أحدث المشاركات
صفحة 8 من 8 الأولىالأولى 12345678
النتائج 71 إلى 79 من 79

الموضوع: ثورة أطياف .... خاص بالواحة

  1. #71
    الصورة الرمزية ليانا الرفاعي شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2015
    المشاركات : 2,008
    المواضيع : 18
    الردود : 2008
    المعدل اليومي : 0.61

    افتراضي

    أَيُّ الحِـــوارِ وَ قـدْ أرادوا فِـتْنَــةً ..... بيـنَ الطَّـوائِفِ صــاحِبـاتِ الدَّارِ

    خَسِــئُوا .. وَ خـابَ رَجـاؤُهُـمْ بِخُـروجِنـا صَفّاً لِـدَحْــرِ الغَــادِرِ المَـكَّارِ

    مُتَكاتِفونَ ، مُـوَحِّـــدٌ وَ مُثَـلِّــــثٌ ..... كُرْدُيُّ آشــــورِيُّ أوْ مِـنْ مـاري

    دُرْزِيُّ أوْ عَـلَـوِيُّ تَجْمَعُهُـمْ معــاً ..... لُغَــةٌ وَ ســـــورِيّـا كَمَا الزُّنَّـــارِ


    الله كم أشعر بالسعادة عندما أرى قامة كما أنتم أستاذنا أحمد رامي تسلط الضوء على غرس الطائفية
    وتحذر منها فاليوم أصبحت أكبر عدو لأمتنا
    كانت قصيدة رائعة تتدفق عزة وإباء من روح الشاعر
    تحيتي وتقديري

  2. #72
    الصورة الرمزية أحمد رامي مسؤول عام المدرسة الأدبية
    عضو اللجنة الإدارية
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Apr 2011
    الدولة : بين أفنان الشعر
    المشاركات : 6,190
    المواضيع : 45
    الردود : 6190
    المعدل اليومي : 1.30

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليانا الرفاعي مشاهدة المشاركة
    أَيُّ الحِـــوارِ وَ قـدْ أرادوا فِـتْنَــةً ..... بيـنَ الطَّـوائِفِ صــاحِبـاتِ الدَّارِ

    خَسِــئُوا .. وَ خـابَ رَجـاؤُهُـمْ بِخُـروجِنـا صَفّاً لِـدَحْــرِ الغَــادِرِ المَـكَّارِ

    مُتَكاتِفونَ ، مُـوَحِّـــدٌ وَ مُثَـلِّــــثٌ ..... كُرْدُيُّ آشــــورِيُّ أوْ مِـنْ مـاري

    دُرْزِيُّ أوْ عَـلَـوِيُّ تَجْمَعُهُـمْ معــاً ..... لُغَــةٌ وَ ســـــورِيّـا كَمَا الزُّنَّـــارِ


    الله كم أشعر بالسعادة عندما أرى قامة كما أنتم أستاذنا أحمد رامي تسلط الضوء على غرس الطائفية
    وتحذر منها فاليوم أصبحت أكبر عدو لأمتنا
    كانت قصيدة رائعة تتدفق عزة وإباء من روح الشاعر
    تحيتي وتقديري


    طبت و طاب مرورك شاعرتنا الرقيقة ليانا ,
    زدتني شرفا و أنسا و حبورا بهذه المصافحة الأنيقة لقصيدتي المتواضعة ,
    إبقي بالقرب أختا معززة مكرمة ,
    دام تشجيعك لي و دام دفعك ..

    تقبلي تحياتي و تقديري و شكري .
    ذو العقل يشقى في النعيم بعقله .... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد رامي ; 15-03-2016 الساعة 08:58 PM

  3. #73
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي

    دعوة استنهضت الرّجال واستمطرت الهمم

    شمخت بمعانيها وبروعة صورها وعمق مضامينها

    لن تنحني بلاد الشّام وبها من القلوب والضّمائر والنّفوس المترعة انتماءً وشموخًا وإباءً كهذه العيّنة الحيّة النّابضة أمامنا

    للوطن أن يفخر بصدق محبّتك وانتمائك لثراه وإنسانه وأمجاده

    وللشّعر أن يتنفّس ملء رئتيه وهو ينبض عبر صورك التي رغم أجواء الغضب في قصيدتك أتت ترتدي كامل ثياب روعتها وعمقها

    ليس من عادَتي أن تستدرجني قصيدة كثيرة الأبيات لأتمّ قراءتها حتّى الخاتمة لكنّ روعة التّصوير وقوّة البيان وصدق الحسّ والمشاعر هنا جعلني أتابع وأتابع وأعود للقراءة مرّة تلو أخرى

    أعذب الكلام أصدقه وأقربه إلى واقع الإنسان ووجعه

    وبوحك قال هذا وأكثر

    دام شموخ حرفك أستاذنا

    ودام الإبداع دَيدنك

  4. #74
    الصورة الرمزية أحمد رامي مسؤول عام المدرسة الأدبية
    عضو اللجنة الإدارية
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Apr 2011
    الدولة : بين أفنان الشعر
    المشاركات : 6,190
    المواضيع : 45
    الردود : 6190
    المعدل اليومي : 1.30

    افتراضي

    هذا إحساس عال بالحرف , و قلم يعرف من أين تُؤكل الكتف في حيثيات البناء النفسي للكلمة ,
    مرور يلفت النظر إلى مدى اطلاعك في هذا الجانب , و قوة التقاط الإشارات الحسية لديك .

    أسعدني جدا هذا المرور و التطرق إلى هذا الجانب في القصيدة ,
    و أتمنى جادا أن تتناولي و لو جزءا من القصيدة من هذا الباب , و أكون لك من الشاكرين .


    لك كل التقدير و الود .

  5. #75
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد رامي مشاهدة المشاركة
    هذا إحساس عال بالحرف , و قلم يعرف من أين تُؤكل الكتف في حيثيات البناء النفسي للكلمة ,
    مرور يلفت النظر إلى مدى اطلاعك في هذا الجانب , و قوة التقاط الإشارات الحسية لديك .

    أسعدني جدا هذا المرور و التطرق إلى هذا الجانب في القصيدة ,
    و أتمنى جادا أن تتناولي و لو جزءا من القصيدة من هذا الباب , و أكون لك من الشاكرين .


    لك كل التقدير و الود .
    على الرّحب والسّعة أستاذي ستحظى هذه القصيدة بقراءة فهي تستحقّ أن نتعمّق بها وبمعانيها

    مودّتي

  6. #76
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي

    قصيدة تستوقف قارئها ليتمعّن في كلّ صورة وصورة وليحلّق في فضاء الشّاعر ويعيش تفاصيله بكلّ ما فيه من ألم وحزن وهموم تعيا بحملها الجبال لكن لا تعيا بحملها قلوب الرّجال.
    تبدأ الرّحلة بعنوان النصّ:

    ثورة أطياف

    هي ثورة أعلنتها أطياف والطّيف كما عرّفه ابن دريد الطَّيْفُ: الخيال الطّائف في المنام.
    ولم يأت العنوان صدفةً فالشّاعر كغيره من أبناء وطنه يحلم بحريّة افتقدها هو وأبناء شعبه في ظلّ حكم ظالم أطاح حتّى بأحلام البشر وعكّر صفوها.
    ولو أخذنا من الطّيف لونه الباهت فسنطالع وجوه أبناء الشّام التي شحب لونها من طول فترة انتظارها في ليل ظلم طويل لم تشرق به شمس الحريّة يوما.
    وننتقل إلى مطلع هذه القصيدة حيث يقول:

    "أّلهِبْ فَضاءَكَ واغْتسِــلْ بالنّارِ
    وَاعْقِـدْ لِواءَكَ وائْـتَـزِرْ بالغَــارِ"


    ونبدأ بالصّورة الأولى " ألهِب فَضاءَكَ والتي جعلت من الفضاءِ حَطَبًا توقَدُ النّار به لينبعث اللّهب منه وليتّقد وهو هنا يستعمل أسلوب النّداء للفت انتباه المُنادى الذي هو كلّ ضمير حيّ يعيش على ثرى أرض وطنه الحبيب والفضاء كما أتى تعريفه في لسان العرب:
    الفَضاءُ: المكان الواسع من الأَرض، والفعل فَضا يَفْضُو فُضُوّاً (* قوله «يفضو فضوّاً» كذا بالأصل وعبارة ابن سيده يفضو فضاء وفضوّاً وكذا في القاموس فالفضاء مشترك بين الحدث والمكان) فهو فاضٍ.
    والشّاعر هنا قصد هذا الدّمج بين الحدث والمكان فالثّورة فعل وأحداث ووقائع وعزائم رجال، وهو يستحثّ ويستنهض رجال بلده الأحرار على النّهوض لملء هذا الفضاء الفسيح ببطولاتهم بعد أن بات يرزح تحت أكداس الخمول والخنوع عامًا بعد عام.
    ثمّ ينتقل الشّاعر ليقول: " واغتسل بالنّارِ"
    والاغتسال فعل يستطيب فاعله به حيث يطيب للمرء أن يعمّم جسده بالماء لكنّه هنا يستبدل الماء بالنّار التي تحرق الجلد عوضا عن إنعاشه وترطيبه ورغم ذلك يطلب ممّن يخاطبه أن يهنأ ويطيب له اغتساله فالنّار هي نار الثّورة وهي نار تطهّر صاحبها من خنوعه وذلّه وخوفه وتُعيد له حريّة تتعطّش الرّوح لها لذا فهي تفوق الماء إنعاشا للرّوح لا للبدن. وحين نستشعر مدى عمق هذه الصّورة وأبعادها نُدرك أنّ ثورة الشّاعر التي يقصدها أعمّ وأشمل من أن تحدّها حدود وسياسة هي ثورة على الظّلم والاستبداد بكلّ صوره، هي ثورة على الجلّاد أيّا كانت هويّته ثورة تهدف لأن يعيش الإنسان إنسانًا وأن ينعم بحريّته على أرض وثرى وطنه دون خوف ودون قيود ودون أن يدرس لفظة سيلفظها لأسابيع قبل أن يقوم بذلك لخوفه من مشارط الرّقيب وعيونه.
    ثمّ ينتقل الشّاعر ليقول: "واعقِد لِواءَكَ" واعقد هنا بمعنى لزوم الشّيء والّلواء هي راية المعركة والمعركة كما نراها هي معركة الحرّ الكريم لنَيلِ حريّته والعقد وحمل اللّواء هنا بمعنى عقد العزيمة والهمم والالتزام بخوض المعركة من نابع إيمان صادق بها وبأهدافها.
    ثم يختم مطلعه ب: "وائْـتَـزِرْ بالغَــارِ"
    والائتزار هنا بمعنى الالتحاف أو لفّ الشّيء حول الجسم والغار هو نبات عطريّ يرمز للنّصر والائتزار به هنا يرمز لانتصار المرء على مخاوفه قبل الانتصار على عدوّه فالنّصر إن لم يكن داخليّا في البداية لن يثمر بشيء.
    ومن خلال الصّور العميقة الدّلالة التي استهلّ بها الشّاعر قصيدته نرى عمق الرّغبة لديه بهذه الثّورة والتّغيير الذي يأمله ويحلم به رغبة ربطها بإيمان وعقيدة ومعتقد وهمم وعزائم. وكان لأسلوب النّداء أثره في لفت انتباه القارئ. كما ساهم التّصريع والقافية الرّائيّة بذلك فالرّاء حرف يرسخ في الذّهن ويترك أثرًا.
    وننتقلُ إلى البيت التّالي حيثُ يقول:

    "زَلْـــزِلْ أَقانِيمَ الفَســــادِ وَ دُكَّهــا
    وَأَقِــمْ علـيهـا دَولَـــةَ الأَحْـــرارِ"


    وهنا في هذا البيت نرى صورة جليّة واضحة للثّورة التي يدعو إليها الشّاعر فهي ثورة مبنيّة على الحقّ ولا شيء سواه حيث يطالب الثّوار بزلزلة وضعضعة أصول الفساد وهدمها لكون الحريّة لا تُبنى على أعمدة واهية فهي تحتاج إلى أعمدة من الحقّ والطّهر والنّقاء والصّدق ولكي يستطيع الشّعب أن يُعيد بناء حريّته من جديد عليه أن يهدم كلّ ما يعمّ حاضره من فساد ورذيلة وعهر وأن يطهّر بلاده من كلّ بؤر الفساد التي تسبّبت بما يعيشه من ذلّ وقمع واستبداد وبعد أن ينتهي أحرار شعبه من تدمير وهدم كلّ أعمدة الفساد والطّغيان والظّلم والاستبداد سيبنون من جديد دولة يطيب لهم العيش بها وهي دولة الأحرار حيث يستمتع بها كلّ إنسان بحريّته التي يضمنها له الحقّ والشّرائع والضّمائر الحيّة التي تضع الإنسان لا المصالح نُصب عينيها، وعندما يقول الشّاعر دولة الأحرار يقصرها عليهم فهي دولة لهم دون غيرهم لا ترتضي بالأذلّة أن يسكنوها ولا تسمح للطّغاة بولوجها والبقاء بها فهي دولة كلّ حرّ أبيّ تعفّ نفسه عن السّجود لغير الله والخنوع والتذلّل.
    ويكمل الشّاعر خطابه لأحرار أمّته قائلا:

    "أَلهِبْ فَضاءَكَ وَ اقْتَحِـمْ مُتحرِّراً
    مـن رِبْقَــةِ الإذلالِ وَ الإذْعــــارِ"


    واستعمال أسلوب التّكرار هنا بتكراره الطّلب الذي افتتح به القصيدة إنّما هو بهدف التّأكيد والتّشديد على الطّلب وبيان أهمّية هذا الطّلب الذي انطلق من الخاصّ بتحرير النّفس وهنا نراه بعد أن يطالبه بتحريرها وتطهيرها بلهب الحريّة أن ينطلق لتحرير الوطن باقتحام مراتع الظلم والذّعر والذلّ في وطنه.
    ثمّ نراه يبرّر أسباب طلبه بقوله:

    "إمّـا حيــاةٌ والنُّفـوسُ كـريمَــــــةٌ
    أو نيــل عـزِّ شـــــهادة وَ فخــار"


    وفي هذا البيت نرى ما لأسلوب التّخيير من وقع على نفس المتلقّي فهو يخيّره بين أمرين الأوّل حياة كريمة تهنأ بها النّفوس باحترامها ووقارها والأمر الثّاني هو الشّهادة وحياة يخلّد بها الإنسان في جنّة خُلد عرضها السّماوات والأرض لكونه لم يقبل بالذلّ والخنوع ومات دون عرضه وشرفه وحريّته وفي كلا الخيارين رفعة للإنسان وإعلاء لقدره وسموّ بإنسانه عن كل ما من شأنه أن يمسّ به وأن يسيء إليه.
    وهذا هو الهدف المرجوّ من تلك الثّورة التي طالب بها فحياة الخضوع لا يرضى بها حرّ كريم وبما أنّه يخاطب أحرار الأمّة فهو لن يرتضي لهم بغير حياة كريمة يستحقّونها وثورتهم هي لنيل إحدى الخيارين.
    ويكمل شاعرنا مطالبه عبر خطابه فيقول:

    "أَلهِبْ فَضاءَكَ إنَّ نـارَكَ فَيْصــلٌ
    مــا بيــنَ مَجْـــدٍ تَـالِــدٍ وَ العَــارِ"


    ويعود لتكرار ذات الطّلب مرّة أخرى ليشدّد ويؤكّد معانيه وأهميّته شارحا سبب تأكيده فنار الحرّ فَيصَل أي أنّ نيران الحريّة التي سيغتسل بها والتي سيقتحم بها فضاء الوطن هادما لبؤر الفساد والطّغيان والمذلّة فيه ستكون الفاصل والقطيعة التي ستفصل بين المجد المأمول والعار والخزي الذي تعيشه الأمّة في وطنه الحبيب.
    واستعماله لمفردة تالد هنا أتت لتدلّ على أنّ المجد الذي يتحدّث عنه هو مجد أصيل يمتلكه الإنسان السوريّ وليس قيمة يبحث عنها ليقتنيها. وهذا ما يشهد به تاريخ بلاد الشّام ورجالها الأحرار الذين لم تخضع نفوسهم يوما ولم يرتضوا بذلّ مستعمر أو بجَور سلطان وقدّموا الغالي والرّخيص لتحرير بلادهم من نَير الاستعباد.
    ثمّ يكمل شاعرنا خطابه بقوله:

    "هيَ لُقْمَـةٌ فانْظُرْ لنَفْسِــكَ مَطْعَمـاً
    في عِــزّةٍ أوْ ذِلَّـــةِ " البِسْــطَارِ""


    وهنا يشبّه شاعرنا الحياة بلقمة ويطالب الأحرار بأن يبحثوا لأنفسهم عن طعام يطعمونه بعزّة لتهنأ به أرواحهم ونفوسهم وأن تعفّ نفوسهم عن لقمة تذلّهم وتشعرهم بالخنوع والضّعف فالحريّة كالطّعام أمر ضروريّ من ضروريّات الحياة بدونه لا طعم ولا نكهة للحياة.
    وتشبيهه لحالة الذلّ بمعاناة البسطار الذي هو مداس للنّاس أتى ليعمّق معنى الذلّ والهوان فالذليل كما الحذاء في الرّجل يرتديه الطّاغية ويفعل ما شاء به دون أن يملك من أمره شيئا.
    ثمّ ينتقل ليستشهد على ما قاله:

    "ما أشْــبَهَ الأمْسَ القَريبَ بيومنــا
    تَـتَـوالَــــدُ الثَّــــــوْراتُ فـي آذارِ"


    وهنا نراه يسترجع ذكرى ثورة الثّامن من آذار أو انقلاب عام 1963 في سوريا وهو استيلاء اللجنة العسكرية للفرع الإقليمي السوري حزب البعث العربي الاشتراكي الذي استلهم الخطة من الانقلاب العسكري الناجح لحزب البعث في العراق.
    والثّورة التي توالدت منها هي ثورة الخامس عشر من آذار 2011 حيث انطلقت ثورة السوريّين ضدّ طاغية البلاد ونظامها الفاسد.
    وهذا دليل على كون الإنسان السوريّ تليد المجد والشّموخ وبكونه لا يرتضي المهانة وإذلال الحاكم له وبأنّ أحرار سوريا الذين يخاطبهم والذين أتوا من نسل من سبقهم لن يرتضوا بعيش يستبدّ به طاغية فاسد ويجبرهم عليه.
    ******************
    وهنا ينتقل شاعرنا لذكر تفاصيل ثورة الشّعب التي انطلقت في 15 آذار عقب شرارة البدء التي انطلقت في درعا

    "درعا ، وَ يأْتيكِ الشُّــموخُ بِكِبْرِهِ
    يَجْثـو أَمــامَكِ زائِـغَ الأبصــــارِ"


    وهو يصف هنا عظمة وشموخ أهالي درعا الذين هبّوا في وجه الطّغيان لتبدأ الثّورة على يدي أطفالهم قبل كبارهم وهو يشبّه الشّموخ بشخص يأتي بكامل عظمته ليجثو أمام أهل درعا ببصر زائغ من شدّة النّور الذي يسطع من جَلالهم وشموخ أرواحهم.

    "درعا، وَ تَنْتَفِـضُ البـلادُ بِقَضِّها
    وَقَضِـيضِهـا مَشْـبوبَـةَ الإيثــارِ"


    ثمّ يكمل بوصف أهالي درعا وثورتهم والتي استفزّت البلاد بأسرها كبارا وصغارًا للانتفاض وللمجيء إليها متّقدين بعطائهم وتضحياتهم. وكان لأسلوب الكناية هنا عن الكبار والصّغار بالقضّ والقضيض بُعد أعمق من الصّورة البلاغيّة فالحصى عند انهمارها تصدر ضجّة عالية وهذا يشبه إلى حدّ بعيد تلك الضجّة التي أصدرتها الثّورة بانبثاقها.

    "وقَوافِــلُ الشُّـهَداءِ أُسْرِجَ فَجْرُها
    لِتُنيـــــرَ دَربَ قَـوافِــلِ الثُّــــوّارِ"


    وهنا يتابع الشّاعر وصف الثّورة حيث يصف الشّهداء الذين سقطوا بقوافل امتطى فرسانها خيل الفجر التي أُسْرِجَت لأجلهم وهذا التّشبيه البليغ إنّما أتى ليصوّر روعة الشّهادة وجمالها فالشّهيد يسعى بموكبه الفخم لملاقاة ربّه ليسكنه جنان الخُلد وهذه الخيول التي سرت بقافلة الشّهداء تنير بمرورها درب الثّوّار وقوافل عزمهم على المضيّ على درب من استشهدوا لتكون لهم إحدى الحُسْنَيين إمّا النّصر والتّحرير أو الشّهادة لتزفّ أرواحهم إلى خالقها.

    "ها قَـدْ أَتَتْـكِ منَ البـــلادِ رســالةٌ
    دَمُنا الفِـدا والخَيْلُ في المِضْمارِ"


    وهنا يُخاطب الشّاعر درعا مبشّرًا أنّ البلاد ويقصد أهلها يبعثون لها برسالة بأنّهم يفتدونها بدمهم وبخيلهم في ساحة القتال والقصد هو الحرب طبعا.
    فالحشود من أهل الوطن تفتدي أهل درعا بأرواحها ودمائها لكون أهالي البلاد جسد واحد لا يتركون عضوهم المريض بل يسهرون لأجلهم يعانون معه الحمّى إذا ما اشتكى.
    وفي هذا البيت نرى عمق الصّورة المركّبة وأبعاد الكناية والتّشابيه التي استعملها الشّاعر ليعمّق أثر الصّورة في الذّهن.
    *******************

    "َنهَضَـتْ أهـــالي بـانِيـاسَ تَـآزُراً
    لِتَكونَ قُربَـكِ في أَتُـــونِ النّـــارِ"


    وهنا يتابع وصف الرّسالة التي أرسلها أهل البلاد وتفصيل مضمونها فأهالي بانياس نهضوا ليآزروا ويعاضدوا أهالي درعا وأتوَا ليشاركوهم الاحتراق في أتون النّار الذي اشتعلت به الثّورة والكناية بأتون النّار عن الثّورة إنّما أتى ليصفَ حجم التّضحيات التي يقدّمها أحرار البلاد بثورتهم ضدّ جيوش الظّلم والطّغيان، وهذا ما نراه بأمّ أعيننا من قتل الرضّع والشّيب والنّساء والأبرياء.

    "ما همَّــهُـمْ بَـذْلُ النُّفـوسِ سَــــخِيّةً
    فالخَطْبُ وَحَّــدَهُم بِغَيْرِ شِـــعارِ"


    ويكمل وصف ما فعله الأحرار من أهالي بانياس الذين لم يهتمّوا لبذل أرواحهم ونفوسهم في سبيل نُصرة أهالي درعا وذلك لأنّ المُصاب الذي حلّ وحّدَ صفوفهم دون أن يكون هناك من يقودهم ويوحّد صفوفهم فما من هيئة وحّدت صفوف المواطنين لتخوض الحرب غير محبّتهم للبلاد وأهلها واجتماعهم على محبّة الحريّة والعيش بكرامة على أرضهم التي يعشقونها ويعشقون أن تكون حرّة من الطّغيان والظّلم والاستبداد.
    وهو هنا يستعمل عبارة بغير شعار كناية عن عدم وجود هيئة أو مرجعيّة تنظّم صفوف الثوّار وتوجّههم. وهو هنا يشبّه الخطب بجنرال أو قائد يخلو قميصه من الشّعارات والنّياشين وهي صورة يدوّي صداها في المخيّلة والذّهن.

    "وَاللّاذِقِـيَّـةُ قـدْ تَنَـكَّـبَ أهــلُـهــــا
    بالسِّــلْمِ وَالإيمـانِ و الإصْـرارِ"


    ويكمل وصف حال أبناء الأمّة فينتقل إلى وصف أبناء اللّاذقيّة الّذين تعلّقوا وتشبّثوا بإسلامهم وإيمانهم وإصرارهم على خَوضِ الحرب ضدّ الطّغيان والفَساد والظّلم وتطهير الأرض منها.

    "بَـذَلـوا فما وَهَنُـوا ولا حَـزِنُوا ولا
    يَئِسُـــوا فكانـوا خِيـرَةَ الأَبْـــرارِ "


    ويسهب في وصفهم فيقول بأنّهم بذلوا في سبيل الحريّة والكرامة أرواحهم فلم يضعفوا أمام رهبة الموت ولم يحزنوا على ما فقدوه من أرواح في سبيلها ولم ييأسوا من رحمة الله ونصره فكانوا من خيرة الأبناء الأبرار لوطنهم ولشعبهم.

    "يَدْعُـونَ حِمْصَ إلى الصُّمـودِ تَشَـــبُّثـاً
    بالحَــقِّ بالأنظـــــارِ والأَظْفــــارِ"


    وهؤلاء الأحرار من أبناء وطنه يستنهضون العزائم في أهل حمص ويدعونهم للصّمود على درب المطالبة بحقّهم بالحريّة والعيش الكريم وأن يتشبّثوا بذلك الحقّ بأنظارهم وأظفارهم لكيلا يضيع منهم ثانية بعد أن أوشكوا على الحصول عليه.
    وهذه الصّورة تعمّق معنى التمسّك بالحريّة في الذّهن وترسّخها بما حوت من عمق المعنى وبلاغة الصّورة.

    "حَـقِّ الحيــاةِ مـعَ الكـرامَـةِ كُلِّهــا
    مَهْمـا أتى مـنْ مُحْدِقِ الأَخْطـارِ"


    وهنا يوضّح ماهيّة الحقّ الذي يطالب أبناء حمص بالتشبّث به ألا وهو حقّ الحياة بكرامة وحريّة مهما كلّفهم الأمر من التعرّض لخطر القتل والتّعذيب والتّدمير.

    "كونـوا كما الإِعْصـارِ آثـاراً وَلا
    تُبْقـوا مِـنَ البـاغِينَ مِـنْ دَيَّـــــارِ"


    وهنا يأتي التّناصّ ليخدم المعنى ويرسّخه ويقوّيه حيث يتبادر إلى الذّهن نصّ الآية التي خاطب بها سيّدنا نوح عليه السّلام ربّه قائلًا: "وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا" بهدف تطهير الأرض من الكفرة والفجرة من قومه الذين لم يتّعضوا من آيات ربّهم ولم تسعف طرق التّرهيب والتّرغيب بردعهم عن فسقهم وفجورهم.
    فنرى الشّاعر يطالب ثوّار حمص بأن يكونوا بقوّة الإعصار وأثره وأن يُطيحوا ببؤر الفسادِ ويشتّتوها كالغبائر ويقضوا عليها شرّ قضاء.

    "أَنْتُـمْ خَرجْتُـمْ للضِّيــاءِ فَـلا تعــودوا للظَّـــــلامِ وَسَــــــوْءَةِ الأَسْـــــوارِ"

    وهنا يتابع خطابه للثوّار فيقول لهم لقد انطلقتم في مسيرتكم نحو الضّياء وهو يقصد هنا ضياء الحريّة والكرامة والعزّة فلا تعودوا إلى ما كنتم عليه من الظّلام في ظلّ القمع والقهر والاستبداد. ولا تعودوا لكشف عَورة أسواركم التي تحمي شرفكم وتذود عنكم الشرّ، والأسوار هنا تذكّرنا بأسوار الحارات في بلاد الشّام قديما والتي كانت تُقام حول كلّ حارة من حارات الشّام وتوضع بوّابة لتحمي أهل الحارة وتستر عوراتهم من الغرباء فلا يسمح إلّا لمن يرتضون دخوله كما أنّهم كانوا يُقيمون ببيوت تحيطها الجدران من كلّ جانب وتبقى ساحتها في الوسط لتستتر حريمهم بداخلها فلا تلمحها عيون الغريب عنها. والأسوار هنا ربّما هي أسوار النّفس التي انتهكت حرماتها بعيون الحاكم وأعوانه وجهازه الفاسد فأصبحت مشاعا لا حارس لها ولا ضابط.

    "قَـدَّمــتُـمُ ثَمَــنَ الهــواءِ دِمــاءَكُـمْ
    نِعْـمَ التِّجارةُ ذِي وَنِعْـمَ الشَّاري"


    ويتابع خطابه لهم قائلا لقد قدّمتم يا أحرار ثمن الهواء النقيّ الذي حلمتم بتنّفسه دماءكم التي أزهقت ودماء أطفالكم وذويكم وكانت هذه التّجارة تجارة رابحة فما بذلتموه كان رخيصًا جدّا بالمقارنة مع ما حصلتم عليه وهو الحريّة والانعتاق من نير الظّلم والطّغيان والعبوديّة لسلطان جائر فاسد.

    "لا تجْعـلُـوهــا كالهَبَــاءِ ذَهابَهـــا
    تَدْعــو عليــكُمْ ضَيْعَـةَ الأَعمــارِ"


    فلا تَجعَلوا هذه الدّماء التي أزهقت ودفعتموها تذهب هباءً بتخاذلكم عن إتمام ما مضيتم على دربه فستدعو عليكم هذه الدّماء الطّاهرة بضياع أعماركم لكونكم أضعتموها وجعلتموها رخيصة بتخاذلكم وارتضائكم للهوان والمذلّة بعدما ضحّت هي من أجل تحريركم وانعتاقكم.
    *******************

    "حُكَّامُنـا شــاخَتْ مَنـاهِجُ ظُلْـمِهِمْ
    وَتَفَــرَّدُوا بِطــرائِقِ الإِضْـــرارِ"


    وهنا ينتقل لوصف الحكّام وحكمهم الذي شاخ وترهّلت روح ظلمه التي طال تعذيبها للشّعوب وكلّ ما أبدعوا به وتفرّدوا به هي طرق الإضرار بشعوبهم وإنسانها، وكان للاستعارة التي استعملها في هذا البيت أبعاد أعمق من جمال الصّورة وبلاغتها فلطول فترة الظّلم التي حكم بها هؤلاء الحكّام بذات الطّرق وذات المناهج ملّهم النّاس فغدت طرق الحكم تلك كشيخ هرم ضعيف غير قادر على إقناع النّاس بالانصياع له.

    "لا تـأمَنوهمْ مِثْـــلَما أَمِنَـتْ حَمَـاةُ
    فَـفُجِّـعَـتْ بِطـــهـارَةِ الأَزهـــــارِ"


    وهنا كانت الإشارة للمجزرة التي وقع ضحيّتها ما يقارب ال 70 شهيدا في حماة في ساحة العاصي حين أمنوا مكرَ النّظام واعتصموا بها للتّعبير عن رفضهم واستنكارهم لأفعالهم الشّائنة خاصّة بعد المحاولات التي حاول بها الحاكم أن يقنع بها الأحرار بأنّ نظامه تغيّر وبأنّه يسعى لتحقيق مآربهم ومطالبهم بعد استقالة الحكومة وإنهاء حكم الطّوارئ الذي استمرّ لمدّة 48 سنة منذ استلم حزب البعث مقاليد الحكم بعد الثّورة. والأزهار هنا كناية عن الأطفال الذين استشهدوا بتلك المجزرة حيث أطلق على المجزة ب" مجزرة جُمعة أطفال الحريّة".
    والشّاعر يطالب الأحرار بألّا يأمَنوا غدرَ السّلطة وألّا يثقوا بوعودهم الزّائفة والكاذبة بالتّغيير لأنّها مجرّد مماطلات تهدف لقمع ثورتهم ولتخديرها ريثما يعيدون سيطرتهم التّامة ويقضون عليهم وعلى كلّ من حرّض على تلك الثّورة.

    "حَصَـدُوا الرُّؤوسَ وأَهْـرَقُـوا نَهْــرَ الدِّمـاءِ و نَكَّلُـوا بأَوابِـــــــدِ الآثــارِ"

    وهنا يكمل الحديث عمّا قامت به أيدي النّظام الغاشمة والتي قامت بقتل الأبرياء وإهراق دمائهم النقيّة التي تدفّقت كالأنهار لغزارتها وشوّهوا معالم الحضارة والآثار التي تشهد على حضارة بلاد الشّام وتاريخها العريق.

    "كم حَرَّقُـوا كم شَــرَّدوا كم كَبَّلُـوا
    واهٍ لِجُــرْحٍ في الحَشَــــا تَغَّـــارِ"


    ويستمرّ بوصف أعمالهم الوحشيّة من تحريق وتشريد للأسر والأطفال والأبرياء وتكبيلهم للأحرار في السّجون والمعتقلات كلّ هذه الأعمال الوحشيّة باتت كجرحٍ في حشا جسدِ الأمّة يتّسع ثغره مع الأيّام وبات يصعب دمله وشفاءه.
    وما أعمق هذا التّشبيه في وصف مدى عمق مواجع وفواجع الشّعب التي تسبّب بها النّظام لهم لقمع ثورتهم وإخمادها.

    "لكِـنْ حَمَــاةُ وَ رُغْـمَ ما اسْـتَشْــرى بها ، قـامَتْ بِكُـمْ تسْعى وراء الثَّـــــارِ"

    لكن وبرغم كلّ ما قامت به أيدي النّظام الغاشمة لقهر أحرار حماة أمّت حشودكم في السّعي للثّأر من ذلك النّظام الفاسد ولكسر شوكته والإطاحة به لكيلا يضيع دم الشّهداء الذين وقعوا في ساحتها من الأطفال والأبرياء هدرًا.
    وما أروعها من صورة تلك التي جعلت من حماة إماما لحشود الأحرار والثوّار الذين هبّوا لتلبية واجبهم تجاه ثرى الوطن ودماء شهداء شعبهم.

    "تَـنْخُـوكِ إِدْلِــبُ للـوقــوفِ بِـقُـوَّةٍ
    كالسَّـــــدِّ ضِـدَّ الفـاجِـرِ الخَتَّـــارِ"


    وهنا كانت إشارة للعمليّات الوحشيّة التي نفّذها النّظام في محافظة إدلب والتي باتت تنتخي أحرار الوطن للوقوف كالسدّ المنيع وحماية الوطن وأهله من هذا الفاجر الغادر.

    "لا تأمَنُـوهـمْ فالـمَقـابِرُ شــــــاهِـدٌ
    يُنْبِيكُـمُ عـنْ ســـــالِفِ الأَخبـــارِ"


    وهنا يعود لمطالبة الأحرار بعدم الثّقة بوعود النّظام والعدول عمّا شرعوا به وذلك لأنّ مقابر الشّهداء الكثيرة العدد هي شاهد على أفعال النّظام الخسيسة التي نفّذت أثناء الثّورة وما قبل الثّورة منذ استلم هذا النّظام الفاسد حكمه فالمقابر مليئة بجثث الأبرياء الذين وقعوا ضحيّة ظلم واستبداد وجور هذا النّظام.
    وبما أنّ الثّورة ليست المسبّب الوحيد لقتل الأبرياء فلن يتوقّف قتلهم بتوقّفها وإخمادها بل سيستمرّ مسلسل الدّماء ليحصد المزيد والمزيد من الأبرياء.

    "وَلِســانُ بُلدانِ البَسِــيطَةِ مُفْصِحٌ
    عَمَّـا جَــرى للنُّخْبَـةِ الأَحْبــــــارِ
    هَجَروا الأحِبَّة و الـدِّيــارَ تَخَوُّفـاً
    وَتفَرَّقـوا في سـائِرِ الأمْصــــارِ"


    وهنا إشارة للقصف الهمجيّ من قبل قوّات النّظام لضواحي مدينة دمشق والتي طالت الكنيس اليهوديّ الذي يعود تاريخ إقامته لأكثر من أربعة قرون مضت ممّا أدّى إلى فرار القلّة القليلة المتبقيّة من يهود سوريا داخل وخارج الحدود السّوريّة ووصول البعض منهم إلى الأراضي الاسرائيليّة للاحتماء بها من جَور النّظام الحاكم.

    "فَإِلى متى يـابْنَ الجَـزِيرَةِ ترتدي
    ثَوبَ السُّكوتِ عَنِ القَبيحِ العاري
    عَهْـدي بكُمْ أرضُ الرُّجـولَـةِ وَ الفِـدا ، كَـمْ أَنْبَتَـتْ مِـنْ مـاجِــدٍ مِغْـــوارِ
    أرضٌ تَضُـمُّ الكُــرْدَ إِخْــوانَ العقيــدَةِ وَالمَصــــيرِ وَزِينَـةَ الأصْـــهارِ
    هِي أرضُ مأسَــدَةٍ مَنيعٌ شَــعبُها
    وَعَرِينُـــها لمْ يَسْـــتَكِنْ لِحصارِ"


    ويشير الشّاعر هنا لسكّان الجزيرة الفراتيّة وبالأخصّ القسم السوريّ الذي يضمّ مناطق من محافظتي درعا والرقّة ويتعجّب من التزام أبنائها الصّمت رغم سيول الدّم التي تدفّقت في درعا والعديد من المدن.
    هي صورة غاية في العمق والبلاغة حيث الجزيرة ترتدي الصّمت ثوبا وحيث القبح يخرج للنّاس عاريا.
    ويستمرّ بمخاطبة أهل الجزيرة الذين عهدهم وعرف عنهم أنّهم رجال يفدون وطنهم بأرواحهم وأنّ أرضهم لا تنبت إلّا الشّرفاء والفرسان الشّجعان الذين يُقدمون على الموت دون مهابة أو خوف.
    وأنّ أرضهم تضمّ الأكراد الذين هم إخوة لنا في الإسلام والمصير والذين تربطنا بهم المصاهرة والنّسب.
    ويصف أرض الجزيرة بمأسدة لكونها تلد الأسود وأنّ عرين اولئك الأسود لا يخضع لحصار ولا يرضى بالمذلّة.
    فكيف يرضى أسود الشّرى بأن يَرَوْا إخوانهم يُقتلون ولا يهبّون لنجدتهم ولقمع بؤر الفساد التي تحصد رؤوسهم بمناجلها.

    "و إِلـى مَتَى حَلَـبٌ تنــامُ لُيُـوثُهــا
    وَالمَجْدُ أَقْـرَبُ مِـنْ جِدارِ الجارِ
    إنْ فاتَهـا المَجْـــدُ المُؤَثَّــلُ فاتَهــا
    وحُقولَهـــا الأمطــارُ في أَيَّـــارِ
    إِنّي أُناشِـــــدُ عَجْفَـكُـمْ لِيفُـوتَـكُـمْ
    وَتَعـــودَ نَخْــوتُـكُمْ إلـى الإِدْرارِ
    أوَ تَرتَضـونَ بأنْ يُقــالَ تَخاذلُـوا
    في يومِ جُـلَّى ظـاهِــرِ الإِبْـــرارِ
    هُبّـــوا خَمِيســاً نَجْــدَةً لِمســـاجِدٍ
    غَصَّــتْ بِكُلِّ خَبـائِـثِ الفُجّــــارِ
    وَثَواكِلٍ وُتِرَتْ وأطفـالٍ قَضَتْ
    في السِّجْنِ أو برصاصةِ الغَـدّارِ
    لا ذنْـبَ إِلا أنّـهُـمْ طَـلَـبُـوا الحيـــاةَ كــريمَــــةً عُـطـُــلاً مِــنَ الأكْدارِ"


    ويسائِلُ أهل محافظة حلب وأحرارها الذين يشبّههم باللّيوث فيطالب تلك اللّيوث أن تستيقظ من نومها لأنّ المجد ونيل الحريّة بات أقرب إليهم من بيت الجار إلى جاره.
    فإن أضاعت هذه اللّيوث فرصة نَيْل المجد والحصول على الحريّة فكأنّها أضاعت هي وحقولها فرصة هطول الأمطار عليها في شهر أيّار وهي أمطار تنعش المحاصيل الزّراعيّة وتعيد إليها النّضرة وكذا الحريّة تنعش النّفوس والأرواح الظّمأى لها في ظلّ نظام ظالم فاسد.
    فهو يطالبهم بالتخلّي عن تحمّل الغيّ والسّكوت عليه وأن تعود نخوتهم التي عهدها بهم لتدرّ من جديد فيسعون إلى نجدة إخوتهم وتستيقظ عزائمهم.
    فهل ترتضي نفوسكم أيّها الأحرار بأن يُقال عنكم أنّكم تخاذلتم عن نصرة إخوتكم في هذه الأيّام العظيمة الذي يبرّ به أبناء الوطن وطنهم ويفتدونه بأرواحهم؟
    عليكم أن تهبّوا ثائرين بجيشكم لنصرة ونجدة مساجد الله التي اختنقت وغصّت بدنس الكفّار والفجّار من أعوان السّلطة ورجالها ونظامها الفاسد. وهنا كانت الإشارة لما طال مساجد الله في سوريا من قصف ودمار من قبل الحاكم وأعوانه.
    كما ويشير إلى النّساء اللّواتي فقدن أزواجهنّ فبقين وحدهنّ يجابهن شظف العيش والأطفال الذين سُجنوا وقُتلوا في السّجن وخارجه برصاص الغادرين من رجال النّظام، وكلّ ذنب أولئك الأبرياء هو كونهم طلبوا أن يعيشوا على ثرى أرضهم بحريّة حياة كريمة خالية من الأحزان والمآسي.
    *******************

    "يا شــــامُ يَكْـفي ما صَبَـرْتِ ألا انْهَـضِي، إنَّ الحيــاةَ قصـيرةُ الإِبحــارِ"

    وهنا نراه يخاطب الشّام مطالبا إيّاها بالنّهوض والاستيقاظ من ليل الكبت والقمع فالحياة الدّنيا قصيرة مهما طالت ولن يكون لها معنًى إن لم تكن حياة كريمة فكفاك صبرا يا شام على ما تقاسينه من ظلم النّظام وهبّي لإسقاطه.

    "يكفِيكِ صَبْـراً أربعـونَ مِنَ السِّـــــــنينِ تَـوالَـدَتْ بالقَمْـعِ وَالإِعْســــــارِ"

    وهنا يشير إلى السّنوات التي مضت منذ انقلب الأسد على قيادة حزب البعث بعد استلامها للثّورة واستلامه للحكم والذي حوّله إلى حكم تعسّفيّ ظالم.

    "قَـدْ آنَ عـامُ الغَــوْثِ فَـاعْـتَصِــرِي ولا تَـثَّــاقَـلي في نَفْرَةِ الكُـــــرَّارِ"

    هيّا يا شام فأحرار البلاد يطلبون الغوث والنّجدة فأمطري بنجدتك لهم ولا تتأخّري باللّحاق بهم في ساحة القتال.
    وكم هو عميق هذا التّصوير الذي يمثّل الشّام بديمة تمطر الغوث على أحرار البلاد، وفارس ينفر إلى الكرّ والفرّ في ميادين البطولة.

    "قُومي خَطِيباً في الجُمـوعِ وَحَـرِّقي سُــــفُنَ الرُّجُـوعِ وَنِيَّــةَ الإِدْبــــارِ"

    كما ويطالبها بأن تؤمّ الجموع وأن تخطب بهم وأن تحرق سفن العودة كفعل طارق بن زياد حين أحرق سفنه وأحاط جنده بالبحر وبالعدوّ لتكون لهم إحدى الحسنيين النّصر أو الشّهادة

    "فـأَمـامَـكُمْ نَصَـبَ اللِّئــامُ مَـوَائِـداً
    مُلِــئَتْ بِكُــلِّ الحِـقْــــدِ والأَوْزارِ"


    وسبب مطالبه هو ذلك الحقد الدّفين والآثام التي أعدّها لهم عدوّهم على موائد ظُلمه وفُجره.
    وهنا أيضا نستشعر عمق الصّورة الشعريّة التي يبيّن بها الشّاعر ظلم النّظام وفساده.

    "هيّـا دِمَشـــــقُ فأنتِ بَعْــدَ إِلَهِـنــا
    بَحْرُ الرَّجـــاءِ وَمَنْبَعُ الأَنْصـارِ"


    ويعود لمطالبتها بالنّهوض مبرّرا مطالبه بكون الشّام هي بحر الأمل ومنبع للأنصار الذين ينصرون دين الله وينصرون ثورة عباده لنيل الحريّة. ويا لعظم هذا الأمل والرّجاء الذي يشبّه ببحر ومنبع أي أنّه لا ينضب ولا ينتهي.

    "فإذا غَفَـوْتِ الآنَ بـاتَ خَــلاصُنا
    نُهْبَى أيـادي العُصْبَـةِ الأَشْـــرارِ"


    فإذا بقيت في إغفاءتك التي ارتضيتها طيلة الأعوام الماضية سيسرق نظامنا وجماعته من الأشرار أملنا بالخلاص منهم وسيقمعون ثورتنا وأملنا بالحريّة والعيش الكريم.

    "هيّـا انْصُبي مِيزانَ عَدْلِكِ في الضُّحى وَضَعِي الدِّمَـا في كِفَّةِ الأَسْـعارِ"

    والضُّحى حينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ فَيَصْفو ضَوْءُها. أي هيّا يا شام في خضمّ هذا النّور الذي سطعت به شمس الثّورة والحريّة انصبي ميزان العدل واقضي بالحكم العادل على من سفك دماء الأبرياء من أبناء شعبنا ولتجعلي العدل في كفّة ودماء هؤلاء الأبرياء في الكفّة الأخرى والتي سمّاها بكفّة الأسعار لأنّها كفّة الثّأر لهم والتي سيدفع لها النّظام ثمن هذه الدّماء التي أزهقت.

    "لا تســــمَعي لِـوعـودِهِمْ، عُـرْقُوبُ مَلَّ وُعُـودَهُمْ ، فَوُجُوهُهُمْ كالقَــــارِ"

    لا تسمعي يا شام لوعودهم بالتّغيير والإصلاح الإداري وغيرها من الوعود الكاذبة بحقن الدّماء وهنا يوظّف الرّموز التّاريخيّة لتعميق فكرة الوعود الكاذبة حيث يشير إلى وعود عُرقوب ذلك الرّجل الذي ضُرب به المثل بالوعود الكاذبة وحتّى عُرقوب ملّ من وعود النّظام فلكثرة إخلافهم الوعد باتت وجوههم سوداء كالقار.

    "وَسَـيَجْنحونَ إِلى الحِوارِ خَديعَةً
    كمَنـاجِذٍ لَجـأَتْ إِلى الأجْحـــــارِ "


    وسيجنح النّظام وأتباعه للاختباء بجحور خداعهم وحوارهم التي يهدفون منها للمماطلة وكسب الوقت ريثما يقضون عليكم كما يلتجئ الخلد إلى جحره المظلم ليحمي نفسه من عدوّه.

    "أيُّ الحِــوارِ يُعيــدُ منْ سَــــبَقَتْهُمُ
    أَرْواحُهُمْ وَ مَضَوْا بِغَيْرِ حِـــوارِ"


    وكيف سيُعيد الحوار والحلول دماء من أزهقت أرواحهم ولم يفكّر ذلك النّظام أن يحاورهم قبل سفك دمهم، فلو كان يملك نيّة الحوار والإصلاح فعلا لما كان اختار أن يحصد الأرواح ولكان لجأ إلى مفتاح حواره منذ البدء ليحقن دماء أبناء الوطن.

    "أيُّ الحِــــوارِ يُعـيــــدُ للثَّـكْلى حبيـبَ فُــــؤادِهــا مِــنْ حَمْـــأَةِ التَّـــذْكارِ"

    وكيف سيُعيد بحواره لمن ثكلت الحبيب حبيبها الذي شاركها ذكرياتها ومضى وخلّفها وحيدة مع ذكرياتها الموجعة التي تشبه الطّين الأسود لكثرة أوجاعها.

    "ومَـِن الـذي سَــــــيُمَثِّلُ الـرَّأْسَ الكـبيـــرَ لَقَـــدْ مَلَـلْـنـــــا لُـعْـبَــةَ الأَدْوارِ"

    ومن من الأطراف المتحاورة سيكون القائد للحوار فلكثرة التخبّطات والهيئات والأحزاب لم نعد نعي من يُدير دفّة النّقاش ومن هو الطّامع بكرسيّ الحكم.

    "عَجَبــاً أَنُــلْـدَغُ مَـرَّةً مِنْ جُحْرِهِمْ
    وَنَعُــودُ نَأْمَنُهُــمْ على الأَجْفــارِ"


    المؤمن لا يُلدغ من جحر مرّتين وهم سبق ولدغونا بنكث عهودهم من قبل فكيف سنأمنهم على صغار شياهنا وهم بالذّئاب أشبه.

    "أَيُّ الحِـــوارِ وَقـدْ أرادوا فِـتْنَــةً
    بيـنَ الطَّـوائِفِ صــاحِبـاتِ الدَّارِ"


    وكيف سنحاورهم وهم يزرعون الفتن الطّائفيّة لزرع الضّغينة ولتفرقة أبناء الشّعب بانشغالهم بمحاربة بعضهم بعضا ليتيح لهم ذلك اصطيادهم فُرادى.

    "خَسِــئُوا .. وَ خـابَ رَجـاؤُهُـمْ بِخُـروجِنـا صَفّاً لِـدَحْــرِ الغَــادِرِ المَـكَّارِ"

    ولن ينالوا فُرصة تفريقنا بالفتن الطّائفيّة فستتّحد جميع الطّوائف صفّا واحدا لدحرهم وإسقاط نظامهم والقضاء عليهم.

    "مُتَكاتِفونَ ، مُـوَحِّـــدٌ وَ مُثَـلِّــــثٌ
    كُرْدُيُّ آشــــورِيُّ أوْ مِـنْ مـاري
    دُرْزِيُّ أوْ عَـلَـوِيُّ تَجْمَعُهُـمْ معــاً
    لُغَــةٌ وَســـــورِيّـا كَمَا الزُّنَّـــارِ "


    سنتّحد ونتكاتف جميعا بكلّ طوائفنا ومللنا فما يوحّد صفوفنا هو عشق تراب الوطن والانتماء إليه وعشق الكرامة والحريّة وكره الظّلم والطّغيان. ويشبّه سوريا بزنّار يحيط زمرة أبناء الوطن التي هبّت لنيل حريّته.

    "فـإِذا بِوَحْدَتِنا شَــــجاً في حَـلْـقِهِمْ
    أوْ طَعْنَــةً في النَّحْــرِ وَ الأَزْوارِ"


    وستكون وحدة صفوفنا كالعظمة العالقة في حلقهم، أو كطعنة في رقابهم وحلوقهم لأنّ مساعيهم بتفرقتنا بالفتن التي حاولوا زرعها بيننا لم تنجح ولأنّ سلال حيلتهم بدأت تنضب دون أن يحصلوا على نتائج من كلّ ما فعلوه وقدّموه.

    "يا شَـــعْبَنـا فَجِّــرْ دُروبَ اليَــأْسِ وَامْشِ على طَـريـقِ العِــزَّةِ المَوّارِ"

    فهيّا يا شعبنا أزل اليأس من حياتك ونفسك وانهض من كبوتك للمضيّ قدما على درب العزّة والكرامة والحريّة.

    "النَّصْرُ صَبْرُ سُــوَيْعَـةٍ ، فَانْصُـرْ إِلَهَـكَ في الخَفا يَنْصُرْكَ في الإِسْــفَارِ"

    وكم كانت الخاتمة مضيئة بما حملته من الأمل والعزيمة حيث يلخّص مطالبه جميعا بعبارة يفسّر بها معنى النّصر وأبعاده ويعرّفه على أنّه صبر سُويعة والسّويعة مصغّر ساعة وهنا يلمّح لكون الفترة التي يصبر بها المرء لنيل النّصر مهما طالت ستكون قصيرة وذلك لأنّ من يؤمّل النّصر ويضعه نُصب عينيه لن يشعر بالزّمن لأنّ التّفكير بالنّصر سيلهه عن شعوره بمرور الزّمن، ومن ينصر ربّه في سرّه ويجعل من ثورته خالصة له ينصره الله ويمدده بالعزم والقوّة والثّبات وينصره على عدوّه وظالمه.


    قصيدة فاضت بعمق الصّور التي عمّقت في أذهاننا معالم الثّورة وتفاصيل أوجاعها وأحداثها، تلك الأحداث التي زرعت في قلوب أبناء الشّعب الألم والوجع على من فقدوه فأيقظ ذلك الألم العزّة والكرامة في العروق.
    وجمعتهم سيول الدّماء وعظم المصائب التي ألحقها النّظام الغادر على توحيد صفوفهم بكلّ طوائفها واختلافها ومعتقداتها لمجابهة ذلك النّظام الظّالم الفاسد الذي حصد أرواح أحبّتهم.
    ما أروع أن تتّحد صفوف الشّعب وأن تجعل الوطن وكرامته وحريّته بؤرتها التي تدور في فلكها، لتقمع كلّ من يدوس على هذه الأولويّات بقدمي الاستبداد.
    وما أجمل أن نرى الشّاعر وهو يستنهض عزائم رجال وطنه بمختلف بقاعه وأن يحاول دعوتهم عبر خطابه لأن يخلّفوا كلّ ما يفرّقهم لارتداء ثوب انتمائهم للوطن وعشقهم للحريّة والكرامة التي طال سباتها في قلوبهم التي ملأها الذّعر من ظلم السّلطان لهم، وللمضيّ في درب لا رجعة منه وهو درب تحرير وطنهم من سطوة الجلّاد.
    أسلوب طرح رائع جعل القارئ يعيش الأجواء وينضمّ إلى صفوف الأحرار في هبّتهم ويرى سيول الدّماء وبشاعة المجازر ويحنق على الطّغاة ويثور عليهم وينتمي لكلّ ذرّة تراب بلّلتها دماء أحرار الشّام.
    دام قلبك عامرا بالانتماء لهذا البلد المعطاء أستاذنا، ودامت دماء الأبرياء تقرع أجراس نخوتكم للمضيّ على درب الحريّة الذي عبّدوه لكم لتمضوا عليه.

  7. #77
    الصورة الرمزية أحمد رامي مسؤول عام المدرسة الأدبية
    عضو اللجنة الإدارية
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Apr 2011
    الدولة : بين أفنان الشعر
    المشاركات : 6,190
    المواضيع : 45
    الردود : 6190
    المعدل اليومي : 1.30

    افتراضي

    أستاذة فاتن عاجز عن الشكر على هذا المجهود الكبير الذي أثريت بها القصيدة ,
    و لي عودة قريبة لتوضيح بعض أشياء مررت عليها ..

    لك محبتي و امتناني و ودي و تقديري و الشكر الجزيل .

  8. #78
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد رامي مشاهدة المشاركة
    أستاذة فاتن عاجز عن الشكر على هذا المجهود الكبير الذي أثريت بها القصيدة ,
    و لي عودة قريبة لتوضيح بعض أشياء مررت عليها ..

    لك محبتي و امتناني و ودي و تقديري و الشكر الجزيل .
    سعيدة أن نالت محاولتي المتواضعة لسبر أعماق خريدتكم استحسانكم أستاذي

    وبانتظار ملاحظاتكم الكريمة

    مودّتي

  9. #79
    الصورة الرمزية محمد حمود الحميري مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    الدولة : In the Hearts
    المشاركات : 7,924
    المواضيع : 168
    الردود : 7924
    المعدل اليومي : 1.92

    افتراضي

    ملحمة شعرية أكثر من رائعة ..
    معلمي الحبيب
    كنت هنا أتعلم متانة البناء وبلاغة اللغة ومهارة توظيف البديع وفن استخدام المفردات ..


    تحياتي

صفحة 8 من 8 الأولىالأولى 12345678

المواضيع المتشابهه

  1. خطوة إلى الوراء (خاص بالواحة)
    بواسطة حيدرالأديب في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-06-2012, 05:20 PM
  2. ثورة اللاجئين الفلسطينيين – ثورة العودة –
    بواسطة حمزة صبحي حمزة في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 04-05-2011, 03:40 AM
  3. هل كانت ستنجح ثورة مصر لو فشلت ثورة تونس
    بواسطة فتحي العابد في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 16-03-2011, 12:43 AM
  4. &&& أطياف وردة &&&
    بواسطة أديب قبلان في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 17-04-2007, 01:07 PM
  5. من خلف أطياف العمر ..؟
    بواسطة محمد الدسوقي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-03-2005, 06:08 PM