|
رفعتُ علـى طـــلِّ الحبيب لوائيـــا |
لأنشــــر فـي دنيا السماء سـمائيـــا |
بقايا من الروح الهــزيلـة لـم تزل |
وليس سواهـا في الديـــار بقى ليــا |
سألت عن الغيــث القديـم منـابتي |
وكنتُ على وجهــي أخطُّ ســؤاليــا |
وأعلـنتُ في ظـل الولاء براءتـــي |
لأنــّــي ســأبقى للحبيب مــواليــــــا |
فلي دوحـة في الخافقين جذورهـا |
واغصانهــا تروي النجوم العواليــا |
ولي دمعــة عند الذين تخضّبــــوا |
ولي وقفة عنــد العيـــون البواكيــا |
وفي لجـَّةِ الطوفان أعزف منشـداً |
واصرخ من هول المعازف شــاديـا |
أنــوء بهمٍّ يستريــــح بمهجتـــــي |
وحمـَّلت طوعاً كاهليَّ الرواسيـــــــا |
واقســـــم بالملــح المقدس أننـــي |
سأصنع في أم اللهــيب احتفاليــــــا |
أطوف محطاتي وأعصـر خمرتـي |
وأنحــــر آهـاتــــي وارقص حافيــا |
وخمسون أطويها ألـوك مرارتــي |
ليالٍ من الاحزان تطـــــوي لياليـــــا |
ولكنّ لي فـي كـلِّ يـــــــــومٍ ولادة |
وأكتب فيهــــــا للحبيب غـــوالـيــــا |
قـوافـي بهن الوجد يرقص هائمــاً |
وأمطر مــن غيث القصيــد قوافيـــا |
مـن الكـأس اسقيها بفيض محبــة |
وان نفدتْ كأســي أذوب سـواقيـــــا |
رسمـــت عيوناً لا تـُعـَــدُّ بلوحتـي |
ومازجتهــا حتـــى إجتمعن معانيـــا |
ووجـــــها ينادي يا أخـي بلا فـــم |
فمنذا بدنيـــانـــا يجـيب المناديـــــــا |
طويت كراريسي لترحل في دمــي |
وتشهدَ عرسـاً في الجــوانح داميـــا |
تعلمت مـن دنيــــا الكآبــــة أنــــه |
اذا اشتدت البــــلوى تُقِلُّ المواسيـــا |
أذا افلت شمــس النهـــار فأننـــي |
سأوقد شمسي كـي تضيءَ مسـائيــا |
وأسـجـــد في أم القبـاب مكبــِّـــراً |
واتـلو على نـــور القبــاب دعائيــــا |
وأبقى عراقــاً لا تُطـــال ســمــاؤه |
وذكــري على وجه المحافـل باقيـــا |