أحدث المشاركات
صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 39

الموضوع: لعنة أبو أنف ...

  1. #11
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 24
    المواضيع : 2
    الردود : 24
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    كانت كرة سوداء تتحرك في داخلي بلا هوادة، تركلها أقدامٌ ما ثم ترتطم بأركاني، تزلزلني بعنف ولا ألوي على شيء، أبدًا .
    لحظة تأمل خاطفة .. تفعل هذا كله، تهدم أشياء وتبني أشياء أخرى وترعد وتزبد وتختزل الحياة في شعورٍ يتيم .. الخوف، الخوف العميق الذي جعلني أعتزل جداري العتيق وقد كنتُ أتسلقه صباحًا ولا أغادره إلا لمامًا، أرى فيه الجانب الآخر من الحيّ، الشارع الإسفلتيّ والبيت المتطاول ببذخٍ أمام بيتنا الصغير، ثم سيارة جارنا الذي لا أعلم لمَ اختار أن يعيش في هذا الحيّ المُعدم وهو المترف المدلل الـ يرفع طرف ثوبه - كـعروس - حينما يسير في الأزقة المتسخة، ثم يطلق تأففاته حين يراني دون أن يهديني ابتسامة أو يشيح بنظره عنّي .

    الخوف الذي جعلني أتخيل أن أحدًا يسير بداخلي .. يتحرك ويدير شؤوني بنفسه ويدخل معي تحت اللحاف ويهمس في أذنيّ باسمي مرارًا .


    فقط لأنني نظرتُ لأسنانها، ثم يديها، ثم خفتُ عليها .. فتسلل الجنيّ إلى جسدها، ثم إلى حياتي ؟!
    هل تحدث الفجائع بهذه البساطة ؟ بهذا التسلسل العجيب .. الفجائيّ والكارثيّ في آن ؟

    وصارت طريحة الفراش، لا تشعر بيديها .. ترفعهما والدتها صوب عينيْها ثم تهمس : نادية، انظري، ما زال لديك يديْن .. فيتحول السكون إلى صُراخ .. ترتجف أطرافها، يخرج الزبد من فمها .. تصرخ وتصرخ .. ويختلط بكاؤها بكلامٍ لا يفهمه أحد، ثم تسكن تدريجيًا، تموت شيئًا فشيئًا وتغطّ في نومٍ طويل لا يشتت هدأته غيرَ أنـّات متقطعة .

    أقترب منها وأتحدث معي، بصوتٍ لا أكاد أسمعه ..
    تأنّين يا نادية ممّ ؟ أنا صديقتكِ .. شريكتكِ في الضجيج، في الفقر، في الحزنِ الساكنِ البعيد الذي لم نرَه يومًا لكنّا شعرنا به ونحن نضحك .. ونحن نقتسم فطائر الصباح، ونحن نقف في أول الطابور ونصمتُ عن ترديد النشيد الوطنيّ .. لأنه لم يكن هناك وطن .. أخبريني ما بك ؟ سأعطيك يديَّ .. إحدى اليدين فقط .

    وأبكي، وتبكي معي والدتها، تحول لسانها السليط إلى قطعة لحمٍ جافة بالكاد تردد الأذكار وتحوقل، تحولتْ لأمّ .. وقد كانتْ شيئًا آخر لا يعرف الأمومة، للمصائبِ وجهٌ حسن .. لكن ما جدوى هذا كله ونادية الآن لا تستيقظ إلا لتبكي ثم تصرخ ثم تنتفض ثم .. تنام ؟!

    ويدخل أبو أنف، يواري وجهه سريعًا ثم يتنحنح وألتفتُ .. ثم أقفز إليه .. بيأس .. بحزن .. برغبة الأنثى الدفينة في أن تبكي بين يديْ ذكر .. وإن كان طفلًا لا يجاوز الثالثة عشر، وإن كانت صغيرة لم تتخلص بعد من أسنانها اللبنيـّة :
    أبو أنف .. نادية .. بتموت ؟!

    يقول – ولا زالت يديْه تخفي معالم وجهه .. أنفه تحديدًا - : لا، ادعي لها .

    هكذا .. بحزم، بجدية، برجولة مبكرة جدًا، يتصرف كالكبار، كما لو أنه " أب " .. يحفظ ما يقولونه .. ليردده في الوقتِ المناسب أو غير المناسب، أنظر إليه .. كأنني أتوسل منه شيئًا آخر غير أن .. هذه الكلمة : أدعو لها، ما هو الدعاء ؟
    أتشبث بثوبه هذه المرة :
    - مازن علمني كيف أدعو لها ..
    لا أدري هل وقع في ورطة، تجمّد فقط .. ابتعدتْ يديه عن وجهه تلقائيًا .. نظر بدهشة :
    - ما تعرفي كيف تدعي ؟
    - لا !
    - قولي : الله يشفيك يا نادية ..
    - بسّ ؟
    - أيوا بس .. لمّا تصلي .. ووجهك ع الأرض قولي كذا ..
    - انت تسوي كذا ؟
    - أيوا .. والوالدة والوالد يدعون لنادية .

    يقول : الوالدة والوالد،.. تبدأ الرجولة في الشخصِ حينما يتنصل من قول : أمي / أبي، نوعٌ من الاستقلال .. أو الخجل من التبعيّة، من الألفاظ التي تذكره بالطفولة واحتياجاتها، مازن يعتقد أنه رجل رغم أنه بلا شارب، ورغم أن صوته يشبه صوت نادية إلى حدّ كبير، ورغم أنه .. ما زال يدخن السجائر الورقية !

  2. #12
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 24
    المواضيع : 2
    الردود : 24
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    دخلنا من ممرّ ضيق ثم وصلنا إلى غرفة مستطيلةٍ توزعتْ فيها كراسي بلاستيكية بيضاء اللون وهنا أشارتْ لنا والدتي أن نجلس قبل أن تعبر من ممرّ آخر .. هي أولًا ثم والدة نادية، ثم نادية التي ترتدي العباءة .. - تفعل هذا للمرة الأولى – تاركةً " غطاء الرأس " حول عنقها وظفيرتها منسدلة إلى منتصف ظهرها وقد تطاير شعرها بشكلٍ يوحي بالخوفِ، بالخوفِ فعلًا .. لم تكن مبتسمة، كان يرتسم على ملامحها شيء يشبه النعاس أو الجوع أو .. الموت، رغم ذلك كانت أسنانها بارزة .

    جلستُ أنا وشقيقتي، كانت هادئة كحمامة، يتجه بصرها للأمام فقط .. لا تنظر إلى شيءٍ معيّن، ويدها تمسك يدي .. أما أنا فقد كنتُ أتحرك على مقعدي كثيرًا، أقف .. ثم ألتفت يمينًا ثم يسارًا ثم أطلب منها أن تربط حزامي فتفعل بآلية، ولا تقول لي : اجلسي . كأنها تعيش في عالمٍ آخر .. أبيض ربما، أو أسود .. لا أعلم ما الفرق بين اللونيْن، لكنها ساهمة .. ثابتة، لا تحرك رأسها إلا حين أطرح عليها سؤالًا ما، تجيب بهمسٍ وكأنه لا يجوز لأحد أن يسمعنا .. رغم أن ليس في الغرفة غيرنا، هل كانتْ تعلم أن هناك من يسمعنا ؟ ينظر إلينا ؟ يحدّق مثلًا ؟

    - وين راحوا ؟
    - عند الشيخ محمد
    - وين الشيخ ؟
    - في الغرفة .
    - ايش عرّفك ؟
    - أعرف .

    وهكذا تسير محادثتنا، دون أن ينزّ وجهها بضجر أو خوفٍ أو قلق، أما أنا .. فقد كان إعصارٌ من الخوفِ بداخلي، اشتدّ حين علا صوت الشيخ الجهوريّ وبدأ في القراءة .. كنتُ أظنه يتحدث قبل أن تخبرني أختي أنه بدأ في قراءة القرآن، وأن عليّ التزام الصمت، وهنا ضغطتْ على يدي بشدّة .. تمامًا كما تفعل الأمهات، وتمامًا .. كما يحدث كل شيءٍ فجأة دون سابقِ إنذار .. بدأتِ الجلبة في الداخل، لم تكن تشبه جلبتنا حين نخرج من الصفّ ولا حين نحتفل باصطيادِ قطةٍ للتو وُلدتْ ولا حتى حين مات والدي، كان صراخًا مدويًا مفزعًا يستمر دون توقف، تزداد وتيرته حين يعلو صوت الشيخ محمد، ثم يخفت قليلًا .. ربما في هذا الوقت كان الشيخ يشربُ ماءً .. وبعودة القراءة تعلو الأصوات .

    للمرة الأولى لم أبكِ، للمرة الأولى شعرتُ أن البكاء في هذا الوقت لن يأتي وربما لن يجدي، لكني وددتُ لو بكيتُ أو صرختُ أو هربتُ، لم أكن ألوي على فعل شيء، نظرتُ لعينيْ شقيقتي .. كانتا متسعتيْن دهشةً ربما أو خوفًا أو فضولًا، لا أعلم .. أردتُ أن أجد لديها إجابةً ما لكل الأسئلة الـ تحتشدُ فيَّ، لكنها بدتْ فارغة، ومثلي .. ربما، تكويها الأسئلة .

    بقيتُ ملتصقة بها لمدة ساعة أو ساعتين .. لا أدري كم مرّ من الوقتِ حتى صمت الشيخ، ثم رأيتهن يخرجن، نساء يتوشحن السواد .. يتكئن على جُدر أو على أكتف بعضهنّ، يترنحن كما لو أنهن خرجن من حانة، تسقط إحداهنّ فتسرع والدتها أو أختها ربما لترفعها، كنتُ أبحث بعينيّ عن " ماما " أو " نادية " أو حتى والدتها السليطة، ولم يخرجن، بكيتُ .. هذه المرة بكيتُ بشدة، وشقيقتي صامتة .. هادئة، وديعة .. وكأن شيئًا لا يحدث، وكأن الأمر برمته لا يعنيها، سحبتُ يدي من يدها وتسللتُ سريعًا نحو الغرفة الأخرى، عبرتُ من جانب كائنات نصف بشرية، يتخذ الجنّ أجسادهنّ مساكن، هكذا يقولون .. كنتُ أضع يديّ على أنفي .. ثمة رائحة كريهة .. عرق، ورائحة أخرى تشبه النباتات النتنة، عبرتُ سريعًا دون أن أخاف .. ، ثمة خوف أكبر كان يسيّرني، تعلمتُ لاحقًا أننا لنتغلب على شعورٍ ما فعلينا الإتيان بشعورٍ أقوى منه، وصلتُ للغرفة .. ورأيتهم جميعًا، ظننتُ الشيخ طويلًا وضخمًا لكنه بدا أقصر من تخيلاتي، لحيته ليستْ كثة .. يرتدي " شماغ أبيض " وفي فمه سواك، كانوا يتحدثون بخصوص نادية التي تبلل شعرها وتغير لونها للأصفر .. أشرتُ إليها بيدي، ابتسمتْ ثمّ ضحكنا وسرعان ما وضعتْ يديها على فمها .

  3. #13
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.14

    افتراضي

    رائعة أنت ياسمراء
    حرفك ممتع أجبرني على المتابعة وفي انتظار هطول باقي الحكاية
    كل عام وأنت بخير
    ولك خالص التحايا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #14
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    أأمر بين كل حلقة وتاليتها لأحدثك عن مدى انبهاري بهذا الحرف
    أسلوبك رائع ومهارتك السردية مختلفة مشوقة آسرة

    سأكون على عتبة هذه الصفحة دائما لكيلا يفوتني هطولك

    دمت بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #15
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 24
    المواضيع : 2
    الردود : 24
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    الأخت رنيم.. الروعة في تواجدك الكريم هنا
    أستاذة ربيحة .. يخجلني إطراؤك دائما
    كوني بخير

  6. #16
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 24
    المواضيع : 2
    الردود : 24
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي



    في الكتابة .. نعمد إلى حشر التفاصيل وذكرها كي لا نترك فجوة زمنية بين حدثٍ وآخر، وفي الواقع .. تحدث هذه الانتقالة العظيمة دون أيّ فجوة، تحدث بشكل متسارعٍ مُذهل وموجعٍ أيضًا، كنتُ أتخيل أن تحدث المعجزات .. إلا أن ننتقل من الحيّ الذي وُلدتُ فيه وحفظتْ أزقته خطواتي، إلى آخر لا يشبهني، لا يشبه ملابسي الرثة والعلامة الفارقة في جبيني برمية حجرٍ خاطئة، من اللازم أن ندرك الأشياء المتعبة مبكرًا جدًا كي نستطيع التعايش معها، الإدراك ضرورة و في ذات الوقت ألم، هكذا نختصر الكلام : لكي ندرك لا بد أن نتألم ولكي نعيش لا بد أن ندرك، إذًا لكي نعيش لا بد أن نتألم، لا بد أن تتحول الطرق المعبدة في وقتٍ ما .. إلى أخرى شائكة، لا يكون المسار واحدًا على الإطلاق، يبدأ هذا .. حين نبدأ في التفكير، ومذ بدأت أفكر وأنا أنتقل من طريقٍ لآخر .. أنتقل صعودًا ؟ هبوطًا ؟ لطالما قيل إن الهبوط أسهل من الصعود، لكنني كنتُ أهبط بصعوبة .. أتدحرج ؟! ربما .



    دخل أمامنا ليرى والدتي، دون أن ترتدي عباءتها، كانتْ جميلة .. أجمل من أيّ وقتٍ آخر وفي عينيْها حكاية وسرّ .. وبريق وكحل، رآها .. ابتسم، سألها عن حالها، لم تُجِبْ .. وضع على الطاولة الخشبية علبة مستطيلة بلونٍ أحمر، وكرر التبسّم ثم خرج ولحقه خالي .



    وأنا أتأمل .. لطالما لعنتُ فضولي وحسدتُ شقيقتي على أنها لا تعبأ ولا تتأمل ولا تفكر، لم تكن تفكر .. أجزم بهذا، لأنني حين سألتُ والدتي من هذا ولمَ أعطاكِ هدية ولمَ كان يبتسم ولم جاءت أم نادية وبكتْ كثيرًا .. وكنتُ ألِح بطرح الأسئلة .. كانت شقيقتي صامتة، كمن يفهم كل شيء، أو كمن لا يفهم .. تستوي الأمور في كثيرٍ من الأحيان وأقسم أن أمور شقيقتي كانت مستوية وأنها لو ماتتْ فلن يشعر بها أحد؛ بل .. لن تشعر هي بذلك .





    لم يمضي من الوقتِ الكثير حتى انتقلنا إلى منزلٍ آخر .. بأبواب جميلة وفناء صغير، لكن المزعج .. أن ذلك الذي يتبسم .. ذلك الذي كان من اللازم أن أقول له : بابا أو عمو في أسوأ الحالات .. يأتي كلّ يوم، وينام برفقتنا .. والمؤلم .. أنه لم يعد من الممكن أن أنام بحضن والدتي فهي تغلق دونها الأبواب في وقتٍ مبكّر .. والحقّ أنها لم تكن تنسانا أبدًا، وذلك اللئيم لم يكن سيئًا .. لكن غيرتي المفرطة جعلتْ مشاعري جميعًا تتحول إلى نقمة، إلى سلوكيات مستفزة تنتهي بأن أُحبس في غرفة مظلمة حتى أقدم اعتذاراتي، هذه الإهانة المبطنة كانت تستفزني أكثر من أيّ شيء آخر، ولأن الأمور تسير هكذا فقد قررتُ أن أحب الظلام وأن أوطّد علاقتي به فهو الشيء الوحيد الذي يمنحني السلام والسكينة .. والكبرياء، وفي الظلام أستحضر الأشياء البيضاء .. قلب نادية ولعنة مازن والجدار العتيق، يمكننا الاستمرار في الحياة .. حتى حين تُنتزع منا أشياؤنا المحببة، هل هذا رحيم ؟ أم فيه قسوة وصلف ؟ أن يُقدر لنا العيش كالموتى .. أن نُركن في الزوايا وعلى الأرفف ثم يُطلب منا أن نكون صورًا عتيقة لا تنبس بوجع وإن كان لها ذاكرة حيّة ؟



    كنتُ أريد أن أقول إن حاجاتي أكبر من المصروف اليوميّ والسرير الوثير والغرفة الورديّة، هذه كلها لم تكن لتمنحني ذلك الشعور اللذيذ .. الذي طالما دفعني للغناء بصوتٍ مرتفع والاستحمام .. الساعة الرابعة عصرًا ثم التلصص من النافذة، كنتُ أريد هذه التفاصيل الصغيرة .. لأنه لم يكن من المُستطاع أن أفهم المعنى الأعمق للاستقرار، حين كبرتُ .. عرفتُ كيف تكون الأنانية .. واتهمتُ والدتي – في سرّي – بأنانيّتها، بأنه كان من المفترض عليها أن تهتم بسعادتنا وألا تغيّر سير الواقعِ .. فهو كان جميلًا بالنسبة لي، ولا أدري كيف كان بالنسبة لشقيقتي .. لأنها لم تتغير، رغم أنها كبرتْ .. باتَ من اليسير عليها شرح ذاتها بشكلٍ مفهوم، لكنها لم تكن تشرح .. لم يكن لها ذات ؟ لا أعلم .. بدتْ ناضجة، استدار جسدها وأصبحتْ أكثر اهتمامًا بشكلها .. بل صار جلّ وقتها أمام المرآة، ترفع شعرها للأعلى .. ثم تعيده للأسفل، ثم تضعه خلف أذنيها .. تنزل خصلتيْن .. ترفعهما، هكذا بآليتها المعتادة .. ثم تستقرّ على شكلٍ معيّن، وتذهب إلى سريرها لتقرأ الجريدة ثم تقصّ ما يروق لها من مقالات وخواطر .. وتحتفظ بها في درجٍ علوي .. لم أكن أستطع الوصول إليه، وأنا أنظر إليها بحرص .. لا تشبه ماما، رغم أنها أصبحت امرأة مثلها .. عيناها ناعستان، فمها صغير .. تتشقق شفتيْها إن ضحكتْ لذلك كانتْ تكتفي بالتبسم .


  7. #17

  8. #18
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    حين يلامس وجع الكلم القلب يطبّبهُ ...
    أتابع سردك الرّائع بشوق...

  9. #19
    الصورة الرمزية د. مختار محرم شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2011
    الدولة : في بيتٍ ما
    المشاركات : 3,219
    المواضيع : 139
    الردود : 3219
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    أتابع وأنتظر معرفة مصير جني نادية ^ ^
    مبدعة أديبتنا سمراء

  10. #20

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رغم أنف الزوبعة
    بواسطة تبارك في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 19-08-2022, 12:14 PM
  2. أنفٌ مكهرب
    بواسطة علي قنديل في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-05-2017, 08:16 PM
  3. النصرُ آتٍ رغمَ أنفِ الكارهين
    بواسطة زاهية في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 13-08-2013, 06:25 PM
  4. أنفٌ واعتراب!/للشهيد صدام حسين.
    بواسطة فوزي الشلبي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-06-2013, 09:42 PM
  5. عملية بطولية رغم أنف الكثير
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-03-2003, 02:12 PM