أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 26

الموضوع: رسَالةُ جوّال أفسدت عليه يومَه

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.10

    Exclamation رسَالةُ جوّال أفسدت عليه يومَه

    رسَالةُ جوّال أفسدت عليه يومَه

    بقلم / ربيع بن المدني السملالي


    استفزّهُ الطّربُ وهو جالسٌ تحتَ شجرة يتفيّأ ظلالَها ، واجتَاحَهُ شعور بالرّاحة والهدوء وهو ينظر إلى الماء النّمير الذي يجري أمامه بانسيّاب ويندفع بقوة ، ولفّهُ اطمئنان عجيب لا عهد له به من قبل إزّاء خلو المكان من بني البشر، سَطعَ السُّرورُ المظفّرُ بين جوانحه حتى كاد أن يَخرجَ من إيهابه ، وهو يحلّقُ بناظريه إلى زرقة السّماء الصّافية ، والجوّ السّمح الطّليقُ قد أنساه المدينةَ وضوضاءَ شوارعها وأزقّتها كما أنساه مشاكلَها وهمومَها وأحزانَها.. وزقزقةُ العصافير تُدغدغُ كيانَه ووجدانَه وروحَه .. داعبَت خياشيمهُ رائحةٌ زكيّة يفوحُ عبيرُها من الأزهار والورود التي تملأ المكانَ وكأنها بساط من صنع فنّان محترف ، فافترّ ثغرُهُ عن ابتسامة كبيرة تدلّ على أنّه قد فقد حاسّة الزّمان والمكان و قد رضيَ عن نفسه كلّ الرّضا . وانطلَقَت أساريرُ وجهه ودلائلُ السّعادة والمرَح بادية على مُحيّاه للعيان .. ارتمى في أحضان الطّبيعة بعدما فرّ من حياته الوهمية وآلام واقعها البغيض . وأخرجَ مُصحفَه وبدأ يقرأ ويرتّل ما تيسّر له من الذّكر الحكيم ..
    لسانُ حاله
    ظفرَ الطّالبونَ واتّصلَ الوصـــ ـلُ وفاز الأحبابُ بالأحباب
    تاهَ صاحبُنا في بيداء الخيال الحالم الجميل ...
    وهمسَ في سرّه: (( لو يعلمُ الملوكُ وأبناء الملوكُ ما أنا فيه لجالدوني عليه بالسّيوف )) .
    وهمسَ أيضا : (( مساكين أهل الدّنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أطيبَ ما فيها )) .
    وبينما هو كذلك ينعمُ بجنّته وعالمه الخاص وقلبه مفعم بالحبور والهناء هجمتْ عليه رنّةُ جوّاله فانتفض كمن لدغته حيّة وعلا وجهَه الكَرْكَمُ بعدما قرأ رسالةً قصيرةً مفادُها :
    ((أخي الكريم / قد صبرتُ عليك كثيرا كثيرا حتى عييتُ بأمرك فإن لم تُسدّد لي ديوني في آخر هذا الشّهر سأتصرّف معك تصرّفا لا يروقك ولا يليق بمثلك . والسّلام .))
    في ثوان قليلة تبدّدت الآمال التي كانت تُداعب أحلامَه ، وأفاق من غفوته ونشوَته وصحا من خواطره وعلمَ علم يقين أنّه لم يكن قابعاً تحت ( شجرة طوبى ) وإنّما هي شجرة من أشجار الدّنيا الدّنيئة الحقيرة !!
    وتسلّلت إلى قلبه أشباحُ الهمّ والغمّ والأسى والأسف..ومراجلُ الغضَب تثور في نفسه ...كما زحف عليه الحزنُ بجحافله وناح عليه بكَلْكَله ...وعساكر الضّيق والكدر قد امتشقت سيوفَها لتطعنَ قلبَه في غير رحمة ولا هوادة...
    فنهض متثاقلاً وقد تولاّه الذّهولُ وتملّكه الارتباكُ والقلقُ وخامره اليأسُ وعقدت الدّهشةُ لسانَه ..وقد لاحت في عينيه آي التّفجّع والشّقاء..ورأى الحياةَ في أبشع صورها ...
    وذهب إلى حال سبيله تاركاً وراءه جنّة الدّنيا ..
    كأن لم يَكُنْ بين الحجون إلى الصّفا ...أنيسٌ ولم يسمُر بمكةَ سامرُ



    ربيع بن المدني السملالي / الجمعة 22 يوليوز 2011
    أنــــا لا أعترض إذاً أنا موجود ....!!

  2. #2
    الصورة الرمزية صفاء الزرقان أديبة ناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    المشاركات : 715
    المواضيع : 31
    الردود : 715
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    نشعر احياناً برغبة للانعتاق من كل ما يُحيطنا
    ان نذهب الى مكان نختلي فيه بأنفسنا علنا نحظى بشئٍ
    من الصفاء والهدوء بعيداً عن الضخب اليومي لحياتنا
    الجوال هو من اكثر ما يُعكر صفو ايامنا لما قد يحمله لنا من
    اخبار تُعكر صفونا و تُخرجنا من حال الرضا الى حالٍ من الضيق.
    بديعٌ مشهد قراءة القرآن فكان ملاذاً لروحه .
    وهمسَ في سرّه: (( لو يعلمُ الملوكُ وأبناء الملوكُ ما أنا فيه لجالدوني عليه بالسّيوف )) .
    وهمسَ أيضا : (( مساكين أهل الدّنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أطيبَ ما فيها )) .
    هذه اللحظات من اجمل لحظات الحياة فهي عمرٌ كاملٌ . عندما نشعر بسموٍ روحي و
    قُربٍ من الخالق . قلةٌ هم من ذاقوا حلاوتها . من هذه الحظات لحظات الشروق.
    دائما "من ذاق عرف" يستحق العزاء كل من لم يعش روعة هذه اللحظات.

    تحيتي و تقديري لابداعك
    دمت بخير

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    نص قصصي جميل حمل فكرة عميقة
    واختار لها صورة إنسانية ربما تتكرر يوميا
    وتحكي في كل مرة معنى جديدا لذلك التناقض بين عوالم الحلم ودنيا الواقع المعاش

    مسكين بطل قصتك أديبنا
    ومساكين هم أهل الدنيا فقد خلقوا في كبد

    دمت بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الزرقان مشاهدة المشاركة
    نشعر احياناً برغبة للانعتاق من كل ما يُحيطنا
    ان نذهب الى مكان نختلي فيه بأنفسنا علنا نحظى بشئٍ
    من الصفاء والهدوء بعيداً عن الضخب اليومي لحياتنا
    الجوال هو من اكثر ما يُعكر صفو ايامنا لما قد يحمله لنا من
    اخبار تُعكر صفونا و تُخرجنا من حال الرضا الى حالٍ من الضيق.
    بديعٌ مشهد قراءة القرآن فكان ملاذاً لروحه .
    وهمسَ في سرّه: (( لو يعلمُ الملوكُ وأبناء الملوكُ ما أنا فيه لجالدوني عليه بالسّيوف )) .
    وهمسَ أيضا : (( مساكين أهل الدّنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أطيبَ ما فيها )) .
    هذه اللحظات من اجمل لحظات الحياة فهي عمرٌ كاملٌ . عندما نشعر بسموٍ روحي و
    قُربٍ من الخالق . قلةٌ هم من ذاقوا حلاوتها . من هذه الحظات لحظات الشروق.
    دائما "من ذاق عرف" يستحق العزاء كل من لم يعش روعة هذه اللحظات.

    تحيتي و تقديري لابداعك
    دمت بخير
    بارك الله فيك أستاذتنا الطيبة وجزاك الله خيرا على الكلمات الرائعة ..
    تحياتي لك

  5. #5
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.86

    افتراضي

    ((أخي الكريم / قد صبرتُ عليك كثيرا كثيرا حتى عييتُ بأمرك فإن لم تُسدّد لي ديوني في آخر هذا الشّهر سأتصرّف معك تصرّفا لا يروقك ولا يليق بمثلك . والسّلام .))
    هي الأمور الدّنبويّة وخاصّة الماديّة التي باتت تفسد على الرّوح نعيمها، في لحظات الانفصال عن ماديّة الكون والبحث عن طهر النّفس، وتجريدها من كلّ ما يضايقها...
    جميل نصّك أستاذي الفاضل... وبلغة أحسنت انتقاء مفرداتها لتوظّف في سرد شيّق
    بورك القلم والفكر
    تقديري وتحيّتي

  6. #6
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    نص قصصي جميل حمل فكرة عميقة
    واختار لها صورة إنسانية ربما تتكرر يوميا
    وتحكي في كل مرة معنى جديدا لذلك التناقض بين عوالم الحلم ودنيا الواقع المعاش

    مسكين بطل قصتك أديبنا
    ومساكين هم أهل الدنيا فقد خلقوا في كبد

    دمت بألق
    بارك الله فيك أخت الفاضلة ربيحة سررت بمرورك وتشرّفت ....

  7. #7
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    هي الأمور الدّنبويّة وخاصّة الماديّة التي باتت تفسد على الرّوح نعيمها، في لحظات الانفصال عن ماديّة الكون والبحث عن طهر النّفس، وتجريدها من كلّ ما يضايقها...
    جميل نصّك أستاذي الفاضل... وبلغة أحسنت انتقاء مفرداتها لتوظّف في سرد شيّق
    بورك القلم والفكر
    تقديري وتحيّتي
    شكرا لك أختي الكريمة كاملة بارك الله فيك ...

  8. #8
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.15

    افتراضي

    وماأكثر رسائل الجوال ورناته التي تفسد علينا الكثير
    ولكنه الواقع بحلوه ومراراته وماعلينا من التزامات تأخذنا من أطايب مافي الحياة
    فتحرمنا لذتها
    جميلة قصتك أديبنا الفاضل وجاءت بمفردة سامقة زادت من جمال الحكي
    دمت بألق
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    الصورة الرمزية وليد عارف الرشيد شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الدولة : سورية
    العمر : 60
    المشاركات : 6,280
    المواضيع : 88
    الردود : 6280
    المعدل اليومي : 1.40

    افتراضي

    تحدثت الأخوات الفضليات ما يكفي عن المقاصد والسرد وهي بلا شك هامةٌ بل الأهم ... لكنهن مشكوراتٍ وفَّين ... وأما أنا سأركز على هذه اللغة الجميلة بمفرداتها وعباراتها وجمال رصفها
    أتدري أستاذي تطربني لغتك أيما طرب والإنسان بطبعه طروبٌ للجمال ... لغة ماتعة وأسلوبٌ شائقٌ ومفرداتٌ منتقاةٌ من منابع اللغة الثرَّة النقية
    دمت مبدعًا .. لا تحرمنا المزيد
    مودتي كما يليق وتقديري أيها المبدع الجميل

  10. #10
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.72

    افتراضي

    نص جميل بما حمل من لقطات ما احوجنا اليها
    هي تلك الصلة بين العبد وربه والتي جاءها بطلها
    شاكرا لله انعمه بتلاوة القرآن الكريم
    توقفت عندهاوتساءلت .. هل نحن شاكرون ..؟؟

    بارك الله لك وعليك

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. جوال ,,,,,,, لن يرد صاحبه !!!!!!
    بواسطة أبو ريان الشيخي الشريف في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 13-08-2020, 05:49 PM
  2. أفسدت أذواقنا الحرية
    بواسطة مصطفى السنجاري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 11-05-2016, 04:57 PM
  3. ستـون نصيحة للمسلم في يومه وليلته
    بواسطة عطية العمري في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-04-2009, 10:38 AM
  4. للشاعر في آخر يومه
    بواسطة حسين عبدالغني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 17-03-2009, 06:44 PM