أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: رِسالةُ حِوَارِيّةْ ثَانِيَةْ

  1. #1
    الصورة الرمزية حسين أحمد سليم قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    العمر : 71
    المشاركات : 163
    المواضيع : 130
    الردود : 163
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي رِسالةُ حِوَارِيّةْ ثَانِيَةْ

    رِسالةُ حِوَارِيّةْ ثَانِيَةْ

    بقلم: حسين أحمد سليم

    إليكِ أنتِ, يَا سَلِيلَةَ حَوَّاءَ, إِمْرَأَةً لاَ تُشْبِهُ بِقِيَّةَ النِّسَاءِ, أَيَّتُهَا السَّيِّدَةُ الجَمِيلَةُ الجَلِيلَةُ الفَاتِنَةُ فِي الإِغْوَاءِ وَالإِغْرَاءِ, وَالّتِي تَوَدَّيْنَ الحِوَارَ سَامِياً رَاقِياً شَفِيفاً أَثِيرِيّاً, وَأَوَدُّهُ حِوَاراً نَاضِجاً وَاعِياً عَارِفاً مُسْتَنِيراً وَمُعَمَّقاً, يَتَجَلَّى فِي رَسَائِلَ حُبٍّ وَعِشْقٍ, مُتَبَادَلَةٍ فِيمَا بَيْنَنَا, تَبْقَى بِشَارَاتَ قَدَاسَةٍ وَطَهَارَةٍ وَأَقَانِيمَ لِلْحُبِّ وَالعِشْقِ فِي المَكَانِ وَالزَّمَانِ...

    حَبِيبَتِي:

    رِسَالَتِي الثَّانِيَةَ إِلَيْكِ, تَلْتَقِطُ مَشْهَدِيَّةً فَلْسَفِيَّةً, تَجْرِيدِيَّةً حِيناً, سُورْيَالِيَّةً حِيناً آخَرَ, شَكَّلَتْهَا رِيشَةُ خَالِقٍ مُبْدِعٍ, صَانِعٍ مَاهِرٍ, لَمْ وَلَنْ وَلاَ تَرْقَى لِرِيشَتِهِ رِيشَةً أُخْرَى... فَأَنَا صِنْفٌ غَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ, تَلاَقَحَ الحُبُّ بِالعِشْقِ عَلَى حِينِ وَمْضَةٍ, فَأَوْدَعَنِي القَدَرُ أَمَانَةً, وَزَرَعَنِي فِي رَحَمِ العِنَايَةِ الفَرِيدَةِ الفَائِقَةِ, جَنِيناً فِي غَيْبُوبَةَ رُوحٍ إِلَى زَمَنٍ مَوْقُوتٍ, أَنْتَعِشُ بِالحُبِّ وَالعِشْقِ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثَ, لِشُهُورٍ شَاءَهَا الله مَعْدُودَةً... وَوَعَيْتُ ذَاتِي بَعْدَ وِلاَدَةٍ قَدَرِيَّةٍ, أَرْتَعِشُ طَرِيّاً بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, وَنَمَوْتُ فِي اسْتِدَامَةٍ قَدَرِيَّةٍ, أَعِيشُ القَلَقَ فِي الحُبِّ وَالعِشْقِ, وَأَحْيَا القَلَقَ مِنَ الحُبِّ وَالعِشْقِ, وَيَنْتَابُنِِي القَلَقَ عِلِى الحُبِّ وَالعِشْقِ... أُعَانِي قَلَقاً لَمْ وَلَنْ وَلاَ يُعَانِيهِ آَخَرَ, مُعَانَاةً بَرْزَخِيَّةً مُتَفَرِّدَةً, تَعْكِسُ لُبَابَ رَهَافَةَ الإِحْسَاسِ الوُجُودِيِّ فِي كَيْنُونَتِي, قَنَاعَةَ إِيِمَانٍ تَوْحِيدِيٍّ خَالِصٍ, بِالله وَالوُجُودِ وَالحَيََاةِ, وَالحُبِّ وَالعِشْقِ, أَتَرَقَّى وَعْياً وَعَرَفَاناً وَاسْتِنَارَةً, تَبْلُغُ بِذَاتِي وَكَيْنُونَتِي أَسْمَى إِدْرَاكٍ فِي رِحَابِ الله...

    حَمَلَتْنِي أُمِّي القَدَرَيَّةُ مِنْ تُرَابِ الحُبِّ الأَقْدَسِ وَالعِشْقِ الأَطْهَرِ فِي بِلاَدِ الأَرْزِ, نُطْفَةً تَكَوَّنَ نَسِيجَهَا مِنْ وَشَائِجِ الحُبُّ وَالعِشْقُ, فَنَمَتْ عَلَقَةً بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, وَتَحَوَّلَتْ مُضْغَةً بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, ثُمَّ أَضْحَتْ عِظَاماً بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, وَاكْتَسَتْ لَحْماً بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, فَكَانَتْ خَلْقاً آخَرَ سَوِيّاً بَالحُبِّ وَالعِشْقِ, اسْتَقَرَّتْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمَّى, جَنِينَ حُبٍّ وَعِشْقٍ فِي رَحَمِ الحُبِّ وَالعِشْقِ, ثُمَّ قَضَى الله أَمْراً بِالرَّحْمَةِ وَالمَوَدَّةِ, فَخَرَجْتُ طِفْلاً وَلِيداً بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, وَبَلَغْتُ أَشُدِّي حَيَاةً بَالحُبِّ وَالعِشْقِ... عَقْلِي يَتَفَكَّرُ بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, وَوِجْدَانِي يَتَخَاطَرُ بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, وَرُوحِي تَنْتَعِشُ بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, وَنَفْسِي تَطْمَئِنُّ بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, وَقَلْبِي يَتَشَاغَفُ بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, وَدِمَائِي تَنْسَابُ بِالحُبِّ وَالعِشْقِ فِي شَرَايِينِي, تُغَذِّي شُعَيْرَاتُهَا أَجْزَاءَ جَسَدِي بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, فَأَنْتَعِشُ بِالحُبِّ وَأَرْتَعِشُ بِالعِشْقِ...

    مُنْذُ البَدْءِ, تَمَازَجَتْ وَتَوَحَّدَتْ رُوحِي بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, فَعَقْلَنْتُ قَلْبِي بِالحُبِّ, وَقَلْبَنْتُ عَقْلِي بِالعِشْقِ, وَاسْتَنَارَتْ بَصِيرَتِي بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, فَاذْدَادَ الوَعْيُ البَاطِنِيُّ عِنْدِي بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, وَاكْتَنَزَ عَرَفَانِي الذَّاتِيُّ بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, فَتَمَوْسَقَ قَلْبِي فِي صَدْرِي مُتَشَاغِفاً بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, وَهَامَ عَقْلِي تَفَكُّراً مُتَيَّماً بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, وَتَجَلَّى تَفَكُّرِي تَخَاطُراً بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, فَرَفَلَ بَصَرِي دَامِعاً بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, وَتَطَهَّرَتْ أَحَاسِيسِي وَمشَاعِرِي بَالحُبِّ وَالعِشْقِ... وَرَاحَتْ تَتَنَاهَى لِخَاطِرِي الأَفْكَارُ كَالرَّذَاذِ فِي الحُبِّ وَالعِشْقِ, فَيَفْتَرُّ قَلَمِي حُبّاً وَعِشْقاً لإِفْتِرَارِ بَنَانِي بِالحُبِّ وِالغِشْقِ, المُمَسَّدُ بِأَنَامِلِي الحَانِيَةِ تَشَاغُفاً بِالحَنَانِ, مَوْصُولاً بِشُعَيْرَاتِ شَرَايِيِنِي العَاشِقَةِ, يَنْتَعِشُ مُدَادُهُ مِنْ دَمِي بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, ويَبُوحُ جَرْأَةً فَوْقَ القُرْطَاسِ النَّاصِعِ بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, فَتَلْتَهِبُ الحُرُوفُ وَالكَلِمَاتُ وَالأَوْرَاقُ وَالمُدَادُ بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, وَتَغْدُو كُلَّ الأَشْيَاءِ عَاشِقَةً هَائِمَةً مُتَيَّمَةً بِالحُبِّ وَالعِشْقِ...

    الحُبُّ إِنْتِعَاشُ الرُّوحِ بِالحَيَاةِ, وَالعِشْقُ إِرْتِعَاشُ النَّفْسِ طُمَأْنِينَةً بِالرِّضىَ, وَالحُبُّ قَدَاسَةٌ وَالعِشْقُ طَهَارَةٌ فِي مَسَارَاتِ الحَيَاةِ... وَمَهْمَا تَعَاظَمَتْ آَهَاتُ العَذَابِ فِي الحُبِّ وَالعِشْقِ, وَمَهْمَا كَبْرَتْ حَالاَتُ الضَّنَى فِي الرُّوحِ مِنَ الحُبِّ وَالعِشْقِ, وَمَهْمَا افْتَرَّتْ النَّفْسُ عَنْ هَمْسِ الأَسَى فِي الحُبِّ وَالعِشْقِ, وَمَهْمَا نَظَرُوا أَشْبَاهُ النَّاسِ لِلْعَاشِقِ فِي إِشْفَاقٍ, وَمَهْمَا تَرَاءَى فِي البُعْدِ سَرَاباً فُقْدَانُ الرَّجَاءَ بِالآمَالِ, وَمَهْمَا نَعَتُوا العُشَّاقَ بِالجُنُونِ وَذَهابَ العَقِلِ بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, وَمَهْمَا قَالُوا المُتَحَدِّثُونَ وَاجْتَهَدوُا فِي اسْتِنْبَاطِ وَاسْتِقْرَاءِ الحُبِّ وَالعِشْقِ, يَبْقُونَ قَاصِرُونَ فِي التَّحْلِيلِ وَتَرْجَمَةِ التَّجَلِّيَاتِ لِلْعُشَّاقِ فِي الحُبِّ وَالعِشْقِ, وَلَمْ وَلَنْ وَلاَ يَفْقَهُ الحُبَّ وَالعِشْقَ مَنْ لَمْ يُولَدُ مِنْ رَحَمِ الحُبِّ وَالعِشْقِ, وَيَبْقَى جَامِدَ المَشَاعِرِ لاَ يُحِسُّ بِالحَيَاةِ, وَلاَ يُدْرِكُ لَهَا مَعْنَى أَوْ غَايَةً, وَلاَ تَعْدُو كَوْنَهَا عِنْدَهُمْ سِوَى: لَذَائِذَ مَوْقُوتَةً فِي شَرَاهَةِ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ, وَنَزَوَاتَ شَهْوَانِيَّةً وَعَرْبَدَاتَ شَيْطَانِيَّةَ, تُمَارِسُهَا الأَجْسَادُ التُّرَابِيَّةُ فِي نَيْلِ وَقَضَاءِ الأَوْطَارِ الفَانِيَةِ...
    حسين أحمد سليم
    hasaleem

  2. #2
    الصورة الرمزية حسين أحمد سليم قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    العمر : 71
    المشاركات : 163
    المواضيع : 130
    الردود : 163
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي رِسالةُ حِوَارِيّةْ رَابِعَةْ

    رِسالةُ حِوَارِيّةْ رَابِعَةْ

    بقلم: حسين أحمد سليم

    إليكِ أنتِ, يَا سَلِيلَةَ حَوَّاءَ, إِمْرَأَةً لاَ تُشْبِهُ بِقِيَّةَ النِّسَاءِ, أَيَّتُهَا السَّيِّدَةُ الجَمِيلَةُ الجَلِيلَةُ الفَاتِنَةُ فِي الإِغْوَاءِ وَالإِغْرَاءِ, وَالّتِي تَوَدَّيْنَ الحِوَارَ سَامِياً رَاقِياً شَفِيفاً أَثِيرِيّاً, وَأَوَدُّهُ حِوَاراً نَاضِجاً وَاعِياً عَارِفاً مُسْتَنِيراً وَمُعَمَّقاً, يَتَجَلَّى فِي رَسَائِلَ حُبٍّ وَعِشْقٍ, مُتَبَادَلَةٍ فِيمَا بَيْنَنَا, تَبْقَى بِشَارَاتَ قَدَاسَةٍ وَطَهَارَةٍ وَأَقَانِيمَ لِلْحُبِّ وَالعِشْقِ فِي المَكَانِ وَالزَّمَانِ...

    إِلَيْكِ أَنْتِ, يَا مَنْ تَتَسَاءَلِينَ فِي كَلِمَتَكِ, مَنْ أَنَا وَمَنْ أُكُونُ؟ وَتَبُوحِينَ جَرْأَةً فِي القَوْلِ: “مَنْ أَنْتَ؟! وَكَيْفَ أَتَيْتَ؟! وَمِنْ أَيْنَ؟! وَإِلَى أَيْنَ تَمْضِي بِي؟! مَنْ أَنْتَ يَا مَنْ تُشْرِقُ بَيْنَ أَهْدَابِي وَعَيْنَيَّ؟! مَنْ أَنْتَ يَا مَنْ تُقَدِّسُنِي؟! وَتَمْضِي بِي إِلَى غَيْرِ مَدَرَاتِي؟! مَنْ تَكُونَ أَيَّهَا القَادِمُ مِنْ مُدُنِ العِشْقِ الغَارِقِ بِالتَّارِيخِ وَالهَارِبِ مِنْ فَمِ طَائِرِ الفِنِيقِ؟! كَيْفَ عَصَفْتَ بِوِجْدَانِي وَأَلْبَسْتَنِي الحَرِيرً الدِّمَشْقِيِّ وَتَوَّجْتَنِي أَمِيرَةً بَيْنَ النِّسَاءِ؟! وَكَيْفَ تَعْصِفُ هَكَذَا بِأَعْمَاقِي؟! فَهَلْ يُرْضِيكَ أَنْ أَتَشَظَّى, وَأَنْ أَتَبَعْثَرَ وَأَمْضِي وَرَاءَكَ,كَظِلٍّ هَارِبٍ مِنَ اللّيْلِ إِلَى مَطَالِعِ فَجْرٍ مُتَتَالِيَةٍ؟!...”...

    حَبِيبَتِي:

    طَائِرُ حَيَاةٍ, أَتَيْتُ عَلَى حِينِ وَمْضَةٍ, مِنْ رَحَمِ الأَيَّامِ, أَتَجَلَّى حَرَكَةَ فِعْلِ خَلْقٍ وَإِبْدَاعٍ, تَوْكِيدَ عَظَمَةٍ تَتَرَاءَى لِعَظَمَةِ الله فِي بَدِيعِ الصُّنْعِ, وَوِحْدَةِ الخَلْقِ... أَتَيْتُ قَدَراً, أَحْمِلُ كُلَّ مَعَالِمَ الحُبِّ وَالعِشْقِ فِي كَيْنُونَتِي, سَفِيرَ حَيَاةٍ, أَدْعُو كَارِزاً, هَادِياً وَمُبَشِّراً, لِقِيَامَةِ الإِنْسَانِيَّةِ, دِينَ حَيَاةٍ فِي رِضَى الله... أَتَمَوْسَقُ بَيْنَ القُلُوبِ والشِّغَافِ, وَأَخْفُقُ بَيْنَ النُّفُوسِ وَالرُّؤَى, وَأَرْفُلُ بَيْنَ العُيُونِ وَالأَهْدَابِ, وَأَخْطُرُ بَيْنَ الجَرْأَةِ وَالبَوْحِ, وَأَتَشَكَّلُ بَيْنَ الحُرُوفِ وَالكَلِمَاتِ, وَأَرْتَسِمُ بَيْنَ الشِّفَاهِ وَاللَّمَى, أَنْتَعِشُ إفْتِرَارَ إِبْتِسَامَةٍ عَلَى ثَغْرِ الجَمَألِ, أَتَوَامَضُ تَشَاغُفاً بَيْنَ حَنِينِ القُبُلاَتِ...

    أَتَيْتُ أَحْمِلُ فِي كَيْنُونَتِي كُلَّ طَهَارَةِ الفِكْرِ وَالقَوْلِ وَالعَمَلِ وَالأَحَاسِيسِ, أَتَيْتُ أَحْمِلُ كُلَّ الحُبِّ وَكُلَّ العِشْقِ دُونَ إِنْتِقَاصٍ, وَأَحْمِلُ كُلَّ عَظَائِمِ الأَخْلاَقِ الكَرِيمَةِ, وَكُلَّ أَنْوَاعِ السُّنْدُسِ وَالحَرَائِرِ الأَلْطَفَ وَالأَنْعَمَ... أَتَيْتُ مِنْ مُدُنٍ أُخْرَى غَيْرَ هَذِهِ المُدُنُ, لَيْسَتْ مِنْ مَنْظُومَةِ التَّارِيخِ وَلاَ الجُغْرَافِيَا, وَأَمْضِي فِي رِحَابِ الأَرْجَاءِ المُمْتَدَّةِ, أُقَدِّسُ مَا وَجَبَ التَّقْدِيسَ, وَأُطَهِّرُ مَا وَجَبَ التَّطْهِيرَ, وَأُغَيِّرُ مَا وَجَبَ التَّغْيِيرَ فِي أَقَانِيمِ المَدَارَاتِ... نَعَمْ حَبِيبَتِي المَعْشُوقَةُ قَدَراً فِي البُعْدِ, أَتَيْتُ مِنْ كُوَّةِ الأَقْدَارِ المَوَرَائِيَّةِ, أَمْتَطِي صَهَوَاتَ الغَمَامِ النَّاصِعِ البَيَاضِ, تَحْوطَنِي البُرُوقُ الوَامِضِةِ والرُّعُودُ القَاصِفَةِ, أَحْمِلُ سَيْفِي المَاضِيَ الحَدَّيْنِ بِيدٍ, وَيَرَاعِي الحَانِيَ البَوْحِ جَرْأَةً بِيدٍ أُخْرَى, وَأَحْمِلُ كُلَّ مَعَالِمِ ثَوْرَةَ الرَّفْضِ فِي رُوحِي الثَّائِرَةِ...

    أَتَيْتُ أَنَاجِي الحُبَّ وَالعِشْقِ فِي البُعْدِ, أُحَرِّضُ الحُبَّ وَالعِشْقِ فِي رُوحَكِ وَوِجْدَانَكِ وَقَلْبَكِ, وَأُلِبِسُكِ أَوْشِحَةَ الحَرِيرِ الدِّمَشْقِيِّ, وَأُتَوِّجُكِ أَمِيرَةً بِيْنَ النِّسَاءِ, يَا إِمْرَأَةً مِنْ حَوَّاءَ أَتَتْ, وَلَكِنَّهَا لاَ تُشْبِهُ النِّسَاءَ, إِلاَّ فِي التَّشْكِيلِ وَالتَّكْوِينِ... أَتَيْتُ قَدَراً بِلاَ مَوْعِدٍ وَبِلاَ إِسْتِئْذَانٍ, أُتَوِّجُكِ فِي الله حِبِيبَتِي, أَتَشَظَّى فِي رُوحَكِ وَأَتبَعْثَرُ, أَتَمَاذَجُ بِرُوحَكِ ذَوَبَاناً وَأَتَوَحَّدُ, وَأَمْضِي حَيْثُ تَمْضِينَ, وَلَسْتُ وَرَاءَكِ أَمْشِي, بَلْ تَمْشِينَ بِي وَبِكِ أَمْشِي, لَمْ وَلَنْ وَلاَ أَرْضَى إِلاَّ أَنْ أَكُونَ نَجْماً وَامِضاً فِي جَوْفِ اللَيْلِ, أُسَامِرُ العُشَّاقَ إِلَى مَطَالِعِ الفَجْرِ, فَأَنَا سِرُّ السِّرِّ هِلاَلاً فِي دُجَى اللَّيْلِ, أُلْهِمُ العُشَّاقِ البَوْحَ تَشَاغُفاً وَشَوْقاً فِي قَدَاسَةَ اللِّقَاءِ, وَأَنَا المُبَشِّرُ فَجْرَاً بِقُدُومِ الضَّوْءِ وَوِلاَدَةَ الحَيَاةِ بَالحُبِّ وَالعِشْقِ...

    حَبِيبَتِي المَعْشُوقَةُ قَدَراً, المُتَمَرِّدَةُ مُنْذُ وُلِدَتْ, تَقُودُ الفِعْلَ فِي ثَوْرَةِ الرَّفْضِ عَلَى كُلِّ الأَشْيَاءِ, الآتِيَةُ مِنْ حَيْثُ البُعْدُ النَّائِي المُوْغِلِ فِي البُعْدِ, تَحْمِلُ مَا أَحْمِلُ فِكْراً وَقَوْلاً وَعَملاً فِي قَنَاعَةِ الإِطْمِئْنَانِ, مُؤْمِنَةً بِالله وَشَرَائِعِ السَّمَاءِ, وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَأَوْلِيَائِهِ وَكُتُبِهِ وَاليَوْمِ الآخَرِ, صَادِقَةَ الوَعْدِ إِنْ وَعَدَتْ, وَاعِدَةَ العَهْدِ إِنْ عَاهَدَتْ, مُؤْتَمَنَةً فِي حَمْلِ الأَمَانَةِ, لِتَحْقِيقِ أَمَلِ الأَمَلِ فِي مَسَارَاتِ خَطِّ الخَطِّ...

    أَنَا يَا حَبِيبَتِي القَدَرِيَّةَ, طَائِرَ حَيَاةٍ مُتَحَرِّرٍ مُتَمَرِّدٍ ثَائِرٍ عَلَى كُلِّ الأَشْيَاءِ, أَتَجَلَّى فِي سَيَّالاَتِ الشَّمْسِ, عِنْدَ الإِشْرَاقِ مَعْ كُلِّ صَبَاحٍ, أَتَحَدَّى الشَّمْسَ, وَأُشَكِّلُ بِرِيشَتِي لَوْحَةَ الشَّفْقِ, وَأَحْتَرِقُ وَأَتَشَظَّى وَأَتَنَاثَرُ وَأَتَبَعْثَرُ رَمَاداً, وَأَتَسَاقَطُ أَرْضاً أَخْتَلِطُ فِي طُهْرِ التُّرِابِ... تَهْتَزُّ الأَرْضَ وَيَمِيدُ التُّرَابُ, فَأَنْبَثِقُ مَنْ قَلْبِ الرَّمَادِ فِي ثَرَى التُّرَابِ, وَأُوْلَدُ مُنْتَعِشاً بِالحَيَاةِ, أُحَلِّقُ طَائِرَ حَيَاةٍ, أَتَجَلَّى مُجَدَّداً أَتَحَدَّى الشَّمْسَ, أَرْسُمُ لَوْحَةَ الشَّفَقِ عِنْدَ الغُرُوبِ, وَأَحْتَرِقُ فِي سَيَّالاَتِ الشَّمْسِ, وَأَحْتَرِقُ وَأَتَشَظَّى وَأَتَنَاثَرُ وَأَتَبَعْثَرُ رَمَاداً, وَأَتَسَاقَطُ أَرْضاً أَخْتَلِطُ فِي طُهْرِ التُّرِابِ... وَتَهْتَزُّ الأَرْضَ مُجَدَّداً وَيَمِيدُ التُّرَابُ, فَأَنْبَثِقُ مَنْ قَلْبِ الرَّمَادِ فِي ثَرَى التُّرَابِ, وَأُوْلَدُ مُنْتَعِشاً بِالحَيَاةِ, أُحَلِّقُ طَائِرَ حَيَاةٍ, بِتَشْكِيلِ نِسْرٍ يَجُوبُ الفَضَاءَاتِ, أَنْتَظِرُ إِشْرَاقَةَ الهِلاَلِ بَعْدَ الغَسَقِ, فَأَنْسَابُ لأمْتَطِي الهِلاَلَ سَفِيَنَةَ نَجَاةٍ, يَمْخُرُ بِي عُبَابَ السَّمَاءِ فِي دُجَى اللَّيْلِ, أَتَرَقَّبُ إِشْرَاقَةَ نَجْمَةَ الصُّبْحِ فِي الأُفُقِ الشَّرِقِيِّ لِبِلاَدِي, لَمْ وَلَنْ وَلاَ أَرْضَى غَيْرَ الَّتِي وٍَسَمْتَهَا نَجْمَةِ الصُّبْحِ حَبِيبَتِي, تِلْكَ الطِّفْلَةِ المَرْيَمِيَّةِ المَلاّئِكِيَّةِ المَطَهَّرَةِ بِالإِيمَانِ, المَرْأَةَ الَّتِي أَتَتْ مِنْ حَوَّاءَ, وَلاَ تُشْبِهُهَا بَقِيَّةُ النِّسَاءِ, تِلْكَ الَّتِي تَوَّجْتُهَا فِي الله حَبِيبَتِي الرُّوحِيَّةَ, أَتَوَحَّدُ بِهَا حُبّاً وَتَتَوَحَّدُ بِي عِشْقاً, وَنُبْدِعُ خَلْقاً وَإِبْتِكَاراً نَثْراً وَشِعْراً وَحِوَاراً, وَنَتَبَادَلَ بِشَارَاتَ الحُبِّ وَالعِشْقِ, وَنَهِيمُ مَعاً فِي رِحَابِ الله, نَتَمَوْسَقُ بِالحُبِّ وَنَترَنَّم بِالعِشْقِ...

المواضيع المتشابهه

  1. عودةُ سيزيف (إلى جمال مرسي ثانيةً)
    بواسطة عبد القادر رابحي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 18-08-2009, 04:27 PM
  2. فاضل ليِّ ثانية وأموت
    بواسطة الشربينى خطاب في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 14-07-2007, 07:39 AM
  3. صباح الخير (43)المرأة ثانية!
    بواسطة ريمة الخاني في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 07-07-2006, 11:38 PM
  4. مع عمرو بن كلثوم / مقابلة ثانية
    بواسطة محمد إبراهيم الحريري في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 11-04-2006, 03:37 PM