|
مَخاض |
|
|
كومضةٍ من رُكامِ الغيمِ تأتلقُ |
لمحتُ خيطَ شُعاعٍ إثرَ لمعتِها |
|
|
فأتبعَ الخيطَ مني خاطرٌ قلِقُ |
طفقتُ أسحبُه قبلَ انْطفاءتِه |
|
|
حتى تمكّن منه كفّيَ الحَذِقُ |
أوسعتُ كُوّتَه في سقفِ مَخْيلتي |
|
|
أُطلُّ منها فيبدو عبرَها الأفقُ |
بالضوءِ مزدحماً من كلِّ بارقةٍ |
|
|
نهراً نميراً من التَخيالِ يندفقُ |
حتى إذا العينُ من فيضِ الرؤى ثملتْ |
|
|
أختارُ واحدةً منها وأنطلقُ |
أحوك قافيةً أولى منمنَمةً |
|
|
يشُدُّ لُحمتَها عبرَ السَّدى أنَقُ |
تستوقف العينَ من وشيٍ بصنعتِها |
|
|
والحبُّ من نظرةٍ في البدْءِ ينبثقُ |
حتى إذا انتظمتْ في مطلعٍ حَسَنٍ |
|
|
قفّيتُها ويراعي الحُرُّ ممتشَقُ |
برصفِ ثانيةٍ تقفو على أثرٍ |
|
|
من حُسنِ مبتدأٍ تُودي له الطُّرُقُ |
فسيفساءُ صَناعٍ ما اشتكتْ عِوجاً |
|
|
في رصفِها أو عفا ألوانَها العَتَقُ |
ورُبَّ قافيةٍ تعيا بها حِيلي |
|
|
ورُبَّ أخرى على القِرطاسِ تنزلقُ |
تعِزُّ مفرَدةٌ من جَيبِ ذاكرتي |
|
|
وأشتكي شُحَّها إذْ نابَني المَلَقُ |
أغوص في قعرِ جُبٍّ خلفَ شاردةٍ |
|
|
وقد يخون سِباحي الماءُ والعُمُقُ |
حتى إذا آيستْني من هدايتِها |
|
|
أحتالُ في أمرِها حرفاً وأختلقُ |
وقد تحيُّرني أخرى بوفرتِها |
|
|
فأنتقي كيفما شاء الهوى النزِقُ |
أرومُ معنىً بعيدَ الغَورِ مبتكَراً |
|
|
يُجيزني قصَباً إن ضمّني سَبَقُ |
ولا أطوف ببيتِ الغيرِ مختلساً |
|
|
والشعرُ روحٌ فكيف الروحُ تُسترَقُ |
ورُب معنىً على الأبوابِ مُطّرَحٍ |
|
|
كسوتُه جِدّةً يُنسى بها الخَلِقُ |
وصورةٍ لا تثير النفسَ شهوتَها |
|
|
جلوتُها فغوى من حسنِها شبِقُ |
إنّ المخاضَ عسيرٌ في أوائلِه |
|
|
تكِدُّ فيه ويغشى وجهَك العرقُ |
فإنْ تَجُزْ صابراً كأْداءَ عقْبتِه |
|
|
فالأمرُ من بعدُ ميسورٌ ومُرتفَقُ |
تنثالُ من بعدِه الأبياتُ دافقةً |
|
|
كساكنِ النهرِ أجرى سيلَه الغَدَقُ |
تعلو على قامتي الشمّاءِ لُجّتُها |
|
|
يكاد يغشى يراعي وسطَها الغرقُ |
تجتاحني في اكتظاظٍ غالبٍ قلمي |
|
|
كأنه ظامئٌ من عَبِّه شَرِقُ |
أجري لخاتمةٍمن قبلِ فَلتتِها |
|
|
أسُدُّ كُوَّتَها والبابُ يصطفقُ |
براعةٌ في انطفاءٍ كاستطارتِها |
|
|
والنَّدُّ محترقاً أو بعدُ يعتبقُ |
حتى إذا اشتكتِ الأوراقُ من زخَمٍ |
|
|
ألقيتُ سيفي وفيه لم يزلْ رَمَقُ |
ثم انثنيتُ ومني الروحُ نازفةٌ |
|
|
يكاد يرشحُ من أوداجِها الورقُ |
أعود إذْ تهدأُ الأنفاسُ من بَهَرٍ |
|
|
منقِّحاً فيه علَّ النصَّ يتّسقُ |
حتى إذا اكتملتْ بالحسنِ قافيتي |
|
|
أخذتُ ألثمُها عُجْباً وأنتشقُ |
أشدو بقيّةَ يومي لحنَها غَرِداً |
|
|
خمراً أعاقرها صُبحي وأغتبقُ |
هذي عروسي جلوتُ الآنَ فتنتَها |
|
|
أنى التفتُّ اشْرأبّتْ نحوَها العُنُقُ. |