رسالة إلى الدنيا
أعلم أنك تقرأين رسالتي, والشماتة والسخرية والضغينة هي الصور النفسية التي تراود مخيلتك , كلما وصلتك
رسالة من أي إنسان مهما كانت البحار التي سترسي على شوطئها سفينة فكره ومعتقداته ومفاهيم الخير والشر عنده
, ولعمري إن نظرة الزهو والخيلاء ممن سيفنى الفناء الأبدي إلى من سيبقى البقاء الأبدي لهو أمّر عجاب , وعندي
إن وصفك بالحقيرة لهو تهمة للحقارة لا تبرأ منها إلا إذا دعتك يا .....أمي , وإن نعتك بالجيفة البالية لهو تذكير
للكلاب الشاردة بنوع طعامها إذا نسيت وصفه , وحسبك أن تعلمي بأنك لا تساوي عند الرحمن جناح البعوضة حتى
تدركي عمق سقوطك من عين الله , فما بال أقوام لا يرون فيك إلا بهجة الحياة , ومفاهيم السعادة التي لا تغيب
شمسها إلا بظلام الموت ,وكأن أموال قارون لا تزال باقية إلى زماننا هذا وقد ضاقت بها خزائن الأرض ولم تخسف
مع الجاهل الذي أعتقد بأنه ما كسبها إلا بعلمه, وكأن فرعون وهامان وجنودهما ما زالوا يعيثون قتلا وتنكيلا
وفسادا بالعباد والبلاد ولم يصبح البحر هو موطىء قدمهم الأخير في هذه الدنيا , وكأنّ الأباء والأمهات لا يودعون
فلذاّت أكبادهم صغارا بعد أن ألقت أرواحهم التحية والسلام على ملائكة السماء , وهل بات الجمال هو الصديق الذي
لا يفارق صاحبه مهما حفرت التجاعيد أخاديدها في وجه صاحبه بفعل السنين والأيام!! , وهل قساوة الطبيعة
ورذائل الإنسانية لا تولد في هذا الكون إلا مرة واحدة!! , فإإني والله لأحذر منك كما يحذر الراعي من تظاهر الذئب
بالعزوف عن الصيد , وأعلم أنك ترغبين بالزواج من الإنسانية , فمن تقدم لخطبتك وكان مهره ظلم وطمع وجهل
وسذاجة فقد ظفر بأوهامك وخسر ما لا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر , ومن كان مهره إحسان وقناعة وعلم
وبصيّرة , فقد ظفر بما لديك من معان راقية وحظي بما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين , ألا أيّتها الساحرة الجذّابة
الفاتنة , قد تنام الأعين لتحلم بك , وتخفق القلوب طربا بذكرك , لكن الروح لا تضيق ذرعا إلا بك , فمن أرادك
صديقا له , يقع عليه خطر الغدر , ومن اتخذك عدوا له فإنه وإن لم يقهرك يوما ما , فإنه سيأمن بوائقك , هذه
رسالتي قد وضحت معانيها لك , فإذا ما قرأتها ورأيت فيها ذمّا لك , فإني سأعلم حينها بأنّ رسالتي إلى الدنيا
قد......وصلت
هذا وما الفضل إلا من الرحمن
بقلم..........ياسر ميمو
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي
