أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: وما يخْلُو كِتابٌ مِن فَائِدة

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    Thumbs up وما يخْلُو كِتابٌ مِن فَائِدة

    وما يخْلُو كِتابٌ مِن فَائِدة
    فكرة / ربيع بن المدني السملالي

    - مَنْ أحَبَّ أنْ يَسْتَفِيدَ فَلْيَنْظُرْ فِي كُتُبِهِ . عبد الله بن المبارك رحِمَهُ الله .
    - فاْلكِتَابُ حَاضِرٌ نَفْعُهُ ، مَأمُونٌ ضرّه ، ينشطُ بِنَشَاطِكَ فَيَنْبَسِط إليك ، ويملّ بِملالِكَ فَيَنْقَبِضُ عَنْكَ ، إن أدْنَيْتَهُ دَنَا ، وإنْ أنأيْتَهُ نأَى ، لاَ يبْغِيكَ شَراًّ ، ولاَ يَفْشِي عَلَيْكَ سِرّاً ، ولاَ ينم علَيْكَ ، ولاَ يَسْعَى بِنَمِيمَةٍ إليْكَ . نِعْمَ الْمُحدِّث والرّفِيقُ – كتابٌ تَلْهُو بِهِ إنْ خَانَكَ الْأصْحاب ، لا مُفْشِياً للسِّر إنْ أودَعْتَهُ ، ويُنَالُ منه حكمةٌ وصَوابٌ ، فاجْعَلْ الْكِتَابَ جَلِيسَكَ فِي الْوَحْدة ، وأنِيسَكَ فِي الْخُلْوة ، فقدْ قِيلَ لِرَجُلٍ : من يؤنِسُكَ ؟ فضَربَ عَلَى كُتُبِهِ ، وَقَالَ : هذِه . فقيل : من النّاس ؟ فقالَ : الّذين فيهَا . وقيلَ لِبَعْضِهم : أما تَسْتَوْحِشُ ؟ فقال: يَسْتَوْحِشُ منْ معَ الأُنْسِ كُلِّه ؟ .قيل : وما الأُنسُ كُلّه ؟ قال : الكُتُبُ . قال بعْضُ الوزراء : يَا غُلامُ ائتِنِي بأنسِ الخُلْوة ومجمع السّلوة فَظنَّ جُلسَاؤهُ أنّه يَسْتَدعِي شَراباً ، فَأتاه بِسَفْط فيهِ كتُبٌ . اهـ من رسالة ماذا نقرأ ولمن نقرأ ص 11
    - إنّ منْ أكْبَرِ مُشْكِلاَتِ الْقِرَاءَة الْحَاصِلة عنْدَ كَثِيرٍ منَ النّاسِ هيَ النُّفْرَةُ منَ الْكِتَابِ والّتِي تَكَادُ تَصِلُ إلَى الْعَدَاوةِ أحْيَاناً ، وعددٌ منَ النّاسِ يَشْكُو منْ سُرْعَةِ السّآمَةِ وَالْمَلَلِ إذَا فَتَحَ الْكِتَابَ وخُصُوصاً الْكُتُب الجَادّة ، ولِذَلِكَ نَرَى الْيَوْمَ فِي الْوَاقِعِ ظَاهِرَةً سَيِّئَةً ، وَهيَ الإعْراضُ عن الْكُتُبِ الشّرْعِيةِ المُفيدة ، والإقْبالُ على الكُتبِ التّافِهةِ والقِصَصِ الْفاَرِغة والْمَجَلاّتِ ذَات الصّور والألْوَن وأخبار الرّياضة والفَن ، وصَارَ عَدُوّنا يتَبَجَحُ بِأنّ العَرَبَ لاَ يَقْرَؤونَ ، وإذَا قَرأوا لا يَفْهَمون ، وإذا فَهِموا لاَ يَعْمَلُون :
    لِمِثْلِ هذا يذُوبُ الْقلْبُ من كَمدٍ ...إِن كَانَ فِي الْقَلْبِ إسْلامٌ وإيمانُ
    اهـ من رسالة للشّيخ الفاضِل محمد صالح المُنَجِّد " كَيْفَ تَقْرا كتاباً "
    - إنَّ الشَّعْبَ الّذِي لاَ يَقْرَأْ ، لاَ يَسْتَطِيعُ أن يَعْرِفَ نَفْسَهُ ، ولاَ أن يَعْرِفَ غَيْرَهُ . ((والْقِراءةُ )) هيَ الّتِي تَقُولُ لَنَا : هُنَا وقَفَ السّلَفُ من قبلِكُم . هنا وصلَ العَالمُ منْ حوْلِكُم . منْ هُنا يَجِبُ أنْ تَبْدَؤُوا ....من رسَالة القِراءة أولاً ص 14
    قال عباس محمود العقاد في سيرته الذاتية ( أنا ) :
    لست أهوى القراءة لأكتب ، ولا لأزداد عمرًا في تقدير الحساب، إنما أهوى القراءة لأن لي في هذه الدنيا حياة واحدة ، وحياة واحدة لا تكفيني ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة، القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة، لأنها تزيد هذه الحياة عمقا. اهـ
    - مُطَالَعَةُ الْكُتُبِ تُفَتِّقُ الِّذِهنِ ، وَتَهْدِي العِبرَ والْعِظَات ، وتَمدُّ الْمُطّلِعَ بِمَددٍ منَ الْحِكَمِ ، وتُطْلِقُ اللِّسان ، وتُنْمِّي ملَكةَ التّفْكِير ، وتُرَسِّخُ الْحَقَائِق ، وَتَطْرُدُ الشُّبَهَ ، وَهيَ سَلْوَةٌ للْمُتَفَرِّدِ ، ومُناجاةٌ للْخَاطرِ ، ومُحَادثةٌ للسّامِرِ ، ومُتْعَةٌ للْمُتَأمِّلِ ، وَسِراجٌ للسّارِي ، وكُلّمَا كُرّرَت المَعْلُومةُ وضُبِطَتْ ، ومحصَتْ ، أثْمَرت وأينَعت وحَانَ قِطَافُهَا ، واستَوت على سُوقِها ، وآتت أكُلَها كلَّ حِين بإذنِ ربِّها ، وبلغَ بها الكِتابُ أجَلَهُ ، والنّبأُ مُسْتَقَرّهُ . وَهَجْرُ الْمُطَالَعة ، وتركُ النّظَرِ فِي الْكُتُبِ والانفِرادِ بِهَا ، حُبْسَةٌ فِي اللّسان ، وحصْرٌ في الطّبعِ ، وركودٌ للخَطِرِ ، وَفُتُورٌ للعقْلِ ، وموْتٌ للطّبيعة ، وذُبُولٌ فِي رَصيدِ المَعْرِفة ، وجَفَافٌ للفِكْرِ ، وما مِن كِتَاب إلاّ وفِيهِ فَائِدةٌ أوْ مثَلٌ ، أو طُرْفَةٌ أوْ حكَايَةٌ ، أوْ خَاطِرَةٌ ، أو نادرةٌ . هذا وفوائِدُ القِراءَةِ فوْقَ الحصْر ، ونعُوذُ بالله من موتِ الهِمَمِ وخِسّة الْعَزِيمة ، وَبُرود الرّوح ، فَإنّها منْ أعظَمِ الْمَصَائِب . اهـ لا تحزن ص 253
    - ولاَ تَحْسُنُ اليومَ الـمُجالسةُ إلاّ لِكتـابٍ يُحدِّثُكَ عن أسْرارِ السّلفِ ، فأمّا مُجَالسَةُ العُلَماءُ فَمُخَاطرة ، إذْ لا يَجْتَمِعُونَ عَلَى ذِكرِ الآخِرَةِ في الغَالبِ ، ومجالسةُ العوام فتنة للدينِ ...[صيد الخاطر ص390 ]
    - فَسَبِيلُ طَالبِ الكَمَال فِي طَلَبِ العِلْمِ الاطِّلاعُ على الكُتُبِ التي قد تخلَّفت من المُصنّفات ، فَلْيُكْثِر من المُطالعة ، فإنّهُ يَرى من عُلُوم القَوْمِ وعلو هِمَمِهِم ما يَشحذُ خاطِرَهُ ، ويُحَرِّكُ عزِيمتَهُ للجد ، وما يخْلُو كِتابٌ مِن فَائِدة .
    وأعوذُ بالله من سير هؤلاء الذين نُعاشِرُهم ، ولا نرى فيهم همّةً عاليةً فيَقْتَدي بها المُبْتَدِي ، ولاَ صَاحب وَرَع فَيَسْتَفِيد منهُ الزّاهد . [صيد الخاطر ص 503] .
    - وَ إِنِّي أُخْبِرُ عن حَالِي : مَا أَشْبعُ منْ مُطالعةِ الكُتُبِ ، وإذَا رأيْتُ كِتاباً لمْ أرَهُ ، فَكَأنِّي وَقَعْتُ عَلَى كَنْزٍ . وَلَقَدْ نَظَرتُ فِي ثَبْتِ الكُتُبِ المَوْقُوفَةِ في المدْرَسةِ النِّظَاميةِ ، فَإذا بهِ يَحْتَوِي عَلَى نحو سِتةِ آلاف مجلَد ، وَفِي ثبت أبي حَنيفة ، وكتبِ الحُمَيْدي ، وكُتبِ شَيْخِنَا عبد الوَهّاب بن ناصر ، وكتبِ أبي محمد بن الخشّاب ، وكانتْ أَحْمَالاً ، وغَير ذلكَ من كل كتَابٍ أقْدِرُ عَلَيْهِ . ولو قُلْتُ : إنِّي طَالَعْتُ عِشْرينَ ألف مجَلد كَانَ أكثَر ، وأنا بعْدُ فِي الطّلبِ .
    فاسْتَفَدتُ بالنّظَرِ فِيها ، من مُلاحظَةِ سير القوْمِ ، وقَدْرِ هِمَمِهم ، وحِفْظِهِم ، وعِبَادَتِهِم ، وَغَرائِبِ عُلُومِهم ، ما لاَ يعْرِفهُ من لا يُطَالع ،فَصِرتُ أسْتَزْري مَا النّاسُ فِيه ، وأحْتَقِرُ هِمَمَ الطُّلاّبِ . لله الحمد . اهـ [
    صيد الخاطِر لابن الجوْزي ص 504] .

    قال الجاحظ في كتابه الحيوان ج 1 ص 50 فما بعدها مع بعض التّصرف :

    الكتابُ نِعْم الذُّخر والعُدّة ، ونِعْم الجليسُ والقعدة ، ونعم النشرة والنزهة ، ونعم المشتغل والحرفة ، ونعم الأنيس ساعة الوحدة ، ونعم المعرفة ببلاد الغربة ، ونعم القرين والدخيل ، ونعم الوزير والنزيل ، الكتاب وعاءٌ مُلئ علماً، وظرف حُشي ظرفاً ، إن شئت كان أعيا من باقل ، وإن شئت كان أبلغ من سحبان وائل ، وإن شئت ضحكت من نوادره ، وإن شئت بكيت من مواعظه ، ومن لك بواعــظٍ مثله ، وبناسـكٍ فاتكٍ ، وناطقٍ أخرس ، ومن لك بطبيبٍ أعرابي وهندي وفارسي ويوناني ونديمٍ مولد، ووصيفٍ ممتع ، ومن لك بشيء يجمع الأول والآخر والناقص والوافي ، والشاهد والغائب ، والرفيع والوضيع ، والغث والسمين ، والشكل وخلافه ، والجنس وضده ، وبعد .. فما رأيت بستاناً يحمل فـي ردن وروضة تنقل فـي حجر ينطق عن الموتى ويترجم عن الأحياء غيره ، ومن لك بمؤنس لا ينام إلا بنومك ، ولا ينطق إلا بما تهوى ، آمن مَنْ فـي الأرض وأكتم للسر من صاحب السر ، وأحفظ للوديعة من أرباب الوديعة ، ولا أعلم جاراً أبرَّ ، ولا خليطاً أنصف ، ولا رفيقاً أطوع، ولا معلماً أخضع، ولا صاحباً أظهر كفاية ولا عناية ، ولا أقل إملالاً وإبراماً ، ولا أبعد عن مراء ، ولا أترك لشغب ، ولا أزهد فـي جدال ، ولا أكف عن قتال من كتاب ، ولا أعلم بياناً ، ولا أحسن مؤاتاة ، ولا أعجل مكافأة ، ولا شجرة أطول عمراً ، ولا أطيب ثمراً ، ولا أقرب مجتنى ، ولا أسرع إدراكاً ، ولا أوجد فـي كل إبان من كتاب ، ولا أعلم نتاجاً فـي حداثة سنه وقرب ميلاده ورخص ثمنه وإمكان وجوده ، يجمع من التدابير العجيبة والعلوم الغريبة ومن آثار العقول الصحيحة ومحمود الأذهان اللطيفة ، ومن الحكم الرفيعة والمذاهب القديمة والتجارب الحكيمة ، والأخبار عن القرون الماضية والبلاد المتراخية والأمثال السائرة والأمم البائدة ما يجمع كتاب ، ولولا الحِكم المخطوطة والكتب المدونة لبطل أكثر العلم ، ولغلب سلطان النسيان سلطان الذكر ، ولما كان للناس مفزع إلى موضع استذكار ، ولو لم يتم ذلك لحرمنا أكثر النفع ، ومن لك بصاحب لا يبتدئك فـي حال شغلك ولا فـي أوقات عدم نشاطك ولا يحوجك إلى التجمل والتذمم ، ومن لك بزائر إن شئت جعلت زيارته غباً ، وورده خمساً ، وإن شئت لزمك لزوم ظلك .
    والكتاب هو الجليس الذي لا يُطريك ، والصديق الذي لا يقليك ، والرّفيق الذي لا يَمَلَّك ، والمستميح الذي لا يؤذيك ، والجار الذي لا يستبطئك ، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق ، ولا يعاملك بالمكر ، ولا يخدعك بالنفاق .
    والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك ، وشحذ طباعك، وبسط لسانك ، وجوَّد بيانك ، وفخَّم ألفاظك ، وعمَّر صدرك ، وحباك تعظيم الأقوام ، ومنحك صداقة الملوك ، يطيعك فـي الليل طاعته بالنهار ، وفي السفر طاعته فـي الحضر ، وهو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقرك ، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة ، وإن عزلت لم يدع طاعتك ، وإن هبَّت عليك ريحُ أعدائك لم ينقلب عليك، ومتى كنت متعلقاً به ، ومتصلاً منه بأدنى حبل لم يضرك منه وحشة الوحدة إلى جليس السوء ، وإن أمثل ما يقطع به الفراغ نهارهم وأصحاب الكفاية ساعة ليلهم نظرة فـي كتاب لا يزال لهم فيه ازدياد أبداً فـي تجربة وعقل ومروءة وصون عرض وإصلاح دين ومال ورب صنيعة وابتداء إنعام .
    ولو لم يكن من فضله عليك وإحسانه إليك إلا منعه لك من الجلوس على بابك ونظرك إلى المارة بك مع ما فـي ذلك من التعرض للحقوق التي تلزم ، ومن فضول النظر، وملابسة صغار الناس، وحضور ألفاظهم الساقطة ، ومعانيهم الفاسدة ، وأحوالهم الردية وطرائقهم المذمومة ، وأفعالهم الخبيثة القبيحة ، لكان فـي ذلك السلامة، ثم الغنيمة وإحراز الأصل مع استفادة الفرع .
    ولو لم يكن فـي ذلك إلا أنه يشغلـك عن سخف المنى وعن اعتيــاد
    الراحة وعن اللعب وكل ما أشبه ، لقد كان فـي ذلك على صاحبه أسبغ النعمة وأعظم المنَّة ، وهو الذي يزيد فـي العقل ويشحذه ويداويه ويهذبه وينفي الخبث عنه ، ويفيد العلم ، ويصادق بينك وبين الحجة ، ويقودك للأخذ بالثقة ، يعمر الحال ، ويكسب المال ، وهو منبهة للمورث، وكنز عند الوارث؛ غير أنه كنز لا زكاة فيه ، ولا حق للسلطان يُخرج منه، هو كالضيعة التي لا تحتاج إلى سقي ولا إسجال بإيغار، ولا إلى شُرط ولا أكار، وليس عليها عشر للسلطان ولا خراج، ولولا ما رسمت لنا الأوائل فـي كتبها ، وخلَّدت من عجيب حكمها ، ودوَّنت سيرتها حتى شاهدنا بها من غاب عنا، وفتحنا به كل منغلق، فجمعنا فـي قليلنا كثيرهم وأدركنا ما لم ندركه إلا بهم . اهـ
    - " إنَّ السّرورَ والإنشراحَ يأتِي معَ العِلمِ ، لأنّ العِلْمَ عُثُورٌ على الغَامضِ ، وحصولٌ على الضّالة ، واكتشافٌ للمَسْتُور ، والنّفْسُ مولَعَة بِمَعْرِفَةِ الْجَديدِ والاطلاَعِ على المُستَطرفِ " كتاب لا تحزن ص 90
    قال أبو عُبيدة : قال المهلّبُ لبنيه في وصيّتِه : يا بَنِيّ لا تقوموا في الأسواق إلا على زرّاد [ صانع الدّروع ] أو ورّاق . وقال الجاحظ في كتابه الحيوان : سمِعتُ الحسن اللّؤلُؤي يقول : غبرتُ [ مكثتُ ] أربعين عاما ما قِلْتُ ولا بتّ ولا اتكاتُ إلا والكتاب موضوع على صدري . وقال ابنُ الجهم : إذا استحسنتُ الكتاب واستدجته ، ورجوتُ منه الفائدة ورأيتُ ذلك فيه ، فلو تراني وأنا ساعة بعد ساعة أنظر كم بقي من ورقه مخافةَ استنفاذه ، وانقطاع المادّة من قلبه ، وإن كان المصحفُ عظيمَ الحجم كثير الورق ، كثير العدد – فقد تمّ عيشي وكمُل سروري . وذكر العُتبي كتابا لبعض القُدماء فقال : لولا طوله وكثرة ورقه لنسخته . فقال ابنُ الجهم : لكنّي ما رغّبني فيه إلا الذي زهّدك فيه ، وما قرأت كتابا كبيرا فأخلاني من فائدة ، وما أحصي كم قرأت من صغار الكُتبِ فخرجتُ منها كما دخلت . قيل للمأمون ما ألذّ الأشياء ؟ قال التنزه في عقول الناس يعني القراءة في الكتب .

    قال ياقوت الحموي في معجم الأدباء ج 4 ص 474 :حدّث أبو هفّانَ قال : لم أر قطّ ولا سمعتُ من أحبّ الكتبَ والعلومَ أكثر من الجاحظ ، فإنّه لم يقع بيدِه كتاب قطّ إلا استوفى قراءته ، حتّى إنّه كان يكتَري دكاكينَ الْكُتْبيين ، ويبيتُ فيها للنّظر . والفتحُ بنُ خاقان ، فإنّه كان يحضُرُ لِمُجالسة المتوكّل ، فإذا أراد القيام لحاجة أخرج كتاباً من كمّه أو خفّه وقرأه في مجلِس المتوكّل إلى حين عوْدِه حتّى في الخلاء . وإسماعيل بن إسحاق القاضي فإنّ ما دخلتُ إليه إلا رأيته ينظرُ في كتاب ، أو يُقلّب كُتُباً أو ينفُضُها .

    قال ابن القيّم في روضة المحبّين ص 106 : قيل لامرأة الزّبير بن بكّار – أو غيره - : هنيئاً لكِ إذ ليست لك ضرّة ، فقالت : والله لهذه الكُتب [ وأشارت إلى مكتبته ] أضرُّ عليّ من عِدّة ضرائِر .

    وحدّثني أخو شَيخِنا عبد الرحمن بن تيمية عن أبيه ، قال : كان الجدّ إذا دخل الخلاءَ يقولُ لي : اقرأ في هذا الكتاب وارفع صوتَك حتى أسمع . وأعرف من أصابه مرضٌ من صُداع وحمّى وكان الكتاب عند رأسه ، فإذا وجد إفاقةً قرأ فيه ، فإذا غُلِب وضعَه ، فدخل عليه الطّبيبُ يوماً وهو كذلك ، فقال : إنّ هذا لا يحلّ لك فإنّك تُعين على نفسِك وتكونُ سببا لفوات مطلوبك . اهـ بتصرّف

    قال المتنبي :

    أعزّ مكان في الدنا سرجُ سابح وخير جليس في الزمان كتابُ

    قال أمير الشّعراء في عصره أحمد شوقي :

    أنا من بدّل بالكتبِ الصِّحابا لم أجد لي وفيا إلا الكتابا

    وسُئل الإمامُ محمد بن اسماعيل البخاري عن دواء للحفظ فقال: إدمان النظر في الكتب .

    قيـل لأرسطـو: كيـف تحكم على إنسـان؟ فأجـاب: أسأله كم كتاباً يقرأ وماذا يقـرأ ..

    قال : أبـو عمرو بن العـلاء : ومـا رأيت أحداً وفي يده دفـتر، وصاحبـه فـارغ اليـد، إلا اعتقدت أنه أعقل وأفضل من صاحبـه ...
    سئَلَ أحدُ أبناءِ الفيْلسوف الأمريكي وليم جيمس أباهُ قائلاً : إذا سألني النّاسُ عن مهنتكَ ، فماذا أقولُ لهم يا أبتاهُ ؟ فقال : يا بُني قل لهم : إنّ أبي دائِمَ التّجوالِ ليلقى الأدباءَ والعلماءَ والمفكّرينَ ، من كل عصْر وجنس ودين ، يصغي إلى الأموات منهم ، كما يصغي إلى الأحياء ، يصافحهم على الرّغم من المسافات الشّاسعة الّتي تفصِلُهُ عنهم ...إنّهُ لا يعبأُ بحدُودٍ جُغرافيةٍ ولا فترات زمانية .
    قال أحدُهم تعليقاً على هذا الكلام : ولو رُحنا نبحثُ في حياة المتفوّقينَ في تاريخ البشرية لوجدنا أنّهم كانوا قُرّاءً نهمينَ يتمثّلون ما يقرؤون ، ويُضيفونَ إليهِ من ذواتِ نُفوسهم وبنات أفكارهم ما يحقّقُ لهم فُرَصَ الإبداع والتّفوقِ . اهـ وقال الرّئيسُ الأمريكي الثّالث جفرسون : إنّ الذين يقرؤونَ فقط هم الأحرار ، ذلك لأنّ القِراءَةَ تطردُ الجهْلَ والخُرافةَ ، وهما من ألذّ أعداء الحرّية .
    وقال جان بول سارتر :
    إن الكتاب وهو ملقى على الرّف أشبهُ بالجسم الميّت تدبّ فيه الحياة إذا ما امتدت إليـه يـد القارئ ..
    قال الكاتب الفرنسي مونتين :
    أن تقرأ ، يعني أن تجـد الصديق الذي لن يخونك أبـداً ..
    سُئلَ فولتير عمّن سيقودُ الجنسَ البشري فأجابَ : الذين يعرفون كيفَ يقرؤون !
    قال فرانسيس بيكون : القراءة تصنـع الرجـال .
    هنري والاس : أحيـــاناً تكـون قراءة بعض الكتـب أقوى من أي معركـة .
    اولوس جاليوس : الكتاب معلّم صامت .
    جيلبرت كيث تشيسترتون : غرفة بلا كتب كالجسد بلا روح .
    أوليفر ونديل هولمز :
    الكتب التي نقرؤها يجب أن نختارها بعناية فائقة وبهذا نكون كالملك المصري الذي كتب على مكتبته : عقاقير الروح .
    غيلبرتهايت : الكتب ليست أكوام من الورق الميت.. إنها عقول تعيش على الأرفف..
    هنري فيلدينغ :
    يمكن للكتب أن تفسدنا كما يفسدنا الصاحب.
    راي برادبوري : ليس عليك أن تحرق الكتبَ لتدمر حضارة، فقط اجعل الناس تكف عن قراءتها ويتم ذلك .
    جوزيفبرودسكاي : الجريمة الأخطر من حرق الكتب هي عدم قراءتها.
    البرت هيوبارد :
    لن يكون هناك بلد متحضر حتى ينفق على الكتُب أكثر مما ينفق على شراء "العلكة " .
    جيمس شيرلي : لم أعرف فـي حياتي ساعات أحلى وأسعد من تلك التي قضيتها بين كتبي .
    جورج كردب : إن من يقرأ كثيراً تساوره الرغبة في أن يكتب .
    روكرت : شأن من يملك كتباً كثيرة، ولم يقرأ منها شيئاً، شأن البخيل والكنز الذي جمعـه .
    جون دنهـام : الكتب ينبغي أن تؤدي إلى واحدة من هذه الغايات الأربع: إلى الحكمة أو التقوى أو المتعة أو الفائدة .
    شوبنهـار : لا يعزّ عليّ سوى ترك مكتبتي الخاصة، فلولا الكتب في هذه الدنيا لوقعت منذ زمن طويـل فريسة لليأس ..
    - الإمام السّيد (شكري الآلوسي) فقد ذكر عنه الشّيخ أبو غدّة في كتابه ((العلماء العزّاب الذين آثروا العلم عن الزّواج)) نقلا عن العلاّمة بهجة الأثري أنّه قرأ لسانَ العربِ لابن منظور ثلاث مرّات من أوله إلى آخره بالترتيب قراءة تدبّر وتأمّل وإمعان نظر - وهو في عشرين مجلّداً - لتتمثل في ذهنه هيآت المفردات ويتعمّق حسُّه اللّغوي . ولعلّ كتاب لسان العرب من أيسر ما قرأ واستوعب في عمره المديد . اهـ ص 225
    فاسمع للعلاّمة أبي فِهْرٍ محمود محمد شاكر ((رحمه الله)) ما يقولُ وهو لم يبلغ عقده الثالث / قال رحمه الله في كتابه العجيب والنّفيس ((المتنبي رسالة في الطريق إلى ثقافتنا)) ص 6 طبعة دار المدني : ((بدأتُ بإعادة قراءة الشّعر العربي كُلِّهِ ، أو ما وقعَ تحتَ يدي منه يومئذ على الأصح ، قراءة متأنية طويلةَ الأناة عند كلّ لفظ ومعنًى ...)) اهـ
    أنــــا لا أعترض إذاً أنا موجود ....!!

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    قال أبو عُبيدة : قال المهلّبُ لبنيه في وصيّتِه : يا بَنِيّ لا تقوموا في الأسواق إلا على زرّاد [ صانع الدّروع ] أو ورّاق .
    هنا قفز إلى ذهني قوله تعالى " وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ" الأنفال 60
    فبهذا يكون الإعداد
    إعداد الأمة لتبني حضارتها
    وإعداد الأجيال لتضع قواعد المجد وأسس بنيانه
    وإعداد الأفراد ليقوم كل بدوره على أكمل وجه

    كنت أرى الكتاب صاحبا فوجدته مربيا

    موضع قيم ومختارات لا ينتقيها إلا متبحر في عوالم الثقافة والابداع

    دمت بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة

    هنا قفز إلى ذهني قوله تعالى " وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ" الأنفال 60
    فبهذا يكون الإعداد
    إعداد الأمة لتبني حضارتها
    وإعداد الأجيال لتضع قواعد المجد وأسس بنيانه
    وإعداد الأفراد ليقوم كل بدوره على أكمل وجه

    كنت أرى الكتاب صاحبا فوجدته مربيا

    موضع قيم ومختارات لا ينتقيها إلا متبحر في عوالم الثقافة والابداع

    دمت بألق

    الأستاذة الفاضلة ربيحة / شكرا لحضورك المتميز دائما / لله درك ،، وتقبلي من أخيك أسمى تحية

  4. #4
    الصورة الرمزية احمد خلف قلم فعال
    تاريخ التسجيل : May 2011
    الدولة : الإمارات حالياً
    المشاركات : 1,348
    المواضيع : 200
    الردود : 1348
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    مشاركة رائعة أكبر من مخيلتنا كل يوم تأتينا بالجديد أيها السملالي
    لتثبت لنا أننا أميون في محيط حرفك الذي لا يطال مهما فعلنا
    تسلم أيها البارع الفنان فى إسعاد قراءك وما كان لثغرنا بالابتسام
    لولا وجود مجهوداتك الجبارة فى إسعاد غيرك
    التحية والإجلال لك
    أيها الأستاذ الفاضل والتحية لكل من يبدع لإسعاد الآخرين
    لك مودتي واحترامي
    كن ابن من شئت واكتسب أدبا....يغنيك محموده عن النسب

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد خلف مشاهدة المشاركة
    مشاركة رائعة أكبر من مخيلتنا كل يوم تأتينا بالجديد أيها السملالي
    لتثبت لنا أننا أميون في محيط حرفك الذي لا يطال مهما فعلنا
    تسلم أيها البارع الفنان فى إسعاد قراءك وما كان لثغرنا بالابتسام
    لولا وجود مجهوداتك الجبارة فى إسعاد غيرك
    التحية والإجلال لك
    أيها الأستاذ الفاضل والتحية لكل من يبدع لإسعاد الآخرين
    لك مودتي واحترامي
    الأستاذ الفاضل أحمد خلف /
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا /
    وغفر الله لك فقد وصفتني بما لا أستحقه وشهدت لي بالفضيلة على غير علم :
    أعيدها نظرات منك صادقة ...أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

المواضيع المتشابهه

  1. وما ذنبك .... وما ذنبي ؟؟؟؟؟
    بواسطة سمو الكعبي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 41
    آخر مشاركة: 01-06-2013, 05:27 PM
  2. وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم
    بواسطة عبدالصمد حسن زيبار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 30-06-2010, 11:38 AM
  3. هذيان لا يخلو من حكمة
    بواسطة يحيى السماوى في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 02-10-2007, 04:40 PM
  4. ما القُصَيْصَة؟ وما القُصَيْصِصَة؟ وما القُصيْصيصة؟ ( أسئلة أجناسية )
    بواسطة محمد محمد البقاش في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21-08-2007, 02:07 PM
  5. صحوة المجلات الأدبية .. هل لها فائدة؟
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-04-2006, 07:19 PM