..
لو تعلمينْ...
..
أوَتبخلينَ
بهمسةٍ في أذنِ عشقي
وانتظاري يا شقيقة غربتي
حتّامَ قلبكِ كالصُّخورِ جفاؤهُ
لا يستجيبُ ولا يلينْ
أوَتذكرينَ
حديثنا، يا بدرُ
ليلةَ أنْ تبعثرتِ الكواكبُ في يديكِ للحظةٍ
والكونُ غلّفهُ الضّبابُ وحيرةٌ
في ناظريكِ تخبّأتْ خلفَ الجنونِ
أتذكرينْ؟
كالصّخرِ أنتِ
تماسكًا وغباوةً وقساوةً،
هذا الذي عندَ التمنّعِ
تُظهرينْ
لكنّ ثغركِ زهرةٌ بسّامةٌ
كالطّلِّ في صُبحِ الهوى
يروي ترابَ الظّامئينْ
ويفوحُ حتّى رقّةً
ويلي إذا ما مرّ فوقَ خدودِ همسيَ كالنّسيمِ
أظنّ أنّكِ عندها مثلُ
الزُّجاجِ تَكَسّرينْ
فدعي الشّظايا
فوقَ حبّيَ ربّما
أحتاجها في ليلةٍ لتكونَ شاهدةً عليكِ
أصوغها أنّى أشاءُ طريقةً للوصلِ
بينَ شروقِ شمسكِ والغروبِ
بلحظةٍ لو تفهمينْ
أينَ الغرابةُ
في احتواءِ الكونِ بينَ
جفونِ عينِ حبيبةٍ عندَ اللقاءِ
أتعجبينْ؟
لا تعجبي
إنْ طارَ صبٌّ كالفراشةِ يرتمي
فوقَ الزّهورِ يضمّها
ذا شأنُ كلِّ العاشقينْ
لو تُدركينَ
رقيقتي معنى لقاءٍ في السّحابِ
على أريكةِ لهفةٍ والبرقُ ينتظرُ السماحَ
برقصةٍ تجتاحُ خصركِ والنّدى
قُبَلٌ تثورُ وتستكينْ
أوَبعدَ هذا الشّوقِ
يحرقُ ما تبقّى منْ أناتي
واصطباري واحتمالي
يا حبيبة تهربينْ؟
وتغادرينَ الحفلَ،
ليتكِ ما فعلتِ، فإنّه ما كان حفلٌ
في السّماءِ أقمتهُ إلّا لمسحِ
الحزنِ عنْ عينيكِ
في الليلِ الحزينْ
كالرّيحِ كنتِ مرارةً
أينَ النّسيمُ قذفتِهِ
معَ كلِّ أوراقي الصّغيرةِ؟
يا رياحُ تمهّلي، وترفّقي
فحروفُ إسمكِ فوقَهُ
لوْ تعلمينْ
..
بقلم : م . رفعت زيتون
23 \ 7 \ 2011
..