أرادوا أن يغيبوا عن حيز يقطنون فيه إلى ركن بعيد فيه حبور مزيف فتناولوا ما يلهي ويسري ليتجاوزوا ألماً وعذاباً وحتى يشعروا بقوة قرون حلزون في شتاء بارد التقطوها حبات وضيعة وما بخلوا ، وإن فرحوا فهي بلاهة وتفاهة ، يشعرون أنهم اصطادوا كل السمك وصنارتهم صامتة لا تتحرك فلا بحر ولا خيط فهو مقطوع ممنوع ، وبذلك يستملحون كل ساذج تافه ويختبئون في محاجر أعينهم كجرذان مقززة، ويرفعون عقيرتهم بصلف ممجوج وإن بتر طرفهم وأهمهم كلل وملل فلن يجدوا من يرثى لحالهم فيدعون تجارة كمزارعي أفغانستان أو تراثاً كقات اليمن أو حبوباً مهدئة فيها شفاء ودواء لكل عليل سقيم .
وآخر إن أعطى كريم وإن أنفق سخي وإن زجروه ومنعوه فلا يبالي ويقول الحق أمام كل سلطان وإن قطعوا رأسه ، ويقطن في أرض يفوح من ثناياها كل طيب ومسك ومعه كل العارفين وإن اشتعلت نار بأعوادهم يعرفون بطيب عذب يسبقهم ويلحقهم ويبقى حكاية تحكى ويكونون فرساناً فاتحين لا يقهرهم ظلم ولا يضعفهم حاقد حاسد يحملون ألوية العزة والفخار .
هما يتنازعان فيُهزم كل مدع حالم بقصور الرشيد وبعشق تاج شاه جيهان المغولي؛ وبأنه يطير كبرج خليفة فيقارع وهماً ويسعى وراء سراب بلا همة وقوة، ضعيف متهالك يحيا في غفلة وحين يستيقظ فبصره حديد فلا سعادة ولا حبور وتتركه كل الجواري والقيان مصاباً بالعنة ويُحكم عليه بالتفريق :
- إن القوة أن تمتلك الممانعة وتشعر بسكينة ورضا وإن أصابك ما أصابك فأصلح ما أفسدته الأوهام وعبد طريقك بحجارة كريمة من ورع وتقوى .
- إننا نحيا في جلل ومنكوبين من سنين فلا عمل ولا أمل .
- العمل أن تبتعد عما يؤذيك وأن تخلص النفس من أدرانها وتعلُ بهمتك مترفعاً عن كل دنيئة فأنت بذلك تحلق في الآفاق سعيداً طليقاً كطائر الفينيق يحلق في أدغال بورما وسهول الهند ويسكن أرض جمال وجنة ويولد من جديد .
- محتل وقيد وحصار وإزار ممزق .
- إنه الصبر والاجتهاد وفيه الاحتساب والأجر الكبير .
- تركتني وحيداً وسجين عشقي وهيامي .
- تحرر من كل قيد وعليك أن تحيا قوياً تلهث وراءك كل الطاهرات تمني نفسها برجولتك وقدرتك وعزة نفسك ، لا تبالي من كل قرين سوء يحسد مروءتك حين تلتفت نحوك كل زهرات نبات الشمس تتبعك وتريدك فتكون أنت شمساً تشرق فتضيء نوراً ويحتفي ويعتز بك كل مريديك .
- لا أملك بيتاً ولا الباءة.
- المثابرة والسعي والهمة في طلب الرزق ، وبيتك أن ترضى بما قسمه الله متوكلاً وازهد بألا يختمر قلبك وتذهب بصيرتك ويذهبك النسيان بعيداً وأن يبقى عقلك متوقداً متيقظاً مناطاً للتكليف وللتكثيف فأمامك طريق ممهد إن أدركت وعرفت.
31/5/2011