تذوق حلاوتها




بالانصراف إلى الصلاة وجمع النية عليها
يستشعر المسلم أنه قد حطم الحدود الأرضية المحيطة بنفسه من الزمان والمكان ، وخرج منها إلى روحانية لا يحد فيها إلا بالله وحده ..
·

بالركوع والسجود بين يدي الله :
يشعر المسلم نفسه معنى السمو والرفعة على كل ما عدا الخالق سبحانه ..
·

بالجلسة في الصلاة ، وقراءة التحيات الطيبات :
يكون المسلم جالساً فوق الدنيا ،

يحمد الله ويسلم على نبيه وملائكته ، ويشهد ويدعو ..
· إذا دخلت في الصلاة :
فانسَ الدنيا وأهلها ، وأقبل على الله سبحانه إقبالك عليه يوم تلقاه يوم القيامة ..
وينبغي حين تقول ( الله أكبر ) أن يكون مصحوبك :

تعظيم الله جل جلاله والهيبة منه ، وحسن مراقبته ..
بل إذا قلت ( الله أكبر ) :

فينبغي أن تغيب في مطالعة عظمة الله جل جلاله :

فيصير الكون في عينيك كخردلة في فلاة ،
ثم تلقي الخردلة وراء ظهرك ، وتقبل على صلاتك ..
فكيف إذن ستشوش عليك الوسوسة صلاتك ،

وإنما هي من قبل تلك الخردلة التي قد رميتها وراء ظهرك ..؟

فافهم ..
ألا ترى أنك تقف في بعض أغراضك مع صديق في عرض الطريق

تحدّثه ساعات متصلة دون شعور بالتعب ،
فإذا وقفت في الصلاة استعجلت ، وثقلت عليك ....!!!

ما لكم كيف تحكمون ؟
· يقف أحدكم في الصلاة ويقول : الله أكبر ،

وهو في الحقيقة يكذب في قوله ،
حيث أن الشهوات في قلبه أكبر ..!!

لنتب إلى الله عز وجل توبة نصوحا ،

ولنجاهد أنفسنا من أجل الله حتى يستقيم لنا الأمر .

ولن نمل ، ولن نياس ، مهما راينا أنفسنا لم نصل إلى المقام الرفيع

حسبنا أننا نحاول في كل مرة ..

حسبنا أننا نجاهد أنفسنا الأمارة من أجل الله تعالى

حسبنا أن الله سبحانه وعدنا أن نحن صدقنا ، سيعطينا الكثير

( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )


إن الحديث عن الصلاة ، حديث في القمة ،
وكيف لا يكون كذلك وهو حديث عن أحب الأعمال إلى الله تعالى ..
نسأل الله عز وجل أن يملأ قلوبنا بنور الإيمان واليقين

حتى تصبح الصلاة قرة عين لكل منا ..


التقطوا باقة معطرة من كلام وحي السماء :
في كتاب الله عز وجل وهو يحدثكم عن الصلاة
لو تأملها الواحد منكم وتدبرها ، وأدار فكره فيها

لكانت كافية لتهييجه إلى المبادرة إلى الصلاة في أول وقتها ،
ألا تقرأون قول ربكم عز وجل :

( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ

وَأَقِمِ الصَّلاةَ

إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ

وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ

وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) وفي الحديث الشريف يخبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

أن الصلاة خير موضوع وضع على الأرض ،

وأنها أول ما يحاسب عليه العبد فإن صلحت ، تيسر ما بعدها ،

وإن فسدت لا ينفعه عمل بعدها .. أو كما قال .


* * *

ولا تنسوا الدعاء وسؤال الله التوفيق والإخلاص في العمل.
والسـلام عليكم ورحمة الله