاقاً مُكدِّراً |
|
|
وكلَّ وضيءٍ في سمائيَ وهّاجِ |
فيا أيها الليلُ الثقيلُ بظلِّه |
|
|
أتقطع كفي حين هَمّتْ بإسراجِ |
لنا القاعُ طولَ الأربعينَ ولم تزلْ |
|
|
تطلُّ على الأقنانِ من برجِك العاجيْ |
نروح ونغدو والرثيثُ كساؤنا |
|
|
وما مَسّ جلدَ المدعي غيرُ ديباجِ |
وكلُّ وباءٍ حَلّ فينا وفاقةٍ |
|
|
وتمريضُه بالدلكِ من يدِ مغناجِ |
سألناك عن أبنائنا فيمَ قُتّلوا |
|
|
فأتحفتَنا بابنٍ كطبعِك مهتاجِ |
يصبُّ علينا من رصاصِك وابلاً |
|
|
كدأبِ أبيه في بكورٍ وإدلاجِ |
ويزعمُ إصلاحاً كأخوةِ يوسفٍ |
|
|
وهل لصلاحِ الذئبِ بين الورى راجِ |
ويرجو انصياعاً بالصلاحِ خديعةً |
|
|
وما ثَمَّ لو أوفى بإصلاحِه ناجِ |
تفجّر بركانٌ لكَم طال كَظمُه |
|
|
بصدري وحطّمتُ العشيّةَ مرتاجي |
شرارةُ قهرٍ تشعل الأرضَ كُبّةً |
|
|
فكيف بِمَورٍ في الضمائرِ أَجّاجِ |
لأنك باسورٌ يُقِضُّ قيامَنا |
|
|
ويُحرجُنا في مجلسٍ أيَّ إحراجِ |
ويأبى خروجاً دون شَرْطةِ مِبضعٍ |
|
|
فهل يستطيبُ المُكثَ في كلِّ إخراجِ |
وكنتَ علينا سارقاً لا متوَّجاً |
|
|
فما بُؤتَ إلا باللعائنِ من تاجِ |
فيا أيها الماموثُ جنسُك بائدٌ |
|
|
توقّفَ عن تصنيعِه خطُّ إنتاجِ |
ومِن عهدِ نوحٍ لم تكن في سفينةٍ |
|
|
ولا كنتَ معدوداً بجملةِ أزواجِ |
محوناك من أسفارِنا ورسومِنا |
|
|
فما لك حرفٌ في هوامشِ أدراجِ |
سجنتَ أمانينا عقوداً تطاولتْ |
|
|
فقد حُقّ للمسجونِ حظٌّ بإفراجِ. |