بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكموها بلا مقدمات أو رتوشات
عمر الطَّيَّان
قدمت امرأة من العراق على عهد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، فلما صارت إلى بابه
قالت: هل على أمير المؤمنين حاجب؟
فقالوا: لا فادخلي إن أحببت.
فدخلت المرأة على فاطمة - زوجة عمر - وفي يدها قطن تصلحه، فسلمت فردت عليها السلام
وقالت لها: ادخلي، فلما جلست المرأة رفعت بصرها فلم تر في البيت شيئاً له أهمية فتعجبت
وقالت: إنما جئت لأعمر بيتي من هذا البيت الخراب!
فقالت لها فاطمة: إنما خرب هذا البيت عمارة بيوت أمثالك!
فأقبل عمر حتى دخل الدار فتوجه إلى بئر في ناحية الدار، فانتزع منها دلاء صبها على طين كان أمام البيت وهو يكثر النظر إلى فاطمة، (طبعاً زوجة الخليفة )
فقالت لها المرأة: استتري من هذا الطيان فإني أراه يديم النظر إليك!
فقالت فاطمة: ليس بطَّيَّان بل هو أمير المؤمنين!
ثم أقبل عمر فسلم ودخل بيته فمال إلى مصلى كان له في البيت يصلي فيه، ثم أقبل على المرأة
وقال: ما حاجتك؟
فقالت : امرأة من العراق لي خمس بنات كُسُل - لاعمل لهن -فجئتك أبتغي حُسن نظرك لهن،
فجعل يبكي ويقول كسل... كسد وأخذ الدواة والقرطاس وكتب إلى والي العراق،
فقال للمرأة سمي كبراهن، فسمتها،
ففرض لها من المال من بيت المسلمين،
فقالت المرأة: الحمد لله،
ثم سأل عن اسم الثانية والثالثة والرابعة والمرأة تحمد الله
ففرض لهن فلما فرض للأربع استفزها الفرح،
فدعت له
وقالت: جزاك الله خيراً، فأمسك يده عن الكتابة
وقال: قد كنا نفرض لها حين كنت تولين وتنسبين الفضل لله تعالى فتحمدينه عليه،
فمري الآن هؤلاء الأربع يُفضن " يعطين " على هذه الخامسة.
فخرجت بالكتاب حتى أتت به العراق فدفعته إلى والي العراق فبكى واشتد بكاؤه
وقال: رحم الله صاحب هذا الكتاب!
فقالت: أمات؟
قال: نعم، فصاحت وولولت.
فقال: لا بأس عليك ما كنت لأرد كتابه في شيء. فقضى حاجتها وفرض لبناتها.
رحم الله أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز.
أين نحن من مثل هؤلاء......