|
عاد الهزبر فما للقلب يضطرب |
وللعيون وهذا الدمع ينسكب |
جاء البشير إلينا والنعي معا |
كلاهما خفقة فالنصر والحرب |
لم يقبل القلب غير البشر من خبر |
ولم ير النعي إلا وهو يقترب |
قالوا:الرصاص يحيى بشر عودته |
وهذه القدس خفت نحوه تثب |
على الأكف مسجى في مهابته |
وحوله ثلة أوفتية نجب |
لم يعلم الناس هل حي يقودهم |
إلى المعارك؟أم موت ومحترب |
لم يلمسوا فيه إلا أنه بطل |
حي يقود ولا يثنى له أرب |
فليس من عجب أن قال قائلهم |
مواكب النصر فيها المنظر العجب |
لا يبلغ الفكر ما جاز الممات به |
ولا يراه خيالا وهو يحتجب |
ويحي هذا جدار كيف ينزله |
ضيقا وكأن يضيق المنزل الرحب |
كأنما بات يرمي من مراقده |
على العدا فأتاه البشر والغلب |
أمس الذي مات قد أحييته أبدا |
نورا يضيء وأمجادا لها نسب |
قد كنت في الشام لا تلهيك بانتها |
عن همة ورعاك النجم يرتقب |
سألتهم مدفعا يا ليتهم دفعوا |
عند الردىوأجابوا غير ما طلبوا |
لا يبذلون عن التقصير معذرة |
ولا يقوم على تسويغهم سبب |
فماهم غير الآت تحركها |
سياسة كيف ما ما مالوا أو انقلبوا |
كذاك عدت سريعا لا تبادلهم |
سوءا بسوء ولم تغضب كما غضبوا |
لكنها عزة ليست على حمق |
حملتها وكذاك الفتية النجب |
حلفت بالله أن تغدو بكوكبة |
في ربوة القسطل الهوجاء تحتطب |
تركت "موتزا"تداوي النار أنتها |
وبات يشرق في الكسارة اللهب |
بعثت من "كامل" سهم القضاء لهم |
وذا "أبو دية" في ساحه يثب |
كلاهما أمل في الحرب ذو ثقة |
ومن مواليدها يدنيهما النسب |
وخضت شرقيها ترمي بوارجهم |
بفتية نجب لا جحفل لجب |
خمس وعشرون لم تنجد مطيتهم |
مدافع وسواهم معقل أشب |
والليل حولك جياش تخوض به |
كأنما انت فيها جحفل عجب |
دخلت حامية فيها فما عرفوا |
غير الرصاص طعاما منك أو شربوا |
لم يبق عندك مدخور فتقذفه |
إلا فتى صابر لله محتسب |
وانهالت النار فاستقبلت حرتها |
وأنت في القسطل الحمراء تحتطب |
حتى قضيت وفي جنبيك أوسمة |
حمراء لا ماسة فيها ولا ذهب |
فخر فما جاد في تعليقها أحد |
ولا هي نيشان ولا لهب |