قال تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)
الإعراب:
(1)
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) الهمزة للاستفهام التقريري، ولم حرف نفي وقلب وجزم، وتر فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة ... وكيف اسم استفهام في محل نصب على المصدرية أو الحالية واختار الأول ابن هشام في المغني قال: وعندي بأنها تأتي في هذا النوع مفعولا مطلقا أيضا، وإن منه: كيف فعل ربك إذ المعنى «أي فعل فعل ربك، ولا يتجه فيه أن يكون حالا من الفاعل» أي وهو ربك؛ لأنه يقتضي أن الفاعل وهو الرب متّصف بالكيفيات والأحوال؛ لأن المعنى فعل ربك حال كونه على أي حالة وكيفية واتصافه بها محال. والجملة المعلقة بالاستفهام سدّت مسدّ مفعولي تر؛ لأن الرؤية قلبية تفيد العلم الضروري المساوي في القوة والجلاء للمشاهدة والعيان. وبأصحاب الفيل متعلقان بفعل.
(2)
(أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ) الهمزة للاستفهام التقريري، ولم حرف نفي وقلب وجزم ويجعل فعل مضارع مجزوم بلم والفاعل مستتر تقديره هو يعود على الله تعالى، وكيدهم مفعول به أول وفي تضليل في موضع المفعول الثاني.
(3)
(وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ) الواو حرف عطف، وأرسل عطف على «ألم نجعل»؛ لأن الاستفهام فيه للتقرير فكان المعنى قد جعل ذلك، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو، وعليهم متعلقان بأرسل، وطيرا مفعول به، وأبابيل نعت لطيرا؛ لأنه اسم جمع.
(4)
(تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) الجملة نعت ثان لطيرا، وترميهم فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به، وبحجارة متعلقان بترميهم، ومن سجّيل نعت لحجارة.
(5)
(فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) الفاء عاطفة، وجعلهم فعل ماض وفاعل مستتر، والهاء مفعول به أول، وكعصف في موضع المفعول الثاني ومأكول نعت لعصف.