ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
استمتعت حقيقة بتعليقكم أستاذنا الفاضل محمد البياسي
وأحترم كل ما سقته من أدلة وحجج لتعضيد وجهة نظرك
ولكن أولا : هل تخالفني الرأي أيضا عندما قلت أن لهذا البيت
صلة وثيقة بسابقه وارتباط أكيد ؟؟؟
ثانيا : أرى أنه قد اتفق بعض رأي ورأيك في قولك
أنت ترين أن هذا البيت فيه من البلاغة الكثير ,
وأنا أرى أنه من الأبيات الضعيفة بلاغياً في هذه القصيدة
اتفقت معي أن بالبيت بلاغة أنا أراها كثيرة وسيادتكم يراها قليلة
فلا داعي لقولكم : " أنا أخالفك الرأي تماماً يا سيدتي الفاضلة "
"تماماً " هذه أراها غير مناسبة في موقعها لأنها تنفي بعض اتفاقكم معي
ثالثاً : جميل كل ماذكرته من أدلة معجمية عن القوس والسهم
والرمي والتمزيق من لسان العرب وغيره
ولكن شاعرنا الكبير : لو نحن أخذنا المفردة وحدها
و" سلخناها " من سياقها لِنُعَرِّفَهَا معجميا ونورد ما جاء
بشأنها تراثياًفستفقد بلا شك دلالاتها البلاغية في سياقها
الشعر- كما عرفناه وعرفه الكثيرون - للشعور الجانب الأكبر في إبداعه
وما اللفظة إلا وعاء للفكر ولم تُعرف في يومٍ أنها وعاء المشاعر
.. فكم من مشاعر تنقل أحيانا بدون ألفاظ
فمثلا لو أخذنا بيت عنترة بن شداد حين قال :
خُلقتُ من الحديد أشد قلباً = وقد بلي الحديدُ وما بليتُ
نقول فيه إذن على طريقتكم أستاذنا الفاضل الفعل
" خُلقت " غير صحيح وليس به أي بلاغة لأن القلوب
مخلوقة من دم ولحم وليس من حديد ؟؟؟
ثم قوله " مابليت " لا يمكن قبولها لأنها تعني " رثَّ وفني "
وكيف يثبت عنترة لنفسه ولنا أنه لن يرثَّ ولن يبلى ويفنى ؟؟؟؟
بعد مزيد من الاعتذار شاعرنا المبدع وناقدنا الأريب محمد البياسي
خامسا :ً من وجهة نظري أرى ألا ننسى أن الشاعر وهو يبدع قصيدته
لا يضع أمامه المعجم لينقل منه ألفاظ قصيدته الشعرية
المتحكم فيه قبل كل شيءٍ هو مشاعره التي يكون لها الدور الأكبر
في تخير ألفاظه معتمدا في كثير من الأحيان على الإيحاء
( وسيادتكم شاعرٌ مبدع وتعلم ذلك جيدا ) فلا يجب أن نقف
عند الألفاظ بمعناها المعجمي بل نتجاوز ( بعض الشيء )
إلى ماتوحي به من بلاغة فهل لا يمكن أن نقول بقوسٍ كل
البلاء رماني مجاز .. كما ذكر بعض الأخوة سالفاً
كما أن القوس في تعريف " المعجم الوجيز "
وهو من المعاجم الحديثة ( ولكن يؤخذ به )
آلة على هيئة هلال ترمى بها السهام ( بنص المعجم )
ولم يقل ترمى عنها السهام
وعن الفعل " رمى " ورد بالمصدر نفسه بالنص
( رمي الشيء – وبه من يده رميا ورماية ألقاه وقذفه وفي المثل
: ربَّ رمية من غير رام . والمرمى ماتُرمى إليه السهام ونحوها
.. وعلى هذا فقول الشاعر ( بقوس كل البلايا رماني =
ففؤادي قد مزقته السهامُ ) صحيحٌ لفظا ومعنى وبه من البلاغة الكثير
لما أسلفته من رأي في تعليقي الأول
سادساً : عن لفظة " مزقته " صوابٌ رأيكم أن السهام لا تمزق
من ترميه ولكن تستقر داخله فقط
( تستقرُّ هكذا ولا شيء لأثر استقرارها هذا ... أليست مقذوفاً
سيدي الفاضل .. ومقذوفٌ يُميتُ أحياناً )!!!!!
( أرانا والله سنضطر لأخذ رأي الإدارة الجنائية في ذلك هههههههههههه )
ألا تمزق هذه السهام القليل حتى من أنسجة القلب لو نفذت واستقرَّت به!!!
سابعاً :وفي لسان العرب : التَّمْزيقُ التخريق والتقطيع صوابٌ
بلاشك قولكم هذا ولكن أين نحن من قوله تعالى
" مزقهم كل ممزق و شر ممزق " هل يوحي بالتخريق
والتقطيع حرفياً وفقط ؟؟؟
ألا يوحي أيضا بمعانٍ أخرى كا لتشتيت والتفريق ..
وإن كنت لا أحبذ كثيرا مقارنة لفظة لشاعر بلفظة قرآنية
لأن للقرآن خاصيته لفظاً ومعنىً وإيحاء ناهيك عن قدسيته
هذا وأرجو ألا أكون قد أطلت عليكم إخواني وأخواني وأنتم دوما
على صواب مادامت الحجة معكم
" وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت ....
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب "
ولازلت أذكر أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية أبدا
ولكل من أدلى بدلوه هنا عاطر التحية ووافر التقدير
ودوما بانتظار هطول غيث نقدكم المجدي لكل المرتادين
تلك الصفحات القيمة
ولكم عاطر التحية وخالص التقدير
سكينة جوهر