أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: أنا و الحلزونة و العبسية و السريالية و الذباب

  1. #1
    الصورة الرمزية وطن النمراوي شاعرة أديبة
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    المشاركات : 838
    المواضيع : 24
    الردود : 838
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي أنا و الحلزونة و العبسية و السريالية و الذباب


    قلت لأدع الفأرة اليوم تبحث لي عما أقرؤه دون أن أحدد لها مسارها مثل كل مرة فكانت رحلتي مع النص الأول:
    الأخ جاء بكل ما يخطر و لا يخطر ببالنا من كلمات رقيقة يغار منها الندى لرقتها
    فلقد افتتح النص بحلزونة تبصق دما ثم عرج على جثة دودة قميئة في عتمة قذرة و ختمها بكلب يتبوأ ... "في أمريكا اللاتينية" كما قالها الشاعر الإمام عادل
    و لم يبق كلمة تدعو للاشمئزاز و لا سائلا يخطر ببالنا في عملية التمثيل الغذائي إلا و حشرَهُ في متن النص المتين حتى خيل لي أنني أقرأ درسا في علم تشريح الديدان !
    فهربت خوف أن تصلني روائح الحرف فحسب نظرية العبقري "ميتنثري" أن للحروف عطورا يستطيع أن يرشها عليك الكاتب نثرا كالرذاذ يسقط على رأسك ! و أنت وحظك من نوع و كمية العطر !
    فإما أن يصلك عطر مومياء استقرت في جوف ليل النص أو قد يصلك عطر اسفنجة نائمة في قاع البحر فأخرجها لك الأستاذ عبقري لتشم عطرها !.
    وبَّخت فأرتي و أمرتها أن تغير وجهتها ففعلت و وجدت نصا باسم أنثى
    فرحت فحتما سأجد الرقة التي أنشدها في صباحي مع فنجان قهوتي و أغنية "لزرع لك بستان ورود"
    فوجدت الأخت تقود ثورة بمعنى الكلمة يخالها القارئ أخت عنترة بن شداد فخيول قلبها قد أسرجت ثائرة عليه مهددة بسهام عينيها و قد طرحت ضفائرها حبالا لتقيده بها و من فستانها قد قدَّت خرقا لتكبله أسير عينيها و توعدته الويل و الصد و الهجر و الثبور منددة شأنها شأن حكامنا العرب المخلوعين منهم و الذين ما زالوا يقفون في الطابور ينتظرون دورهم في حكم الخلع...المهم واصلت القراءة لأعرف نهاية هذه الحرب الشعواء و أسبابها فبقيت أركض خلف قلبها بدربكته و كرِّهِ و فرِّهِ في ساحة القتال حتى توصلت لمعرفة سبب هذه الغبراء فالأخت هنا تثأر لجرحها، فهو لم يرسل لها قبل النوم رسالة على "الموبايل" يقول لها : تصبحين على خير
    حقدت عليها و على طائراتها و مدافعها و دباباتها و قلبها الذي يشن الحروب و الحروف زورا و بهتانا و بدون وجه حق و تمنيت لو أن أحدا من أخوتي في العراق أو من أخواننا في اليمن و ليبيا أو سوريا لا يقرأ حرفها أعني حربها هذه فيكتشف ضآلة معاناتهم أمام حجم معاناتها !
    حتى فؤاد غازي غير نبرة صوته في غنائه فصرت أسمعه يقول : "لقطع لك بستان وعود و أهبل لو يوم بوفيكي" !
    خشيت من وصول الجيش لميدانها لفض هذه المعركة و قد يصيبني ما يصيب المتظاهرين و الثائرين هذه الأيام من غاز مسيل للدموع أو هراوة تضل طريقها و تنتهي إلى رأسي فهربت من الصفحة لا ألوي على عودة.
    قلت لأجرب للمرة الثالثة علِّي أحظى بنص يعيد لي نضارة مزاجي التي فقدت بعضا منها في مختبر الأستاذ أبو حلزونة و بعضها في ساحة الأخت العبسية أم سيفين و مقصلة...
    قرأت عنوان نص كان الطيب يفوح منه فاستبشرت خيرا و أمرت فأرتي أن تدخلني و بدأت رحلتي مع النص فبدا لي و كأني دخلت لاستوديو تصوير فوتوغرافي فالصور في كل مكان من الصفحة المسكينة التي اكتظت بصور الورد و النساء و الطائرات و علب التونة !
    لم أستطع التحكم بمساحة عيني كلما تقدمت خطوة في ساحة النص فلا أدري ما الذي جعلها تكبر تارة و تضيق مساحتها تارة ربما الحيرة و عدم الخبرة في قراءة مثل هذه النصوص ؟!
    فالأخ لم يبق سحابة إلا و أدخلها في عوالم الدهشة ولا مزمارا إلا و جعله اسفنجة حبر تمتص غيمة باذنجانية اللون فتتحول إلى كفين من برزخ و رماد يقودان تنينا سجينا لا يقوى على حمل تراتيل الصباح الغارق بفلول الضباب فجعل سندريلا تهرول نحو مساحات تخاريف الصهوة ليبتلَّ عرق الشمس بعصير الفراولة منثنية بقصبة في أفق لم تحدده زاوية الوسادة المهجورة إلا بقدر كف نملة ماتت من وجد في أصقاع حرية خرِبَةِ لا تفقه سر الندى و السرابيل و القطن الأحمر و الجاذبية المبتلاة بعمق الأساور على جدران نبض نشوة الدعسوقة الكبرى !
    لا حول و لا قوة إلا بالله بتّ لا أعرف هل أن حروف الكلمات هي التي تتزحلق على لساني بفعل الكلام "السايح" أم أن ثمة لوثة أصابت جهاز اللاب توب فصار لا يظهر لي الكلام مسطورا و منثورا ؟! أم أن النص هو عبارة عن كلمات صفت كيفما اتفقت و اتفق معها صاحبها ثم وجد من يصفق له باسم الحداثة و لم يجد من يوقفه عند حد الاعتداء على ذائقتنا و منعه من السطو جهارا نهارا على لقب "شاعر" و يصارحه بحقيقة عجزه عن أن يأتي بكلام موزون فاستعاض عنه بكلام لا ثقل له و لا خطوط أو معالم واضحة بل لا طعم له و لا لون و لا رائحة و نحتاج لسبع عرافات و ست قارئات فنجان و عشرة مشعوذين لفك طلاسم الحروف...
    تركته حفاظا على ما تبقى من ذائقتي التي مخرت عباب هذا الترف و النزق الشعري لناس موديل جديد تكتب السريالية و ليسوا مثلي "موديل عتيك" كما نقولها في العراق...
    هنا كنت قد فقدت كل أمل في نص جميل مع فنجان القهوة لولا أن صادفت عنوان نص آخر يشي بشيء من الجدية و الحكمة فابتسمت فرحة كمن وجدت وليدها المشاكس اللحوح بعد أن فقدته في سوق مكتظ بمحلات لعب الأطفال فدخلت مستبشرة حرفا و خيرا و ...
    بعد قراءة السطر الأول بدأت أخفض صوتي تدريجيا خشية أن يسمعني أحد أخوتي فيسوؤهم الحال
    فلقد كان نصا منزوعا عنه برقع الحياء، فاجتمع الذباب و قضم لسانها.
    و بين مصدقة و مكذبة لما أمام عيني من حروف ضلت طريقها و لم ينتبه أحد إلى أن الرذاذ قد يتحول إلى حمم و براكين تأتي على كل أخضر فتحرقه أغلقت لا ألوي على قراءة في صباحي الذي كان جميلا فصار بائسا ملتويا بسبب هذه النصوص/ هذا النكوص
    حينها سمعت صوت هتاف عال في أذني : الشعب يريد إنهاء الفساد !
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية زهراء المقدسية أديبة
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    المشاركات : 4,596
    المواضيع : 216
    الردود : 4596
    المعدل اليومي : 0.85

    افتراضي

    وكأن الخلل في فأرتك لا في الكتاب ولا في المواضيع
    استبدليها بغيرها يا عزيزتي ربما وأقول ربما تعدل الحال

    الكبيرة وطن الريماوي
    أحييك جدا على هذا السخرية اللاذعة جدا جدا

    تقديري الكبير ووافر احترامي
    ـــــــــــــــــ
    اقرؤوني فكراً لا حرفاً...

  3. #3
    الصورة الرمزية وطن النمراوي شاعرة أديبة
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    المشاركات : 838
    المواضيع : 24
    الردود : 838
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهراء المقدسية مشاهدة المشاركة
    وكأن الخلل في فأرتك لا في الكتاب ولا في المواضيع
    استبدليها بغيرها يا عزيزتي ربما وأقول ربما تعدل الحال

    الكبيرة وطن الريماوي
    أحييك جدا على هذا السخرية اللاذعة جدا جدا

    تقديري الكبير ووافر احترامي

    مرحبا، أستاذتي الفاضلة زهراء
    لا أنكر فضلها فكم قادتني لمواضيع هادفة جدا و نصوص رائعة و هي التي ساعدتني في التعرف على الشعراء و الأدباء و الكتاب الكبار و المبدعين من الأقلام الشابة، و كل الذين أثروا ذائقتنا بجمال ما قدموا لنا.
    و هي من ساعدتني في التعرف على موازين الشعر و تفاعيله و كل ما يخصه و كيف نكتب الخاطرة
    و عرفتني على مبدعي النص النثري الثري بالصور الجميلة و عرفتني بكل فنون الأدب الراقي النبيل و فرسانه، ثم هي من عرفتني بالواحة و الكرام بها
    ربما أرادت هذه المرة أن تجعلني أرى بعيدا عن الديار ما قد نجده في الضفة الأخرى من نكوص للقلم والحرف عندما لا يجد جدار صد يمنعه من التمادي في أخطائه و منهجه.
    أشكرك جزيلا لمرورك بقلمي المتواضع و لولا خشية أن يطول الموضوع لكنت عرجت على ذكر من يتطاولون على المقدسات و الثوابت
    و يسيئون باسم الأدب و حرية التعبير عن الرأي و على من يطبلون لطويلي العمر و من يقلبون الحقائق.
    لك التحيات و التقدير و بيدر ورد.

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطن النمراوي مشاهدة المشاركة

    فلقد افتتح النص بحلزونة تبصق دما ثم عرج على جثة دودة قميئة في عتمة قذرة و ختمها بكلب يتبوأ ... "في أمريكا اللاتينية" كما قالها الشاعر الإمام عادل
    و لم يبق كلمة تدعو للاشمئزاز و لا سائلا يخطر ببالنا في عملية التمثيل الغذائي إلا و حشرَهُ في متن النص المتين حتى خيل لي أنني أقرأ درسا في علم تشريح الديدان !
    ذكرتِني بـ : بودلير , ففي نص واحد له فقط مؤلفٍ من أربعة و ثلاثين سطرا ...
    ذكر أكثر من ستين كلمة تقزز النفس و تبعث في فراغ الغرفة الضيق دخان التشاؤم و الكآبة و اليأس و التوحش !!
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=46616


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطن النمراوي مشاهدة المشاركة

    أم أن النص هو عبارة عن كلمات صفت كيفما اتفقت و اتفق معها صاحبها ثم وجد من يصفق له باسم الحداثة و لم يجد من يوقفه عند حد الاعتداء على ذائقتنا و منعه من السطو جهارا نهارا على لقب "شاعر" و يصارحه بحقيقة عجزه عن أن يأتي بكلام موزون فاستعاض عنه بكلام لا ثقل له و لا خطوط أو معالم واضحة بل لا طعم له و لا لون و لا رائحة و نحتاج لسبع عرافات و ست قارئات فنجان و عشرة مشعوذين لفك طلاسم الحروف...
    و هنا ذكرتِني بـ : أدونيس
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=47869


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطن النمراوي مشاهدة المشاركة

    تركته حفاظا على ما تبقى من ذائقتي التي مخرت عباب هذا الترف و النزق الشعري لناس موديل جديد تكتب السريالية و ليسوا مثلي "موديل عتيك" كما نقولها في العراق...
    خيرا فعلتِ , لأن الحداثة تصيب الذائقة كما يصيب المرضُ الجسمَ الصحيح.
    أما " الموديل العتيك " فهو على رأي ابن عبّاد : أن أرعى الإبل خير من أن أرعى الخنازير
    أي: أن أرعى " إبلية " الشعر العربي القديم خير من أن أرعى " خنزرة " الثقافة الغربية الحداثية .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطن النمراوي مشاهدة المشاركة

    حينها سمعت صوت هتاف عال في أذني : الشعب يريد إنهاء الفساد !
    ربما كنت تقصدين هنا : الشعر يريد إنهاء الفساد !! و ليس الشعب .


    شكراً لك أيتها العريقة
    يحييك فعلاً رجلٌ صاحب " موديل عتيك حتى النخاع " .

  5. #5
    الصورة الرمزية صفاء الزرقان أديبة ناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    المشاركات : 715
    المواضيع : 31
    الردود : 715
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    سخرية اضحكتني ولكن شر البلية ما يضحك
    كعادتكِ اجدتِ الوصف اتمنى لو ان من قرأتِ لهم قد قراؤوا ما كتبتي لكان عليهم كالسياط هذا ان كانوا ممن يشعرون!
    ما قلته عن الحداثة كان رائعاً احياناً نقرأ نصوصاً نشعر ان من كتبها قد جهز قائمة بالكلمات قبل كتابة ما كتبه
    فيحشر الالفاظ قسراً في نص لا حول له ولا قوة فينتج نكوصاً مرعباً
    اما الطامة الكبرى وهي ما يسمى بالادب النسوي الذي يعكس شرخاً حاداً في صور نساء اصبحن كالمسخ لشدة ما تنكرن لانوثتهن
    بشن حروب على رجال كان الله في عونهم جاهلة ان اروع سلاح يمكنها استخدامه هو ان تكون انثى ذات عقل واعٍ.
    رائع دمجك لوجود التونة والنساء انها تعكس ما آل له الحال من كون بعض النساء كالسلع
    ابقِ غاليتي "عتيكة" مشبعة بالاصالة والعروبة

    دمت بخير

  6. #6
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    نص صادق قوي واضح الفكرة ومباشر الطرح
    ولم تخلع عنه بردة السخرية مهابة جدية المعنى وأصالة الحس المشعل للفكرة

    فضاء الانترنت زاخر بهذه الخربشات المعتلة روحا والمختلة عقلا، وإذا نجح أي من أدعياء الأدب، الممتطين الحروف طمعا بألقاب ليست لهم، في الطعن باي من ثوابت الدين او الأخلاق أو تقبيل قدم الغاصب بمريض حروفه ، فقد صار علما ونجما، وقد ضمن زعيق أبواق الإعلام العميل للغرب باسمه، وترجمة نصوصه للغات مختلفة

    لوثة هي أصابت من لم يحصن لغته بالموروث من تراثها ، والأصيل من قيم الأمة وأخلاقها

    عذرا لهذيان ليلي غاضب أوقد نصك نيرانه

    دمت بألق ايتها الرائعة
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  7. #7
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    المشاركات : 382
    المواضيع : 55
    الردود : 382
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    سبحان المانح !!
    جئت هنا لأسجل إعجابي الكبير ببساطة اللغة وقوتها في آن ! ودهشت لهذه الحيوية في النص التي تغري القارئ بالمتابعة .. متابعة ظلالها وخطوطها (الحيوية) .. ثم لايلبث أن يعاود القراءة أخرى ثم يمضي الوقت وتتنوع الااهتمامات وتظل تلك الروعة لاتزول ! أسأل الله أن يمكنك من جمع ماتكتبين في كتاب , فنحن بحاجة لمثل هذا البيان .....

  8. #8
    الصورة الرمزية وطن النمراوي شاعرة أديبة
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    المشاركات : 838
    المواضيع : 24
    الردود : 838
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد البياسي مشاهدة المشاركة
    ذكرتِني بـ : بودلير , ففي نص واحد له فقط مؤلفٍ من أربعة و ثلاثين سطرا ...
    ذكر أكثر من ستين كلمة تقزز النفس و تبعث في فراغ الغرفة الضيق دخان التشاؤم و الكآبة و اليأس و التوحش !!
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=46616




    و هنا ذكرتِني بـ : أدونيس
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=47869




    خيرا فعلتِ , لأن الحداثة تصيب الذائقة كما يصيب المرضُ الجسمَ الصحيح.
    أما " الموديل العتيك " فهو على رأي ابن عبّاد : أن أرعى الإبل خير من أن أرعى الخنازير
    أي: أن أرعى " إبلية " الشعر العربي القديم خير من أن أرعى " خنزرة " الثقافة الغربية الحداثية .



    ربما كنت تقصدين هنا : الشعر يريد إنهاء الفساد !! و ليس الشعب .


    شكراً لك أيتها العريقة
    يحييك فعلاً رجلٌ صاحب " موديل عتيك حتى النخاع " .


    أهلا و سهلا بك أستاذي الفاضل محمد
    دعني أولا أعتذر إليك و لباقي الكرام لتأخري في العودة لردودكم القيّمة
    مرورك أعطى للموضوع ثقلا حماك الله بما جئتنا به من موضوعين قيمين
    لقد قرأتهما و سأكون حيث ما كتبته عن بودلير و موضوعك الآخر عن الطابور الخامس بإذن الله
    أ تدري أستاذي أنني لم أقرأ له يوما و لم أفكر أن أقرأ !
    فمكتباتنا حافلة بأعلام عرب من الشعراء و الأدباء و الكتاب الذين أثروا ثقافتنا فما حاجتي لفكر الغرب و ما حاجتي لثقافتهم و هي غريبة عني ؟
    هل أستبدل فكر نير بآخر عليل ؟ فكر أجدادي بفكر غريب طارئ ؟
    عندما أقرأ لمن يدافعون عنه لا أجد كلاما مفهوما مقنعا مبنيا على أسس سليمة
    لسنا ضد الحداثة أبدا و لكن فيما يفيد و يضيف زخما لأدب ما و ليس عندما يقزم أدبا أو يشوهه
    أقرأ نصوصا أجد أن التلاعب وصل إلى النحو و لو اعترضت يأتيك الرد : هذا شعر حر ؛ يعني تحرر حتى من قواعد اللغة العربية
    إذن طالما هو قد تحرر من ما يسمونها "قيود" الشعر و قواعد اللغة فهو إذن ما عاد أدبا عربيا
    هناك نصوص جميلة جدا ما نسميه أدب الخواطر لم يحاولون التقليل من شأنه و ينزعج أحدهم لو قلت له هذه خاطرة مصرا أنه شاعر و أن نصه "قصيدة نثر" ؟
    ثم هل باسم الحداثة صرت مجبرة ان أتقبل كلمات لا جمال بها و لا تخدم و الأدهى لو سألت عن المعنى صرت جاهلا و يجب أن تبلع و تهضم النص بدون أن تسأل ؟
    أقرأ نصوصا قلب فيها جمع المذكر السالم إلى جمع تكسير و إضافة ما لا يضاف و لعب باللغة تماما كأنها قطع شطرنج يحركها الكاتب على هواه و عليك أن تسكت و لا تعترض و إلا فأنت تضع العصا في عجلة الحداثة أو ربما اتهمت أنك "مندسّ" نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تخيل لو أني آتيك بقصيدة أقول فيها : دعسوقتي داست على ليل العجو= ز قميئة فسحبت ذيل هزيمتي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فتثبت لي القصيدة باسم الحداثة ثم تتوالى الردود ممجدة بقصيدتي و دعسوقتي ؛ أ ليس هذا اشتراكا من الجميع بتهديم الذائقة و الإساءة للغة و ضحك على ذقن القارئ ؟!
    أنا لا أبالغ هنا أستاذي لأننا في قسم القلم الساخر و لكنني صدقا أقولها لك هناك نصوص لا ترقى للذائقة و بها ما بها مما تشمئز له النفس و لم توظف توظيفا جيدا لنقول مثلا خدمت الموضوع -كما ممكن أن يحدث في القصة مثلا -أجدها مثبتة في منتديات يفترض أنها ترعى الأدب و يمر طابور من المصفقين.
    أنا إن ألوم من يكتب مثل هذه الطلاسم مرة فإنني ألوم من يمر بها و يثني و يجامل عشر مرات لأن هذا استخفاف و إساءة فيستمر أبو دعسوقة كل يوم يأتي لنا بنص لا ملامح له.
    ثق أنهم يعلمون تماما أن ما يقولونه لا يرقى لقول شاعر.
    تذكرت مرة سأل شاعر -في لقاء جانبي- أديبة مرت بنص مطلسم بعد أن مجدت به : "ماذا فهمت من النص أو ماذا أعجبك به ؟"
    فأجابته : "لا شيء و لم أفهم منه شيئا و لكني وجدت الذين قبلي قد امتدحوه ففعلت مثلهم " نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    هناك نقاشات عديدة حول جنس و أصل هذه النصوص لم أقرأ مرة ردا يقنعني و خصوصا عندما أواجههم بأنه أدب هجين بل غريب و طارئ و مستورد و ليس من أدبنا العربي فلا اسم من أعلامنا ممكن أن يستندوا إليه فتنهال علي الأسماء الأجنبية زخات زخات و كلها طبعا لا أعرفها و كلها لها ثقافة و بيئة غير ثقافتنا و بيئتنا و لن يرقى كل ما قدموه من نصوص مجتمعة لقيمة و جمال قصيدة واحدة من قصائد أي من أجدادنا الشعراء...

    قلت : الشعب يريد إنهاء الفساد عن لسان كل قارئ لا يريد لأحد أن يفسد له ذائقته بنصوص لا تصلح للقراءة !
    نكمل حديثنا بإذن الله عندما أكون في ضيافة السيد بودليرك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    لك التحيات و التقدير و شكرا جزيلا لمرورك الطيب.

  9. #9
    الصورة الرمزية محمد البياسي شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 2,341
    المواضيع : 59
    الردود : 2341
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطن النمراوي مشاهدة المشاركة

    سأكون حيث ما كتبته عن بودلير و موضوعك الآخر عن الطابور الخامس بإذن الله
    أ تدري أستاذي أنني لم أقرأ له يوما و لم أفكر أن أقرأ !
    أنا أقرأ له و لغيره فـ : مَنْ تعلّمَ لغةَ قومٍ أمِنَ شرَّهم
    و أنا أفعل ذلك كي أعرف كيف يفكر عدوي هادم الفكر و الأدب و الأخلاق .


    تحياتي و لي عودة

    همسة : تطمئن النفس و تهدأ الروح بوجود أمثالك في ميدان الأدب .

  10. #10
    الصورة الرمزية صفاء الزرقان أديبة ناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    المشاركات : 715
    المواضيع : 31
    الردود : 715
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    عبقرية عبارتك يا وطن اضحكتني
    "قلت : الشعب يريد إنهاء الفساد عن لسان كل قارئ لا يريد لأحد أن يفسد له ذائقته بنصوص لا تصلح للقراءة !" جميل ردك وما قلتِ غاليتي
    حفظكِ الله

    "أنا أقرأ له و لغيره فـ : مَنْ تعلّمَ لغةَ قومٍ أمِنَ شرَّهم
    و أنا أفعل ذلك كي أعرف كيف يفكر عدوي هادم الفكر و الأدب و الأخلاق ."

    استاذ محمد اوفقك الرأي علينا ان نطلع على ما يكتب الاخر كي لا نكون كما يقال بالعامية "كالاطرش بالزفة"
    على المثقف العربي ان يعرف خبايا الادب الغربي لانهم يدخلون لنا من حيث لا ندري بفكر مسموم يحمل قنابل موقوتة
    فاذا كنا جاهلين بما يحمل هذا الادب كنا كطفل يلهو بمسدس قد تخرج منه رصاصة تؤذيه
    حمانا الله واياكم من كل مكروه
    دمتم حراساً للغة العربية
    سعيدة بوجودي بين ادباء رائعين حفظكم الله
    دمتم بخير

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مملكة الذباب!
    بواسطة محمد جباري في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 22-09-2018, 11:18 AM
  2. الأدب والرؤيا السريالية-المستشار الأدبي : حسين علي الهداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-05-2016, 01:22 PM
  3. في صحبة الذباب
    بواسطة عبدالله سليمان الطليان في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 19-02-2012, 08:11 PM
  4. أنا لم أكن أنا
    بواسطة الاسطورة في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 02-06-2003, 03:40 PM
  5. أنا لم أكن أنا
    بواسطة الاسطورة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 02-06-2003, 03:40 PM