كتاب "لغة الجرائد " للشيخ إبراهيم اليازجي لمحمد إحسان النص عضو المجمع من سورية.. مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة
نشر الشيخ إبراهيم في مجلة "الضياء" مقالات تناول فيها لغة الجرائد، وهي من أوسع وسائل الإعلام انتشارًا، وبيّن ما يقع فيه الكاتبون فيها من أخطاء لغوية ونحوية، ثم بدا له أن يجمع هذه المقالات في كتاب أصدره بعنوان "لغة الجرائد"، وقد قدم لكتابه بمقدمة ذكر فيها الداعي إلى كتابة هذه المقالات، وهو انتشار الصحف وأثرها في لغة القُراء. وقد وجد في لغة الجرائد التي كانت منتشرة في زمنه أخطاء كثيرة لغوية ونحوية، فأراد تصحيحها وبيان وجه الصواب فيها.
قال في المقدمة: "لا نزال نرى في بعض جرائدنا ألفاظًا قد شذت عن منقول اللغة، فأنزلت في غير منازلها، أو استعملت في غير معناها، فجاءت بها العبارة مشوّهة، وذهبت بما فيها من الرونق وجودة السبك، فضلاً عما يترتب على مثل ذلك من انتشار الوهم والخطأ، ولا سيما إذا وقع في كلام من يوثق به، فتتناوله الأقلام بغير بحث ولا نكير. ولا يخفى أن الغلط في اللغة أقبح من اللحن في الإعراب، وأبعد من مظانّ التصحيح لرجوعها إلى النقل دون القياس، فيكون الغلط فيها أسرع تفشيا وأشد استدراجًا للسقوط في دركات الوهم".
ثم يقول: "ولَما كان الاستمرار على ذلك مّما يُخاف منه أن تفسد اللغة بأيدي أنصارها والموكول إليهم أمر إصلاحها، وهو الفساد الذي لا صلاح بعده، رأينا أن نفرد لذلك هذا الفصل نذكر فيه أكثر تلك الألفاظ تداولاً، وننبه على ما فيها، مع بيان وجه صحتها من نصوص اللغة".
وبعد هذه المقدمة القصيرة شرع يذكر ما يقع في لغة الجرائد من أغلاط لغوية ونحوية، وقد جاوز عدد الألفاظ والتراكيب والعبارات التي ذكرها الثلاثمئة.