دَعِ الأيامَ تَحْتَضِنُ الليَالِي

لله درك شاعرتنا / الاسطورة .

قصيدة في الصميم .. من عيون الشعر ، تضمنت الحكمة والموعظة الحسنة ، وأتت بما يسر الخاطر .

لي تعقيب بسيط حول البيت التالي :

دعْ الأيامَ تحتضـنُ الليالـي ... و زدْ صبرًا لأيـامٍ خوالِ

الواقع أن الحث على الصبر هنا جاء في محله .. لأن الحدث مهما كان نوعه فهو ابن الماضي ، والانسان يتمنى أن يمنحه الله الصبر على حدث في ماضٍ تولى زمنه ، وإذاً فالتمثيل للصبر هنا جائز بل وبديهي . ولهذا فلتعذرني الأديبة نهى لهذا التوضيح لربما جاء من باب التفضل بالشئ ، كما أراه من وجهة نظري .

لكم التحية والتقدير .
طائر الاشجان

أهلاُ بالفاضلة نهى بين أحرفي الباسمة لحضوركِ

أشكركِ على مرورك و على تعقيبك و لكِ ما أردتِ إجابة له ..

أما في البيت الأول فلعلّ شاعرنا الطائر علّق عليه، فما قصدته هو الدعوة إلى الصبر على شدة اليوم

و التزود من الصبر لأيامٍ شدادٍ عجاف قد تحل بالمرء غدًا

أما في ( كمّا ) قصدتُ بها الكم من الشئ متى زاد

أما ( ترذم ) أي ملأ حتى سال من جوانبه

و ( استفال ) يبدو لي المعنى واضحًا أي إذا قلبت الدنيا رأسًا على عقب فزينة الدينا تكون حيث الرأس أي في أسفلها





شكرًا لمروركِ

أشكرك أيها الطائر على مرورك و تعقيبك

و على توضيحك للفاضلة نهى ما ألتبس عليها

دمت بحفظ الله و رعايته

أختك // شـذا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة / الأسطورة

عدنا بعد غيابٍ وهي الأيام تركناها تحتضن اللياليَ
أخذت القصيدة طابع الشافعي في قصيدته " دعِ الأيام تفعل ما تشاءُ "
وهي مليئة بالحكم ,, إليك ما لاحظته فيها :
اللياليَ .. مفعولاً به لا يمتنع ظهور الحركة فيها وهي الفتحة كمنصوب وإنّما يُعدُّ ذلك ضرورة غير مستحبة .
البدرُ هو التمام فكيف يكون ليس دوماً في تمام , قصدك القمر ..
في النوال .. أرى الأجمل ( بالنوال )
محمودُ الخصال .. إنْ كانت عائدة إلى الضمير المستتر " أنت " فأولى بها النصب كحال , وإنْ عادت لله تعالى فهي مجرورة كصفة أو بدل .
فلولا الفقرُ ما فحشَ الثـراءُ=و ما كانَ الدواءُ بلا اعتلالِ
آخر العروض لا بدَّ من تسكينه عدا في المتقارب والهزج .. أيضاً الثراء لا فحش بذاته إنّما أصحابه الذين يغريهم هذا الثراء وأقترح " فلولا الفقر ما فحش ابنُ أنثى " .. وفي معنا العجز هلْ تقصيدين أنَّ المستصحين يستخدمون الأدوية دون علة لسببٍ ما كالمحافظة على الصحة أو زيادة الطاقة فلا أرى هذا عيباً إنّما أمرٌ عارض .
فلا تسعد بخيرٍ .. هنا على العكس تماماً المرء يسعد بالخير , أظنُّ قصدك البطر أو الرفاهية فحبّذا لو كان الصدر " فلا تغررنَك الأفراحُ تترى " أو ما شابه هذا المعنى .
لا تشري = لاتشرِ .. مجزوم بلا الناهي وهي تخلُّ الوزن ..
معاليا .. حسب ما أرى مفعول به ( ما بلغتِ الحياةُ معاليا ) وعدم إضهار الحركة ضرورة كما ذكرت أعلى في الليالي .
وخذْ من عيشِك المقسومِ .. المقسومَ كمفعول به للفعل خذ فيكتمل المعنى .

هذا ما أرى فمعذرةً أنْ توقفنا عندها بما ذكرنا
لك التحية والتقدير
دمت بخير
في أمان الله .

أشكرك أخي الفاضل ..

بندر الصاعدي

أسهبت و فصلت في الشرح و التصحيح فلك خالص الشكر و الإمتنان

و لي وقفة مع هذا البيت (( فلولا الفقرُ ما فحشَ الثراءُ *** و ما كانَ الدواءُ بلا اعتلالِ ))

في الصدر أشعر أن الوزن مكسور بسبب كلمة الثراء و هذا الشعور لا أخالفك عليه لأنه أنتابني منذ سماعي الأول للقصيدة، لكن في معناها لا أرى خطأ، أليس يقال : فلانٌ ثريٌ ثراءً فاحشًا فهو من باب مجاوزة الحدّ في الشئ، أرجو إفادتي بهذا مشكورًا

و أما سؤالك عن معنى العجز (( و ما كان الدواء بلا اعتلالِ ))

أي كما أن الفقر لن يكون مدقعًا إن لم يكن هناك غنىً فاحش، كذلك الدواء لن يكون موجودًا إن عدمت العلل فهم متضادات أحدهم يجلب الآخر كالليل و النهار





أشكرك على جهدك و بذلك وقتًا مع القصيدة
دمت بحفظ الله و رعايته

سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته


تابعتُ ما تفضل به أستاذنا بندر من ملاحظاته على قصيدة الأخت الفاضلة الشاعرة الأسطورة فقد أجاد في توضيحه من جوانب ومع ذلك أخالفه في بعض ما تفضل به وهو :

((( البدرُ هو التمام فكيف يكون ليس دوماً في تمام , قصدك القمر ..
في النوال .. أرى الأجمل ( بالنوال ) ... )))


البدر صحيح هو التمام في منتصف الشهر ولا أعتقد أنه المعنى الذي أوردته تريده فعلاً .. ولا تريده من باب مطابقة شيىء بشىء على أن يكون هو وإنما أرى أن المعنى غير ذلك وكأنها تسوقه من باب المثل والكناية وعلى هذا كثير في موروثنا الأدبي ... وهي لم تقل أن البدر هو التمام وإنما أشارت إلى أن البدر ليس في كل أحواله في تمام وكأنها تشير إلى المرء ليس في كل أمره بالكامل أو ما شابه هذا المعنى مع أنه معنىً مطلق ولم تقيده ... وعلى أن يكون في نواله كالتمام مشابهة بالقمر في ضوئه وفي نواله .


(((محمودُ الخصال .. إنْ كانت عائدة إلى الضمير المستتر " أنت " فأولى بها النصب كحال , وإنْ عادت لله تعالى فهي مجرورة كصفة أو بدل . )))

كلها تجوز بالرفع على الخبرية أو النصب على الحال أو الجر على الصفة ... وأقربها جميعاً النصب على الحال لمناسبته المعنى وأكثر تأكيداً له .

((( أيضاً الثراء لا فحش بذاته إنّما أصحابه الذين يغريهم هذا الثراء وأقترح " فلولا الفقر ما فحش ابنُ أنثى " ..))


أرى هنا أن المعى بليغٌ جداً ... صحيح ما تفضلت به ولكن لا تنس أن العربية بحر واسع وهنا أدرجت المعنى من باب الحذف والتقدير ... كأن التقدير : فلولا الفقرُ ما فحشُ أهل الثراء أو أصحابُ الثراء ... بدليل أنك اهتديت إلى المعنى وقلت :( إنّما أصحابه الذين يغريهم هذا الثراء .) ... ودليل آخر كقوله تعالى :" واسأل القرية ..." لأنه من غير المعقول أن يسأل الجدار والطرقات وأشياء لا تعقل وإنما يسأل أهلها ... وهنا مثلها تماماً ...

(((فلا تسعد بخيرٍ .. هنا على العكس تماماً المرء يسعد بالخير , أظنُّ قصدك البطر أو الرفاهية فحبّذا لو كان الصدر " فلا تغررنَك الأفراحُ تترى " أو ما شابه هذا المعنى .)))

أراها محقة في قولها ولا تسعد بخير ... لأنها لا تعني أن لا تسعد من الخير ... ولكن لا تغريك سعادتك بالخير والنعمة فهي لا محالة زائلة ... وهو أقرب إلى توضيحك على أن يكون من باب البطر والرفاهية ...

فلا تشري بعرفِ الناسِ دينًـا

حاولي أن تأتي يفعل صحيح غير معتدل لأنه سيفي بغرضك ... ولأن حركة الجزم لن تؤثر في حذف آخره .

(((معاليا .. حسب ما أرى مفعول به ( ما بلغتِ الحياةُ معاليا ) وعدم إضهار الحركة ضرورة كما ذكرت أعلى في الليالي )))


أخي و الله ما تعلـو حيـاةٌ *** بغير الدين ما بلغـتْ معالـي

المعنى الأقرب على أنها مفعول به للفعل بلغت ... لذا يجوز أن تقدر على أن تكون معالي فاعل .. باعتبار تنوع المعاني واتساعها .

علّي وصلت إلى نهاية ما أردتُ أن أشير إليه ... شاكراً الرائع دوماً أستاذنا بندر على لمساته التي لها فضل كبير وعظيم على الواحة كلها .

ودمتم بخير وحب

مع خالص التحايا والإحترام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأحبة / الأسطورة و عبداللطيف
تحياتي لكما ولطيب سجاياكما , وإنّه ليسعدني الحوار والنقاش معكما فلست بالعالم ولا البالغ قدراً فيه , إنَّما نقدِّرُ ما منَّ اللهُ علينا به من علمٍ فنوصله كرسالةٍ عظيمةٍ نحفظ لها قيمتها .

أعود لما ذكرتِ أختي شذا , مع مراعاة أنَّ ما أقوله وجهة نظرٍ لذوقي بصمةٌ فيها لا أكثر .
في مقولة : " فلان ثري ثراءً فاحشاً " الفحش هنا بمعنى الظاهر والواضح لا معنى الفساد ,, فإذا كان ما قصدتِ في البيت هو هذا الفحش الذي بمعنى الظاهر فنعم حيث هو ذلك ولكن أحبُّ أنْ أقرأهُ بمعنى الفساد لأنَّه ممقوت ومعيوب فايحتكم البيت بقيمة وعظية , ولعلَّ الحذف كما ذكر أخي الحبيب عبداللطيف هو الأصوب هنا للمعنى وسأعقب عليه لاحقاً .
أمَّا الدواء والعلة , فمن صياغتك للبيت أخذ معنى مغايراً لما ذكرتِ بسبب عطفك الجملة على أداة شرطية لا فيكون " لولا الفقر ما فحش الثراء , ولولاه ما كان الدواء بلا اعتلال " والأصوب إذا أردنا التعليل بالتشبيه أنَّ نقول ( ولولا الفقر ما فحش الثراء , فهل كان الدواء بلا اعتلال ! ) كاستفهام إنكاري يوجب إثبات الصورة التي قبلها أي " إذا كان المرء ثريا فحش كما إذا كان عليلاً طلب الدواء " وهي صورة جميلة ..
تحياتي لكِ .

أخي عبدالطيف :
في البدر لا أخالفك الرأيَ من حيث المعنى الذي ترمي إليه بأنَّ المرء ليس تامَّ الخصال دائماً إنَّما هو كالقمر في منازله يظهر نوره في جزء منه وفيه كاملاً وهكذا وهو معنى بليغ حقاً , إلا أنّني أردتُ الدقة في التعبير , فإن ذكرنا البدر ذكرنا وقته لا تمامه وإن ذكرنا القمر ذكرنا تمامه . وهي وجهة نظري قدْ يخالفني غيري عليها وذلك من حقّه .

في الثراء أعلم أنّه يجوز الحذف وفي جمال ذلك أنْ لا يكون في سعةٍ من الكلام , وفي قولها " لولا الفقر " نستغني عن ذكر الثراء ونلتزم بما يؤول بالمرء جرّاء ذلك .
أمَّا في النهي عن السعادة بالخير فأخالفك تماماً لأنَّ الخير ليس بمعنى الفرح فهو لا يكون إلا في الحقِّ ويجلب الرضى وذلك ما حثَّ عليه الإسلام ففيه السعادة والفوز , وهنا النهي لابدَّ أن يكون دقيقاً وموفقاً فول قالت : ولا تسعدْ بمالٍ ... أو ولا تسعدْ بحالٍ ... أو بأمرٍ يجلب السعادة الزائفة , أمَّا الخير فهو السعادة الحقيقية في الدارين .
وفي معالي سأعيد صياغتها لإيصال المعنى المراد وهو " الحياةُ بلا دين لا تعلو ما بلغتْ بكَ معاليا " فيكون المعنى مهما بلغتَ في الحياة معاليا فلنْ تلعو بك بلا دين .. لذا فهي مفعول به ..

وأخير :
أنا شاكرٌ لكما تواصلكما بالمحبة والتقدير , وأدعو اللهَ لنا ولكم التوفيق والسداد
دمتم بخير
في أمان الله .

مشاركة حلوة

وقد أوحتْ ليْ
بهذه الأبيات : ـ



دع الــحــيــاتِ تــحـتـضنُ الأفاعيْ
فــلــيــس لــهــا سوى سم الصـراع

بــهــا الأنـيـــاب تنهش كل عظم ٍ
ومـــا انهزمَــتْ يقينا مِــن دفـــاع

سمعتُ بها تـَعَــض الـدهر عـضا ً
فما في الأرض ِ أقوى من سماعي



تحياتي

أشكر الجميع على التعقيبات الرائعة و المفيدة للغاية

و شكر خاص للأفاضل بندر الصاعدي و عبد اللطيف محمد

أستدفت كثيرًا من هذه المداخلات القيّمة

دمتم جميعًا بأحسن حال







أختكم //
شــذا

أختي الفاضلة الأسطورة:

أحسنت الفكر وأجدت الصور وخانك السبك والتوظيف في غير موضع.

أرى الأخوة الأفاضل لم يقصروا في النصح وإن لم يستوفوا كل النقاط وحسبنا بما تم نشره من فائدة.


لا زلت ترتقين في مريبة الشعراء أيتها الأسطورة وإني بذلك جد سعيد.


تحياتي وتقديري