أحدث المشاركات
صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 47

الموضوع: رحلةٌ ... في السّراب

  1. #1
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي رحلةٌ ... في السّراب

    ..

    رحلةٌ... في السّراب
    ..


    أَتيْتَ لِتمْضِيَ مِثْلَ سَرابٍ،
    لِمنْفىً بَعيدْ.

    وليْلٍ ثـقيلٍ، وكهْفٍ حَقيرٍ،
    وعُمْرٍ بِغيْرِ الضـِّـياءِ مَديدْ.

    لتُصْبِحَ غيْرَكَ.. ويْحَكَ،
    سوْفَ تَسيرُ بِذاتِ الطـَّريقِ القَديمِ،
    إِلى بَطْنِ وهْمٍ وراءَ التِّلالِ؛
    ستمْضِي هُنالِك دونَكَ..
    دونَ ابْتسامٍ بِوجْهِ الصَّباحِ،
    ودونَ البلابِلِ تشدو كَما قَدْ أَلِفْتَ؛
    هُناكَ الحِجارةُ تعْزِفُ لحْنَ الفِراقِ،
    وثغْرُ التـُّـرابِ يغنـِّي النـَّـشيدْ.

    ستحْملُـكَ الخُطُواتُ بَعيدًا؛
    لتدْنوَ مِنْ سِرِّ لغْزِ الحكايةِ،
    في درْبِ خوْفٍ،
    كثيرِ التَّرَقُبِ..
    درْبٍ غريبٍ بِلا طيْفِ ليلى
    ولا ماءَ فيهِ؛
    لِتصْبِحَ صِفرًا جديدًا كأَوّلِ صفرٍ،
    وتسْكنَ سطْرَ رِوايةِ ليْلٍ،
    وغُرْبةَ نفْسٍ، وبيْتَ ظلامٍ
    وعتْمٍ شديدْ.

    وترْكَبَ قهْرًا جَناحَ خَيالٍ،
    لدُنْيا خَيالٍ؛
    هُناكَ لدَيْكَ الفَراغُ كبيرٌ،
    ووقْتٌ كثيرٌ لتُحْصيَ كُلَّ النـُّجومِ،
    وأنتَ تُجالسُ نـَدمانَ ليْلكَ،
    مِنْ غيْرِ راحٍ،
    وقهوةُ صُبْحكَ، أَعْذبُ مِنْها
    شَرابُ الصـَّـديدْ.

    أَتيْتَ لِكَيْ يشْتَريكَ التُّرابُ بِبخْسٍ،
    وفي ذلِكَ البيْعِ قالَ أُولو العلْمِ قوْلًا عَجيبًا
    فأَنْصِتْ إِليهِمْ - ودونَ اكْتِئابٍ - :
    " فحتَّى تَدورَ الكَواكبُ حوْلَ الشـُّـموسِ "،
    كذلِكَ قالوا!
    " وَكَيْ يَسْتقيمَ التـَّـوازُنُ في الكوْنِ "
    تَقَرَّرَ أَنـَّـكَ لا بُـدَّ مِنْ
    أَنْ تَكونَ الفقيدْ.

    ولا بُـدَّ أَنْ تعْبُرَ الجِـسْرَ
    فوْقَ الدُّموعِ تعُدُّ الخُطى،
    وسيُنْكرُ ذاتُ الطَّـريقِ خُطاكَ،
    ويَنْسى الحَصى إذْ مَرَرْتَ عليهِ،
    وتَغْدو حَديثَ الصَّحيفةِ يوْمًا،
    وتُمْسي حُروفًا،
    يُحيكُ عـُراها عَيِيُّ لِسانٍ،
    كَما يشْتَهي هُوَ،
    لا مِثْلَما أَنتَ كُنتَ تُريدْ.

    ولوْ شِئْتَ أَنتَ فماذا ستَجْني؟
    وماذا سَينْفَعُ إِنْ كانَ نعْيُكَ
    قَدْ كتَبوهُ بِماءِ لُجَيْنٍ؟
    بربـِّـكَ قُـلْ لي: بماذا يُفيدْ؟

    شَبيهَ السَّرابِ،
    تَلاشى الزَّمانُ، وعهْدُكَ وَلَّى،
    فَلا تَعْتَبَنَّ عَلى ساعَةِ الوقْتِ إِنْ غادرَتْها
    ظِباءُ الدَّقائقِ، بحْثًا عَنِ العُشْبِ فِي وطَنٍ
    تَتسابقُ فِيهِ الغُيومُ؛
    لِتنْثُرَ قطْرَ النَّدى والمحَبَّةَ
    حوْلَ الورُودْ.


    فدُنياكَ أدْبَرَ فِيها النَّعيمُ،
    وأُسْقِطَ في يَدِ يوْمكَ هذا،
    وخصْمُكَ جيْشٌ عَديمُ السِّلاحِ،
    يفوقُكَ حزْمًا،
    يُصِرُّ على الانْتصارِ،
    تخفَّى وَراءَ الثَّواني،
    ويأْتي على ظهرِ فجأَتهِ بِثباتٍ،
    بِقوْلٍ صَريحٍ، ورأْسٍ عَنيدْ.

    فعِمْتَ ظَلامًا،
    وعَتْمُكَ داجٍ، ولَيْلُكَ مُنذُ السُّوَيْعَةِ ساجٍ،
    ويوْمُكَ هذا: كَثيرُ الحكايا،
    كثيرُ الزِّحامِ، وفيهِ التـَّسارعُ يرْسمُ خوْفًا،
    ويَفتحُ بابًا لِكُلِّ احتِمالٍ،
    لِذلكَ عِشْهُ، وخُذْ ما تُريدْ.

    تَقَدَّمْ،
    فذلِكَ آخِرُ عهْدِ البُطولةِ،
    ثُمَّ تَعالَ لِنشدوَ قهْرًا
    نشيدًا أَخيرًا - إِذا كانَ وقْتُكَ يَسْمحُ -
    قبْلَ غُروبكَ تحْتَ ثَرى وهْمِكَ الأَبَديِّ!
    فخُذْ نـايَ حُزْنكَ حتـَّى تُغنـِّـي،
    وغَـنِّ قليلًا، وغَنِّ كثيرًا،
    ظنَنْتَ بِأَنّ الأَنينَ سَيبْقى لِنايٍ رقيقٍ
    - كَما أَخْبَروكَ - !
    فخُضْتَ الحُروبَ، ولكِنْ،
    بِسيْفٍ كسيرٍ، وغمْدٍ شريدْ.

    ستعْرِفُ أَنـَّـكَ لا شيْءَ كُنْتَ،
    ولمْ تَبقَ نايٌ - كما قَدْ ظنَنْتَ -
    وخيلُكَ سوْفَ تملُّكَ يوْمًا، وتُلقيكَ أَرْضًا،
    فتفْقِدُ ذِكرى، وتُدْرِكُ أخْرى،
    ويَقْتربُ الفهْمُ مِنْ عَقْلكَ البَرْزخيِّ،
    وإِذْ ذاكَ ينْزِلُ فوْقَ البَصيرةِ
    غيْثُ الحَديدْ.

    تقدَّمْ فأَنْتَ زعيمُ الرِّوايةِ هذا المساء،
    ومِحْورُ كُلِّ الحوادِثِ أَنتَ،
    وأَنتَ السُّطورُ، وأَنتَ القصيدْ.

    وَهاؤُمْ كِتابَكَ؛
    فاقْرأْ وقلِّبْ بِنفسِكَ
    أوْراقَ عُمركَ كيْفَ تَشاءُ،
    وخُذْ مقْعدًا بيْنَ حَرِّ النَّهارِ،
    وقُرِّ الليالي ،
    تجُرُّ المَخاوِفَ خلفَكَ ظِلًّا،
    وقلبُكَ إذْ ذاكَ يبْلغُ بابَ الحناجِرِ،
    ثمَّ سَيهْوي إذا ما أُصيبَ
    بسهْمِ الوعيدْ .


    ستقْرأُ أَنـَّـكَ رُحْتَ، وجِئْتَ،
    وأنَّكَ يوْمًا قبَضْتَ، ويوْمًا بسَطْتَ،
    وفوْقَ الغُيومِ علَوْتَ .. علَوْتَ،
    وتحْتَ الحَضيضِ العميقِ هبَطْتَ،
    فهَلْ ما تَزالُ تُخابِطُ رأْسَ غُرورِكَ؟
    قلْ لي!
    أَلمْ تَـكُ يوْمًا عليكَ رقيبًا؟
    أَجِبْني ...!
    فإِنْ لمْ تُجِبْني؛ فإِنَّ سرابَكَ
    هذا المساءُ عليكَ شَهيدْ.

    فَيا قيْصرًا دُونَ عرْشٍ ومُلكٍ،
    وجيْشِ نِفاقٍ،
    ستلبِسُ ثوْبَ الرَّقيقِ صَغيرًا،
    وقَدْ تَتعرَّى،
    وقَدْ تَتمنّى ثِيابَ العبيدْ.

    وتهْجُرُ عيْناكَ كُلَّ اتـِّـساعٍ،
    وتُوطَنُ ضِيقًا،
    فهلْ أخْلفَ الخُلْدُ وعْدَكَ صُبْحًا،
    وخَانكَ مِثْلَ المَوالي؟
    وهَلْ خانَ خزْنَةَ مالِكَ
    ثَمَّ حِسابُ الرَّصيدْ؟

    عرفْتَ الحقيقةَ عِندَ بُلوغِ التَّراقي،
    وإِنَّكَ بعْدَ الهُنيْهَةِ راقٍ،
    وإِنَّ أمامكَ رحْلةَ صَمْتٍ وشَكٍّ،
    وللسَّفرِ المُسْتديمِ حَقيبةُ حُزْنٍ،
    فخُذْ ما تَبقَّى مِنَ الذِّكْرياتِ
    وبعْضِ التَّصاويرِ،
    حسْبُكَ هذا،
    فَفي عالَمِ البُعْدِ والرَّاحلينَ،
    لعلَّكَ تَحْتاجُ أجْنِحةً كَيْ تُسافِرَ
    عبْرَ الليالي إليْنا،
    سينْتظِرُ الليلُ علَّكَ تأْتي...
    فهَلْ سوْفَ تأْتي؟
    وهَلْ يا رَهينَ الغِيابِ
    بِيومٍ قَريبٍ إليْنا تَعودْ؟

    جَليسَ التُّرابِ، وَراءَ الحِجابِ،
    غزَوْتَ وفُزْتَ ونِلْتَ الغَنائِمَ،
    مَرحى..
    فأينَ المغانِمُ؟
    وَلَّتْ لِغيْرِكَ!
    وانْظُرْ ملِيًّا، فَذلِكَ خصْمُكَ
    يجْلسُ حوْلَكَ غيْرَ بَعيدْ.

    مكانـُـكَ أَصْبحَ في عَبَثِ الفقدِ،
    دونَ وقودٍ سِوى نارِ شوْقٍ
    لصوْتِ العَصافيرِ عنْدَ الصـَّباحِ
    تُنادي مَصابيحَ فجْرِ النـَّهارِ
    ليفْرشَ فوْقَ ستائِرِ بيْتِكَ ثوْبَ الضِّياءِ؛
    فأَيْنَ السَّتائِرُ تلْهو صَباحًا؟
    وتِلكَ النَّوافِذُ؟!
    أَيْنَ النَّسيمُ بِصوْتٍ خَريدْ؟!

    ألا ليْتَ شِعْرِكَ، لوْ كُنْتَ تعلَمُ
    أَنَّ فتيلَ السِّراجِ يُساوي كُنوزًا،
    لكُنْتَ احْتَفظْتَ بِبعْضِ الكُنوزِ،
    لِتُشْعلَ شمْعةَ أُنْسٍ،
    إذا ما جُفونُك ألقَتْ عَليكَ
    رِداءَ الظَّلامِ السَّميكِ العتيدْ .

    هنالِكَ في عتْمةِ الخوفِ
    حتْمًا تَضيعُ العُهودُ،
    ويُنْكرُ خِلٌّ خليلَ الحياةِ؛
    هُناكَ ستسْلو المَشيبَ، وتسْلو
    غُرورَ الشَّبابِ، وعهْدَ الطُّفولةِ
    ثمَّ ستنْسى سِنِيَّ الرَّضاعِ،
    وينْساكَ ثَمَّ سَريرٌ وثوْبٌ؛
    فلَهْفي عَليكَ !
    وآآآآآآآهٍ، وآآآآآهٍ!
    أتيْتَ وَحيدًا،
    وتمْضي كَطيْفٍ غَريبٍ وَحيدْ.

    ولنْ تَستطيعَ قِراءَةَ حظِّكَ هذا المَساءُ،
    فَفي عتْمةِ الليلِ يغدو التَّصَفُّحُ صعْبًا،
    وحتَّى السُّطورُ ستفْقِدُ كُلَّ الحُروفِ عليها،
    إذا غابَتِ الشَّمسُ خلْفَ النَّهارِ،
    ونامَ اليَبابُ، وغَشَّى النـُّعاسُ
    جُفونَ الصَّعيدْ.

    فقُلْ لي بِربِّكَ، يا آدَميُّ،
    أَذلِكَ أصْبحَ عُنوانَ بيْتكَ ..؟
    قُلْ لي !!
    أَجِبْني: لِكَيْ لا تَضيعَ الرَّسائِلُ مِنــّــا،
    وأَجْرُ التـِّلاوَةِ في رمضانَ،
    وورْدُ التَّهانِيَ في كلِّ عِيدٍ ،
    أَجبْني إذا ما أَتاكَ البَريدْ!

    تُراكَ سترْقبُ عُرْسَ هِلالِكَ
    في ليْلِ عِيدٍ؛
    أَظُنُّ الهِلالَ سيَنْكثُ كُلَّ الوعودِ،
    ولنْ يُرْسِلَ النُّورَ فوْقَ الحُقولِ
    التي قَدْ تعرَّتْ،
    وأضْحى التـَّـعرَّي ضَرورةَ عهْدٍ
    فَبيعَتْ كثوْبٍ بِسعْرٍ زهيدْ.

    غريبَ الدِّيارِ،
    ترجَّلْ لِتنْفُضَ عنْكَ الغُبارَ
    ووعْثاءَ درْبِكَ، ثُمَّ تبوَّأْ مكانَكَ،
    واسْتَفْتِ أضْغاثَ قلبِكَ قبْلَ النَّوازِلِ
    تَعْرُكُ حلْمَكَ،
    ولا تَكُ في مِرْيةٍ مِنْ هَزيمةِ كُلِّ الصُّخورِ
    أَمامَ مطارِقِ موْجِ البِحارِ،
    ولا تأْسَفنَّ على مرْكبٍ في دُجاهُ تهاوى،
    ولا تبْكِيَنَّ الشِّباكَ إذا التَهَمتْها
    صِغارُ الطـَّحالِبِ؛
    أقْصِرْ، وكفْكِفْ حَريقًا تَرقْرَقَ
    مِنْ عيْنِ قهْرِكَ،
    إنْ شَبَّ سَوْفَ يُذيبُ
    جَليدَ الجليدْ.

    أراكَ ذُهلْتَ،
    وأطْرقْتَ صمْتًا ..
    كأنَّ الذّهولَ يَسيرُ بِظِلِّ الحقيقةِ دوْمًا،
    تحدَّثْ قليلاً وقُلْ أَيَّ شيْءٍ!
    أَما كُنْتَ تغْضَبُ إِنْ كانَ ينْقُصُ
    فِنْجانَ شايِكَ شيْءٌ قليلٌ مِنَ السُّكـَّـرِ الحُلوِ؟
    أوْ كانَ شيْئًا قليلا يَزيدْ؟

    وكُنْتَ تَمورُ، وكُنْتَ تَموجُ
    وتبْلغُ أعْلى الجِبالِ انْفِعالًا،
    وتجْلبُ ظُلمًا عليها بِرَجْلِكَ،
    تزْأَرُ،
    تصْهلُ،
    ترْكبُ صهْوَ جُنونِكَ نَحوَ السَّماءِ،
    تَخوضُ البِحارَ كَجِنٍّ مَريدْ!

    أَراكَ صَمَتَّ!
    فهَلْ غادَرَ الشُّعراءُ قلْبَ القَوافي،
    وجَفْنَ الحِسانِ، وعِشْقَ الدِّيارِ؟
    أَغادَرتِ الفاتِناتُ سُطورَ القَصائِدِ؟
    قُلْ لي: وهَلْ قطَّعَ البوْنُ
    حبْلَ الوَريدْ؟

    فماذا تَقولُ، أما زِلْتَ تذْكُرُ أحْداقَ ليلى،
    وتِلكَ الليالي، وطرْفًا جَميلًا،
    ووجْهًا كبدْرٍ يُضيءُ السَّماءَ؟
    وثَغْرًا يَزيدُ الحُروفَ اشْتِعالًا،
    وشَـعْرًا يُغازلُ شيْطانَ شِـعْرِكَ؟
    آآآآآآهٍ!
    وفرْشًا تَراءَى كَموْجٍ رقيقٍ،
    يُراقِصُ كُلَّ المراكبِ حُبًّا
    إذا مالَ خصْرٌ؛
    تَراهُ يَميدْ.

    أما زلْتَ تذْكرُ؟
    كيفَ ستذْكرُ؛ والعِيرُ سارَتْ بِركْبِكَ
    خلْفَ التِّـلالِ البعيدةِ؟!
    خلْفَ مُروجٍ مِنَ الشَّوْكِ،
    تمْشي سَريعًا، تُثيرُ الغُبارَ، ليُعْلَنَ في الــنَّاسِ
    قُرْبُ نِهايةِ أُمِّ المعارِكِ
    ثمَّ يُنادى خُذوهُ أسيرًا..
    فتهْرُبُ كُلُّ القبائِلِ خوْفًا،
    وتَهْوي الحُصونُ أمامَ الجُنودْ.

    أراكَ تَخونكَ كُلُّ الطـِّـباعِ،
    كَما الحِسُّ خانَكَ، والشـِّعْرُ حتَّى،
    وكُلُّ القوافي، وأَحْداقُ ليلى
    التي ما أَتمـَّـتْ لِيوميْنِ عِدَّةَ حُبِّكَ؛
    فانْظرْ تَراها تُهيـِّـئُ كلَّ الأَرائِكِ
    فرْشًا مُريحًا لقيْسٍ جَديدْ!

    ستذْرِفُ بعْضَ الدُّموعِ عليكَ،
    لتُثْبِتَ أَنَّ هَواها جَديرٌ بِكُلِّ احْترامٍ،
    فيطْبَعُ قيْسٌ - هذا الجَديدُ -
    عَلى الخَدِّ قُبْلةَ عطْفٍ
    يُخفِّفُ فيها مَواجعَ ليلى،
    فتَبْكيكَ أكثرَ بيْنَ يَديْهِ، فيطَبْعُ أُخْرى،
    فَتصْرُخُ ليْــــلاكَ هَلْ مِنْ مَزيدْ!

    وأَنْتَ هُناكَ،
    تـُفتـِّـشُ عَنْ كسْرِ خُبزٍ..
    فتسمعُ صوْتَكَ يأْتيكَ همْسًا ..
    يُخيِّـبُ ظنـَّكَ،
    يسْأَلُ دونَ جَوابٍ مِنْكَ،
    يقولُ :
    " - تُفتـِّـشُ عنْكَ ؟! "
    فتذْكـُرُ أَنـَّـكَ كُنْتَ أَتيْتَ، لِتغْدوَ طَعامًا
    لِضرْسٍ أَكولٍ، وأَنَّكَ خُبْزٌ لِهذا المَساءِ،
    وأَنَّكَ أَنْتَ لذيذُ الثَّريدْ.

    وأَنَّكَ كُنْتَ أَتَيْتَ،
    ليأْكلَكَ الكهْفُ عامًا طويـــــلًا،
    ويتْرُكَ جزْءًا دليلَ افْتِراسٍ،
    لِيُثْبِتَ أَنـَّـكَ لا شيْءَ كُنْتَ؛
    تمامًا كَما أَمْسَتِ النـَّـايُ، صِرْتُمْ سَواءً،
    هَباءً .. هَباءً..
    فتَضْحكُ مِنْ سُخْرياتٍ تَوالتْ عَليكَ..
    وتَبْكـــــــــي ..
    وتَبْكـــــــــــــــي .. وتَبْكي ..!
    وتَكْتُبُ فِيكَ قَصيدةَ حُزنٍ، وتَسْألُ أَيْنَ المِدادُ؟
    وأَيْنَ اليراعُ، ودفْترُ شِعْرِكَ؟َ
    تصْرُخُ في وجْهِكَ البَرْزخيِّ ..
    يُجيبُكَ صمْتُ المكانِ، كَرعْدٍ بِصوْتٍ
    عَنيفٍ، قَويٍّ شَديدْ .

    " - تَريَّثْ ..
    لِتُدْرِكَ بعْضَ الحَقيقةِ ،
    وانْظرْ تَراكَ
    جَناحَ بعوضَةِ ماضٍ تلاشى ،
    وقَدْ أخْبَروكَ ..
    أَتْذْكُرُ؟َ!
    وَيْحكَ ..
    (ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحيدْ) ".

    وَلكِنَّ طبْعَكَ يغْلبُ روْعَكَ - يا آدميُّ -
    فتسْأَلُ أَلْفَ سُؤَالٍ،
    لِماذا؟
    وماذا؟ وكيْفَ؟ وأَيْنَ؟
    وبرْدُ الصَّقيعِ يضُمُّكَ قهْرًا
    لصدْرٍ غَليظٍ، وصَخْرٍ بليدْ.

    يُغيظُكَ قُبْحُ التُّرابِ،
    وفي سَدَفِ الليلِ يعْلو الحنينُ
    لِصوْتِ العَصافيرِ خلْفَ النَّوافِذِ،
    في كُلِّ صُبْحٍ،
    وحوْلكَ لا شيْءَ إلّا
    سُكونٌ، وبرْدٌ، وأَذْرعُ عتْمٍ،
    تُشكِّلُ ثالوثَ عهْدٍ جديدْ.

    وذَرٌّ جُفاةٌ يُبلْبِلُ طبْعَ الهُدوءِ بِهمسٍ
    يُؤَكِّدُ قُربَ احتدامِ الوَطيسِ؛
    وعيْناكَ ترْقُبُ سيْرَ الجُنودْ.

    أَمامكَ جنْدٌ، وخلْفكَ سَدٌّ
    يَسوقُ الوقاحَةَ،
    يغْرِسُ فيكَ مَخالبَ شتَّى،
    يُحطِّمُ كُلَّ قُصورِ الأَماني،
    يُبعْثرُ حُلمَكَ،
    يخْنُقُ صوْتَ بلابِلِ فجْرِكَ،
    يغْدو بغيْرِ صَداهُ، فيَهْوي
    بِوادٍ سَحيقٍ، وفَجٍّ بَعيدْ.

    جِدارُكَ هذا جِدارٌ ثقيلٌ،
    سَلَتْهُ الظِّلالُ،
    غَليظٌ، كثيفٌ، أَصَمُّ ، كَفيفٌ،
    وكِلْتا يَديْهِ تُريدانِ صيْدَكَ،
    فاحذرْ!
    يَـدٌّ تسْتَعِدُّ لِرَمْيِ الشِّباكِ،
    وأُخْرى لِشَدِّ وِثاقِ القيودْ.

    - " تَمهَّلْ ..
    كأَنَّكَ تحْلمُ "
    تقولُ لنفْسِكَ
    - " مهْـــــــلًا .." ،
    كأَنَّ دُخانًا جميلًا تفشَّى،
    تحوَّلَ طيْرًا رقيقًا مُحِبًّا،
    يُشابِهُ أَمَّكَ إِذْ كُنْتَ طِفْلًا،
    يسُرُّكَ مَدَّ بَصيرةِ ظنِّكَ،
    يبْدو بِحجْمَ رَجائِكَ،
    يضْربُ وجْهَ الظَّلامِ بِكَفِّ جَناحٍ،
    ويدْعو لِتنْزِلَ مائِدَةُ النِّورِ بيْنَ يديْكَ؛
    فيضْحَكُ سِنُّ هِلالِ سَمائِكَ،
    تفْرَحُ أَنتَ، وتضْحَكُ، ترْقُصُ،
    تمْسَحُ دمْعَ عُيونِكَ، تهذي ..
    تناديكَ ..
    " - مهــْـــــــــلًا .. " تقولُ ..
    كأَنَّك تسْمعُ نايَ نُجومِكَ
    تَعْزِفُ لحْنًا جَديدًا
    لِفَجْرٍ مُنيرٍ، وعيدٍ سَعيدْ.

    وفي زحْمَةِ الفرْحِ،
    تسْمعُ صوْتًا وَراءَ الضَّبابِ،
    قَريبًا، بَعيدًا،
    رَقيقًا كخَيْطٍ يُزاحِمُ سَمَّ الخِياطِ،
    يُردِّدُ خلْفَ الجـِدارِ حَديثـًا قَديمًا....
    يَقولُ :
    " - سَرابًا غَدوْتَ..!
    كأَنـَّـكَ ما كُنْتَ يوْمًا .. وَداعًا!
    أَراكَ هُناكَ قَريبًا .. وَراءَ الضَّبابِ،
    وَخلْفَ جِدارٍ غَليظٍ كهذا ..!
    سَلامٌ عليكَ وأَلْفُ سَلامٍ،
    على الحُلْمِ يوْمَ أَتيْتَ..
    ويوْمَ مضَيْتَ..
    ويوْمَ سَيأْتيكَ فجْرٌ جَديدْ ".

    ..
    .
    بقلم :
    م . رفعت زيتون
    3 \ 7 \ 2011

    (شكر خاص للأديبة الكبيرة كاملة بدارنة على ملاحظاتها القيّمة )

    .
    التعديل الأخير تم بواسطة رفعت زيتون ; 04-07-2011 الساعة 01:45 AM

  2. #2
    الصورة الرمزية خالد الجريوي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Sep 2010
    المشاركات : 1,330
    المواضيع : 83
    الردود : 1330
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    مهندسنا الكبير
    وأديبنا الكبير
    حمدا لله على سلامتك
    ...
    صدقت
    فقد أوفيت
    وشرحت من كل الجوانب

    وهذا المقطع
    فَيا قيْصرًا دُونَ عرْشٍ ومُلكٍ،
    وجيْشِ نِفاقٍ،
    ستلبِسُ ثوْبَ الرَّقيقِ صَغيرًا،
    وقَدْ تَتعرَّى،
    وقَدْ تَتمنّى ثِيابَ العبيدْ.

    وتهْجُرُ عيْناكَ كُلَّ اتـِّـساعٍ،
    وتُوطَنُ ضِيقًا،
    فهلْ أخْلفَ الخُلْدُ وعْدَكَ صُبْحًا،
    وخَانكَ مِثْلَ المَوالي؟
    وهَلْ خانَ خزْنَةَ مالِكَ
    ثَمَّ حِسابُ الرَّصيدْ؟


    من أروع ما قرأت

    حفظ الله قلبك أخي
    كن بخير دائما

  3. #3
    الصورة الرمزية وضحة غوانمة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 731
    المواضيع : 32
    الردود : 731
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي مرور أول للتحية


    ما تمنيتُ أن يسبقني أحد في مصافحة هذا البحر من الجمال

    مرور أوّل وحجز مقعد، ولي عودة بما يليق..

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    .
    ...
    جهة خامسة..
    ...
    التعديل الأخير تم بواسطة رفعت زيتون ; 11-07-2011 الساعة 02:30 PM سبب آخر: دخول بالخطأ .. كتبت ردي في صفحة التحرير

  4. #4
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    رحلة... في السّراب
    رحلة في درب ذلك المجهول الذي حار في كنهه، وفكّ رموزه البسطاء والعلماء والحكماء...
    إنّها رحلة الفرد وحيدا، مجرّدا من كلّ ما كان في الدّنيا التي يغادرها ضعيفا " ستمضي هنالك دونك – دون ابتسام... ودون البلابل) وإلى أين؟ ... إلى " ثغر التّراب" والنّشيد الذي ينشده... ويا له من نشيد!
    رحلة تبدأ بأولى الخطوات في طريق المغادرة إلى البعيد، بوصف رائع؛ رغم ما يعتري القلب من رجيف وخفقان أثناء القراءة؛ ليذكّره بتوقّف هذا النّبض يوما ما، حين يصبح "صفرا جديدا"، وينساه كلّ شيء، ويدبر عنه... ولا ينفعه النّعي وإن كتب "بماء لجين"!
    ولن يبقى أنين نايه، ولا النّاي... ولا يجديه وقت عرض الكتاب الذي يعرض عليه كلّ صغيرة وكبيرة... والذي عرضه شاعرنا بأسلوب رائع - رغم ما نشعر به من الرّوع والرّهبة – ويذكّرنا بتلك اللحظة، وعظمها ووقارها...
    وما أجمل ما جاء من صور الذّكرى الحياتيّة، التي لا تجدي نفعا في هذا الموقف، حين لا يجد شمعة أنس تؤنس ظلام وحدته التي قبع فيها... حتّى ليلاه لا تنفعه ذكراها؛ لأنّها لم تعد له!
    والأنكى من ذلك، حقيقته التي يراها جناح بعوضة ماض انتهى...
    يا لهذه الحكمة، وتفاهة الإنسان وحياته! خاصّة، بعد أن لا يبقى حوله سوى ثالوث عهد جديد من" سكون وبرد وأذرع عتم" ... وليت السّكون يبقى؛ بل يبلبله الذّر بهمسه!
    أوّاه! ... صورة تقطّع القلب خوفا، وربّما تعجّل المنيّة لمن لا يحتمل، أو لا يتخيّل هذا .. لكنّها أدبيّا صورة رائعة.. الذّرّ الذي لا نعيره اهتماما لصغره له دور عظيم!
    بعد كثافة الصّور المنذرة، والمرعبة يظهر شريط مخفّف حدّة الموقف... الحلم بالدّخان الذي تحوّل طيرا برقّة الأمّ وهو طفل، يضرب بجناحه الظّلام؛ داعيا نزول مائدة من نور تأتي بالبهجة... لكنّها، لا تطول حيث يسمع الصّوت المخاطب والمذكّر بأنّه غدا سرابا... وكأنّه ما كان... والسّلام على كلّ شيء... إنّها النّهاية الحتميّة ... إنّه الموت!
    للّه درّك شاعرنا الكبير الأخ رفعت على هذا الدّيوان الشّعريّ الفلسفيّ الذي عرض فلسفة الحياة والموت؛ مثبتا صفريّة الحياة الدّنيويّة ، حيث يغدو الإنسان سرابا، مخلّفا كلّ شيء وراءه!
    إنّها رحلة سرت في دربها ، وأمامي شريط سينمائيّ يذكّرني بأمور كثيرة... عشت من خلاله مدّا وجزرا في الفكر والعاطفة إلى أن رسوت على شاطئ عبثيّة الدّنيا الفانية، وخلود حياة البقاء الموعودين بها... وأرجو ألّا يكون أملنا جميعنا سرابا بل سلاما ...
    شكرا لهذا الإبداع ولصاحبه
    تقديري وتحيّتي

  5. #5
    الصورة الرمزية نبيل أحمد زيدان شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2010
    المشاركات : 1,860
    المواضيع : 75
    الردود : 1860
    المعدل اليومي : 0.37

    افتراضي

    الأخ الفاضل رفعت زيتون الموقر
    وقفت على أبوابك أتأمل روعة الحرف
    في مسيرة الإنسان عبر الوجود ولأول مرة
    لا أتململ من قصيدة طويلة كانت كل صورة
    تقلني إلى أخرى بلا شعور وكأني جزء من القصيد
    وأنا كذلك فانتهت من التجريد للتعميم لتكون
    بحرفها ومعناها ومبناها درة ولها أن
    يكللها التثبيت استحقاق
    دمت بحفظ الله ورعايته

  6. #6
    الصورة الرمزية د. مختار محرم شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2011
    الدولة : في بيتٍ ما
    المشاركات : 3,219
    المواضيع : 139
    الردود : 3219
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    يا الله
    ما كل هذا البهاء يا مهندس الشعر!
    ديوان جميل في قصيدة
    لا يمكنني استحضار ذاتي الآن
    يستحق هذا النص البقاء أطول والعودة مرات
    وسأعود..
    محبتي

  7. #7
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    إييييييييه

    كأنها رسالة بميزان الشعرو رونق الأدب ، رسالة فيها من الطهر و الأصالة و اليقين

    ما يجعلها تذكرة تقع في القلب دونما استئذان .

    كنتُ و أنا أقرأ تصغر الدنيا في عيني كلما كبُرت القصيدة و زِدت في سطورها

    توغلا ،،فما الدنيا لنغتر بها ؟؟؟

    ما أجمل ما أبدعت لنا قريحتك ، و ما أبدع ما صففت لنا من جواهر .

    الأخ الشاعر رفعت زيتون ،

    بورك الإبداع و دمت و صفاء روحك .
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  8. #8
    الصورة الرمزية زهراء المقدسية أديبة
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    المشاركات : 4,596
    المواضيع : 216
    الردود : 4596
    المعدل اليومي : 0.85

    افتراضي

    قرأتها أمس ليلا وقت نشرها
    خشيت أن أبخسها حقها بقراءة سريعة ورد مجامل سريع
    لتغدو لحظتي معها جزءا من ذاك السراب في حياة الإنسان

    في بعض مقاطع القصيدة أبكيتنا أيها الشاعر
    ونحن نعيش عبر قصيدتك الرحلة الحلم والسراب

    لا كلمات تنقذ ولا عبارات توجز

    قصيدة من المعلقات أبدعت وأجدت
    بوركت وبورك هذا النبض
    ـــــــــــــــــ
    اقرؤوني فكراً لا حرفاً...

  9. #9
    الصورة الرمزية سهى رشدان شاعرة
    تاريخ التسجيل : Feb 2009
    العمر : 32
    المشاركات : 2,118
    المواضيع : 74
    الردود : 2118
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    قرأتها ........وأقول لك رائعه جداجدا
    من اروع ما قرأت في ليلتي هذه ......
    أحييّك على هذا الجمال الذي لن يفوقه جمال
    انت قدير حقّاً وحضورك مميّزٌ جدا
    أدهشتني بروعة صورها وحروفها المرصعه بجواهر الابداع
    تحياتي لك وكل تقديري وسلامي الحار
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.70

    افتراضي

    آآآآآآآآآه ثم آآآه

    منذ الأمس وانا اقرأ واعيد القراءة وأقول لعيلا أعود

    ولكنني أعود لممارسة طقوس أو استرجاع ما تعلمناه ولكن بصورة مختلفة

    فالحديث الإخباري لا يرقى الى الشعر الذي يصور الحالة ويتخلل القلبوالروح

    فتتجاوب معهما العين وتدمع على حال نحن نعيشس

    أخي الحبيب ... رفعت

    أي طارق وطاريء وقف على عتباتك واخذك الى هناك لترسم الحدث بصورته

    الشعرية هذه ؟؟
    واعجب كيف استطعت ان تتابع ذلك فما عرضت يهز الأبدان ويثير خلايا الجسد

    نعم نحن تعلمناه من الكتب ومن مدرسينا وشيوخنا ولكن ذلك لم يصل الى ما يصله الشعر

    كنا معك وحتى حينما غادرنا بقيت هناك بعض نفس تتأمل وترسل للعين اشارات

    شكرا لك

صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رحلة السراب
    بواسطة عبدالحكم مندور في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 16-08-2022, 12:24 PM
  2. مدينة السراب
    بواسطة سعد بن ثقل العجمي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 09-05-2007, 07:19 PM
  3. ( مملكة السراب )
    بواسطة عماد أبو لطيف في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-04-2007, 07:52 PM
  4. ليس لدى السراب سوى البريق
    بواسطة عارف عاصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 31-01-2007, 07:19 PM
  5. حـــــــدود كحدود السراب !!!
    بواسطة الهجريّ في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 29-12-2003, 10:44 PM