أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: الأسطورة .. المصادر والمنابع

  1. #1
    الصورة الرمزية عمار زعبل الزريقي قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2011
    العمر : 42
    المشاركات : 49
    المواضيع : 22
    الردود : 49
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي الأسطورة .. المصادر والمنابع

    الأسطورة .. المصادر والمنابع في الشعر اليمني المعاصر
    عمار زعبل الزريقي

    الأسطورة (myth) هي كلمة توحي بالامتداد عبر المكان ، وعبر الزمان، توحي بالعطاء المجنح للعقل الإنساني وللوجدان الإنساني أيضاً، على اعتبار أنها أي الاسطورة محاولة الانسان الأول في تفسير الكون تفسيراً قولياً، بل هو من يعتبر الأسطورة أنها دين بدائي ناتج عن اسطورة التعليل فمثلاً تتحول القوة فيها إلى رمز مجسد تخلع عليه صفات الانسان أو الابطال الخرافيين فهي تصور خاص للوجود تجسده المعطيات الثقافية لأمة ما ولهذه الثقافة من خصائص.. لذا يبدو أنه في غياب الحقيقة تحضر الأساطير لتفسر بهاالشعوب ما ينزل بها، ولتنفس من خلاله تنفساً بعضه روحي وبعضه بطولي وبعضه تاريخي، وبعضه فني والمرجح أن يكون هذا التفسير وهذا التنفس حصيلة تجارب حضارية متعددة ومتنوعة فيها ملامح من نوع تفكير هذه التجارب الحضارية وتأملها لذا نتبين أن طبيعة العلاقة بين الفن والأسطورة قديمة، فشكلت الأساطير مصدر إلهام للفنان والشاعر، وهناك الكثير من الأعمال الفنية والشعرية،ماهي إلا صياغة جديدة لأسطورة من الأساطير القديمة لذا في العصر الحديث صارت الأساطير بمختلف أنواعها مصدراً خصباً للأدب شعراً ونثراً، بل ربما نجده تياراً أو منهجاً واضحاً، وغدت للأسطورة وتوظيفها أهمية في الأدب والفن، وذلك عندما تكون الأسطورة عملية خلق وابداع للطاقات الرمزية والإيمائية التي يبتكر الخيال الإنساني من خلالها صور الفن، قبل أن تكون عملية محاكاة نصية هدفها مجاراة الآخرين بطريقة استعراضية معرفية.
    وعندما تصل التجربة الشعورية الإنسانية إلى ذروة معاناتها، وتتوحد الذات بالعالم والصيرورة التاريخية والحضارية تولد الأسطورة فهي اذاً تستخدم على سبيل الرمز والرموز نفسها كانت بمثابة الممهد العضوي للأسطورة ، فكانت تلك الكثرة من استخدام الأسطورة في الشعر العالمي، ثم في الشعر العربي نتيجة لذلك الحنين الشعري إلى الأسطورة القديمة التي ينبعث أو يتولد منهاالشعر الحديث.
    وعندما نأتي نستقرئ الشعر اليمني المعاصر، باحثين عن الأسطورة ومصادرها فنرى الأساطير اليمنية أولاً لأن اليمن بلاد ذات أساطير ، ثم الأساطير العربية والتراثية ، وهي أيضاً الأساطير العالمية لها مكان كبير في الشعر اليمني، أتى بها الشاعر اليمني في توظيفه كمعادل موضوعي فيها الايماء بموقف معاصر.
    إذاً اليمن هي جزء من الوطن العربي الذي يعد من أغنى الشعوب بالأساطير ، ففيه نشأت الأديان السماوية الثلاثة أي في الوطن العربي على ضفاف النيل ، وحول دجلة والفرات، وعند مأرب وظفار نشأ حشد كبير من أروع أساطير الشعوب.. لذا نلاحظ تعدد مصادر الاسطورة في الشعر اليمني المعاصر مابين تراثية قومية، وعالمية من يونانية ووثنية تأثروا في استخدامها بالغرب، ومن ذلك مثلاً نجد «فينوس» إله الجمال «أوكيوبيد»إله الحب، «أو«أبولو» إله الشعر.
    وقد يستمدون أسماء من أساطير عربية كالعنقاء ، وعبقر، والغول أو من أساطير يمنية كسيف بن ذي يزن، والهدهد، وفأر سد مأرب ومن الواضح أن الرمز السبئي هو الحاضر كثيراً في قصائد الشعراء، فتعددت لدينا الرموز السبئية مثل ذي نواس، ذي يزن، المقة.
    فهذا الشاعر محمد المساح من شعراء الحداثة يقول في احدي قصائده:
    أيها المقة العظيم
    حين تنأى تصيب القلب رجفة
    لكن حين تقترب يحضر الفرح
    اقترب ولا تنأى
    لتزيل الجفاف من حياتنا أرضاً وقلباً
    ليكن مرورك الليلي فوق السقوف
    وخلال الأكواخ فيض حنان
    وهذا ما نلاحظه ـ أيضاً ـ من الأساليب المبتكرة في استخدام الرمز السبئي لدى الشاعر عبده عثمان الذي يستدفئ ليالي شتاء الطغيان الملكي المباد بنيران الأساطير اليمنية القديمة نافخاً في مواقدها المطفأة من روح المناضلين والشهداء في اليمن المعاصر.
    فهو تارة مع ذي نواس الفارس الذي خاض بمفرده البحر فراراً من مواجهة الهزيمة.. وتارة في مواجهة أرياط وأبرهة.
    فذو نواس هو ذلك الذي أسلم نفسه للبحر بعد أن أخفق في رد الغزو الأجنبي وهو معادل موضوعي للشهيد العلفي الذي أفرغ رصاص مسدسه على نفسه ومات حنقاً لأنه لم يقض على الطاغية أحمد، فيقول عبده عثمان:
    وذات ليلة
    كادت تطل في سمائها النجوم
    وكادت الغيوم أن تهاجر
    «صنعاء» تنفست دوراً، حدائقاً، منائر
    وراح ذو نواس باسم الشعب يعلن الخلاص
    بصوته المنسوج من ضياء
    لكنها!!
    جبالنا ، ودياننا، أضاعت الصدى
    فلم يجد وراءه جدار
    فاقتحم الجدار غاضباً حزين لعله يلقى هناك ثائرين
    ومن بين الرموز السبئية الأخرى، التي احتلت موقعاً كبيراً في مساحة التوظيف ذويزن ذلك الانسان الأسطورة الذي ناضل من أجل الشعب اليمني قديماً واستطاع تحريره من الاحتلال الحبشي.
    فالشاعر اليمني عندما يستهلم الأسطورة ماهو الا استثارة للمخزون العاطفي، والنفسي في وجدانه ووجدان القارئ ليدفع به إلى الانفعال بعالم القصيدة، فتكون الاسطورة على نحو ما مهرباً من هذا الواقع وربما يأساً منه أو نقمة عليه، على نحو مايرى الناقد المعروف الغدامي فكان ذو يزن هوالرمز اليزني الذي يرمز إلى حياة المجتمع اليمني الباحث عن مخلص وفارس، يقوده إلى حرية، وذلك في عهد الإمامة والاستعمار.
    ومن أكثر الشعراء الذين استخدموا هذا الرمز اليزني هو الدكتور عبدالعزيز المقالح بل نجد أنه قد أفرد له ديواناً سماه «رسالة إلى سيف بن ذي يزن» وظف فيه الأسطورة ببلورة الفكر ونقل المشاعر والأحاسيس في استخدامه للغته الفنية المميزة على صورة رسائل من شاكلة رسالته الأولى التي يقول فيها:
    سفحنا عند ظل الدهر تحت قيودنا ألفا
    ونصف الألف
    من أعوامنا العجفا
    وأنت مشرد
    وبلادنا تدعوك واسيفا
    اتستجدي لها الغربة الأمطار
    أعثرت في الفضاء
    تعاتب الزمن الغريب
    فهو الحديث عن مأساة الوطن التي أورثت الظلم والتخلف والحرمان والاضطهاد وسفك الدماء، فجعلته يبحث عن علاج لهذه المأساة بذكر ابن ذي يزن، ومناشدته حتى يكون الأمل من جديد.
    وعندما تبلغ المأساة قمتها ، يربط الدكتور المقالح قصة ذي يزن الأسطورية بأحزان وآلام هذا الوطن الذي تقرحت فيه الوجوه وتغيرت ، لكن تبقى الذكريات تتساءل عن مصير ذلك البطل الذي لابد أن يعود إذ يقول:
    تقرح وجه الحياة
    تقرح لون العيون
    يقولون: مات
    أقام له الليل قبراً على شاطئ البحر في «زنزبار»
    بلا كفن تحت وجه النهار
    ومن حوله ترقد الذكريات
    لذلك كما يبدو لي أن الدكتور المقالح كان أكثر الشعراء استغلالاً لهذه الشخصية مما أضاف إليها البعد الواقعي للتعبير عن ضرورة التغيير في الواقع اليمني البئيس حينذاك مثل قوله:
    حديث الحب موالاً من الأشواق
    صنعنا منك يا إنساننا المصلوب في الآفاق
    وفي الأعماق
    حفرنا اسمك المشنوق في الآفاق
    وفي أفواهنا ما زلت أسطورة
    وفي تاريخنا ـ في جيلنا ـ تتوضح الصورة
    وتنتظر
    ومن هنا نرى مدى تعدد المنابع للأسطورة في الشعر المعاصر، التي تتجاوز الرموز اليمنية القديمة، اذ لم تكن رموز اليمن كماهو معروف ليست مقصورة على التاريخ الجاهلي، فلليمن تاريخه الإسلامي المشرق وله رجالاته المبرزون في الإسلام من أمثال: فروة بن مسيك، وذي الكلاع الحميري وعمرو بن معدي كرب وأمثالهم.
    وهؤلاء لهم الحق بالمجد التاريخي أيضاً وأولى للأجيال أن تعرفهم.
    وهناك مصدر آخر وإن أشرنا إليه في البداية وهي الأساطير التي وجدت في حضارات الأمم الأخرى من قديم الأزل حتى العصور القريبة مثل هابيل وقابيل ويعقوب ويوسف، ونوح، وأبرهة، وميدوزا ، وسبارتاكوس وغيرهم.
    وفي هذا الرموز للتدليل جنكيزخان ، اذ كثيراً مانرى هذه الأسطورة مبثوثة في الشعر اليمني، المعاصر، ففي قصيدة للدكتور المقالح يتمثل فيها جنكيز خان وقومه، المغول على أنهم قوى الرجعية ولابد من التصدي لهم، فتوظيفه الفني هذا يوحي للمتلقي بخطورة الهجمة المغولية الشرسة إذ يقول:
    جنكيز خان والمغول قادمون
    والأهل والديار والبنون
    غداً سيعدمون
    إن لم نعد السور والخنادق
    ونشرع البنادق
    سترتدي المدينة السواد
    ستغرق النساء في الحداد
    سيرجع الفساد
    الليل والارهاب والسجون..سيرجعون
    وعلى هذا النحو نلاحظ مدى وفرة مصادر الأسطورة وتنوعها وتشكيلها في الشعر اليمني المعاصر والتي تعد صياغة تبعث الحياة في النصوص الشعرية وتجعلها تحمل شحنة من الدلالات والمعاني التي قد تعجز اللغة العادية عن التعبير عنها، وقد لا نستطيع في هذه العجالة أن نذكر أكثر ماذكرنا ، ولكن هي محاولة استقراء لهذا العالم في شعرنا اليمني المعاصر.
    المراجع:
    1ـ الأبعاد الموضوعية والفنية للدكتور عبدالعزيز المقالح
    2ـ محاضرات في الأدب اليمني المعاصر، عبدالرحمن محمد العمراني.
    3ـ قراءة في أدب اليمن المعاصر، الدكتور عبدالعزيز المقالح.
    4ـ الشعر اليمني بين الأصالة والتجديد أحمد قاسم المخلافي.
    5ـ ديوان د.عبدالعزيز المقالح

  2. #2
    الصورة الرمزية مُنتظر السوادي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2010
    الدولة : العراق + البصرة
    العمر : 41
    المشاركات : 584
    المواضيع : 91
    الردود : 584
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    الاسطورة
    تمثلا مصلا يمد القصيدة الحديثة دماء جديدة , وتخرج بالقصيدة من تقوقع المحدودية الى العموم والشمول
    بورك سعيك أخي الفاضل

  3. #3
    الصورة الرمزية عمار الزريقي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : Sana'a
    المشاركات : 1,738
    المواضيع : 86
    الردود : 1738
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    مرحبا بالأستاذ الباحث والأكاديمي سميّي (عمار زعبل الزريقي)

    زدنا من فيض كرمك فكم نحن ظامئون إليه .


    هذا أول موضوع أقرأه لك في الواحة وقد ترقبت حضورك كثيرا منذ البداية ولكني انقطعت مؤخرا بسبب انقطاع الكهرباء ومشاغل أخرى .

    أرحب مجددا بك أيها الكريم في أفياء الواحة التي أثق تماما أنك ستجد نفسك هنا بيننا كما تحب.

    تقبل تحياتي
    وطني أيها المُسَجّى أمامي .... قسماً لن أخون , إن لم تَخُنّي

  4. #4
    الصورة الرمزية عمار الزريقي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : Sana'a
    المشاركات : 1,738
    المواضيع : 86
    الردود : 1738
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    مرحبا بالأستاذ الباحث والأكاديمي سميّي (عمار زعبل الزريقي)

    زدنا من فيض كرمك فكم نحن ظامئون إليه .


    هذا أول موضوع أقرأه لك في الواحة وقد ترقبت حضورك كثيرا منذ البداية ولكني انقطعت مؤخرا بسبب انقطاع الكهرباء ومشاغل أخرى .

    أرحب مجددا بك أيها الكريم في أفياء الواحة التي أثق تماما أنك ستجد نفسك هنا بيننا كما تحب.

    تقبل تحياتي

  5. #5
    الصورة الرمزية صفاء الزرقان أديبة ناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    المشاركات : 715
    المواضيع : 31
    الردود : 715
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    دراسةٌ قيمة
    فهم الاساطير امر ضروري لدارس الادب والشعر
    هو يُتيح للقارئ أو الدراس فهم ابعادٍ و دلائل
    ما كان ليصل اليها من دون الاطلاع على دلائل الاساطير.
    لكل امة موروثها الاسطوري الذي تنهل منه لتُفسر ظواهر مُعينة
    يصعُبُ تفسيرها بالمنطق فيكون اللجوء للاسطورة هو الحل .
    يزخر الادب اليوناني والاغريقي بالاساطير فكانت هذه الاساطير
    منهلاً اخذ منه الكثير من الادباء في كل العالم ولكن
    ادبنا العربي ايضاً يحوي من الاساطير الشئ الكثير .
    توضيحٌ جميل لما يحتويه الشعر اليمني من اساطير .

    دمتَ مُبدعاً و مُتألقاً
    تحيتي وتقديري

  6. #6
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 167
    المواضيع : 94
    الردود : 167
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    الأسطورة هي مضمون التخيلات التي لا تمت للواقع بصلة، حتى لو بدت مثبته لدى أكثرية سكان المعمورة.
    المقال يطرح تحليلات جيدة وهامة، وهو مجهود يستحق عليه كاتبه الشكر والتقدير، اذ يفتح بابا للتأويلات وحث الفكر لفهم احدى القضايا الأكثر تأثيرا على وعي الانسان، ليس الانسان القديم فقط، انما الانسان الحديث أيضا، الذي يميل حتى اليوم لتأويل العديد من الظواهر بشكل غير علمي ، بل ويتناقض مع أي منطق علمي بسيط.
    كل ما لا يمكن اثباته علميا يقع في باب الأساطير.
    في العلوم تسمى هذه الظاهرة بالظاهرة الميتافيزيائية، اي ما وراء الطبيعة.
    الديانات القديمة نشأت ، تماما كما تنشأ كل الأفكار غير العلمية، بناء على ردود فعل الانسان امام ظواهر يعجز عن تفسيرها ، فينسبها لقوى خارقة ، وعلى هذا الأساس تطور الآلهة ، لكل اله مجاله الخاص. لكل اله اختصاصه. هكذا في لدى الاغريق وثم الرومان وهكذا في الشرق لدى الحضارة الكنعانية.. التي أخذت منها التوراة اليهودية أكثرية اساطيرها، كما اخذت من اساطير العراق والسريانيين . حقا هي ديانات بدائية، ولكنها تشكل حضارات هامة في تطور المجتمع البشري . بالطبع هناك اساطير شكلت بمراحل متقدمة كنوع من الرواية او القصة.. مثلا قصص الف ليلة وليلة.. والهدف منها ليس لمتعة السامعين فقط، انما لتقديم مفاهيم عن الجمال وعن الخير وعن الشر وعن الطهارة وعن الكرم وعن اللؤم وعن البطولة وعن الحب وعن الكراهية وعن الكثير من القيم الايجابية والسلبية .لم تختلف عن أي اساطير أخرى سادت العقل البشري حتى في مرحلة بات العلم فيها يشكل القوة الإقتصادية والفكرية لتطور المجتع والانسان والرقي بالوعي البشري الى مستويات لا تعرف الحدود .
    على الانسان ان يستعمل وعيه، في الحكم على ما يلقن في حياته. مثلا لا يمكن ان نصدق ان الانسان يمكن ان يطير بجناحين. او ان الغزال يلد فيلا. او ان الحيوان يتكلم بلغة بشرية.
    صحيح ان هناك مسائل من الصعب الدخول في نقاش حولها بسبب حساسيتها الكبيرة. ولكن لا بد للإنسان ان يرفض التلقين ويستبدله بالقراءة والتعلم والتفكير وتشكيل الراي الخاص المبرر بمنطق ما ، ليس مهما ان يكون مقبولا بنفس الشكل لدى الآخرين. ولكن ان يكون نتاج تفكير وقراءة وتعلم وتراكم الخبرة وليس التلقين. .
    عندها فهم الانسان لكل ما يحيط بهن يصبح فهما منفتح لقبول المختلف .
    من الواضح ان الأسطورة هي نتاج ثقافة شعبية، ولها قيمتها الكبرى في وعي الشعوب، من هنا تشكل الأساطير ثروة هامة للتعبير عن واقع ثقافي أيضا .
    الأساطير أيضا هية نتاج تطور فلسفة الانسان البدائية ، عن الحياة والمجتمع والطبيعة.

  7. #7
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    شكرا لك أخ عمّار على هذه النّبذة القيّمة عن الأسطورة التي عرّفها الكاتب فراس السّوّاح
    على أنّها " مغامرة العقل الأولى" في كتابه القيّم الذي يحمل نفس العنوان...واسمح لي بإضافة هذا التّعريف المقتبس:
    " كان العقل صفحة بيضاء لم ينقش عليها شيء... وكان عليه أن يبدأ مغامرة كبرى مع الكون، وقفزة أولى نحو المعرفة، فكانت الأسطورة. وعندما يئس الإنسان تمتما من السّحر، كانت ألأسطورة كلّ شيء له. ... فالأسطورة نظام فكريّ متكامل، استوعب قلق الإنسان الوجودي، وتوقه الأبديّ لكشف الغوامض التي يشرحها محيطه، والأحاجي التي يتحدّاه بها التّنظيم الكوني المحكم الذي يتحرّك ضمنه. إنّها إيجاد النّظام حيث لا نظام، وطرح الجواب على ملحاح السّؤال، ورسم لوحة متكاملة للوجود؛ لنجد مكاننا ودورنا في إيقاعات الطّبيعة... إنّها مجمع الحياة الفكريّة والرّوحيّة للإنسان القديم.
    والأسطورة حكاية، حكاية مقدّسة، يلعب أدوارها الألهة أو أنصاف الآلهة، أحداثها ليست مصنوعة أو متخيّلة، بل وقائع حصلت في الأزمنة الأولى.. إنّها سجلّ أفعال الآلهة التي أخرجت الكون من لجّة العماء، ووطدت نظام كلّ شيء قائم، ووضعت صيغة أولى لكلّ الأمور الجارية في عالم البشر. فهي معتقد راسخ، الكفر بها فقدان الفرد لكلّ القيم التي تشدّه إلى جماعته وثقافته، وفقدان المعنى في هذه الحياة.
    الأسطورة نصّ أدبيّ وضع في أبهى حلّة فنيّة ممكنة، وأقوى صيغة مؤثّرة في النّفوس، وهذا ممّا زاد في سيطرتها وتأثيرها. وكان على الأدب والشّعر أن ينتظرا فترة طويلة قبل أن ينفصلا عن الأسطورة. فقد وضعت معظم الأساطير السّوريّة والسّومريّة والبابليّة في أجمل شكل شعريّ ممكن. وقام هوميروس بصياغة معظم أساطير عصره المتداولة شعرا في الأوديسة والإلياذة.... وخلّفت فنونا كالمسرح، الذي ابتدأ عهده بتمثيل الأساطير.... ويمتزج تعبير الأسطورة في أذهان الكثيرين بتعبير الخرافة والحكاية الشّعبيّة رغم البعد الشّاسع بين هذه النّتاجات الفكريّة الثلاثة .."


    تقديري وتحيّتي

  8. #8
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    لم تكن الإبداعات الأدبية التي حملت الأساطير أصلا لها ولا كانت هي هطولها الأول، ولا يصح لها أن تكون
    فقد ارتبطت الأساطير بعقائد ومعتنق الأمم الإيماني، الذي حققت به انعتاقها من رعب يكبلها أمام الظواهر الطبيعية التي عجزت عن تفسيرها، ونجحت بذل في توزيع إدارة الكون على من أسمتهم بالآلهة وأسكنتهم من الكون مواقع لا تملك الوصول إليها ،لتعقيد انكشاف أمرهم وتوسيع مساحات هالات النور والعظمة حولهم، وفي هذا دليل على أن الآلهة كما الأسطورة هي ابتكار كهنوتي بالدرجة الأولى، وأن أثرها التربوي في حياة الأمم وسلوكياتهم جاء بانغراس القيم النبيلة والمعاني الحميدة التي تنادي بها قصص الآلهة /الأساطير في الضمائر الجمعية للأمم ولا وعيها ، والتي ألهمت الشعراء والفنانين على امتداد العصور ، وهو دور كانت لتستحيل الحياة بتغييبه لغابة، لو لم يسعف البشرية أن وصلت رسالة السماء، لتضطلع بمهمة تغييب الأسطورة بجهلها وجاهليتها، وحماية الضمير البشري السوي من تشويه الانفلات بعدها ، بتدبير إلهي جل مقدّره.

    دراسة قيمة في الأسطورة وأصولها ومصباتها في الفنون بأنواعها
    وغوص واع ومتدبر في دور الأسطورة وأثرها في الآداب اليمانية

    كان المرور هنا مفيدا ومحرضا للفكر

    دمت بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

المواضيع المتشابهه

  1. صورة العرب في المصادر-المستشار الأدبي: حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-05-2016, 04:52 PM
  2. البطل الأسطورة
    بواسطة ابراهيم خليل في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-04-2009, 09:35 PM
  3. تغطية بالصور لمعرضي الشخصي ( الأسطورة والحجر )
    بواسطة محمد الثقفي في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 19-10-2007, 07:07 PM
  4. نطاقات الأسطورة ، فضاءات السرد في رواية ( أنت وحدك السماء )
    بواسطة سمير الفيل في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-03-2006, 09:31 PM
  5. البطل الأسطورة
    بواسطة د. محمد الشناوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 16-04-2005, 01:00 PM