|
كُفِّي هواك عن الفؤاد الخالي |
ودعيه يحيا دونما أشغالِ |
وكفاه دهرا كان يحيا شاردا |
بين الدروب بوهم شوقٍ بالِ |
يصلى الهموم بما لها من شقوةٍ |
جثمت عليه بأشنع الأثقالِ |
فأنا سئمت الحب يا ذات الهوى |
إن كان منك بسالف المنوالِ |
ونسيت أنك كنت أنت حبيبتي |
حين التقينا في قديم وصالِ |
ونسيت لما أشرقت آمالنا |
كالشمس يحجبها كثيف ظلالِ |
وسلوت أيام الصبا فيها الفتى |
يشجيه صوت الناي والموالِ |
ويكون رهن إشارة من كاعبٍ |
تغريه منها زركشات دلالِ |
وشطبتُ ذكراك البعيدة كلها |
وبحورَ شعر دُوِّنَت برحالي |
وعزمت أن أحيا الحياةَ محررا |
وموقرا في روضة استقلالي |
أرنو الليالي تابعت دورانها |
في فلك درب مسيرة لليالِ |
فيها خبرت الحب منك سويعة |
كانت كملح ذائب بزلالِ |
وتأملت نظرات قلبي ما جرى |
حين اختفيت عن الرؤى بزوالِ |
وتلاشت الأزهار من روض بدا |
بالقفر يغزو شوكه أوصالي |
ماجت به الآلامُ تعصف عصفها |
بين الجوانح مثلما الزلزالِ |
ولَّت أمانينا وتاه طريقنا |
لما توالت غربة الترحالِ |
صرنا نساءل كل بدر ساطع |
عما جرى لفؤادنا بسؤالِ |
ونطالع الأقمار حتى تنتهي |
وتصير عرجونا ثوى بهلالِ |
حتى استقرت بالنوى أشواقنا |
في موج يم هائج كجبالِ |
والآن جئت وقد غرتك قصائدي |
وسبتك في شعر الهوى أعمالي |
وطلبت بحرا من بدائع أبحري |
يجتاز ما بالهجر من بلبالِ |
ويعيد للوجدان ذكرى طالما |
طاردتها بجوانحي وببالي |
هل تنبت الأشجار بعد جفافها |
نبتا يعيد نضارة الإظلال ؟! |
أو تزهر الأزهار رغم ذبولها |
في باقة منسية برمالِ ؟! |
أو يثمر البستان بعد مكوثه |
دهرا يعاني ندرة الصلصال ؟! |
هذا القريض لمن لها صدق المنى |
ولمن تولت بالهدى أحوالي !! |
فدعي انتظارك للقصيد فإنه |
جافى فؤادك يا فتات خيالي !! |
فبه القوافي بالبحور نديَّة |
لمن استحقت بالصفا إقبالي |
كُفِّي هواكِ عن الفؤاد فلم يزل |
عن مثل حبك في بارتياح .. خالِ |
فأنا أغرد بالجمال كبلبلٍ |
بالروض يحيا صادحا بجمالِ |
وأنا أبث قصائدي في طيها |
شعري بحب ذاخر الآمالِ |
لحبيبة القلب الصدوق وأمتي |
مسترسلا في أهنا استرسالِ |
كوني به مثل الذين استمتعوا |
من نسوة نزلوا به ورجالِ |
ودعي التطلع للقصيد قد ارتقى |
مرقى الجلال برفعة الأفضالِ |
ما عدت أذكر من هواك صبابة |
تُمْلِي عليَّ بصدقها أقوالي |
وكفاك سيدة الغناءِ بشدوها |
سلوى الحنين لكافة الأجيالِ |
أرشيفها الوافي يعم فضاءنا |
للمغرمين على المدى بنوالِ |
وإذا أردت نصيحتي فلتنصتي |
بتمعن لقصيدة (الأطلالِ) !! |