جوال ,,,,,,, لن يرد صاحبه !!!!!!
تتقاذفني أمواج الآهات
وتغرقني لجج بحار الأحزان في هذه الأيام
لدي رقم جوال كان صاحبه بالأمس يرد علي مبتسما مرحبا ومهللا سائلا عن أحوالي مستبشرا
أما اليوم
فكلي ثقة بل أحلف بالله وأنا متعلق بأستار الكعبة أنه لن يرد علي ولو اتصلت به ألف ألف مرة !!!
لماذا أحبتي
هل اختلفنا ؟؟
كلا
فذاك الرجل لايمكنك أن تخالفه لطيب معشره وحسن تعامله
لماذا
هل أغضبك أو أغضبته
مستحيل
فذاك الرجل قالب من الأخلاق
ومهما بلغت من وقاحة أوسوء خلق
فإن حبال أخلاقه الطويلة
تلتف حول قلبك
وتقيد مشاعرك
وتأسر أحاسيسك
إذن لماذا أنت متأكد أنه لن يرد
أظنك ستحنث في يمينك وستكفر عنها لامحالة
أعيد عليك قولي
والله ,,, وبالله ,,, وتالله
لن يرد
لأنه
ماااااااااااااااااااااااا اااات !!!!
أجل أحبتي
لقد قدر الله سبحانه وتعالى
على حبيبي وأخي الأكبر (أبو مازن )
لقد قدر الله عليه الموت في يوم الثلاثاء الماضي
وصلي عليه فجر الأربعاء في الحرم ووري الثرى في مقابر المعلاة فاللهم ياحي ياقيوم أسبغ على قبره شآبيب الرحمة
آآآآآآآآآآه ياعمر
لقد فجعنا والله بك
لقد كنت والله كنزا ثمينا فقدناه
وأخذت أتجرع مرارة الفراق
مابين مصدق ومكذب
عندما تلقيت الرسالة كنت في جامع الراجحي بالرياض لأداء صلاة الظهر وعندما قرأت الرسالة
أصبح من بجواري يظنون أني من أهل الجنائز التي سيصلى عليها بعيد الصلاة
وماهي إلا لحظات
قلت في نفسي لعلي لم أقرأ الرسالة جيدا
لعل المتوفى
أم عمر
أبو عمر (مع أنه متوفى منذ مدة)
أخو عمر
ابن عمر
أي شي
أهم شي
ألا يكون عمر
قرأتها مرة أخرى
وأخذ اليأس يتسلل
واليقين يتأكد
بأنه رحل
أديت الصلاة
وليس الحال بالحال
بل هو أبلغ من ألف مقال
تنكرت لي الدنيا كلها
واسود الكون ونحن في رابعة النهار
كنت أغتنم كل سجدة لينهمر الدعاء لهذا الغالي
وبعد الصلاة
خرجت ويممت سيارتي
ورفعت سماعتي واتصلت على زميلي مرسل الرسالة
وسألته بالله أهذا الخبر صحيح
قال لي
ياأبا ريان
هذا أمر اللـــــــــــــــــــــه !!!!
أحسست وقتها وكأني طفل رضيع
يريد أمه
ليرتمي في أحضانها
ويصيح باكيا
لأخرج مافي قلبي
من لوعة وحسرة
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها
سبحانك يامالك الملك
سبحان المحيي المميت
هنا سلمت بالأمر
وصرت في حالة
يرثى لها
يالهفي عليك
ياأبا مازن
ليتني كنت في البلد الحرام
لأضع قبلة على جبينك
ولو من فوق أكفانك
عدت إلى جدة
وتوجهت لأداء العزاء
إلى بيته
ويعلم الله
أني أمني نفسي
قائلا
لعلي أجده
من المستقبلين للمعزين !!!! وأن المتوفى غيره
وجدت إخوته
وابنه مازن في السنة الثانية الجامعية / هندسة
أما ماقطع قلبي أشتاتا ومزقه أشلاء
هو ابنه مهند
في المرحلة الابتدائية وكان واقفا يستقبل العزاء في والده ودمعه يترقرق على خده
وكان ثالث يوم
والحضور غفير
فكيف بأول يوم
إنهم العظماء
وعندما جاء يوم السبت
كان لنا مع الحزن فصول أخرى ومشاهد عظمى
دخلت المدرسة
والكآبة بادية
على بابها
والظلام دامس في أروقتها
ورائحة الحزن تفوح من جميع أركانها
قابلت زملائي
لا أدري أهنيهم بعد الإجازة أم أعزيهم في زميلهم
إن من أصعب المصاعب
أنك عندما تدخل المدرسة تجد على يمينك لوحة ببعض أنشطة المدرسة
ومن ضمنها
صورة وحيدة لأبي مازن وأنا جالس بجواره في مصلى المدرسة لإقامة محاضرة دينية
وكلما دخلت أو خرجت وقعت عيني على صورته وهو مبتسم
كيف لي الآن
أن أدخل إلى مكتبك وقد خلا منك !!
وكأن مكتبك من محارمك أستحيي أن أخلو بها في غيابك
لقد كان هذا الرجل شعلة من النشاط اللامتناهي
كنت أدخل مكتبه وصوت الشيخ المعيقلي يصدح بالقرآن وكان هذا على الدوام
ولم يلقني يوما أو أي زميل إلا بابتسامة ساحرة
تجذبك إليه وتدخله إلى قلبك بلا استئذان
في يوم السبت
حضر بعض الزملاء
ولما يعلموا بعد بالخبر !!!
فلكم أن تتصورا
الحالة
إنها
دموع الرجال
حينما تنسكب
لفراق الرجال
أحدهم دخل غرفة وأجهش بالبكاء
وخرج وقد تغيرت معالم وجهه
والآخر
ذو بنية جسمانية
وعضلات مفتولة
فخارت تلك القوى
وتمزقت عضلات قلبه
وتقطعت أربطة فؤاده
وكان شعار
ذلك اليوم
هو
الدموع
ولا شيء
غير
الدموع
خلوت بنفسي
في غرفة المدرسين
وبعد وقت قصير
دق جرس بداية الحصة !!!
أين أنت أبا مازن
لتحثنا
بابتسامتك
وتخجلنا باحترامك
كنت والله
أسمع صوته
ينادي ... بين وقت وآخر
كان هذا الرجل يسعى دوما
للخير
وفي الخير
من أجل الخير
كان دوما يسعى
"لإذابة الجليد بين الزملاء" كمايسميه
سبحان الله حتى المصطلحات التي يستخدمها
رفيعة
رائقة
يسمي الخلاف
جليدا
ولم يسمه
نارا
أو شرا
ليسهل ويهون الأمور
فكان يسعى للإصلاح
وفي يوم السبت
التقى بعض المتخاصمين
ممن كان يسعى في الإصلاح بينهم
واصطلحوا
إكراما لهذا الرجل
ووفاء لحقه
وهكذا هم العظماء
تجري عليهم أعمالهم
وهم في قبورهم
كانت صورة
الأخ عمر يرحمه الله
لاتفارقني
الصورة شاخصة أمامي الآن
وهو يرتدي الشماغ الأبيض الناصع الذي يقل بياضه كثيرا عن بياض قلبه
وتعلوه ابتسامته المميزة
عذرا
أخي عمر
قيل عني أني شاعر
فليتني كنت اليوم ولو شويعر
لكي أنظم فيك ألآف الأبيات عساها توفيك ولو القليل من حقك
ولكني كلما هممت
وجدت قواميس اللغة تشفق على نفسها
أن تظهر سوآتها لعدم وجود مايليق بمقامك الرفيع
وكلما أقمت القوافي وجدتها تجثوا وقد أعيت كواهلها صفاتكم الحميدة
آآآآآآآآآآآآآآآآآآه
ثم
آآآآآآآآآآآآآآآآآآه
لو رأتني
الخنساء اليوم لسلت عن مصابها بأخيها صخر
بمصابي
لن يستطيع الشعر أبا مازن أن يوفيك حقك
ولو اجتمع
فيك المتنبي وخصومه
لخصموا فيك جميعا
فتحت في الأمس القريب محرك البحث (جوجل) وكتبت أصابع قلبي (عمر أحمد قزاز!!! )
لأفاجأ
بأن المصابون بك كثير
هذا الرجل
مات وهو على طاعة من أعظم الطاعات
إنه بر الأم
الــــلــــــــــــــــــ ـــــــه
ماأعظمها من خاتمة حسنة
ذهب لزيارة والدته
ثم عاد لمنزله
وأحس بوخز في الصدر وضيق في النفس
ثم سكت قلبه
لك الله ياهذا القلب
فبسكوتك
حركت ألسنا
وهيجت مقلا
وأحرقت أكبادا
وأمت مهجا
******
أحبتي الكرام
هذه قصة عزيز حبيب قريب رحل عن دنيانا في طرفة عين وقد ترك خلفه ميراثا عظيما من العمل الصالح وكريم الأخلاق
ولكن ماذا عنا نحن المساكين!!!
هل صلينا الفجر في جماعة ؟؟
هل حافظنا على جميع الصلوات في بيوت الله؟؟
هل بررنا بأهلينا؟؟
هل فعلنا الأوامر واجتنبنا النواهي؟؟
أم نحن مازلنا في سن الشباب
والموت لايأخذ إلا الكهول
أحبابي
البدار إلى التوبة
سارعوا إلى الأعمال الصالحة
تزودوا لآخرتكم
أعمروا آخرتكم الباقية ,,,ولاتنشغلوا عنها بدنيا فانية
ياعبدالله
لو جمعت مال قارون
فلن تخرج من دنياك إلا عاري البدن صفر اليدين
إلا من عمل صالح
###
اللهم ياحي ياقيوم اغفر لأخينا عمر قزاز
اللهم اجعله في عليين ,, واخلفه في عقبه في الغابرين ,, واغفر لنا وله يارب العالمين
اللهم إنا شهداء في أرضك
نشهد أنه كان من الأخيار
ونثني عليه خيرا
فأوجب له الجنة
وحرمه على النار
اللهم عافه واعف عنه ووسع مدخله وأكرم نزله واغسله من خطاياه بالماء والثلج والبرد
أبدله ياربنا دارا خيرا من داره
وأهلون خيرا من أهله
واحشره مع الأنبياء والصديقين والشهداء
واجمعنا به في الفردوس الأعلى
اللهم احفظ ابناءه من بعده
واجعلهم قرة عين
واجعلهم للمتقين إماما
اللهم احفظهم بحفظك
واكلأهم برعايتك
اللهم آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد مع اقتباس
